فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 4476 - 2014 / 6 / 8 - 22:40
المحور:
حقوق الانسان
غريب و مثير لأکثر من التعجب ذلك التبرير السقيم و الواهي من کل النواحي الذي قدمته المتحدثة بإسم وزارة خارجية النظام الايراني، ردا على ماأبدته الخارجية الامريکية من تحذير للنظام بعد إعدام المعارض غلام رضا خسروي، وأکد هذا التبرير مرة أخرى على مدى إستخفاف النظام و إستهانته بمبادئ حقوق الانسان و عدم إلتزامه بها.
المتحدثة بإسم وزارة خارجية النظام الايراني إدعت بأن غلام رضا خسروي قد أعدم"بتهمة المشارکة في الاعمال الارهابية و قتل الابرياء"، في الوقت الذي کانت النيابة العامة للنظام الايراني قد أعلنت في تبريرها لإعدام المعارض خسروي بأن کان قد قدم دعما ماليا لمنظمة مجاهدي خلق کما قام بما شبهته بأعمال تنظيمية، لکن النيابة لم تذکر اسماء قتلى ولم تشير أيضا الى تفجيرات و جرائم قام بها ذلك المعارض الذي تم إعدامه في صبيحة الاول من حزيران/يونيو.
توجيه تهمة تقديم مساعدة مالية لمنظمة مجاهدي خلق الى خسروي، يثبت حقيقة هامة جدا من حيث مصادر تمويل المنظمة و التي طالما أثار النظام الکثير من المزاعم و الاشاعات الفارغة بشأنها، لکن و کما يقول المثل(من فمك أدينك)، فإن توجيه هکذا تهمة من شأنها دحض و فضح مزاعم النظام ضد المنظمة، لکن النقطة الاهم و الاکثر حساسية التي يتهرب منها النظام بشأن إعدامه لخسروي، ان المسألة برمتها هي مسألة رأي و موقف ضمن إطار حرية الرأي الذي کفله أحد بنود الميثاق العالمي لحقوق الانسان و الذي يقوم النظام الديني ليس کل يوم وانما کل لحظة بإنتهاکه و خرقه بصورة سافرة، وان خسروي الذي قدم حياته و روحه على ضريح حرية الشعب الايراني، حتى تبدو الصورة واضحة للعالم کله ويکون هناك تصور بشأن مايحدث في إيران من إنتهاکات فظيعة و واسعة ضد مبادئ حقوق الانسان، وان إنتهاك کل حرية رأي في إيران تعني قتل خسروي من جديد لأن إستشهاد خسروي قد کان اساسا من أجل الحرية و في سبيلها.
قضية خسروي التي تفجرت بوجه النظام و تمت إدانتها من قبل أوساط دولية مختلفة، أکدت بأن العالم لم يعد يصدق مزاعم النظام الايراني و تبريراته الملتوية و المخادعة بشأن إعدامه للمعارضين السياسيين خصوصا وان هذا النظام يريد أن يتم تأهيله دوليا، لکن هيهات أن يستطيع نظام متخلف رجعي قرووسطائي من التعايش و الانسجام مع المجتمع الدولي و الافکار و القيم الانسانية، واننا نعتقد بأن خسروي يقتل کل يوم مالم يتم وضع حد لسياسة تکميم الافواه و مصادرة الحريات في هذا البلد الذي يعيش منذ أکثر من 30 عاما تحت نير أکثر النظام الاستبدادية قمعا و إضطهادا لشعبه.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