فلاح علي
الحوار المتمدن-العدد: 4479 - 2014 / 6 / 11 - 15:29
المحور:
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
إستكمالاً لما جاء في الجزء الاول من المقالة حول العمل الجماهيري , الذي عادتاً ما تكون توجهاته ومهماته بعيدة عن اي أجندات خارجية . انه نشاط جماهيري واعي محكوم بحاجات الناس وبمطاليبها وبحقوقها والدفاع عن مصالحها وعن مصالح الوطن . لهذا نجد ان للعمل الجماهيري له ابعاد اجتماعية واقتصادية وسياسية . كما ان للعمل الجماهيري ادواته النضالية القانونية او الدستورية الشرعية السلمية الجماهيرية , بهذه الادوات وارتباطاً بطبيعة توجهات العمل الجماهيري , نجد ان كل عمل جماهيري هو وسيلة نضالية انسانية تضامنية جماهيرية مشروعة قانونياً , لأنها تهدف للدفاع عن الحقوق والحريات اي من اجل إحقاق الحق وإنصاف المضطهدين والمظلومين والمغبونيين والمهمشين والعاطلين عن العمل من جماهير الشعب وتحقيق العدل في توزيع الثروة والاجور وتوفير الضمان الاجتماعي والصحي وتحسين ظروف المعيشة والسكن اللائق لجماهير الشعب وايجاد فرص عمل وتوفيرالخدمات. وما أكدته تجارب النضال الطبقي وسياسة وفكرالحزب , على الحقيقة التأريخية التالية :
ان العمل الجماهيري بهذه الادوات النضالية وهذه الوجهة يهدف الى حماية السلم الأهلي و الحفاظ على وحدة الوطن , ووحدة الشعب ووحدة طبقته العاملة وكل الثوابت الوطنية , لأن العمل الجماهيري هو نضال اجتماعي اقتصادي سياسي ذات محتوى طبقي وتوجه ديمقراطي , فهو يهتم ويداع عن مصالح الشعب وجماهيرية الكادحة , بعيداً عن الطائفية وصراعها المقيت المدمر. وطبيعة نظامها السياسي القائم على المحاصصة الضاربمصالح الشعب والوطن , ومن هنا ايضاً تبرز اهمية العمل الجماهيري في احداث التغيير لأانهاء المحاصصة الطائفية والقومية وبناء دولة المواطنة .
أهمية دراسة الواقع الاجتماعي والاقتصادي :
من العنوان اعلاه الشيوعيون والعمل الجماهيري وما تم الأشارة له في الجزء الاول من المقالة , وما اكدته تجربة العراق منذ عام 2003 والى الآن , تبرز من جديد الحقيقة النضالية التأريخية التالية : هو ان الشيوعيون العراقيون منذ تاسيس حزبهم الى الآن يولون اهمية واهتمام خاص ( للحركة الجماهيرية) ويخضعونها بين الحين والآخر الى دراسة معمقة , وذلك لمعرفة ورصد اسباب هبوطها وتراجعها وجزرها ويشخصون مستلزمات صعودها ونهوضها . ( علماً ان التقرير السياسي المقدم الى المؤتمر التاسع للحزب قدم دراسة علمية ودقيقة للواقع الاجتماعي والاقتصادي ولطبيعة النظام السياسي في العراق القائم على نظام المحاصصة الطائفية والقومية , وشخص أزماته الاجتماعية والاقتصادية والقانونية والسياسية , وكذلك اشار الى الظواهر الضارة مثل استشراء الفساد المالي وسوء الادارة والمخاطر المحدقة بمصالح الشعب والوطن وفئاتة الفقيرة الكادحة . وشخص حاجات الجماهير ومعاناتها , واشار الى نقص الخدمات واستشراء البطالة بين الشباب والحاجة الى الضمان الاجتماعي والصحي وضمان السكن اللائق و ضمان الحقوق والحريات .... الخ ) وان كانت هذه الدراسة هي سلاح فكري وسياسي بيد الشيوعيين والناشطين في الحقل الجماهيري , الا ان المصالح الوطنية العليا تدعونا جمبعاً كقوى يسارية وديمقراطية وليبرالية ومستقلون واسلاميون ديمقراطيون وكل الناشطين في العمل الجماهيري . الى وقفة جدية في دراسة وتشخيص اسباب تراجع الحركة الجماهيرية , وكيفية استتهاضها . وذلك انطلاقاً مما تؤكدة الحقيقة النضالية ان العمل الجماهيري وتصاعدة واستنهاضة , لا يأتي من فراغ او من عفوية , وانما من خلال التنظيم ومن خلال نشاط الحزب السياسي وكل قوى اليسار والديمقراطية والمنظمات الجماهيرية المعنية في العمل الجماهيري من خلال دراسة الواقع ومتغيراته الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ومستجداتة والمؤثرات الخارجية والداخلية الموضوعية وبالذات الذاتية منها ومعالجتها .بعد ان اشرت في الجزء الاول الى بعض العوامل الموضعية الضاغطة والمعرقلة والمؤثرة سلباً على نهوض العمل الجماهيري يكون من المفيد الاشارة في هذا الجزءالى العوامل الذاتية : اتوقف في هذه المقالة عند محورمهم من العوامل الذاتية والذي يمكن تسميته بوسائل او ادوات العمل الجماهيري , التي لها دور مباشر في العمل الجماهيري .
