أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فادي كمال الصباح - اذبحوا البقرة الطائفية في رؤوسكم














المزيد.....

اذبحوا البقرة الطائفية في رؤوسكم


فادي كمال الصباح

الحوار المتمدن-العدد: 4481 - 2014 / 6 / 13 - 02:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هنالك مثل يقول بأن البقرة التي تسقط يكثر ذابحيها, فبما يخص التطورات الخطيرة في العراق ,بعد الاحتلال الداعشي لمساحات واسعة منه والانهيار المريب و التشتت الفظيع الذي حصل للقوات العراقية هناك بفعل خيانات كبرى على خلفية طائفية, أصبح المالكي هدفا لأغلب الانتقادات وتصفية الحسابات و إلقاء مسؤوليات النكسة الكبرى عليه, و كأن بسبب إدارته الفاشلة حصل ما حصل , وانتفض مجتمع البيئة الحاضنة لداعش و أخواتها بوجه سوء إدارته, كأن الشعوب العربية ,شعوب متحضرة ! حتى تنتفض لحقوقها المهدورة و لضعف الأداء الحكومي و ضد القمع والاستبداد و لأجل الحريات و حقوق الانسان.
سقط سهوا ً أو مكراً عن بال ذابحي المالكي في أسوأ أيامه, أن المواطن العربي في دول الشرق أوسطية المتعددة الطوائف لا تهمه كثيراً حقوقه الاجتماعية و المعيشة و الإنسانية بقدر ما تهمه طائفة الحاكم و طائفة الشريحة المسيطرة على مقاليد و مفاصل الحكم أي بكونها من طائفته أم لا ,و في حال شعوره بانتقاص حقوق طائفته بالحكم بغض النظر عن عدالتها أو حجم تمثيلها الطبيعي,لا يتوانى عندما تسنح له الفرصة ,أن ينتفض بالتعاون حتى مع الشيطان لإحلال حاكم من طائفته مكانه, فيشعر حينها بوجوده و اكتمال حقوقه.

المشكلة ,هي باختصار , مهما فعل المالكي و حتى لو كان أحكم وأعدل شخص بموقعه, ما كان ليرضي فئات لا تتقبل الأخر المختلف طائفيا عنها , مشاركتها بالحكم الذي كان حكرا لها طيلة عشرات السنين , فلو كان المالكي من طائفتها و حتى لو كان أسوأ بستين مرة بإدارته, لا احد منهم سينطق بكلمة واحدة, طالما أن الحكم و مقاليده بيد الطائفة.
من عجائب التاريخ أن من اساليب الحصول على الحقوق الطائفية المهدورة , إستخدام العمليات الانتحارية ضد المدنيين المحسوبين على طائفة الحاكم ,بمعدل عشرات العمليات شهريا ,موقعة آلاف الشهداء والجرحى , فكيف يمكن لهم اقناع العالم بمظلوميتهم ؟ واكبر دليل على مظلوميتهم! ,عشرات التفجيرات الانتحارية شهريا بأحياء ظالميهم.!
كما من أغرب ما لاحظته أيضا, خلال هذه الأيام القليلة , خروج الجني الداعشي من قمقم قلوب العديد ممن يصنفون أنفسهم سنة معتدلين و حتى علمانيين من أصول سنية, على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.
أتفهم أن يتعاطف السني المعتدل او حتى الملحد من اصل السني مع الإخوان المسلمين أو حماس أو الجيش الحر , لكن أن يظهر فرحته بانتصار لداعش !, داعش تلك التي لطالما فلق رأسنا السني المعتدل بعدم تمثيلها للإسلام و تشويهها لشريعته السمحاء!, تصبح جماعة من الأبطال والأسود ,فقط لأنها سددت ضربة قوية بحق حكومة يترأسها رجل مختلف طائفيا.

العربي لم يخرج بعد من العقلية القبلية البدوية ,التي تحدد موقفه من جهات صراع ما , بـ " أنا و أخي على إبن عمي و أنا و إبن عمي على الغريب".
منذ مدة قصيرة تفاجأت بمنشور على حساب فيسبوك لأحد الكتاب المحسوبين على مذهب المعتزلة المتغني بالعقل, يخبر عن مبادرته بمراسلة شيخ سلفي للوقوف بوجه المد اللاديني في العالم الإسلامي, وهذا نصه الحرفي :
" قبل فترة وبعد جزعي من الانتشار غير المسبوق للادينية, قمت بالاتصال بأحد دعاة السلفية الكبار, وقلت له أن الوضع جدّ خطير ويستحق أن نتجاوز خلافاتنا الإسلامية - الإسلامية ونتعاون سويا للتصدي لهذا المدّ. فأجابني بالرفض لأن الأخ يعتبرنا أشد خطرا من الملاحدة!"
فاستهجنت ، معلقاً على كلامه , هل من العقل والمنطق أن تبادر الى مد يد التعاون مع أصحاب فكر دموي رجعي يكفركم ، بوجه أصحاب فكر عقلي و علمي. أليس من الأولى أن تفكر بالتعاون مع اللادينين بمواجهة خطر الفكر الوهابي،المسؤول عن اغلب الخراب و الصراع في الدول الإسلامية. عزيزي عن أي تجاوز للخلافات ، فهل تظن بأنهم سيعترفون بكم أم سيرتقون بفكرهم جراء تعاون ظرفي, فأنت بكلامك هذا, تؤكد ما يقوله البعض انه ليس هنالك إسلام معتدل و أخر متطرف فالكل بلحظة ما يصبح متطرفا.
لا حل إلا بالاعتراف بالأخر ,و بوجوده الفكري والعقائدي و مشاركته بإدارة البلاد, لكن هذا الكلام ضرب من الخيال في حالة مذاهب أحادية الفكر, أسست على كراهية الأخر و مستمرة جراء توارث الأحقاد و الخلافات على أحقية السلطة التي مضى عليها أكثر من 1400 سنة جيلا بعد جيل.
فبدل أن تذبحوا المالكي على مصائبكم ,اذبحوا البقرة الطائفية في رؤوسكم, فداءاً لوطنكم و مستقبل أبناءكم.



#فادي_كمال_الصباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهافت أدلة الاعجاز العددي في القرآن الكريم - دليل عدنان الرف ...
- ريهام السعيد المثيرة للشفقة طبعاً
- متفرقات بنقد الدين والمتدينين-5
- دعوة الى مشروع توثيق النصوص الدينية الغير اسلامية المتوازية ...
- متفرقات بنقد الدين والمتدينين-4
- سقطة الشافعي بإثبات وجود الله عبر ورقة التوت
- القرآنيون و تبرأتهم القرآن من بتر يد السارق
- الانتحاري و حبوب النشوة
- الجنس الموهوم مع الحور العين
- الله و الفرعون و حد الحرابة
- متفرقات بنقد الدين والمتدينين-3
- النفاق الوهابي بتحريض السنة ضد الشيعة
- متفرقات بنقد الدين والمتدينين-2
- البحث عن نكاح الجهاد في التراث الاسلامي
- الإله الخالق فرضية ظنية وليس بالحقيقة اليقينية
- قصة موسى و الخضر بين القرآن والتلمود
- من تدليسات مدعي الاعجاز القرآني - مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْت ...
- نقد معجزات الانبياء
- نقد الاعجاز القرآني
- صراع الاله والشيطان في القرآن


المزيد.....




- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فادي كمال الصباح - اذبحوا البقرة الطائفية في رؤوسكم