أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - بتول قاسم ناصر - المرأة : سر ظهور الخلق















المزيد.....



المرأة : سر ظهور الخلق


بتول قاسم ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 4477 - 2014 / 6 / 9 - 13:17
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


المرأة : سر ظهور الخلق
في مبحثنا هذا ننطلق من بعض الحقائق الفلسفية التي حاولت معرفة الإنسان وتفسير حقيقة وجوده وما تمثله المرأة في هذا الوجود . هذه الحقائق هي مبادئ فلسفية جدلية توصلنا اليها أو اتفقنا فيها مع بعض الفلسفات ووجدنا أنها تحكم كل شىء في الكون وتلتقي عليها المعرفة الفلسفية والعلمية والدينية .
تنص بعض هذه المباديء الفلسفية على إن التناقض يحكم وجود الأشياء ، وإن وجود أحد النقيضين يقتضي وجود الآخر، فهما يرتبطان بعلاقة تناقض لا معنى لهما خارجها، وللحقيقة أطرافها الثلاثة: الشيء ونقيضه والعلاقة بينهما . إن التناقض أو الاختلاف هو الحقيقة الجوهرية للوجود وإنه أكثر الحقائق تعبيرا عن ماهية الأشياء كما يقول هيجل (1 )لأن وجود التناقض لا سبيل الى نكرانه وهو يتخلل عالم الفكر والمادة . وفي الفكر الديني فإن الله قد خلق التناقض في الموجودات : (ضاد النور بالظلمة، والوضوح بالبهمة، والجمود بالبلل، والحرور بالصرد. مؤلف بين متعادياتها، مقارن بين متبايناتها، مقرب بين متباعداتها)(2). أي انه يقيم بينها علاقة، يلائم بينها في علاقة: (ولاءم بقدرته بين متضادها، ووصل اسباب قرائنها(3)) (فخلط حلالها بحرامها، وخيرها بشرها وحياتها بموتها، وحلوها بمرها.)(4)و:ـ(قرن بسعتها عقابيل فاقتها وبسلامتها طوارق آفاتها، وبفرج أفراحها عصف اتراحها، وخلق الآجال فأطالها وقصرها وقدمها وأخرها، ووصل بالموت أسبابها)(5).
ومن بين المتناقضات أو المختلفات التي يعج بها الوجود الذكر والأنثى ، والإنسان ذكر وأنثى وهما مختلفان في الجنس فهو محكوم بهذا القانون الثابت الذي يعم الوجود لأنه تضمه ثنائية متلازمة . كما أن كلاً من طرفي العلاقة ، أي كل من الذكر والأنثى عبارة عن علاقة بين عامل ذكري يأخذه من الأب وعامل أنثوي يأخذه من الأم . ولقد أشار القرآن الكريم الى هذا الأصل للإنسان:ـ(ألم يك نطفة من مني يمنى، ثم كان علقة, فخلق فسوى فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى)(6) والنطفة هي أحد عاملي التناقض المكونة للأنسان، العامل الذكري، وليس معنى هذا أن الانسان يكونه العامل الذكري فقط ، بل لأنه تعالى يقرر الأصل الأول للإنسان، أي ان العامل الذكري هو الأصل الأول . والآية تقرر أن العلقة هي المرحلة الثانية في أصل تكون الإنسان ، ولعلها مرحلة اتحاد العامل الذكري بالعامل الأنثوي ولهذا تقترن بها عملية خلق الإنسان كما تشير الآية: (خلق الإنسان من علق)(7) ولعل كلمة العلق تعني معناها الذي تشير اليه اللفظة: العلاقة.. والإنسان ليس علاقة في أصل تكونه المادي فقط، بل هو كذلك في أصله الروحي والأخلاقي: (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها)(8) شرها وخيرها، جانبها الشيطاني وجانبها الإلهي.
والمتناقضات لا معنى لها إلا ببعضها، أي انها لا معنى لها خـارج العلاقات التي تجمع بينها وهي تعرف من خلال هذه العلاقات . وحقيقة كونك لا تفهم الشيء خارج ما هو علاقة تقرره الحقيقة الدينية، وهي تصديق لقوله تعالى (وعلم آدم الأسماء كلها)(9) فلأن آدم ـ وهو رمز لجنس الانسان ـ مخلوق من علاقات التناقض هذه تحددت من خلاله أسماء الأشياء كلها، والشيء لا يسمى او لا يعرف الا بالعلاقة، بالإنسان.. وكون الإنسان علاقة يذكره الامام علي(ع): (معجون بطينة الألوان المختلفة والأشباه المؤتلفة، والأضداد المتعادية والأخلاط المتباينة)(10).
قلنا إن هذه العلاقة بين المتناقضات هي مصدر وجودها أو علة وجودها فلا وجود لأحد النقيضين خارج العلاقة التي تجمعه بالآخر وهو خارجها عدم لأنه لا معنى له او لا وجود له الا بها . وهي( العلاقة) وجود لأنها تناقض (نقيضين). وإذا كان العدم لا يتعرف او لا يوجد الا بالعلاقة ، فإن هذا يعني أسبقية وجود العلاقة على وجود العدم، إذ العلة سابقة على المعلول. وإذا كانت العلاقة تناقضاً (نقيضين)، وكان العدم بعد وجوده هو أحد هذين النقيضين، فإن أسبقية وجود العلاقة على وجود العدم يعني أسبقية وجودها على وجود أحد طرفيها، أي أسبقيتها بأحد طرفيها ، أي إن أحد طرفيها هو السابق في العلاقة التي تضمه الى الآخر .
لقد تبين لنا أن العلاقة هي علة وجود أحد النقيضين ثم تبين لنا أنها هي كذلك توجد بعد أن كانت بأحد الطرفين المكونين لها فما علة وجودها ؟ ..إن علة وجودها هو أحد النقيضين المكونين لها الذي هو السابق على وجود الآخر فهو السابق على وجودها وعلى وجود النقيض الآخر . وبهذا الاستنتاج الفلسفي انتهينا الى أسبقية أحد النقيضين على الآخر وعلى العلاقة (النقيضين) أي أسبقية الواحد على الاثنين ..