ماهي مستلزمات او وسائل اوادوات العمل الجماهيري :
ان العوامل الذاتية , وذات الصلة بمستلزمات او وسائل او ادوات العمل الجماهيري يمكن تشخيصها بأداتيين او عامليين او وسيلتيين هما :
أولاً : العوامل اوالوسائل او الادوات المباشرة :
وهذه العوامل او الوسائل او الادوات هي معنية بالانسان والجماعات البشرية اي بالفرد او الكيان . وهي عادتاً تكون في تواصل مباشر ويومي مع الجماهير وهي تمثل العقل المخطط والموجه والمنظم والمحرك والمنفذ والقيادي والمتابع للعمل الجماهيري وهذه تشمل :
1-الحزب السياسي الذي يتبنى مصالح الجماهير والمنظمات النقابية والجماهيرية .
2-القيادات او الكوادر الميدانية المعنية والناشطة في ميدان العمل الجماهيري .
بالنسبه للحزب السياسي : وارتباطاً بعنوان المقالة اعلاه الشيوعيون والعمل الجماهيري .
بهذا الخصوص اطرح السؤال التالي ما هي اهم سمة او صفة يتميز فيها الحزب الشيوعي العراقي في الجانب التنظيمي ؟ ان الاجابة على هذا السؤال من وجهة نظري تكمن في الحقيقة العملية التالية وهي :
( ان الميزة الجوهرية والاساسية التي يتميز فيها الحزب في بنائه و نشاطة هي في تواصل الاجيال في عضويتة وقيادتة . ) هذه هي الميزة التنظيمية التي يتمتع فيها الحزب واعطاها اولوية استثنائية منذ التاسيس الى الآن وهي تكتسي أهمية في بناء الحزب ونشاطة وديمومة نضاله في كل المراحل التي مر بها الحزب , وهي تكمن في سر صمود الحزب بوجه بطش وهجمات ومعادات الانظمة الدكتاتورية والاستبدادية وارهابها الجسدي والفكري . وان هذه الميزة هي التي اعطت للحزب الديمومة والنهوض والتواصل النضالي . بهذه الميزة التنظيمية نرى ان الحزب لا يمر بمرحلة الشيخوخة كما يحلو لأعداء الحزب وفكره وسياستة اطلاقها جزافاً خلاف الواقع هذه السمة هي التي جعلت وتجعل الحزب في مرحلة شباب دائم . لهذا يطلق على الحزب وعلى كل حزب شيوعي في اي بلد كان بانه صانع المستقبل الزاهر للشعب وللوطن.
هذاهوالأرث النضالي الذي حافظ ويحافظ عليه الشيوعيون بتواصل الاجيال في عضوية الحزب وقيادتة , وما تؤكده تجربة الشيوعيون العراقيون ان حزبهم في كل المراحل التي مر بها يمكن القول من وجهة نظري انه ضم في عضويته ثلاث اجيال . وفي هذه المقالة ومن خلال تجربتي كوني عضو في الحزب يمكن ان أشير الى تواريخ تقريبة لهذه الاجيال الثلاث التي تواصلت في عضوية الحزب .
1-الجيل الاول : الذي يمكن القول عنه هو من فئة عمرية خمسون عاماً او خمسة وخمسون أو ستون عاماً فما فوق .
2- والجيل الثاني هو من فئة عمرية ثلاثون اوخمسة وثلاثون عاماً الى 45 او 50 عاماً .
3- والجيل الثالث هو من فئة عمرية 18 عاماً الى 30 او 35 عاماً .
