مهاب مجدى يوسف
()
الحوار المتمدن-العدد: 4480 - 2014 / 6 / 12 - 20:14
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
منذ عام تقريباً كنت أشاهد حلقة من برنامج " سؤال جرئ " ( للأخ رشيد المغربي ) و كانت الحلقة 160 بعنوان " تعليقات على أحاديث صحيحة " الجزء الثاني ... 01:19:36 :D
كان يتحدث عن حديث يقول أن الساعة ستكون قبل أن " يصل طفل إلى الهَـرم ( الشيخ البالغ أقصى الكِـبَـر )" – ذكرها بإعتبارها نبوءة كاذبة لأن الساعة لم تقم بعد ... ثم ذكر نبوءة المسيح عن خراب الهيكل بإعتبارها نبوءة صادقة ,,, ليضع شئ من المقارنة بين المسيح و محمد من ناحية النبوءات ....
إنتظرت ظنناً مني أنه سيأتي بكلام المسيح عندما تحدث عن نفس الموضوع ( المجئ الثاني و الدينونة العظيمة ) و يرد عليها كـ شُبهة أو يوضح ما فيها ليقول إنها ليست كالحديث الذي ذكره !! و لكنه لم يلتفت إلى هذه النصوص مُطلقاً !!! إعتبرت لهذا الموقف فرضيتان : الفرضية الأولى : أنه يعرف هذه النصوص و لم يذكرها , و في هذه الحالة أنا أعتبرها تدليساً .. الفرضية الثانية : أنه لا يعلم هذه النصوص ! و في هذه الحالة سأعذره ... ليس على الجاهل حرج :)
هذه الحلقة كانت في شهر أبريل عام 2010 , كنت شاهدتها عندما أّذيعت مباشر في ذلك الوقت ... و أعدت مشاهدتها منذ عام تقريباً , و مرة آخرى قبل كتابتي لهذه المقال :D ...
منذ أيام قابلت الموقف بنفس صورته و لكن من الناحية الآخرى ... شخص ينتقد المسيحية بالنصوص التى تتحدث عن المجئ الثاني للمسيح و الدينونة . و بالطبع لم يلتفت إلى الأحاديث التى تحدثت عن النفس الموضوع تقريباً بنفس الطريقة !!!! عندها كررت كلامي السابق : في حالة أنه يعرف هذه الأحاديث فهو يدلس , أما في حالة عدم مع معرفته فليس على الجاهل حرج :)
نتحدث في صُلب الموضوع :
**** أولاً : هل المسيح يعرف ميعاد المجئ الثاني ؟؟
المسيح تحدث عن علامات المجي الثاني و الدينونة بالتفصيل ... لكن هل يعرف اليوم و الساعة بالتحديد ؟؟؟ لن نتحدث بالنيابة عنه فالمسيح نفسه يتحدث عن نفسه :
* وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ وَلاَ مَلاَئِكَةُ السَّمَاوَاتِ إِلاَّ أَبِي وَحْدَهُ. .. متى 24 : 36
* وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ وَلاَ الاِبْنُ إلاَّ الآبُ. .. مرقس 13 : 32
==( في الترجمات الآخرى لا يوجد إختلافات حول النص المذكور في مرقس ... لكن النص المذكور في متى هناك إشكالية نقدية , النسخ التى تتبع النقد النصي بها جملة " ولا الإبن " )
لن أخوض جدال لاهوتى ... لكن رأيي الشخصي أن المسيح ناسوتياً لا يعرف الساعة ولا " الإبن " لاهوتياً ( أعتقد الكلام دقيق بما يكفي " ولا الإبن " .. كان من الممكن الوصول إلى تأويل أنه يقصد المسيح جسدياً إذا قال " ولا أنا " – لكن في نظري الموضوع محسوم إلى حد ما ! ) و هذا لا يقلل من كون الإبن إقنوم إلهى .. كما أن عدم مشاركة الآب في الدينونة لا يقلل من كونه إقنوماً إلهياً ...
من إحدى الإجابات على أن المسيح قال أنه لا يعرف الساعة " ولكي لا يسأله التلاميذ عن موعد حدوث ذلك قال لهم ..... " , شخصياً أعتبره تبريراً مُثير للسخرية جداً !!! لأنه لا يقبل أن يكون المسيح لا يعرف الساعة و لكنه يقبل أن المسيح " يكذب " -_-
**** ثانياً : هل محمد يعرف الساعة ؟؟؟
إسلامياً الموضوع محسوم ... سأذكر الآيات القرآنية فقط للتأكيد :
* إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ... لقمان 34
* يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي ... الأعراف 187
* يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا ... الأحزاب 63
* يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (44) إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا (45) ... النازعات
-----------------------
قلب الموضوع :)
