أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - الوصاية الدينية في فقه ابن حجر العسقلاني













المزيد.....

الوصاية الدينية في فقه ابن حجر العسقلاني


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 4481 - 2014 / 6 / 13 - 09:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في تقرير لأحد الإرهابيين على الشبكة العنكبوتية قال أننا ننفذ ما قاله ابن حجر العسقلاني بضرورة حراسة الدين من الفاسدين، قلت هل لو كان المتكلم فاسداً فهل يجوز للآخرين قتاله أو تحذيره؟!...

وما الذي يضمن استقامة النفس من الضلال والزيغ؟..وهل سلوكياتنا دائماً صحيحة؟..فلماذا يُنصّبون هؤلاء أنفسهم على الناس بدعوى حراسة الدين؟..وهل ابن حجر العسقلاني (ت 852هـ) المعدود من كبار علماء السنة بل يكاد يكون هو المرجعية الأولى للحكم على الرواه وهو الثقة في شرح البخاري..هل هو الآخر معصوم أو أنه سليم النفس لا يُخطئ، وهل تقريره بضرورة حراسة الدين ينسحب على من ؟..أي من الذي له حق الدفاع وماذا سنفعل إذا اختلف المسلمون في تعيين قُضاتهم الشرعيين؟

تعالوا نستعرض كلام ابن حجر:

يقول في سياق نُصرة الحق وقتال الباغين.." قال الطبري لو كان الواجب في كل اختلاف يقع بين المسلمين الهرب منه بلزوم المنازل وكسر السيوف لما أقيم حد ولا أبطل باطل ولوجد أهل الفسوق سبيلا إلى ارتكاب المحرمات من أخذ الأموال وسفك الدماء وسبي الحريم بأن يحاربوهم ويكف المسلمون أيديهم عنهم بأن يقولوا هذه فتنة وقد نهينا عن القتال فيها وهذا مخالف للأمر بالأخذ على أيدي السفهاء" انتهى(فتح الباري 13/34)

شرح كلام ابن حجر: يقول أن الواجب عند وقوع الخلاف بين المسلمين أن لا يجنح أحد للسلام ،أو أن يطلب أحدهم السكوت أوخفض الأسلحة، وأن الدين يُوجِب على المسلمين أن لا يقعدوا عن القتال في الفتنة، بل يجب أن يتحيزوا لأحد الفريقين، والحُجة هي قتال السفهاء والأخذ على أيديهم.

ابن حجر يقصد بأحد الفريقين هو الطرف(المسلم أو السني)وهو القائم على حدود الله حسب قاعدة الخلافة، وكون الخليفة هو الحارس لحدود الله وهو القائم على تقويم الناس بحملهم على الطاعة وجنوب المعصية.

حقيقة أن ابن حجر لجأ إلى أسلوب ملتوي لفض النصوص الداعية إلى عدم الوصاية على خيارات الناس والتي تدعو للسلام في زمن الفتنة، حيث لجأ إلى تأويل أشد الأحاديث مخالفةً لرأيه وهو حديث البخاري ومسلم..( إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول فى النار)..وهذا الحديث يهدم نظرية ابن حجر من جذورها ، ولكن لم يعجب هذا ابن حجر وفرض وصايته على النص حيث قال:

"وقد أخرج البزار في حديث القاتل والمقتول في النار زيادة تبين المراد وهي إذا اقتتلتم على الدنيا فالقاتل والمقتول في النار"..انتهى(المصدر السابق)

والمعنى أنه لا صحة لظاهر الحديث المتفق عليه بين البخاري ومسلم ، وأن الصحيح هو تأويل القاتل والمقتول بقتالهم على الدنيا، وكأن ابن حجر يوجه حديثه كي لايلزم ذلك أحداث الفتنة الكبرى والدليل أن في نفس الصفحة قال.." واتفق أهل السنة على وجوب منع الطعن على أحد من الصحابة بسبب ما وقع لهم من ذلك ولو عرف المحق منهم لأنهم لم يقاتلوا في تلك الحروب إلا عن اجتهاد وقد عفا الله تعالى عن المخطئ في الاجتهاد بل ثبت أنه يؤجر أجرا واحدا وأن المصيب يؤجر أجرين"..(المصدر السابق)

لقد ظهرت تأويلات الرجل لخدمة مذهبه السياسي السني الداعي إلى حُرمة التعرض لما وقع بين الصحابة، وأكاد أجزم أن هذه الرؤية لم تنتشر ويُقعّد لها القواعد والنصوص وتُكتب فيها الكُتب والمقالات إلا بفضل ابن حجر، فالرجل كان دائم التأكيد على هذه الرؤية، وعلى الرغم ما بها من مفاسد في الدين وفي الحياة والسلوك إلا أن ابن حجر فضّل أن يعفي المسلمين من الحديث في شأن الصحابة واختلافهم عبر قوله بحُرمة القعود في الفتنة، وبالتالي فما وقع بين علي ومعاوية هو اجتهاد على الدين لكليهما والصائب له أجرين والمخطئ له أجرُ واحد..!

لا يدري ابن حجر أنه بذلك قد شرع الوصاية الدينية أن يفسر كل مسلم ما يحدث من خلاف على أنه خلاف ديني، والحُجة لديه واضحة أن قتال الفاسقين واجب كي يقيم المسلمون حدود الله، وفي تقديري أن هذه الآفة التي لامست فقه ابن حجر هي آفة فقهية من جراء حديث الفقهاء في السياسة والتوسع فيها وتفسير الأحداث بما يوافق أهوائهم وميولهم السياسية، وإلا فما معنى قوله تعالى.."ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها"..ماذا يقول ابن حجر لله إذا قتل مسلماُ أخاه متعمدا بدعوى فسوقه أو بدعته، وماذا سيقول إذا اعتمد أحد الإرهابيين فتواه بجواز قتل المخالفين في الرأي؟!



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصحيح بعض مما ورد في دراسة الحجر الأسود
- حقيقة الحجر الأسود
- أعذرني ياسيادة الرئيس
- معالم فوز السيسي والأسد
- تحديات سيساوية (2-2)
- تحديات سيساوية (2-1)
- عوامل مساعدة لانتشار الإرهاب
- لماذا أنتقد حمدين صباحي ولماذا أرفض تخوينه ؟
- ماذا يحدث في ليبيا ؟
- شعب مصر والمسرحية السورية
- التصالح مع الإخوان..جريمة
- فقه الانتحار باسم الله
- فقه المعاملات البنكية
- عقدة قانون التظاهر
- ياسر برهامي ومحجوب عبدالدايم
- التراجع الأمريكي في مصر
- فيلم حلاوة روح والانشغال الجنسي..
- صور فيما بعد فوز أردوجان
- موقفي من ترشح المشير السيسي
- كيف نتعامل مع مشروع الشرق الأوسط الكبير ؟


المزيد.....




- فرحي أطفالك.. أجدد تردد قناة طيور الجنة على القمر نايل سات ب ...
- ليبيا.. وزارة الداخلية بحكومة حماد تشدد الرقابة على أغاني ال ...
- الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب ...
- المغرب: إحباط مخطط إرهابي لتنظيم -الدولة الإسلامية- استهدف - ...
- حركة الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة في الميدان اعطى دفعا قو ...
- الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة بالميدان اجبر العدو على التر ...
- أختري للعالم: هدف الصهاينة والأميركان إقصاء المقاومة الإسلام ...
- اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع ...
- شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه ...
- تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - الوصاية الدينية في فقه ابن حجر العسقلاني