|
موقف روسيا على ما ينويه اقليم كوردستان
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 4476 - 2014 / 6 / 8 - 13:36
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
جائني احدهم، و هو على ما اظن ملم بالشان الروسي و علاقاتها و دورها ومواقفها حول القضايا المهمة في منطقتنا. و قال في بداية كلامه انه يتابعني بقراءة مقالاتي في الحوار المتمدن، و ما انا افكر به . اعتبرته فرصة سانحة لاعرف عن ادق تفاصيل ما تقوم به روسيا في هذه المنطقة و مواقفها حول ما يهمني بالذات وهو مستقبل اقليم كوردستان . سالته و اجاب بدبلوماسية تكاد تفهمه من مضمون الكلام بصعوبة بالغة كما هو حال التفاهمات التي تسير عليه روسيا و ما توارثته من هذه الناحية من الاتحاد السوفيتي . و امطرته بالاسئلة الصريحة في نهاية اللقاء و استحصلت على مجموعة من المعلومات و ما اشار اليه ضمنا حسب تحليلي و فهمي له. ملخص الكلام و ما علمته، ان روسيا مشغولة الان بما تهتم امريكا به من القضايا في منطقة الشرق الاوسط و المعلوم عنها مستندة على المصالح الذاتية بعيدا عن كل يمت بالصلة باي قيمة شرقية و ليس كما هي روسيا و هي تضع في الاعتبار ما يهم المجتمع الشرقي و الوعود التي تقطعها على نفسها في العلاقات و الاتفاقيات، و كما قال، ان المباديء الانسانية لازالت قائمة لدى روسيا . كما قال الاخ، ان المحورين قائم في المنطقة وفق المذهبية، و على ما ظن ان امريكا هي التي فرضت المحورين و ان كان بشكل غير مباشر و هذا ما يفيدها في تسيير امورها في المنطقة و بناء علاقات و تشييد صروح وفق ما تمليه عليها المصالح الاقتصادية قبل اي شيء اخر، لانها اي امريكا، لحد الان تعيش في ازمة لم تخرج منها بسهولة في المستقبل القريب حسب قوله . و ان امريكا في هذه المرحلة تريد تثبيت موالين جدد و انها تفضل الاقوياء او المؤثرين على سياسة المنطقة قبل غيرهم، و ليس لديها ما تعطيه للقوى و الحركات التحررية و المناطق المنكوبة. و تحاول حل الازمات وفق ما تعتقده من بروز دور روسيا في هذه المنطقة، لذلك هي تحاول افتعال ازمة مقابل الازمة التي تظن انها تقع لغير صالحها. فكما نرى الشيشان و ما وصل اليه و اليوم اوكرانيا و ما يحصل و سوريا و المرحلة التي هي فيها الان . النظرة الاستعلائية لامريكا التي لا تزال تعيش في نشوة انهيار السوفيتي و ما تريده من السيطرة على المناطق الاستراتيجية في العالم رغم ما عصفت بها من الازمة الاقتصادية الداخلية و اغلقت الطريق امام طمعها و طموحاتها السياسية الخارجية لحد كبير. و في المقابل نهضت روسيا من كبوتها و و استنهضت معها بعض الاصدقاء و الشركاء و لم تتخل عن الشركاء البعيدين كانوا ام القريبين . و كلما اطال الحديث عن روسيا و ما تفعله و انا اردت ان استرجعه الى ما انوي ان استحصله منه و هو موقف روسيا الحالي من اقليم كوردستان و ما ينويه في المستقبل القريب و المغامرات التي استهلها ببيع النفط المباشر و هو الخطوة الاولى لمغامرات كثيرة جديدة اخرى خلال هذه المرحلة . قال، ان روسيا تتعامل مع ايران على انها شريك استراتيجي في المنطقة و هذا لا يعني عدائها لبقية الدول