|
التدين الجهرى00صناعة بشرية
حسن أحمد عمر
(Hassan Ahmed Omar)
الحوار المتمدن-العدد: 1268 - 2005 / 7 / 27 - 07:24
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
رفع الأصوات بالعبادات لم بكن امرأ ربانيأ ولكنه من إختراع البشر فعندما فرض الله الصلاة جعل للصوت قانونا يحكمها وهو (( ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلأ )) وكان من أهم نصائح نبى الله لقمان لإبنه وهو يعظه (( واغضض من صوتك ))00وعندما خاطبت إمرأة فرعون الصالحة التقية ربها دعته بصوت لم يسمعه سواه سبحانه (( رب ابن لى عندك بيتأ فى الجنة ونجنى من فرعون وعمله))00 وعندما كان نبى الله زكريا يدخل على مريم القديسة الطاهرة المطهرة ويجد عندها رزقأ غيبيأ سماويأ دعا ربه فى السر (( رب لا تذرنى فردأ وأنت خير الوارثين )) وعندما أراد الله تعالى أن يسبحه الناس آناء الليل وأطراف النهار أنزل إليهم قانون التسبيح وهو (( واذكر ربك فى نفسك تضرعأ وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين )) هذا هو قانون الله فى الذكر والتسبيح حتى عند الدعاء أنزل المولى قانونأ للدعاء (( أدعوا ربكم تضرعأ وخفية إنه لا يحب المعتدين )) وعندما دعا رسول الله زكريا ربه (( نادى ربه نداءأ خفيأ )) وهكذا يعلمنا الخالق سبحانه ألا نسرف فى رفع أصواتنا بالدعوات والإستغفار والتسبيح فلماذا هذه المظاهر الغريبة التى نرى الملايين من المسلمين يمارسونها فى معظم أوقاتهم بحجة أنها من صميم الدين ومن متطلبات التدين فنرى أصحاب الطرق الصوفية قد اخترعوا لأنفسهم ألف طريقة وطريقة يذكرون بها ربهم رغم علمهم وحفظهم عن ظهر قلب للآيات الكريمة السابقة فلما الإصرار على المخالفة العلنية الصريحة لمنهج الله الذى يجب إتباعه فهم تارة يترنحون شمالا ويمينأ بحركات إيقاعية سريعة ذاكرين إسم الله بشكل موسيقى عجيب ومرة أخرى تراهم قد جهزوا الطبل والمزامير وصنعوا دائرة من الناس وتبدأ حلقة الذكر التى تشبه رقصات البرابرة والأفارقة وسكان الغاب ولا أدرى من أين جاءوا بهذه الطرق الدخيلة التى لا تمت للدين بصلة 0 إنهم لا يستطيعون أن يعبدوا ربهم فى هدوء فالشيعة مثلأ لهم طقوس غريبة فى إحتفالاتهم خصوصأ فى عيد عاشوراء تراهم يضربون أنفسهم ويجلدون ظهورهم بمقامع من حديد مشرشر حتى ينزف الدم بغزارة فما هذا الطقس الدينى وعلى أى شىء يدل وهل هو نوع من التدين ؟؟ وهل يرضى الله بهذه المذابح الهمجية وما هذه الأضرحة التى يبنيها المتصوفة والشيعة على حد سواء لأوليائهم أو لمن يعتقدون فيهم الصلاح والنفع والضرر فى الدنيا والآخرة حيث تتحول هذه الأضرحة إلى مزارات مقدسة يقصدها الناس من كل مكان وخصوصأ فى وقت الإحتفال المعهود فترى الناس ينسلون من كل حدب قاصدين مولاهم الميت فى ذلك القبر المزركش بكل أنواع الحلى والجوهر وكأن الله قد حل فى هذا الميت--- تعالى الله علوأ كبيرأ وترى الناس يخرون للأذقان سجدأ للميت وليس لمالك الملك ويطلبون المدد والرزق والشفاء من الميت