|
نهاية آل سعود أصبحت مصلحة آنية للقوى العظمى .(...)
عساسي عبدالحميد
الحوار المتمدن-العدد: 4476 - 2014 / 6 / 8 - 18:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مصلحة القوى العظمى في انهيار النظام السعودي مرده لسببين ... =الأول، ليس من مصلحة الكيانات الاقتصادية الكبرى أمريكا الاتحاد الأوروبي الصين الهند وغيرها أن تتعامل مع نظام قد يثور عليه شعب تشكل فيه نسبة الشباب أكثر من 80 في المائة " أقل من 40 سنة " في أي لحظة، ويضم في نسيجه أقلية شيعية وازنة تمتاز قياداتها بالتأطير وطرحها الجيد والجريء لمسلسل الإصلاح والانتقال الديمقراطي، كما تشكل المرأة عنصرا محوريا في هذا المجتمع و من بينهن نساء على قدر عال من الثقافة والنضج والوعي الثوري ، فالوضع الأمني بالسعودية على برميل بارود والاحتقان بلغ ذروته وانفجار الوضع هو مسألة وقت ليس إلا،فالشباب و الشيعة والمرأة هم قاطرة التغيير والغد الجميل الباسم لشعب الجزيرة المستعبد المسمى باسم مولاه (( الشعب السعودي!!؟؟ أي اسم هذا؟؟ أي قاذورة هذه ؟؟ ...)) ، فرغم توفر المملكة على أكبر احتياطي للنفط بالعالم وإدارتها لأكبر سياحة دينية ( الحج و العمرة ) على كوكبنا الأزرق فإن النظام الحاكم فشل فشلا ذريعا في تلبية انتظارات المواطنين وتلبية حاجياتهم الضرورية، إذ أن ربع الشعب الذي يناهز تعداده 30 مليون نسمة يكتوي من حر الفقر، والبطالة تمس 15 في المائة من الساكنة النشيطة، و قطاعات التعليم و الصحة والسكن تزداد ترديا و بالتالي لا يستفيد من خدماتها بالشكل اللائق عموم المواطنين خصوصا البسطاء و الفقراء، أما حق المواطن في التعبير و المعتقد و في تدبير الشأن العام وحقه في المنصب منعدم، الصورة النمطية للمرأة و للمواطنين الشيعة مكرسة بشكل يفوق حد الوصف في مملك بني سعود، فالأولى عورة و حبل من حبائل الشيطان لا يجوز لها القيادة والريادة مهما كانت كفاءتها ومهنيتها، والشيعة كفرة فجرة يعمل النظام بتنسيق مع المؤسسة الوهابية على تدبير التعامل معهم بالحيلة في أفق محوهم من أرض الجزيرة عبر مخطط أولي يرمي إلى تشتيتهم من المناطق التي تكثر بها كثافتهم أو أنشطتهم، كما يخشى العديد من الناشطين الشيعة من عمليات تسميم واسعة تستهدف القيادات البارزة سواء الدينية أو الحقوقية والنخب المثقفة من الشيعة ومنهم طلبة جامعات ومعاهد متفوقون ، هناك حوالي 7000 أمير سعودي هم من يستفيد من ريع النفط و الحج و يمضون غالبية أوقاتهم متجولين ما بين قصورهم المنيفة باسبانيا و سويسرا و ايطاليا و المغرب غير آبهين بالجوعى والمرضى ومشاعر المواطن الذي يرى بأم عينيه تبذير ثروته خارج حدود الوطن ... فعلى سبيل المثال لا الحصر فقد صرف الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز قرابة 60 مليون دولار في رحلة سياحية واحدة قبل موته لماربيا الاسبانية التي دامت شهرين، وقد دأب أمراء آل سعود على زيارة المنتجع الصيفي لماربيا صحبة جيش من الخدم والحشم و سائقي السيارات وخبراء التجميل و الغرسونات و الحاضنات ... قالت صحيفة "صاندي تايمز" في أحد أعدادها في صيف 2006 ....