لانها لها مصالح اقتصادية و سياسية مع البقية و بشكل متفاوت . و كما تحاول امريكا ان تبقي اقليم كوردستان ضمن العراق علنا و لكنها تريده ان يكون ضمن المحور التركي و بقية العراق ضمن المحور الايراني ليبقوا تحت السيطرة و تحاول بكل جهدها ان تستفيد من الخلافات في المحورين و هي تحاول جاهدا ان تقسم المنطقة برمتها و بما تنظر على انه لمصلحتها الخاصة على المحورين. و هي تنظر بعين الرحومة لمن ياخذ الدور المحايد الا انها تفضل دخول الجميع في المحاور التي هي من افرزها بعد سقوط الدكتاتورية في العراق . فاعدته الى الحديث الذي يهمني و هو دور روسيا و ما تريده على ما ينويه الاقليم . قال، لروسيا مصالح اقتصادية و عليها تتعامل مع الجميع فمشروع نابوكو لا يمكن ان ينجح و روسيا لم تكن لها يد طولى فيه او ان احست بتضررها منه، و عليه توقف الان و لا يعتقد ان يعود الى الواجهة في القريب، لان روسيا اوجدت البديل السهل لما يهم دول المنطقة. و اقليم كوردستان مستنقع خصب و صاحب ثروات لا يمكن لامريكا ان تتركها ما تفعل ان لم تر ان الخطوات تكون لصالح ما تفعله في المنطقة، و هو يعتقد بان امريكا يهمها العراق في هذه المرحلة و ان يكون ضمن المحور ما لمصلحته، و ان احست بالتخلخل في ميزان المحورين فان العراق سيكون ثقل التوازن لانه تحت السيطرة و خاضع لاي طلب، اما اذا غامر الاقليم و ان كان اي تدخل امريكي في مسار المغامرة، انها تعتقد بانها تفقد مصداقيتها عن ما وعدت على وحدة العراق ارضا و شعبا من قبل، وان كانت مواقفها لحد الان تظهر بخجل لكنها يمكن ان ترضخ لاي فعل لاقليم ان نجح في ادارة ذاتها دون الاعتماد على الاخرين، بشرط عدم الاضرار باستراتيجية امريكا المعلومة و هي الحفاظ على تدفق النفط مهما حصل . فقلت اما روسيا، فقال، روسيا الان مشغولة بالقريب منها و تهتم بان لا تدخل النار الى عقر دارها اولا و هذا لا يعني انها تغض الطرف عما يمكن ان يضرها او يفيدها في المنطقة، و لهذا يمكن ان تاخذ الحياد ازاء قضية اقليم كوردستان لان اي تدخل سيجعل امريكا اكثر جدية و شدة لمعارضة الاقليم في خطواته، و عليه يجب ان ينظر اقليم كوردستان الى موقف روسيا على انه المحايد الى حدود عدم اختراق الاستراتيجية التي تبنيها روسيا ايضا في المنطقة . قلت كيف، فقال، هذا يكمن في موقفه من المحورين اللذين فرضتهما امريكا اولا، وموقف الاقليم و مدى مشاركته في المشاريع الاقتصادية الكبيرة التي تتبناها امريكا في المنطقة ثانيا، و عدم عرض مصالح روسيا في المنطقة لاية احتمال من الخطر ثالثا، و الاعتبار لراي و موقف روسيا في خطواته و النقاش فيما ينويه رابعا، و عدم اخذ اية خطوة لصالح امريكا و تكون بالضد من روسيا او على حساب روسيا مستقبلا خامسا. اي يجب ان يكون اقليم كوردستان قريب من روسيا سياسيا ودبلوماسيا كما هو قريب منها جغرافيا اكثر من غيرها . ما استنتجته، ان روسيا لم تاخذ ما ينويه الاقليم بمحمل الجد لانه اقل بكثير من ما تعمل عليه روسيا في هذه المرحلة و هي مستمرة على ما اغضبت امريكا و هيٌجتها. و عليه اعتقد وفق مسار الحديث و ما انتابته من العتب و عدم الاهتمام و الاهمال