وليس ممن لا تنفد خزائنه فياله من عجب عجاب وشىء تذهل منه الالباب والأعجب هو صندوق النذور الذى يتصدر كل ضريح حتى يتم وضع الأموال--- النذور---فيه بغير تعب أو مشقة أما النذور العينية فإنها توؤل إلى القائمين على الضريح وهم السدنة المخلصون للميت وقبره وليس لله تعالى عن الشريك والشبيه والمثيل والند0 وهؤلاء الذين يذكرون الله على مسابح توضع فى أيديهم وتصنع من مختلف المواد فمرة من الخشب وأخرى من النحاس وثالثة من الفضة وقد تصنع من الذهب وكل ما يصبو إليه صاحبها هو أن يراه الناس مسبحأ ليكتب فى نفوسهم صالحأ تقيأ وتكون له الكلمة بينهم والغلبة فى جلساتهم والإحترام فى جميع مواقفهم حتى لو كان يفعل فى الخفاء ما يندى له الجبين وتشيب من هوله الولدان إلا أنه بسبب تلك المسبحة يظل الشيخ الوقور الطهور الطيب حتى لو كان شيطانأ فى حقيقته وحتى لو أكل مال اليتيم وأهلك الحرث والنسل فإن ذلك لا يعلمون عنه شيئأ لأنه الشيخ المسبح المصلى الصائم الذى أعطوه درجة (( تقى )) فى حياتهم الدنيا ونسوا تمامأ أن تلك التقوى لا يمكن أن يعلمها أو يقدرها سوى الله وحده وأن الفائزين بهذا اللقب هم ورثة الجنة وليسوا هؤلاء الذين حصلوا عليه بحكم بشرى قاصر لا يسمن ولا يغنى من الحق شيئأ وإلا فلماذا قال الله (( فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى )) (( أرأيت إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكى من يشاء )) 0 هيا نتحضر ونتبع كلام الله فلا يزكى أحدنا نفسه ولا غيره ولا يعبد بعضنا بعضأ ولا يتخذ بعضنا بعضأ أربابأ من دون الله ولنعلم أن أصحاب القبور المقدسة والأضرحة الشامخة بشر مثلنا سيحاسبهم الله على أعمالهم فمن يستحق الجنة دخلها ومن يستحق النار ألقى بها والحكم لله وحده مالك الملك فهيا نعبد ربنا ونذكره خفية كما علمنا وهيا نودع الرياء والنفاق والتظاهر بالتقوى والتمحك بالدين كلما تكلمنا أو رحنا أو جئنا . لنعبد الله كما أراد الله ونلقى ببقايا النفاق فى عرض البحر ولنتأكد أنه ليس لبشر مهما كان أن يقيم إيماننا وتقوانا وأن يعطينا الدرجات العلى فكل ذلك ملك الله ولم يوكل به سواه 0
#حسن_أحمد_عمر (هاشتاغ)
Hassan_Ahmed_Omar#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من المسئول عن فكر التكفير ؟؟
-
أطفال فى النار
-
يا عالم يا هوه.. الإنسان فخخوه
-
حقوق ألمطلقات وألأيامى فى العالم العربى
-
لا تعادى
-
رد على مقال إبراهيم الجندى ألإنسان أصله جحش
-
ألتسول بإسم الدين
-
حقوق المرأة فريضة من الله وليست هبة من الرجال
-
فى البلاد العربية ..من الذى جعل ضابط الشرطة إلهأ ؟؟؟
-
نظرة ومدد يا شيخ بركات
-
عقائد غير قرآنية
-
لا عزاء
-
شيوعى..إخوانجى..إرهابى..عميل أمريكانى
-
أكره من يظلمون النساء
-
هل التدين هو التسلط ؟؟
-
سلطان من لا يعرفه السلطان
-
أحلم بالحب والسلام
-
تكفير التفكير وتجميد التجديد
-
ناقشوهم ولا تهاجموهم
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|