إن الإنسان علاقة بين عاملين مختلفين في بنـاء جـسمه ، علاقة بين عامل ذكري يأخذه من الأب وعامل أنثوي يأخذه من الأم ، ولأن العلاقة مصدرها أحد النقيضين المكونين لها، فإن الإنسان مصدره أحد هذين العاملين، ونقصد به العامل الذكري. ولقد أكد الفكر الديني هذا في الآيات التي أوردناها ، حيث ترد هذه الآيات هذا الأصل الى النطفة وهي العامل الذكري مع أن الإنسان يكونه العامل الأنثوي أيضاً. واذا كان الإنسان الذي يكونه العامل الأنثوي أيضاً مصدره العامل الذكري فإن هذا يعني أن العامل الأنثوي مصدره العامل الذكري من حيث أنه مصدر للعلاقة، للإنسان. ولقد أكد الفكر الديني هذا أيضاً فحواء خلقت من ضلع آدم، فهو مصدرها، وهي كانت كامنة فيه قبل أن توجد ( خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء ) (11). إن العلم يرمز الى العامل الذكري برمز XY والى الأنثوي برمز XX ويلاحظ أن العامل الذكري ينطوي على الأنثوي، وأنه علاقة بينه وبين العامل الأنثوي. ولقد قلنا إنه أصل العلاقة(الإنسان) السابق على وجودها والسابق على وجود نقيضه (الأنثوي). و عندما كـان سابقاً فإنه يكون بأحد طرفيها العامل (Y) وهو بهذا ليس رجلاً، ليس إنساناً، الرجل علاقة (XY) وبهذا فإننا نعني بأسبقية وجود الرجل أو العامل الذكري أن له أصله السابق في الوجود وهو أحد الطرفين المكونين له، أما المرأة فليس لها أصل سابق في الوجود ، كانت عدما، ووجودها يقترن بوجود العلاقة (الرجل) ووجود الرجل يقترن بوجودها لأنها أحد طرفيه . إن الرجل علاقة وهو (أصل العلاقة) قبل وجود الأنثى أي العلاقة بأحد طرفيها . لقد كان للرجل أصل جوهري في الوجود هو العامل(Y) وكان الآخر عدما ، لذلك يبين علم البايولوجيا أن هذا الكروموسوم ليس عليه مورثات إلا ما يشير الى عامل الذكورة أي ما يشير الى أصل وجود الإنسان فقط لا الى تفاصيل الوجود الذي تعينه المورثات الأخرى والتي تقترن بالوجود الظاهر له .
إن التناقض حالة وجود فعلي واقعي ، وهو حالة حركة فعالم المتناقضات عالم حركة وصورة هذه الحركة هي صورة صراع بينها . وإذا كانت الحركة تناقضا فإن السكون (نقيضها) هو أحد النقيضين خارج علاقته بالآخر. وهو عدم لأنه لا معنى لأحد النقيضين خارج علاقته بالآخر، أو لا وجود له الا بها . وهي وجود لأنها تناقض . واذا كان السكون او العدم لا يتعرف او لا يوجد الا بالعلاقة او الحركة، فإن هذا يعني أسبقية وجود الحركة على وجود السكون او العدم ، إذ العلة سابقة على المعلول كما قلنا. واذا كانت الحركة تناقضاً (نقيضين)، وكان السكون بعد وجوده هو أحد هذين النقيضين، فإن أسبقية وجود الحركة على وجود السكون يعني أسبقية وجودها على وجود أحد طرفيها، أي أسبقيتها بأحد طرفيها – وهذا ما توصلنا إليه - ولكننا قلنا إنها ليست حركة الا اذا كانت تناقضاً، وهي بأحد طرفيها نقيض واحد، فكيف نقول إن الحركة سابقة في الوجود؟… وهنا استعملنا تعبير (أصل الحركة) أو (أصل العلاقة) وأطلقناه على الحركة أو العلاقة عندما كانت بأحد طرفيها، عندما كان أحد طرفيها سكوناً او عدماً قبل أن يوجد . أي ان أحد النقيضين (في علاقة الحركة بالسكون) هو أصل الحركة وهو الحركة بعد وجود نقيضه.. وهذا يعني أن هذا النقيض له صورتان وهما : (أصل الحركة) قبل وجود السكون أو العدم و(الحركة) بعد وجود السكون أو العدم . إن أسبقية أصل الحركة حيث أحد النقيضين قبل وجود الآخر على الحركة التي هي تناقض، يعني أسبقية الاستقرار على الحركة، وإن أحد النقيضين هو استقرار وحركة.. استقرار ثم حركة.
لقد قلنا ان لا وجود لأحد النقيضين الا بوجود الآخر فكيف يصح أن يوجد أحد النقيضين قبل الآخر الذي كان عدما عندما كان هذا سابقا في الوجود ؟ ونجيب بأن (وجود) هذا النقيض يستمد من (العدم) وهي الحال التي كان عليها نقيضه ، فلقد كان هنالك نوع من التناقض ولكن بلا تناقض ، نوع من العلاقة قبل العلاقة وقد سميناه أصل العلاقة ، وفي أصل العلاقة يستمد هذا النقيض السابق في الوجود وجوده وتعريفه من خلال نقيضه العدم .
وإذا كانت الحركة تناقضاً او نقيضين، وان العدم او السكون هو أحد هذين النقيضين خارج علاقته بالآخر، فإن الحركة في مقابل السكون او العدم ستكون عبارة عن نقيضين ناقصاً أحدهما (أصل الحركة)، أي ان الحركة ستكون وجوداً يعاني من خلو، وان العدم هو هذا الخلو او الفراغ او النقص . فالتناقض اذن بين الوجود(أصل الحركة) والعدم تناقض بين امتلاء وخلو ، ايجاب وسلب. وقد عبرت الفيزياء عن العدم بأنه فراغ او ثقوب تخلو من الوجود. وهذا الفراغ يتعرف عليه من خلال الامتلاء او الوجود الذي يحفه. فالحيز الذي تشغله الجسيمات هو وجود وما يخلو منها فهو فراغ او عدم. إن العدم فراغ يقابل امتلاء، فراغ في امتلاء. وهذا الفراغ قابل للظهور كثقب فارغ في وسط ما، مما يؤدي الى ظهور التناقض الذي ظل كامناً ما دام العدم لم يوجد او لم يظهر بعد. إن وجود العدم او السكون (النقيض المتأخر) وجود ظاهر، أي في حالة ظهوره. أما النقيض السابق (أصل الحركة) فهو وجود كامن ما دام مصاحباً العدم نقيضه قبل أن يستحيل(نقيضه) الى وجود ليوجد التناقض او يظهر. إن المرأة هي هذا النقيض الذي كان عدما ، وإن وجود العدم وجود للمرأة ووجودها يظهر الوجود الذي كان سابقا عليها ، إن وجود المرأة وجود ظاهر والوجود السابق عليها وجود جوهري كامن قبل أن تظهر..
عندما يكون الرجل سابقاً على وجود المرأة فهو يمثل هذا النقيض الذي سميناه (أصل العلاقة ) أو (أصل الحركة) والذي هو عبارة عن الحركة أو العلاقة ولكن بأحد طرفيها، أما طرفها الآخر فهو عدم أو كان عدما مما يجعل التناقض غير ظاهر، مما يجعل هذا النقيض السابق (أصل العلاقة) وجوداً كامناً او جوهراً. فالرجل هو جوهر أو وجود كامن قبل أن يوجد العدم (المرأة) لتوجد العلاقة أو يظهر النقيضان . أي ان وجود المرأة يعني وجود الشكل وانتقال الوجود الإنساني الى عالم المادة، والدليل على أن وجود المرأة وجود(ظاهري) لكلا الطرفين، أن العامل (X) يضمه كلا الطرفين(XY) و(XX)، وهو ضروري لوجودهما أو لظهورهما كما سنعرف من علم البيولوجيا .
