أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عماد علي - الاعلام العراقي و الخطوات الى الوراء














المزيد.....

الاعلام العراقي و الخطوات الى الوراء


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4475 - 2014 / 6 / 7 - 12:41
المحور: الصحافة والاعلام
    


بعد سقوط الدكتاتورية استبشرنا خيرا من كافة مجالات الحياة و اعتقدنا باننا نخطو الى الامام فيها و منها الاعلام و دوره و كيف يكون و يؤدي مهامه بالشكل الصحيح و من يجب ان يكون على راسه . لا نريد ان نعود بالذاكرة الى الوراء و لكن ما يتصل بنا و بهذا الموضوع هو ما يفرض نفسه علينا و ما نلمسه كل يوم فرضا و ان كان دون ارادتنا وهو ما نشاهده من الاعلام العراقي الذي عاد الى الوراء و يعود يوميا مثل بول البعير .ان كان من صفات الانظمة الشمولية و من اجل بقاء شموليتها السيطرة على الحكم بالقبضة الحديدية و عدم فتح المجال للاخر هو بقاء الاعلام بيدها دون منافس، فان النظام الديموقراطي يصر على حرية الاعلام كاحد الاسس التي تُبنى و تُطبق عليها الديموقراطية الحقيقية .
لو تفحصنا بدقة ما سار عليه الاعلام العراقي في هذا العقد، انه تقدم بداية لحدما بعد فسح المجال امامه و وصل لحد يمكن ان نسميه الفوضى، و هو ما كان متوقعا لانعدام القانون الخاص به و السير على الارضية و الثقافة الدكتاتورية عمليا، و هو ما كان مترسخا في الاذهان و على الارض و لم يكن بالامكان ان يتغير هذا المجال الهام في ليلة و ضحاها، لما يحتاج الى جهد و عقلية و خبرة و ممارسة للعمل على تغيير ما يمس الاعلام من كل جانب ، الا اننا رغم الانفتاح و التقدم خطوتين، توقفنا و استوقفت مسيرة الاعلام في مكانها متراوحا الى جانب الوضع السياسي العام للبلد.
الاعلام الحكومي اصبح ملكا للسلطة التنفيذية و ليس للدولة، و ان نرى تجميلا لوجهه بين حين و اخر لدرء الانتقاد التي يستحقها و الوصول لحد التضليل لبيان حريته امام انظارالناس . المسيطر على هذه السلطة هو الذي يسخره لاهداف سياسية و حتى في اكثر الاحيان حزبية و ان كان بشكل غير مباشر و يعمل لصالح شخص او فئة ضمنا لو تابعنا برامجه كانت موجودة اصلا بدقة و بعين محايدة .
اليس من حق الشعب ان يكون له الاعلام الحر الذي يهدف الى تحسين احواله و ما يخصه و يكون رقيبا و يحقق اهدافه و يصبح لسان حاله و ليس اداة بيد من يحكمه . اننا نلمس في هذه المرحلة ان الاعلام المركزي المقيد قد عاد الى الظهور و اصبح المال الحكومي و امكانيات الدولة بيد مجموعة تعمل لمصالح مختلفة هي على النقيض مما يهدفه الاعلام الحر و السلطة الرابعة تماما، و هو يجاري عمل و خطوات الاحزاب و السلطة التنفيذية الى حد كبير، و هذا هو الخطوات الخطيرة من بدايات تراجع الاعلام الى الة بيد الشخص لتنفيذ ما يهمه و هو احد الاعمدة الاساسية لتجسيد الدكتاتورية في اي بلد .
الى جانب الاعلام الحكومي، لازال هناك القلة القليلة من الاعلام الذي يعتمد على المال الخاص و منه ما يحصل على الامكانيات سرا من جهة و اخرى بشرط ان يطرح ما لصالحها و عدم التطرق لسلبياتها مهما اضرت بالشعب، اي ما يمكن ان نسميه الاعلام الظل للاعلام المركزي الذي انوجد في هذا القرن و يدعي الجميع استقلاليتهم و الاستقلالية المهنية منهم براء .
بكل وضوح، الشعب لم يلمس وجود السلطة الرابعة التي تهدف الى كشف ما يهمها اي يهم الشعب، و لم يعد الاعلام العراقي االذي اصبح حكوميا مركزيا بيد شخص و حزب الان ركنا اساسيا لتجسيد الديموقراطية و الشفافية المطلوبه منه، بل اصبح على العكس اداة لاختفاء و تغطية اخطاء السلطة التنفيذية و الحزب المسيطر و الشخص الاول .