و الابتعاد الذي تاخذه روسيا من اقليم كوردستان، فقال، ان اقليم كوردستان هو من يجب ان يحاول بشتى الطرق بناء العلاقات التامة مع روسيا كما هو الحال مع امريكا ان لم تكن اقوى . و قال، اذا كنت انصح سلطتكم، ساقول حاولوا الحياد في القضايا و المشاريع الاستراتيجية الكبرى و اقتربوا من الطرفين استراتيجيا، و اتخذوا خطواتكم التكتيكية المرحلية باية طريقة كانت و ان تمكنتم من فرض الامر الواقع سوف تتقرب منكم روسيا قبل الجميع، لانها تعتقد انكم تهمونها كاية بقعة اخرى و يمكن ان تتعامل معكم كدولة في علاقاتها الدبلوماسية ضمنا بداية . و قبل ان يستاذن، قلت هل تعتقد روسيا ان اقليم كوردستان ينجح فيما ينويه و يعمل عليه الان اكثر من قبل، فقال، يتوقف ذلك على استجابة الجميع الشرق و الغراب، امريكا و اوربا و روسيا و الصين و دول المحورين الموجودين في المنطقة و نوعية الخطوات حسب المرحلة . و قال في اخر الكلام، لا تنسى ان الاقتصاد هو عصب الحياة و جوهر المباديء التي تستند عليها الدول في بناء علاقاتها، فعليكم بداية التضحية بالقليل من اجل ضمان الكثير مستقبلا . فروسيا ايضا دولة و لها مصالحها و هي في مرحلة اعادة التنظيم و البروز من جديد .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الدم اغلى من وحدة العراق
-
الاعلام العراقي و الخطوات الى الوراء
-
الاجيال و السمات المختلفة
-
التغيير في العقلية للتاثير على تفسير النظرية ام العكس ؟
-
من نلوم في الحوادث الاجتماعية الكارثية
-
نحتاج لمعارضة فعالة جديدة في اقليم كوردستان
-
ضرورة تنسيق القوى المتقاربة مع بعضها في كوردستان
-
لو كنت رئيسا لاقليم كوردستان ؟
-
مجرد عتاب لبعض الكتٌاب
-
اقليم كوردستان بحاجة الى اعادة التنظيم
-
العراق امام تحديات الحاضر و المستقبل
-
اين اليسار العراقي في هذه المرحلة بالذات
-
حكم الاغلبية و موزائيكية المجتمع العراقي
-
اين المثقفون في تقييم اداء السلطة الكوردستانية
-
البرلمان الكوردستاني و تضليل الشعب
-
من المحق في الخلافات بين حكومة اقليم كوردستان و المركز العرا
...
-
اين نحن من الديموقراطية الحقيقية
-
شاهدت ما لم يشهده غيري
-
كيف يكون تاثير الصراع الاقليمي على اقليم كوردستان
-
تحقيق الهدف المشترك يحتاج الى التعاون و الاخلاص
المزيد.....
-
مجلس الوزراء السعودي يوافق على -سلم رواتب الوظائف الهندسية-.
...
-
إقلاع أول رحلة من مطار دمشق الدولي بعد سقوط نظام الأسد
-
صيادون أمريكيون يصطادون دبا من أعلى شجرة ليسقط على أحدهم ويق
...
-
الخارجية الروسية تؤكد طرح قضية الهجوم الإرهابي على كيريلوف ف
...
-
سفير تركيا في مصر يرد على مشاركة بلاده في إسقاط بشار الأسد
-
ماذا نعرف عن جزيرة مايوت التي رفضت الانضمام إلى الدول العربي
...
-
مجلس الأمن يطالب بعملية سياسية -جامعة- في سوريا وروسيا أول ا
...
-
أصول بمليارات الدولارات .. أين اختفت أموال عائلة الأسد؟
-
كيف تحافظ على صحة دماغك وتقي نفسك من الخرف؟
-
الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي برصاص فلسطينيين
...
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|