يؤكد هذا العلم أن الجسيم المسمى الميتاكوندريا وهو المسؤول عن تكوين الطاقة ثم تكوين البروتينات وتحديد كميتها إنما هومرتبط بالأنثى. إن أهم ما يؤكد تمثيل المرأة للجانب المادي وجانب الظهور هو امتلاك البويضة للميتاكوندريا دون الحيمن فيتم توارث جينات الميتاكوندريا الموجودة في البويضة ولا يسهم الحيوان المنوي بأي منها. فعند تخصيب البويضة يساهم الحيمن في جينوم النواة فقط إذ ان نواته فقط تدخل البيضة بينما يطرح او يبقى السايتوبلازم الذي يحوي نسبة بسيطة من الميتاكوندريا خارج البيضة . إن ميتاكوندريا الحيمن التي توجد في القطعة الوسطى منه أوغمد الذيل لا تدخل البيضة ووظيفتها أنها تزود الحيوان المنوي بالطاقة التي يحتاج اليها في حركته السريعة باتجاه البويضة . ولأن الرجل لا يسهم في توريث الحمض النووي الموجود في الميتاكوندريا لذلك يرثه الرجال من أمهاتهم ولا يستطيعون أن يورثوه . أما النساء فيتوارثنه من الأم الى الابنة من جيل الى آخر بشكل ثابت تقريبا وبهذه الطريقة يمكننا أن نتعقب ماضينا رجوعا الى الحواء الجينية وبناتها فنكتب تاريخ نساء العالم ومن بعد تاريخ العرق البشري .
ما هي هذه الميتاكوندريا التي تجعل الأنثى توصف بأنها تمثل الوجود الظاهر وأنها التي تمنح الإنسان وجوده المادي ؟.
الميتاكوندريا تركيبات صغيرة جدا تعيش في داخل كل الخلايا البشرية في السايتوبلازم ويتراوح عددها من (1000-2000) ويقال إن نسخ وترجمة الحامض النووي للميتاكوندريا مسيطر عليه من نواة الخلية . ولقد وجدت الجينات الميتاكونديرية مكررة مرة أخرى في النواة ومثال على ذلك سيتكروم سي cytochrome_c الذي توجد الجينات المكونة له مرتين : مرة في النواة ومرة في الميتاكوندريا . وهذا قد يؤكد تأثير وتفاعل النواة مع الميتاكوندريا. وهناك رأي يذهب الى أن ال DNAالموجود في الميتاكوندريا يتكاثر بالانشطارمثل البكتريا دون أن يطرأ على الDNA الذي تحتويه تغير في أثناء انشطارها فهو عديم التغير تقريبا من جيل لجيل بينما يكون التغير في DNA النواة الذي يحدد طول قاماتنا ولون أعيننا وصفاتنا الأخرى أمرا ملازما . وهذا يعني أن الميتاكوندريا تمتلك نظاما جينيا خاصا بها, فهي الجسيم الوحيد في الخلية الذي يحتوي الDNA خارج النواة ، ومن أجل ذلك جاء اسمها فهي توجد في سايتوبلازم الخلية لا في نواتها وهذا يساعدها على الانقسام في داخل السايتوبلازم دون الحاجة الى انقسام الخلية. ولهذا يصفها بعض الباحثين بأنها خلية مستقلة في داخل الخلية، ففي حين يتكون الDNA في النواة من خليط شفرتي الأم والأب تكون للميتاكوندريا نسخة خاصة من الشفرة الوراثية . ونحن نرى أن هناك تفاعلا بين عمل الDNA في الميتاكوندريا والنواة ولكنه يتصل بنوع محدد من المعلومات في كل منهما. والذي يدعو الى التفاعل أن ما يحمله DNA النواة من معلومات لابد من أن يترجم من خلال البروتينات التي تصنع من خلال انتاج الطاقة، أي من خلال عمل الميتاكوندريا ، أي ان عمل DNA الميتاكوندريا يتصل بإنتاج الطاقة لا بالمعلومات الوراثية الأخرى الموجودة في جينات النواة، فنوع المعلومات الوراثية في كل منهما مختلف ولكنهما متعاونان ومشتركان بالمعلومات التي تتصل بانتاج الطاقة . إن ال(37)جينا وهو عدد الجينات التي تمتلكها الميتاكوندريا تتحكم في عملية الأكسدة الفسفورية للخلية وهي وظيفة في غاية الأهمية لذلك فإن الطفرات التي تحدث في المحتوى الوراثي للميتاكوندريا تسبب ظهور الشيخوخة أي تقدم العمر . أما من يرى أن جينات الميتاكوندريا لها عمل شبه معزول عن عمل جينات النواة فإنه يستدل بعملية الاستنساخ فعندما تنزع النواة من البويضة التي ينقل اليها نواة خلية جسمية منزوعة من سايتوبلازمها فإن هذه النواة تستطيع أن تنتج كائنا كاملا مشابها للكائن الذي أخذت منه نواته . أي ان البويضة التي نزعت منها نواتها بقيت مجرد وعاء لاستقبال النواة الجديدة المراد استنساخها وهذا الوعاء عبارة عن مادة بنائية خارجية لا دخل لها في تكوين صفات الفرد . في حين يرى فريق من العلماء أنه بالرغم من احتواء الجنين المتكون بالاستنساخ على النسخة الجينية الكاملة المطابقة للنواة المنقولة الا ان خلاياه بها أيضا DNA آخر مورث من البويضة التي يزعم أنها مفرغة وموجود في مئات عدة من الجسيمات الصغيرة المسماة الميتاكوندريا. ولذلك فإنه من الخطأ_كما يرى هذا الفريق_ أن نعتقد أن نقل النواة الى البويضة المفرغة سوف ينتج عنه نسخة طبق الأصل من الشخص الذي أخذت منه النواة . وكذلك عند تخصيب النساء العقيمات بوساطة حقنهن بكمية صغيرة من السايتوبلازم البويضي الحاوي للميتاكوندريا من نساء خصيبات فإن الأولاد المولودين يحملون نظريا سايتوبلازما او ميتاكوندريا من امرأتين مختلفتين او بلازما متباينة غير متجانسة فهناك مقدار ضئيل من المعلومات الوراثية التي تحملها خلايا الميتاكوندريا البديلة. ومن المعروف علميا أن هناك بعض الأمراض تنتج عن وجود بلازما غير متجانسة بخلايا الميتاكوندريا وغالبا ما تنشأ هذه الأمراض بعد سن البلوغ او في مراحل متأخرة من حياة الإنسان . كما تلعب التغيرات دورا مهما في الشيخوخة، مما يؤكد أن الميتاكوندريا تنقل صفات وراثية مهمة. وبناء عليه فإن التعديل الوراثي كائن لامحالة اذا ما تم نقلها الى الأجنة او التلاعب بمحتوياتها الوراثية. ونحن نرى أن الميتاكوندريا لا تنقل صفات وراثية تحدد خلقة الانسان الراسخة والمميزة له كالصفات الجسمانية والمظهرية إنما هي صفات تتعلق بعملية بناء الخلايا ومستوى الطاقة والمادة المتوفرة لذلك وما تتعرض له الخلايا من خلل وأمراض مما يتصل بعمل جهاز الطاقة والبناء الذي هو الميتاكوندريا وهذا هو تفسيرنا لعمل ودور الDNAالذي تحتويه الميتاكوندريا فهو يتعهد بالجانب البنائي الشكلي للإنسان في حين يتعهد DNA النواة بالجوانب الجوهرية له .
