أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميس اومازيغ - الأمازيغية وتفعيل الدستور















المزيد.....


الأمازيغية وتفعيل الدستور


ميس اومازيغ

الحوار المتمدن-العدد: 4474 - 2014 / 6 / 6 - 21:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الأمازيغية وتفعيل الدستور
ان الملاحظ اللبيب لن يفوته التساؤل عن الفرق بين لفظتي التفعيل والتنزيل المتداولتين بشان نصوص الدستور,ذلك انه لابد من خلال تفحصه لمعنى كل منهما لامحالة سينتبه الى اختلافه بالنسبة لأحدمها عن الآخر. ففي الوقت الذي يحيل لفظ التفعيل على الممارسة والتطبيق العمليين يحيل الآخرعلى عملية تاريض شيء علوي وانزاله من عل ليفعل على الأرض ,فينظر بالتالي وفقها الى الدستور على انه من عل- قانون سامي- كما ينضر الى الرسالة(السماوية). وتأريضه يستدعي فكرة تاريض محتوى الرسالة السماوية ووظعها دائما في الأعتباربما يعني جعل نصوصه تخرج من احشاء الرسالة بالشكل الذي ينتهي به الى تأريضها. ليكون معنى لفظة (تفعيل) هو تنفيذ وتطبيق نص قانوني وضعي واقعيا وعلى الأرض بينما يكون معنى (تنزيل) هو نفسه هذا التنفيذ والتطبيق للنص القانوني لكن بعد جعله يوافق حمولة الرسالة السماوية( بتفسيرمستعمل اللفط ) ,ليختلف كل من الفعلين احدهما عن الآخر, ذلك انه بعد ان يلاحظ خلو لفظ(التفعيل) من التعقيد عند اعماله باعتباره عملية تصريف حمولة نص قانوني بشري وبالتالي ارضي وعلى الأرض يكون لفظ(التنزيل) هو تصريف هذه الحمولة لكن بعد الباسها لبوسا دينيا وفق التفسير المذكور. وهو ما قد يجعل الفرقاء المعنيين بهذاالنص القانوني يختلفون بشان تنفيذ مقتضياته لكون حمولة الرسالة السماوية امرا حمال اوجه ومتعدد القراآت, وهو ما قد يعرقل تنفيذ النص القانوني بالتغاضي عنه بالشكل الذي يجعله منعدما كلية او اهماله و تعطيل العمل به مؤقة تفاديا للتصادم و في انتضارفرصة قد تعتبرمناسبة لأحد الطراف المعنية ,وهما فعلين يعدان نسفا لحق اكتسبه الشعب على اثر استفتائه بما يستوجب الرجوع اليه للفصل بين الفرقاء السياسيين المتنازعين بشان وجه تنفيــــذ ه.
..........
مناسبة اثارتي لما ذكر هوملاحظتي اعتياد المهتمين على استعمال لفظة التفعيل الى ان تولى ممثلي ما يطلق عليه (الأسلام السياسي) مهمة تسييرشؤون الشعب في بعض اقطارشمال افريقيا ومن بينها المغرب حيث يشكل اغلبيتهم الحكومة بما فيها رآستها فاحتلت لفظة (التنزيل )المكان المعتاد( للتفعيل) للدلالة طبعا عن اختلاف في اطار التفكيرو التمييز بين سلوك ارضي ارضي وآخرسماوي ارضي. وهو ايضا ما يلاحظ بشان اختراق جملة (التدافع السياسي) مجال الخطاب من قبل ممثلي الأسلام السياسي اعمالا للفكرة الدينية (لولا تدافع الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض) بحمولتها العنيفة والتصادمية مع جملة (التنافس السياسي) و(اللعبة السياسية) ذاتي الحمولة السلمية.
...........
طبعا يتعين ادراك كون الخطاب انما هو تعبير عن راي وافصاح عن سلوك معين ,بمعنى انه مرآة تعكس هوية الشخص موجه الخطاب بفظح اطار تفكيره وتوجهه السياسي . بهذا المعنى يهون على المهتم التمييز بين خطاب الأسلام السياسي والخطاب العلماني وتفرد كل واحد منهما بمفاهيمه ومصطلحاته الخاصة به .كما انه لن يعدم الأنتباه الى ملاحظة محاولة الأول ازاحة هذا الأخير من التداول بغاية فرض الوجود ,وذلك بالتشويش علي مفاهيمه ومصطلحاته تارة واخرى بالثورة عليها بشيطنتها وادانتها . انه صراع فكرين مختلفين لكل منهما رموزه في الخطابة. وقد يعمل ممثل احد الفكرين على محاولة اختطاف وسلب لفظ اعتاد غيره استعماله وبحمولته الخاصة ونسبته اليه بجعله حاملا لمفهومه هو وفق مبتغاه ,فالدولة المدنية مثلا عند الأسلامي ليست هي نفسها عند العلماني السباق الى المناداة بها والمراد منها الا تكون لا عسكرية ولا دينية ,بينما تعني عند الأسلامي الدولة الشعبية ,وهذه سبق ووصفت بانها مسلمة او على الأقل سيؤسس بناءل على ذلك لأثارة صفتها هذه عند الأقتضاء. الأمر الذي سيفسح له المجال للقول باحقيته في اعتماد المرجعية الدينية .فهو يؤمن بصفة مدنية الدولة ويتبنى هذا المفهوم بنية الأ لتفاف عليه والرجوع بها الى الدولة الدينية.