أهمية دور الاجيال الثلاث في بنية الحزب ونشاطة :
انطلاقاً من الحقائق التأريخية والواقعية التي اكدتها التجربة للحزب الشيوعي العراقي ولأحزاب شيوعية اخرى في التواصل بين هذه الاجيال نجد ان :
1-الجيل الاول : المعروف عنه في نضال الحزب طيلة الثمانون عاماً انه جيل المهام الصعبة جيل العمل السري والاختفاء في ظروف قاسية وجيل الملاحقات والسجون والمعتقلات والمنافي بما فيها الهجرة خارج الوطن ومنهم من هو من جيل الكفاح المسلح . هذا الجيل انه بحق جيل المناضلون الشجعان الاوائل من رفيقات ورفاق الحزب, ان هذا الجيل يمثل الخبرة والتجربة العالية والمعارف والامكانيات المتكدسة للحزب في النواحي الفكرية والسياسية والتنظيمية والقيادية والعملية وحتى الجماهيرية . اي ان هذا الجيل له دور كبير في النشاط القيادي والفكري والتنظيمي والسياسي للحزب , ويسهم من هم من هذا الجيل ايضاً في قيادة اهم مفاصل عمل الحزب وهيئاته القيادية المركزية و المحلية . ويتمتعع هذا الجيل بالقدرة على قراءة الواقع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والقومي في البلد وبحكم امكانياته الفكرية العالية يتميز بسرعة رصد الاحداث والتطورات وتحديد موقف سياسي منها , كما يتمتع هذا الجيل بالرؤية الاستراتيجية , فهذا الجيل هو اهم عنصر في بناء الحزب وهو رصيد وقيمة ثابتة ورأسمال للحركة الشيوعية ليس فقط في العراق وانما في كل بلدان العالم .
2- الجيل الثاني : هو جيل الفئة العمرية الاقل سناً الذي تعايش ويتعايش الآن مع الجيل الاول ويشاركة في العمل القيادي والتنظيمي والسياسي والفكري والجماهيري , ويكتسب منه الخبرة والتجربة لقيادة نضال الحزب , ويتميز هذا الجيل بقدرات في العمل والنشاط وبالذات في النشاط الجماهيري بحكم حيويته.
3- الجيل الثالث : هذا الجيل انه جيل الشباب جيل الحركة الدائمة والتجديد والعنفوان والعطاء والاقدام , وما معروف عنه انه لا يتردد من تنفيذ اصعب المهام فهو جيل النشاط العملي الميداني جيل النشاط الجماهيري , بلا شك ان هذا الجيل يحصل على الثقافة وعلى التربية الحزبية والارتقاء بالوعي الفكري من الحزب من خلال الدورات الحزبية ومن خلال التثقيف الخلوي ومن قراءته الذاتية ايضاً ويتميز هذا الجيل بسرعة اكتساب المعارف النظرية والعلوم , كما انه متميز في سعة علاقاته الاجتماعية , ويكتسب الخبرة والتجربة من خلال معايشته للجيل الثاني والاول , وهو جيل التجديد والنششاط الدائم .
هذه هي السمة التنظيمية المميزة للحزب الشيوعي العراقي , في تواجد هذه الاجيال في عضويتة وفي قيادتة , والهام في هذا التعايش بين الاجيال , هو في زيادة عنصر الجيل الثالث في عضوية الحزب , يساعد على زيادة قدرات الحزب ونموه وتوسعه الجماهيري جغرافياً , ويرتقي بامكانياته وتأثيرة في الحياة السياسية في البلد ويزيد من قدرته في قيادة النشاط الجماهيري , من هنا تبرز واحدة من اهم مهام عمل الحزب في المرحلة الحالية هو التوجه المبرمج للعمل مع الشباب والنساء في الريف والمدينة في التجمعات الشبابية في الجامعات والمعاهد والمدارس والنوادي الرياضية والعمل في الاحياء السكنية وفي الاتحادات العمالية وفي كل المنظمات الجماهيرية الاجتماعية .
ان اهم نجاح حققة الحزب على صعيد العلاقة مع الجيل الثالث جيل الشباب :
هو ما توصل اليه المؤتمر التاسع للحزب بصعود عدد من الشباب ومن كلا الجنسيين الى قيادة الحزب وكانت اعمارهم تتراوح ما بين 25 او 28 الى 36 عام , في قاعة المؤتمرجرى حوار حول هذه المسألة وحسم الحوار بطريقة ديمقراطية فصوت غالبية المندوبيين على كوتا الشباب , وصعد الى قيادة الحزب عدد من الشباب عندما تم انتخاب اللجنة المركزية الجديدة . كما انه سبق وان اتخذ الحزب قرار تنظيمي قبل المؤتمر التاسع شمل كل قيادات محليات الحزب بكوتا الشباب , وصعد الى قيادة اللجان المحلية شباب بأعمار 25 الى 30 عام . هذا هو حزب فهد وسلام عادل .من خلال الفعل والأرادة الواعية , مر ويمر الآن في مرحلة مستمرة من النهوض و التجديد السياسي والفكري والتنظيمي الدائم , وهذا يكمن ايضاً في الأهتمام بجوهر العمل الحزب هو بالتوجة الفكري والسياسي والتنظيمي والعملي الى تحويل الخطط والبرامج والتوجهات الى واقع ملموس وتفعيل جبهة النضال الجماهيري .
11-6-2014
(يتبع)
#فلاح_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