توصف الميتاكوندريا بأنها لولاها لا تكون الحياة _وهذا يؤكد وصفنا السابق لدور الحمض النووي فيها _ فلولاها يكون الانسان مجرد معلومات جوهرية كامنة في العوامل الوراثية لآبائه ولا يكون وجودا ظاهرا . فالوجود الظاهر يرتبط بالميتاكوندريا وهذه ترتبط بالأنثى فقط ولولاها لا تستطيع الخلية أن تعمل لأنها مصدر الطاقة والحيوية للخلية للقيام بفعالياتها المختلفة فتزود التفاعلات الكيمياوية في الجسم بالطاقة التي تحتاج اليها ولذا سميت بيت الطاقة أو محطة انتاج الطاقة أومولد الطاقة والبطاريات الإنزيمية التي تختزن الطاقة. وهي المسؤولة عن أكسدة المواد الغذائية والسكر بوساطة الانزيمات الموجودة فيها فتستخلص الطاقة من المركبات الموجودة في الخلية لتنفيذ العمليات المختلفة مثل عملية الأيض او البناء التي تحتاج اليها الخلية لانتاج أنواع الهرمونات والخمائر والبروتينات التي تلعب دورا فاعلا في وظائف الجسم ومنها التحكم في تصرفاتنا . ومن الخمائر المهمة التي تصنعها جينات الميتاكوندريا خميرة السايتوكروم سي_ اوكسيديس ومادة ATPعظيمة الطاقة التي تعد مصدرا سهلا وسريعا للطاقة إذ تحررها بشكل كبير في أي مكان في الخلية يحتاج الى طاقة . وتصنع البروتينات من الحوامض الأمينية التي تبنى في الميتاكوندريا بوجود الريبوسومات التي تلعب دورا مهما في صنع وانتاج هذه البروتينات التي تشكل المادة البنائية المظهرية للجسم (12)..
تمثل البروتينات الوجود الظاهر لا الوجود الكامن الذي قلنا إن الجينات تمثله. فالبروتينات ليست حاملة العوامل الوراثية، ولذا يذكر أن لها أهمية بنائية او تركيبية وأنها بعد تصنيعها تظهر المعلومات الوراثية ، تجلي صفات الإنسان ومعناه او جوهره الذي تحدده المعلومات الوراثية . أي إن البروتينات هي المادة التي ستتجلى بها المعلومات الوراثية التي سيصبح بها الكائن الحي انساناً بعد أن كان مجرد معلومات او جوهراً او معنى او مضموناً. إنها تعطي الصبغيات DNA نمطاً بنيوياً وتنظيمياً(13). إن الهدف الرئيس للجينات هو اختزان وصفة لصنع جميع أنواع البروتينات التي هي المواد الأساسية لبناء الخلية ولاستمرارها في العمل . إن الجينات مسؤولة عن انتاج البروتينات التي يحتاج اليها الجسم للنمو وليؤدي وظائفه بشكل طبيعي. وعندما تحدث العلماء عن كيفية تكون أجسامنا شبهوا جسم الإنسان ببناية من الطوب الذي هو الوحدة الأساسية التي يبنى منها جسم الإنسان. وهذا الطوب هو الخلايا، وهو ليس مصنوعاً من الاسمنت بل من مادة تسمى بروتين يحصل عليها جسمنا من الغذاء اليومي بعد أن تهضمه المعدة ويتحلل الى أحماض أمينية. البروتين يمثل إذن المظهر، ويمثل الـDNA الجوهر او المعلومات التي يظهرها البروتين. وهما طرفان لا ينفصلان في بناء الخلية والجسم. لايمكن للحامض النووي DNA أن يؤدي وظيفته بدون وجود بروتينات مساعدة أو انزيمات ولا وجود للبروتين بدون ال DNA . الكروموسومات هي كتل من الحمض النووي الملتفة داخل غطاء بروتيني . وهذه البروتينات تلعب دورا مهما في المحافظة على هيكل المادة الوراثية وتنظيم نشاط تعبير الجينات الذي يؤدي الى تكشف وتكوين الفرد الكامل من خلية الزيكوت . البروتينات هي جينات مترجمة , كل بروتين هو جين مترجم، هو معلومات مترجمة مادياً(14).
ولأن البروتينات تمثل الوجود الظاهر لذا توجد كمية كبيرة من الماء والبروتينات في السايتوبلازم الذي يقوم بمعظم أعمال الخلية وهو المظهر الخارجي للخلية(15). ولذلك يسمى السايتوبلازم الهيولى وهذه الكلمة تعني في الفلسفة الصورة المظهرية أو المادة التي يتشكل بها الجوهر أو التي تتقبل الجوهر. والبروتين يخلق في السايتوبلازم حيث لا يوجد الـDNA هناك إنما تنسخ المورثة المحمولة على جزيء DNAعن طـريق شريط فردي من الـ RNA الرسول لينتقل بها الى السايتوبلازم وهناك تبدأ عملية خلق البروتين وتترجم الشفرة هناك(16). ولأن البروتينات تمثل الوجود الظاهر الذي يظهر الوجود الكامن، ولأن المرأة تمثله، لذا تكثر البروتينات في البويضة وهي الخلية الأنثوية. وتتألف من البروتينات حبيبات المح الذي قلنا عنه بأنه مادة غير حية قبل الإخصاب والانفلاق، وهي التي ستكون غذاءً للجنين النامي، أي إنها مادة نمو وبناء . وتذكر المعلومات العلمية أن تكوين البروتينات أي المادة الحية يكون بعد الإخصاب والانفلاق أما قبل ذلك فهو حبيبات المح غير الحية. أما في الحيمن فلا يوجد سوى القليل جداً من المواد الغذائية، ويطرد معظم السايتوبلازم ويضمحل عند تخصيب البيضة فيبقى خارج البيضة على عكس الخلية الأنثوية فتزداد كمية السايتوبلازم الذي يحتوي على كمية كافية من المواد الغذائية كما قلنا. وتتحدد مناطق تكوين الأعضاء فيه بحيث أنه يمكن تحديد خريطة مبدئية لتكوين الأعضاء المقبلة للجنين، فالجهة التي تكثر فيها حبيبات المح تكون طبقة الأديم الداخلي للجنين(17). وهذا يعني أن هيكلية الإنسان وشكله الظاهري يرتبط بالبويضة او الأنثى التي قلنا إن البروتينات ترتبط بها.