-----------------------
**** ثالثاً : نصوص الإنجيل التى تتحدث عن المجئ الثاني و الدينونة ...
* وَمَتَى طَرَدُوكُمْ فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ فَاهْرُبُوا إِلَى الأُخْرَى. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ لاَ تُكَمِّلُونَ مُدُنَ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ابْنُ الإِنْسَانِ. ... متى 10 : 23
* اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ مِنَ الْقِيَامِ هَهُنَا قَوْماً لاَ يَذُوقُونَ الْمَوْتَ حَتَّى يَرَوُا ابْنَ الإِنْسَانِ آتِياً فِي مَلَكُوتِهِ». ... متى 16 : 28
* اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَمْضِي هَذَا الْجِيلُ حَتَّى يَكُونَ هَذَا كُلُّهُ. ... متى 24 : 34 - مرقس 13 : 30 - لوقا 21 : 32
== أرجو قراءة النص الكامل لإكتمال صورة الموقف الذي قيلت فيه هذه العبارات :)
**** رابعاً : الأحاديث التى تتحدث عن الساعة .....
7598 - كَانَ الأَعْرَابُ إِذَا قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- سَأَلُوهُ عَنِ السَّاعَةِ مَتَى السَّاعَةُ فَنَظَرَ إِلَى أَحْدَثِ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ فَقَالَ « إِنْ يَعِشْ هَذَا لَمْ يُدْرِكْهُ الْهَرَمُ قَامَتْ عَلَيْكُمْ سَاعَتُكُمْ ».
7599 - رَجُلاً سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَتَى تَقُومُ السَّاعَةُ وَعِنْدَهُ غُلاَمٌ مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ مُحَمَّدٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنْ يَعِشْ هَذَا الْغُلاَمُ فَعَسَى أَنْ لاَ يُدْرِكَهُ الْهَرَمُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ ».
7600 - رَجُلاً سَأَلَ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ مَتَى تَقُومُ السَّاعَةُ قَالَ فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- هُنَيْهَةً ثُمَّ نَظَرَ إِلَى غُلاَمٍ بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ أَزْدِ شَنُوءَةَ فَقَالَ « إِنْ عُمِّرَ هَذَا لَمْ يُدْرِكْهُ الْهَرَمُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ ». قَالَ قَالَ أَنَسٌ ذَاكَ الْغُلاَمُ مِنْ أَتْرَابِى يَوْمَئِذٍ.
# صحيح مسلم ... كتاب الفتن وأشراط الساعة ... باب قرب الساعة
5815 - أن رجلا من أهل البادية أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله متى الساعة قائمة ؟ قال ( ويلك وما أعددت لها ) . قال ما أعددت لها إلا أني أحب الله ورسوله قال ( إنك مع من أحببت ) . فقلنا ونحن كذلك ؟ قال ( نعم ) . ففرحنا يومئذ فرحا شديدا فمر غلام للمغيرة وكان من أقراني فقال ( إن أخر هذا فلن يدركه الهرم حتى تقوم الساعة )
# صحيح البخاري ... كتاب الآداب ... باب ما جاء في قول الرجل
6146 - كان رجال من الأعراب جفاة يأتون النبي صلى الله عليه و سلم فيسألونه متى الساعة فكان ينظر إلى أصغرهم فيقول ( إن يعش هذا لا يدركه الهرم حتى تقوم عليكم ساعتكم )
# صحيح البخارى ... كتاب الرقاق ... باب سكرات الموت
___
خامساً : مفاتيح أقوى الإجابات التى قرأتها حول ثالثاً و رابعاً :)
** الجميع يتحدث عن تأويلات آخرى للنصوص غير المعنى الذي قد يـُفْـهَـم مباشرة ...
- بالنسبة للنصوص من الإنجيل :
قيل : يقصد بـ " يأتي إبن الإنسان " و " يأتي ملكوته " هو الملكوت الأرضى .. و هو بقيامة المسيح ... أما عن " يكون هذا كله " قيل : بما أن النص يتحدث عن أكثر من شئ ( خراب أورشليم و نهاية العالم ) لذا فقوله عن ما سيحدث خلال ذاك الجيل كان عن خرب أورشليم و حرق الهيكل .. و هو ما حدث عام 70 ميلادياً عندما دمر الرومان أورشليم و حرقوا الهيكل بقيادة " تيطُـس " .
- بالنسبة للأحاديث :
الأحاديث صحية تماماً لا جدال عليها ( على قدر علمي ) ... و قيل : المقصود بـ " الساعة " هي ساعة الحاضرين ( أى موتهم ) ... و قيل أيضاً : أنها بقصد المبالغة في قرب قيام الساعة لا تحديدها .
___________
إنتهى .. أرجوا مراجعة المصادر و النصوص التى ذكرتها :)
<
<
http://www.facebook.com/mohab.magdy.youssef
.
#مهاب_مجدى_يوسف (هاشتاغ)
#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