اننا بحاجة ماسة للعقول التي يمكنها ان تضع اللبنة الاولى الصحيحة لبناء الصرح الاعلامي الحر المطلوب لتطبيق و تجسيد الديموقراطية الحقيقية و ما يفيد الشعب و حياته . كيف؟
ان ما نراه من الاعلام في العراق المليء بالمشاكل و منها العويصة، لم يتناول اية قضية بشكل محايد و لا يمر يوم الا و نجده منحازا لصف ما، لم نجده طرفا لطرح الحلول، لا بل في اكثر الاحيان يعقد الامور لحد لا نحس بانه يتبع الشعب قبل السلطة بل يبرر اخطاء السلطة . الدور الذي يؤديه لا يختلف بقيد انملة عن اي قسم من الاعلام الحزبي الهادف لتحقيق اهداف الاحزاب السياسية المنتشر في البلد و يصعب ان نفرق بينهما .
لكي نكون كدولة صاحب اعلام حر نزيه و محايد يجب ان يخرج من قبضة السلطة التنفيذية و ان يُدار من قبل نخبة اعلامية مثقفة معروفة بحيادتها خبيرة في كيفية اداء مهام هذا الاداة الحساس الخطير المؤثر على مسيرة الشعب من كافة النواحي . و يجب ان يكون شفافا في العمل و التطبيق و صاحب برامج معلنة و خطط قصيرة المدى و بعيدة المدى معلنة عنها مسبقا، و مخارجة عن توجيهات و اوامر اية سلطة كانت لانه يجب ان يكون سلطة رابعة حقيقية في الفكر و العمل على ارض الواقع .
و الحل الجذري لهذه الحال و ما هو عليه الاعلام العراقي، هو حل الاعلام الحكومي، و اقرار قانون الاعلام الحر و تطبيقه بصرامة على الاعلام المستقل لتجنب الفوضى و البدء بالخطوة الاولى . و الا سيكون هذا الاعلام الحكومي الموجود جزءا او اداة مساعدة لعودة العراق الى الدكتاتورية و الشمولية و حكم الشخص الواحد او حلقة ضيقة بالتمام لعقود اخرى، و تذهب الدماء التي سالت من اجل الحرية و الديموقراطية سدى .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاجيال و السمات المختلفة
- التغيير في العقلية للتاثير على تفسير النظرية ام العكس ؟
- من نلوم في الحوادث الاجتماعية الكارثية
- نحتاج لمعارضة فعالة جديدة في اقليم كوردستان
- ضرورة تنسيق القوى المتقاربة مع بعضها في كوردستان
- لو كنت رئيسا لاقليم كوردستان ؟
- مجرد عتاب لبعض الكتٌاب
- اقليم كوردستان بحاجة الى اعادة التنظيم
- العراق امام تحديات الحاضر و المستقبل
- اين اليسار العراقي في هذه المرحلة بالذات
- حكم الاغلبية و موزائيكية المجتمع العراقي
- اين المثقفون في تقييم اداء السلطة الكوردستانية
- البرلمان الكوردستاني و تضليل الشعب
- من المحق في الخلافات بين حكومة اقليم كوردستان و المركز العرا ...
- اين نحن من الديموقراطية الحقيقية
- شاهدت ما لم يشهده غيري
- كيف يكون تاثير الصراع الاقليمي على اقليم كوردستان
- تحقيق الهدف المشترك يحتاج الى التعاون و الاخلاص
- الوفاء سمة الانسان الاصيل
- الحركات السياسية الصغيرة و نتائج الانتخابات في العراق


المزيد.....




- الولايات المتحدة: إطلاق نار في حرم جامعة فلوريدا يسفر عن مقت ...
- بوشكوف: ترامب غير معجب بأوروبا ولا يريد تحمل مسؤولية الغرب ب ...
- مقتل طفل بهجمات مسيرة أوكرانية على جمهورية دونيتسك الشعبية
- موقع كويتي ينشر تقريرا -مثيرا- عن سوري اكتسب الجنسية وأمه أص ...
- قائد بريطاني: الضمانات الأمنية التي ستقدمها أوروبا لأوكرانيا ...
- الخطوط الجوية السورية تعلن رسميا عودة رحلاتها إلى الإمارات
- مقتل شخصين وإصابة 5 في حادث إطلاق النار بجامعة فلوريدا والسل ...
- اليمن: الولايات المتحدة تقصف ميناء نفطيا في الحديدة وتجمد أص ...
- حماس تستنكر -الانتقام الوحشي- من سكان غزة وتحذر بشأن الأقصى ...
- الجيش الفرنسي يعلن تدمير مسيرة في البحر الأحمر


المزيد.....

- مكونات الاتصال والتحول الرقمي / الدكتور سلطان عدوان
- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عماد علي - الاعلام العراقي و الخطوات الى الوراء