ويترشح عن عملية توليد الطاقة وصنع وحدات الطاقة فيض من الشوارد الحرة . والشوارد هي كل جزيء او ذرة فقدت الكترونا واحدا من الكتروناتها بحيث تصبح من ذوات العدد الفردي مما يجعلها غير ثابتة وقابلة للاتحاد بمركبات أخرى متعددة . وفي الخلايا تبعث هذه المركبات الهدامة الاضطراب في التراكيب الحية فتهاجم بطاقتها الزائدة أثمن محتويات الخلية مثل البروتينات و الDNAالخاص بالميتاكوندريا وDNAالخاص بالنواة فتشوه جزيئاتها التي تقوم بدور عظيم لاستمرار الحياة . وبمضي الزمن فإن هذا يؤثر بشدة على انتاج ATP مما ينقص من كفاءة الحياة فتبدأ في التدهور على مستويات عدة سواء في مجال توليد الطاقة او أداء وظائفها كافة . والواقع أن التأكسد والتلف الذي يصيب الخلية هو الذي يؤدي الى التدهور الذي نراه في الشيخوخة .
تتشوه الميتاكوندريا وتتضاءل وينعدم فعلها بتقدم العمر فتقل الطاقة الخلوية وتموت الخلية وتكون الشيخوخة التي يصحبها الوهن. وتظهر الشيخوخة على الحمض النووي للميتاكوندريا الذي ينهكه انقسام الخلايا المتكرر فيصبح هشا رقيقا . وعندما تشيخ الميتاكوندريا ينضب مصدر طاقة الخلية فتشيخ ويشيخ الجسم كله ويكون هذا سببا لتضاؤل الأنسجة والعضلات التي تحتاج الى طاقة كبيرة للقيام بالأعمال الفيزيائية البدنية . وتشير الدراسات الطبية الى أن النقص في وظيفة الميتاكوندريا يؤدي الى قلة افراز هرمون النمو وهذا يؤدي الى اضمحلال الأنسجة العضلية في الشيخوخة . إن هذا يعني أن حياة الميتاكوندريا وتقدمها في العمر وشيخوختها ترتبط بعملية صرف الطاقة وعملية انقسام الخلايا التي هي عملية صرف للطاقة(18)..
إن عملية انقسام الخلايا ترتبط بعملية التقدم في العمر فهناك برنامج داخلي يحدد عدد مرات انقسام الخلايا ثم يقف هذا الانقسام وتموت الخلية. وهذا معناه أن هناك عمرا محددا للطاقة او مستوى محددا لها وأن هذا المستوى يستنفد باستمرار عملية انقسام الخلايا والتقدم في العمر، فهذا المستوى المحدد يرتبط بعمر الانسان فهناك انقسام مبرمج للخلايا وهناك تقدم مبرمج لعمر الإنسان وهناك وقت محدد لعمر الإنسان لأن هناك خزينا محددا للطاقة يكفيه مدة عمره فقط .
إن برمجة انقسام الخلايا وبرمجة صرف الطاقة من أجل هذا الانقسام ثم برمجة عمر الإنسان كل ذلك يرتبط بالأنثى دون الذكر أي إن الحياة ترتبط بها ولذا سميت حواء . لقد وجد الباحثون أن العوامل البيولوجية التي تحدد مدة ظهور الوجود الإنساني أي عمر الانسان ترتبط بها ، فالجينات التي تحدد عمر الانسان ترتبط بالعامل الأنثوي X. ولقد بَين العلماء أن هناك جدولة لعمر الانسان في داخل الخلايا وأن قدره محتوم من خلال انقسام محدد للخلايا . وهذا القدر من الانقسام قد رسم وحتم في جينات الخلايا نفسها وأن الجسم يستهلك نفسه بموجبه مع كل انقسام من خلال ساعة بيولوجية تدق مربوطة الى منبه انذار الموت. فكما يربط منبه الساعة الى وقت محدد فإذا دخل الوقت استيقظنا على رنينه فهنا منبه الموت يدعونا من داخل الخلايا للرحيل .
لقد حددت الساعة البيولوجية عمر الإنسان من خلال عدد مرات الانقسام في الخلايا فخلايا كل كائن حي تنقسم عددا معينا من المرات ثم تتوقف بعدها عن الانقسام وتهرم وتموت . فهناك مدة محددة لحياة الكائن الحي وهناك مدة محددة لحياة خلاياه . فخلايا جسم الانسان تتجعد وتموت بعد نحو 50_70انقساما . إن الذي يحدد عدد مرات انقسام الخلايا هو ما يسمى بالتيلومير وهو قطع مكررة من الحمض النووي TTAGGG لا تضم مورثات وتقع في نهاية الكروسومات وأهم وظائفها هو منع الكروموسومات من أن تفقد متتاليات أساسية عند نهاياتها وتقوم بحماية تلك الكروموسومات . وتعتمد التيلوميرات في عملها على إنزيم يسمى التيلوميراز الذي يجب ان يتوافر بكميات مناسبة . ومع كل انقسام خلوي يفقد جزء من التيلومير فيتقلص طوله إذ يفقد في كل انقسام نحو مئة وحدة من مكوناته وبعد عدد معين من الانقسامات تصبح التيلوميرات أقصر من أن تسمح للخلية بمعاودة الانقسام وترميم الأجزاء المفقودة من الكروموسومات فتومئ للخلية بالتوقف عن الانقسام ثم تبدأ بالاضمحلال والموت . إذن فالتيلومير يعمل مثل الساعة البايولوجية التي تدق في كل خلية والتي توقف انقسام الخلية وتؤدي الى الشيخوخة والموت.
إن الانزيمات التي تقوم بمضاعفة الDNA في أثناء عملية الانقسام الخلوي لا تستطيع نسخ الكروسومات على مدى طولها حتى الأطراف بل انها تترك دوما في كل دورة تضاعف منطقة صغيرة عند النهاية (قطعة من التيلومير) من دون نسخ . ففي كل مرة ينسخ فيها كروموسوم يحذف جزء من التيلومير . ولا بد للتيلومير من أن يتآكل مع توالي عمليات الانقسام وبالتدريج يقل في أجسامنا طول التيلومير وتبدأ الخلية في الدخول في طور الشيخوخة والانهيار. ولكن الخلية تمتلك طريقة حيوية للتعويض عن طريق الإنزيم الباني للتيلومير وهو التيلوميراز. فهذا الإنزيم هو الذي يمكنه ترميم الأطراف البالية للكروموسومات وإعادة تطويل التيلوميرات وانه بهذا يكون في الخلايا كأنه إكسير الحياة الخالدة. وتقوم الخلايا الجنينية فيما قبل مرحلة التمايز الخلوي بصنع انزيم التيلوميراز واليه تعود قدرتها على الانقسام والتكاثر. وما أن يكتمل تكوين الجنين حتى يتم كبت وإيقاف تشغيل الجينات التي تصنعه في كل أنسجة الجنين فيما عدا أنسجة محددة . ولقد اكتشف العلماء أنه باضافة انزيم تيلوميراز الى كروموسومات الخلية فإن الخلايا تستمر في الانقسام دون أن تظهر أية علامات على الشيخوخة والموت وهذا يوضح إمكان أخذ خلايا انسان ما لكي تعالج لمقاومة الشيخوخة ثم تعاد الى صاحبها لكي تعالجه بشبابها من أمراضه المختلفة .