(( .. إن الأميرات في اليوم الأول من وصولهن أنفقن مبلغ 676 ألف جنيه إسترليني علي تصاميم ماسية، كما وصلت فاتورة الفواكه إلي ألفي جنيه إسترليني، اما باقات الورد فتكلف يوميا ألف جنيه إسترليني، تم استئجار وتوظيف 300 خادم من المدينة، منهم السائقون، وخبراء التجميل، والغرسونات والحاضنات. ويقضي أفراد العائلة الشباب أوقاتهم في مقهى غويو المعروفة حيث يختارون أجمل اليخوت للإبحار فيها، وقالت نفس الصحيفة إن الملك الاسباني خوان كارلوس، قطع رحلة عائلته الصيفية في مايوركا لكي يسلم علي أرملة صديقه الراحل الملك فهد. وتقضي العائلة وقتها في قصر" بلاسيو اريكيو" الذي انفق الملك فهد (( الذي هو اليوم بين يدي الخالق سبحانه و تعالى )) علي اعماره وتجديده مبلغ 75 مليون جنيه إسترليني، ويحتوي علي مركز رياضي ومسجد(( نعم مسجد جاءوا ليعبدوا الله له قانتين(( ، وعيادة طبية خاصة ويشبه تصميمه تصميم البيت الأبيض الأمريكي. وكان الملك فهد قد قضي آخر زيارة له للقصر مع 3000 من حاشيته حضروا في موكب كبير من الطائرات العملاقة. ويقدر ما أنفقه فهد بحوالي 600 ألف جنيه إسترليني علي جناح حجز علي مدار السنة قرب مستشفي خاصة، حيث ظل الجناح فارغا تحسبا للطوارئ، كما تم حجز 300 غرفة في فنادق الخمسة نجوم وتم إحضار 100 سيارة مرسيدس.((
الانفجار أو الثورة الشعبية ليست إلا مسألة وقت، وعند اندلاع الشرارة الأولى على أرض الجزيرة فان أول الخاسرين هي الشركات العالمية الكبرى و لهذا يراهن قادة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على انتقال السلطة بهذا البلد بأقل الخسائر الممكنة فمرحلة الانتقال في ظل ربيع مرتقب بالسعودية تكون حرجة ومحفوفة بالمخاطر...فأي انزلاق قد ينتقل لباقي المشايخ الأخرى و سيؤثر على تدفق النفط بكمياته و أسعاره المعقولة ... =أما السبب الثاني فهو ذو طابع أمني صرف، فتحالف النظام مع المؤسسة الدينية المتمثلة في المرجعية الوهابية أصبح يؤرق بشكل الكبير الحكومات الغربية و في مقدمتها واشنطن من أي وقت مضى ، حكومات الغرب أصبحت تدرك جيدا أن هذا التحالف يضفي شرعية دينية عل نظام يعمل على تغييب المؤسسات وإفشال أي مشروع مجتمعي حداثي ديمقراطي ينادي به كل صوت حر و طمس هوية شعب الجزيرة و قطع الأعناق و بهذه الشرعية تتذرع الأسرة الحاكمة لتدبير الأماكن المقدسة و تعطيها شرعية طاعة ولي الأمر، الانتحاريون و الجهاديون والمبعثون لكل أصقاع الأرض لنشر الفكر الوهابي التخريبي كلهم يتخرجون من مفقسة الوهابية التي يحمل لوائها علماء دين يدورون في فلك القصر الملكي و في مقدمتهم الدجال الأعور مفتي المهلكة، إذن فعلاقة الأسرة الحاكمة بالمؤسسة الوهابية علاقة عضوية و تحالف ما بين النص الديني و سيف بني سعود ...و استمرار حكم بني سعود هو استمرار توالد الانتحاريين الذين يهددون حياة المجتمعات في كل العالم ،فلم تعد الوهابية تستهدف فقط من هم من خلفية اسلامية لبرمجتهم على الحقد و العنصرية والقتل، بل حتى معتنقي الاسلام من بلدان أوروبية و أمريكية و افريقية و أسيوية بدأ يستهويهم الحزام الناسف و السيارات المتفجرة للتخلص من هذا الدنيا اللعوب و دخول الجنة من أوسع أبوابها بقرب الحبيب المصطفى !!؟؟.... = تروج في هذه الآونة أخبار مفادها أن اجتماعات جد مكثفة تعقد هذه الأيام بمجلس الأمن القومي الأمريكي NSC لوضع الرتوشات الأخيرة لخطة عمل أمريكية بغية التعامل مع مرحلة (( ما بعد نظام آل سعود )) و ليس (( ما بعد الملك عبد الله ..)) ...