لقد أكد العلماء أن الجينات المؤثرة في طول عمر الانسان والتي ترتبط بالتيلومير والتيلوميراز ترتبط بالكروموسوم الأنثوي X . وهذه الجينات تنتقل من الآباء والأمهات الى أولادهم من خلال الكروموسوم الجنسي X . وهذا تأكد للعلماء من خلال مقارنة العلاقة بين طول شريط الحامض النووي عند الاطفال وعند أي من أبويهم . وعندما تم قياس ذلك وجدوا علاقة واضحة في طول هذا الشريط بين الأمهات وأبنائهن من الذكور ولم تكن هناك علاقة واضحة بين الآباء وأبنائهم من الذكور . وذلك يشير الى أن الجينات المؤثرة في طول العمر وأمراض الشيخوخة موجودة على كروموسوم X. إن تأثير هذه الجينات يكون بنسبة القصر في طول شريط الحامض النووي وهذا يؤثر في طول العمر وفي ظهور أمراض الشيخوخة. إن كل هذا الشرح يؤكد أن المرأة تمثل جانب الظهور والمادة بالنسبة للوجود الإنساني وتمثل كذلك جانب مدة ظهور هذا الوجود المادي أي عمر الإنسان . (19). .
وهكذا نرى أن العامل الأنثوي الذي تقترن به وحده الميتاكوندريا وتقترن به الجينات التي تتحكم بمدى انقسام الخلايا عن طريق تحديد عدد الوحدات المفقودة من التيلوميرات ، هذا العامل الأنثوي هو الذي يعطي للانسان مظهره الخارجي لأن الميتاكوندريا هي المسؤولة عن انتاج الطاقة وصنع البروتينات والمواد الأخرى التي هي المادة الخارجية للجسم وعندما تتضاءل وتضعف تضعف خلايا الجسم وتمر بمرحلة الشيخوخة فالموت، أي إن الميتاكوندريا هي حياة الخلايا والخلايا هي ما يكون جسم الإنسان . وكذلك فإن الجينات التي تتحكم بطول التيلوميرات والتي ترتبط بالعامل الأنثوي ترتبط بعمر الانسان ومستوى الطاقة المخصص لمدة هذا العمر أي بمدة ظهور الأنسان على الأرض .
وما يدلل على أن الأنثى تمثل الجانب المادي الذي يظهر الجانب الجوهري أو الصفات الوراثية أن البويضة هي المسؤولة عن تغذية النطفة حتى تعلق في جدار الرحم (وهذا يفسر سبب كبر حجم البويضة ) لتصبح بذلك العلقة . وهكذا فإن الأم هي التي توفر له الغذاء والهواء والحماية الكاملة وتأخذ منه السموم التي يفرزها جسمه في أثناء نموه حتى يأذن الله بخروجه متكامل البناء فتلقمه ثديها وتغذيه بلبنها وتنشر المواد الغذائية والأوكسجين من دم الأم الى دم الجنين عبر المشيمة . وبهذا يرى الباحثون أن المرأة تساهم في انتاج الاطفال أكثر مما يساهم الرجل بيولوجيا . ومما يؤكد أن العامل الأنثوي الذي تقترن به الميتاكوندريا يمثل الجانب المادي أو الوجود الظاهري للانسان أنه إذا حدث خلل في البويضات بسبب وجود بعض التشوهات أو العطب في الميتاكوندريا فإنه يعد من أسباب العقم لدى النساء . ولهذا طورت تقنية جديدة تقوم على حقن بويضات المرأة العقيمة بكمية صغيرة من السايتوبلازم البويضي الحاوي للميتاكوندريا( حوالي 5%) مأخوذ من بويضات نساء خصيبات متبرعات . وطبقا لهذه التقنية فإنه حدثت ولادات.
وفي عملية الاستنساخ ما يؤكد أن الجانب الأنثوي يعطي الشكل الظاهري للجينات في النواة المنقولة من الخلية الجسمية الأصلية الى البويضة المنزوعة عنها النواة والتي بقيت تحتفظ بالسايتوبلازم ومحتوياته من الميتاكوندريا وغيرها. فالكائن الحي الناتج عن عملية الاستنساخ يكون صورة طبق الأصل للكائن الذي منح النواة التي نقلت وزرعت وليس صورة عن الكائن الذي أخذت منه البيضة المنزوعة النواة . وهذا يعني أن في البويضة (العامل الأنثوي) الجانب المادي الظاهري للانسان. وفي أول عملية استنساخ ناضجة للنعجة دوللي أخذت نواة تحتوي على البصمة الوراثية الكاملة الخاصة بالنعجة (من النعاج الفنلندية دورست البيضاء الوجه ) ثم تم دمجها في بويضة مأخوذة من نعجة ثانية (من النعاج الاسكتلندية ذات الوجه الأسمر) بعد أن فرغت من نواتها للتخلص من البرنامج أو الوصفة الوراثية الكاملة للنعجة الأخرى ولم يتبق من البويضة سوى مادة السايتوبلازم المغذية التي أصبح لها نواة جديدة تأتمر بأوامرها بدلا من نواتها التي فرغت منها لأن الDNA هو الآمر الذي تأتمر الخلية بأوامره وتنتهي بنواهيه . وبعد شتل العلقة او الخلية الجديدة الناتجة عن الاندماج في رحم حيوان حاضن وبعد اتمام فترة الحمل ولدت نعجة هي نسخة طبق الأصل من النعجة الأولى التي أريد استنساخها (20)..

إن المرأة تمثل الوجود الذي يظهر وجود الرجل فهي سر وجود الجنس الإنساني . الرجل يمثل وجوداً سابقا كامنا ًY)) عندما كانت المرأة عدما ووجودا غائبا . وبعد وجود المرأة وتحوله الى علاقة(XY) أي الى وجود ظاهر فإنه يبقى يمثل وجودا جوهريا كامنا ذلك لأنه يحمل وجودا جوهريا كامنا ، لأنه يحمل نسلا كبيرا من الرجال والنساء لم يظهروا بعد . والمرأة الواحدة التي توجد لا تمثل كل العدم الذي يجب أن يظهر إنما تمثل نسبة منه وهذه النسبة لا تعادل كل وجودها الكامن في العلاقة التي يمثلها جنس الرجل إنما تعادل نسبة منه بمقدار ما يسمح بظهور المرأة الواحدة . ولهذا يبقى الرجل يمثل وجوداً كامناً(21) . ان في الرجل وجودا كامنا لم يظهر بعد لأن نسبة العدم التي وجدت بوجوده هي نسبة جزئية وهي لا تعادل كل الوجود الجوهري الكامن في الرجل . إن وجود الرجل يمثل إذن الجوهر أو المضمون ، أي انه بالنسبة الى المرأة التي هي وجود ظاهر يمثل اللاظهور. إن الرجل والمرأة حالتان للوجود، كلاهما وجود، الا أن الفرق بينهما أن المرأة شكل، والرجل جوهر لأنه مازال يحمل وجودا قابلا للظهور وجوهرا قابلا للظهور ، ومازال يحمل عدماً أوجودا سالبا لم يقذفه عنه . أي ان المرأة ما تزال تمثل في الرجل وجودا كامناً لم يتجل بعد ، وبعد خروجه منه فإنه يمثل وجوداً ظاهراً او امرأة .
إن المرأة هي الشكل الذي يظهر الوجود السابق ، وجود الرجل ، الذي قلنا إنه وجود جوهري .. وإن الشكل او الوجود الظاهر يوجد بعد ايجاد العدم ، يوجده الوجود السابق ليخلق شكلا يظهره . والوجود السابق يوجد العدم على مراحل او أجزاء تتعدد بعدد النساء في التاريخ الإنساني وهذا يعني ان وجود المرأة وجود جزئي لأن الوجود الجزئي وجود متعدد . إن هذه الأجزاء التي يمثلها وجود المرأة على الأرض لا تمثل او لا تظهر الوجود الجوهري السابق عليها كاملاً حتى يتم إيجاد آخر جزء من العدم او نفي آخر جزء من العدم عن آخر علاقة (انسان) ، إن الجزء الأخير او المرأة الأخيرة تعكس الوجود الكامن او الجوهر السابق عليها تماما . الشكل الذي لا سلب فيه اذن هو امرأة أخيرة.
إن الرجل يرتبط بالوجود الكلي الجوهري وهو يمثل وجوداً كامناً بما يتضمنه من الوجود الكامن فيه مع أنه لم يظهر منه إلا وجود محدود يتمثل بإنسان واحد. أما المرأة فهي تمثل الوجود الذي يكشف عن الوجود الذي كان كامنا في الرجل وتكشفه على أجزاء ، إنها تكشف عن وجود الرجل الجوهري وعن وجودها الظاهري . إن المرأة إذن تكشف عن الوجود الإنساني، ولهذا فإن وجود الإنسان يكون عن طريق المرأة ، إنه يخرج من المرأة .
الرجل يرتبط بالوجود الكلي ويمثل جوهرا لم يتجل تماما في كل الوجود الإنساني ، أي ان هناك بشرا آخرين هم في أصلاب الرجال .. فيه عدم لم ينف عنه تماما ليتحول هذا العدم أو السلب الى نساء . إن الرجل يمثل جوهراً لم يتطابق بعد مع شكله حتى ينفى عنه آخر جزء من العدم أي حتى يوجد هذا الشكل او المظهر الأخير، وهذا المظهر الأخير تمثله المرأة الأخيرة التي هي إظهار لكل الوجود الجوهري.
إن العلاقة بين المرأة والرجل صراع، فالاختلاف أوالتناقض بينهما يقتضي صراعاً. واذا درسنا الإنسان أو خلاياه بوصفها علاقة بين عوامل ذكرية وعوامل أنثوية، فإن هذه العوامل تتفاعل وتتصارع، وهي تشتبك في معركة. ونحن نقرأ في ما توصل اليه العلماء بعد فك الشفرة الوراثية للانسان أن هناك صراعاً بين مكونات الجينوم. وتتردد لديهم كلمات من مثل: حرب، أعداء، تضاد، وتضاد جنسي. وهذا التضاد الجنسي يعني حرباً، فالإنسان مزيج من حلقات متحاربة من الكروموسومات، متشابكة في نزاع منذ ملايين السنين، مما يجعل من الجينوم ميداناً لمعركة من نوع ما بين الجينات الذكرية والجينات الأنثوية. وكل هذا قصة قلما يوجد من يعرفها خارج مجموعة صغيرة من البيولوجيين التطوريين، الا أنها هزت عميقاً من الأسس الفلسفية للبيولوجيا(22).
إن التناقض بين المرأة والرجل يبقى مستمراً حتى يتم اظهار كل الوجود الكامن في الرجل وتحويله الى وجود ظاهر، أي حتى يتم إيجاد آخر امرأة تمثل إظهارا لكل الجوهر الكامن في الرجل. فالرجل يمثل مرحلة في المادة (الوجود الإنساني) قبل أن ينطبق عليها شكلها الكامل . إن التفاعل أو الصراع بين المرأة والرجل يبقى مستمرا وهو يمثل صراعاً بين الشكل والجوهر.. الجوهر الذي يمثله الرجل يمثل غياباً لكل الشكل الذي يمثله وجود المرأة في الأرض . ويستمر الصراع بين الحضور والغياب حتى تحضر جميع الغائبات ، وهذا هو سر استمرار وجود الجنس الإنساني.
إن جنس المرأة يمثل المادة في مراحل تطورها، في مراحل تناقضها مع الجوهر الكامن في الرجل قبل أن تصل الى المرحلة الأخيرة. هي تمثل مرحلة عدم تحقق الجوهر تماماً في المادة قبل أن تصل الى الشكل الأخير أو المرحلة الأخيرة . والجوهر يبقى يوجد العدم ويستمر في تجليه حتى تنطبق عليه المادة ، حتى ينطبق الشكل على مضمونه تماماً، حتى يتم إيجاد كل الجوهر الكامن الذي يوجد في الرجل أو حتى يتم نفي كل العدم الذي فيه ليتجلى كل الوجود الكامن بأن يصبح وجودا ًظاهرا، أي بأن تخلق المرأة الأخيرة . الصراع بين الرجل والمرأة يستمر في الجنس الإنساني باستمرار هذا الجنس . وأن نهاية الصراع أو غايته هي خلق المرأة التي تمثل وجوداً ظاهراً يعكس الوجود الكامن . واذا كانت غاية الخلق هي تحويل كل الوجود الكامن الى وجود ظاهر، فإن إيجاد المرأة الأخيرة هو ما يحقق الغاية . وإن الصراع يستمر للوصول الى هذا الوجود الأخير الذي استكمل الجوهر فيه تجليه كاملاً في المادة . إن هذا الوجود الأخير تمثله المرأة الأخيرة لأنها تمثل مادة او شكلاً يظهر الجوهر الكامل. إن المرأة الأخيرة هي الوجود الذي يسعى اليه الجنس الإنساني من وراء عملية التناسل المستمرة . إن الوصول الى هذه المرأة يمثل انتهاء علاقة التناقض بين المرأة والرجل ، بين الوجود الظاهر والوجود الذي يمثل جوهراً لم يتجل تماماً. وانتهاء علاقة التناقض يعني انتهاء كل علاقات التناقض السابقة (الناس كلهم) التي بقيت تحتفظ بكيانها لأن الجوهر الكامل لم يستكمل تجليه في المادة، لم يستكمل نفيه للعدم. وانتهاء التناقض يعني انتهاء الحركة (لأن التناقض حركة) وعودة الى الاستقرار وهو ما بدأت منه.
إن انتهاء علاقة التناقض يعني انتهاء علاقة الصراع أو التفاعل بين الذكر والأنثى. فالوصول الى هذه الأنثى التي تجلى كل الوجود الكامن في الرجل من خلالها ، ينهي التناقض . أي ان هذه المرأة تمثل اتحاداً بين الرجل والمرأة، تمثل انطباقاً بين شكل المرأة وجوهر الرجل. وعندها تنتهي العلاقة التي يمثلها الجنس الإنساني. إن الوصول اليها يعني انتهاء استمرار وجود الجنس الانساني. وهنا نذكر بالآية الكريمة التي تتحدث عن يوم القيامة ـوهو اليوم الذي تنفصل فيه العلاقة بين الله والشيطان بنفي الشيطان، الجانب السالب او العدم تماماً من العلاقة التي تربطهما وهي المادة ـ ومنها الانسان ـ بأن النفوس فيه تتحد: (واذا النفوس زوجت(23)) إذ سيشهد هذا اليوم انطباقاً كاملاً لشكل المرأة على جوهر الرجل لتكون النشأة الأخرى للإنسان:(وإن عليه النشأة الاخرى(24)).