ومن بين الأسماء التي تتداول في الكواليس وبحدة والتي يمكن التعامل معها للعب دور ما بعد آل سعود وتدبير المرحلة يأتي اسم المعارض الشيعي الشيخ "نمر باقر النمر" و المعارضة "رشيدة المضاوي" و "محمد بن عبدالله المسعري" و عدد من مشايخ وأعيان القبائل بالداخل المعروف عنهم بعدم اعترافهم بالنظام السعودي وكراهيتهم الشديدة لآل سعود ، فهل هي بشائر ربيع ستهب عما قريب على ربوع الجزيرة بالحجاز ونجد و الإحساء و القطيف ؟؟ وهل ستتحقق مقولة العم سام عندما خاطب العائلة الحاكمة بأرض الجزيرة منذ أيام وهو في ساعة غضب قائلا لهم (( ستسقطون قبل سقوط دمشق ...)) ؟؟؟ وهل ستتقاطع مصالح شعب أعزل بمصالح القوى العظمى للتخلص من نظام مجرم تجهيلي إرهابي ؟؟ هذا ما ستبديه لنا الساعات القادمة ....
#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نكاح الصغيرة بين الشيعة الروافض و السنة الرواكض
-
لماذا كل هذا الاهتمام الكبير بمصر من طرف الوهابية ؟؟
-
بعض من تقنيات المخزن في تنويم الثورة...
-
كيف السبيل للرفع من نسبة المشاركة في أي استحقاق وطني مقبل ؟؟
-
-حمدين صباحي- وتقرير السفارة الأمريكية الأخير بالقاهرة
-
الأقباط والمشهد السياسي المقبل، أية آفاق ؟؟ ...
-
مساهمة مشيخة قطر في حماية الأمن القومي الإسرائيلي
-
طبيبة سودانية حكم عليها بالإعدام لاعتناقها المسيحية ....
-
زلة لسان الأمير سلمان التي أغضبت و أضحكت الأمريكان
-
غضب الأمريكان من رسالة سعود الفيصل لحكام إيران ...
-
تنظيم الاخوان الدولي يطل عبر نافذة -حمدين صباحي-
-
المعلومة الفخ التي أوقعت تنظيم الإخوان في عمالة أمريكا..
-
لماذا دعم حزب النور السلفي المشير السيسي ؟؟
-
السعودية، وخطة استباقية لتفادي زلزال ربيع قادم
-
ديهيا القديسة
-
من رسائل العم سام إلى ملوك وحكام عصره ....
-
من العم سام السام الى الشيخة موزة حاكمة ولاية قطرائيل .
-
نسائم الجهاد والشيخ العلامة أبو قتادة الجهيلان
-
عصارة الوهابية ، -ياسر برهامي نموذجا- ...
-
و يسألونك عن التشرميل ....قل هو من أمر شرشبيل.
المزيد.....
-
سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي:
...
-
أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ
...
-
حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال
...
-
-أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
-
متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
-
الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
-
الصعود النووي للصين
-
الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف
...
-
-وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب
...
-
تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|