إن تطور الجنس البشري غايته الوصول الى المرأة الأخيرة ، وإن البشر مراحل اليها وكل مرحلة يـتم تجاوزهـا حتى نصل الى الحلقة الاخيرة في سلسلة حلقات وجود الانسان عبر تاريخ خلقه المستمر. إن غاية التطور الطويل في تاريخ الانسان هي الوصول الى هذه المرأة فهي غاية استمرار الجنس البشري وغاية وجود الانسان، إنها الغاية التي يسعى اليها الكون كله.
ـــــــــــــــــــــــ
الهوامش

(1)ينظر: (المنهج الجدلي عند هيجل)، ولتر ستيس، تأليف امام عبدالفتاح امام، دار التنوير للطباعة والنشر، الطبعة الثانية، 1982، ص199 .
(2)نهج البلاغة، دار الاندلس للطباعة والنشر ـ بيروت. ص341، ص342.
(3)المصدر السابق، ص165.
(4)نفسه، ص218.
(5)نفسه، ص175.
(6)القرآن الكريم، سورة القيامة، الآية(37و38).
(7) المصدر السابق، سورة العلق، الآية(2)
(8) نفسه، سورة الشمس، الاية(8).
(9)القرآن الكريم، سورة البقرة، الآية(31).
(10)نهج البلاغة ص29.
(11) القرآن الكريم، سورة النساء ،الآية (1 ) .
(12)ينظر:الميتاكوندريا بيت طاقة الخلية مصدرها المرأة فقط ،د.بهجت عباس ، الحوار المتمدن ، العدد 598، 21/9/2003. و: هل الميتاكوندريا التي تورث من الأم فقط هي سبب شيخوخة الأنسان ؟ د. بهجت عباس ، الحوار المتمدن ، العدد 1212 ، 29/5/2005. و:زوبعة حول الأطفال المعدلين وراثيا ، طارق يحيى قابيل ، و: الاستنساخ ...(من الإنترنيت) .و: حقيقة حواء أو حواء الحقيقية ...(من الإنترنيت) .و : بحث جديد واعد يقترب من حل هذا اللغز . L.R. رستنك محرر مجلة ساينتفك امريكان ، مجلة العلوم ، سبتمبر 1995 ، المجلد (11) .
(13)ينظر: علم الوراثة، تأليف أ.د. عثمان عبدالرحمن الانصاري/ أ.د.ناصر محمد سلامة، منشورات شركةELGA، مالطا، 1999. ص57،59،62ـ64 .
(14)ينظر: الجينوم مات ريدلي، ترجمة د.مصطفى ابراهيم فهمي، سلسلة عالم المعرفة، رقم (275)الكويت.
(15)ينظر: الخلية الدكتور محمود حياوي، الجمهورية العراقية.،ص61.
(16)ينظر: علم الوراثة، ص83،87.و: الخلية...(من الإنترنيت).
(17)ينظر: الخلية، ص150ـ152.
(18)ينظر :اكتشاف جديد للعلماء / انزيم يحمي الخلايا من الموت والشيخوخة ..(من الإنترنيت ) . و : هل الميتاكوندريا التي تورث من الأم فقط هي سبب شيخوخة الإنسان؟.....و: اتجاهات في البيولوجيا / لماذا نشيخ / الإجابة مدونة الى حد كبير في جيناتنا ولكن في أي منها ..
(19)ينظر:التيلوميرات والتيلوميراز والسرطان ، W.Cكريدر _ H.E بلاكبيرن ، مجلة العلوم ، يونيو، 1996، المجلد (12) . و : اكتشاف جديد للعلماء / انزيم يحمي الخلايا من الموت والشيخوخة....و: الساعة البيولوجية /كيف تعمل وكيف تؤثر في صحة الإنسان وحياته ؟ الأستاذ الدكتور مسعد شتيوي ، مجلة أسيوط لدراسة البيئة.و:العلم يقترب من معرفة الجين المسؤول عن طول العمر ...(من الإنترنيت). و: لتحديد تاريخ ميلادك..طريقة جديدة لفك الشفرة عمر الانسان ..(من الإنترنيت) . و: مشكلة الشيخوخة ، الانسان والحياة ، نعيم نمورة _ الخليل ، مجلة العربي الحر .
(20)ينظر : الميتاكوندريا بيت طاقة الخلية مصدرها المرأة فقط ...... و : السر في الفرق بين حجم البويضة والحيوان المنوي...( من الإنترنيت) . الاستنساخ ، د. خليل البدوي . عمان _ الأردن ، الطبعة الأولى ، ص ، 50 _ 57.
(21)نستطيع ان نشبه وجود الرجل وهو الذي قلنا انه يبقى يمثل وجوداً كامناً بالنسبة الى المرأة بوجود الماء الذي يكمن فيه سر الوجود او الحياة. وهو يمثل وجوداً كامناً حتى في مظهره، فهو عديم الخواص، لا يظهر خواصاً. اما وجود المرأة فنشبهه بالارض التي تظهر الوجود (بعد لقائها بالماء) ولولا الأرض لظل الوجود الكامن في الماء كامناً غير ظاهر.
(22)ينظر: الجينوم، ص131،137،144.
(23)سورة التكوير، الاية(7)..
(24)سورة النجم، الاية (47).



#بتول_قاسم_ناصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب الشيوعي والانتخابات
- دعوة متكررة الى مشروع ثقافي لإنقاذ العراق
- من ذكريات 8شباط الأسود - جارتنا أم عباس -
- تداخل الأجناس الأدبية في (المقاصة) / أبو هريرة وكوجكا - انمو ...
- مع الفلاسفة الإلهيين في استنباط القانون المطلق
- دفاع عن هيجل
- دور المرأة في تحقيق الوفاق والتلاحم الوطني
- الفلسفة التربوية وأهدافها ومناهجها - رأي في بعض ما يكتب فيها ...
- التشريعات الثقافية
- منظمات المجتمع المدني والسيادة الوطنية
- الفدرالية ومخاوف التقسيم ..
- نحو فهم صحيح للدين : اعرف الدين تعرف أهله ..
- الحوار المتمدن ..
- حول موقف الشيوعي من قضية الدين - الموقف الرائد
- الشيوعية والدين _ دعوة الى المراجعة النظرية _
- قانون الأحزاب ، ارتفاع بالولاء الوطني ..
- دعوات( نهاية المثقف) وحاجة المرحلة التاريخية
- في ذكرى الزعيم والثورة
- العولمة الغربية والمشروع الإسلامي ، نظامان أخلاقيان في لحظة ...
- اللغة : الذات في سياق التاريخ


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - بتول قاسم ناصر - المرأة : سر ظهور الخلق