..............
اختلاف الخطابين واطاري التفكير(علماني-اسلامي)وصراع طرفيه هو اساس ما تعرض له النص الدستوري الخاص بالقانون التنظيمي للأمازيغية من تباطىأ بشان اخراجه الى الواقع العملي على اثر ترسيمها لغة للمغاربة, بحيث ان تنفيذ هذا المقتضى ما يزال يعرف عملية شد الحبل بين الفريقين .وكانت نتيجة الترافع بشانه تعطيل العمل بنص ترسيم هذه اللغة و الذي كان يجب جعله من اولى اولويات الحكومة لما سوف يظهر الدولة على وجهها الهواياتي الحقيقي وما يستتبعه ذلك من تغيرات ذات تاثير على شخصيتها بشعورها بتميزها عن غيرها من الدول انعكاسا لشعور المواطن بهذا التميزوما يعود عليه منه من فوائد على راسها الرضى بالنفس والتباهي بها. وهوما يقف كمحفزوراء كل عمليات الأنتاج ببذل الجهد والأمساك بزمام المبادرة قصد اثبات الذاة والوجود امام الغير.وقد يلاحظ المهتم المعني ما ذكر لدى المواطن الأمريكي وشعوره بمكانته المعتبرة حيثما وجد, وما يظفيه على هذا الأعتبار اهتمام النظام به كمواطن فردا من جماعة هوالمرآة التي تعكس صفات وجودها .هذا خلاف ما يؤدي اليه التذبذب في الشعور بالأستفراد بهوية مميزة بما يؤدي اليه من تخبط في اتخاذ القرارت بما فيها الشخصية لشعور داخلي بتقاذف هذه الأخيرة بين هويات متعددة حد الأستسلام للأعتقاد في كون المعني مجهولها بما يعدمه الشعوربانيته الحقيقية المميزة له ويفقده القدرة على الراضي بالنفس كفرد في جماعة لها من المميزات ما يتميز به هوعن غيره من افراد غيرها من الجماعات البشرية, فيشعر بالحقارة والنبذ وينعزل غير واثق في نفسه ضعيف الشخصية سهل الأنقياد والأستعمال.
............
اختلاف الخطابين يجعل كل من طرفيه يولي أبعاد معاني مصطلحاته والفاظ خطابه الأهمية التي من شانها تحقيق اهدافه,وهو ما يفرض على ممثليهما الحيطة والحذرمن الآخر,ويدفعه الى وضع خطاب الغير محل مسائلة لأستقصاء ابعاده وكذامحاولة الألتفاف عليه لتبنيه بعد جعله يساير خطابه هواو استبعاده ومحاولة طرده من ساحة التداول. لذا لا غرابة فيما سبق واثير بشان لفظة(ازول) الأمازيغية والتي تعني السلام وما قيل عنها من قبل احد الأسلاميين(محمد زحل) وهو عضوبما سمي الأتحاد العالمي (لعلماء) المسلمين :و. فالرجل لا يدرك الغاية من التحية ايا ما كان اللفظ المعبربه عنها بقدر ما يحاول احتكاراللفظ واعتبارتحيته هوفقط ومحاولة ابعاد غيرها عن مجال الأستعمال ولوبالهروب بها الى العالم الميتافيزيقي (تحية اهل الجنة)كمحاولة اخيرة منه عندما يشعربفشله في التبريراملا في حمل الغير على تفظيلها وهو تعبير عن تعصب ديني لا اساس له. كما ان وراء ادانة (ازول) خوف رجل الدين هذا من استعمالها عند السلام في الصلاة من قبل الأمازيغي المسلم محل السلام العربية وكان هذه وحدها المقبولة ليجعل منها ضرورة دينية لا يصح الا بها .وهو ما عابه الأمازيغ عنه وعن غيره بتنبيههم الى ان منتهى كلام الرجل انما يجعل من اللغة العربية ركنا آخر من اركان الأسلام خلاف ما يجب فهمه من الدين بما يحيل على حمولته ومعناه ,وهذا ما يعتمد في الترجمة والا لفرضت لغة عالمية واحدة وهي طبعا غاية الأسلام السياسي, وهو ما عبر عنه الرجل بالقول بان تحية الأسلام تحية عالمية .وبالتالي وجوب التزاوج بين العروبة والأسلام ليكون كل واحد منهما وجها للعملة العروبية الواحدة .وهو ما عبر عنه رئيس الحكومة المغربية الأسلامي بقوله صراحة (اللغة هي الدين) .و قوله في ندوة حول المنظومة التعليمية بكلية الآداب بالرباط بتاريخ 16 /5/ 014 <المغرب امة عربية اسلامية لهاثوابتها ومقدساتها ولغتها ولا يمكن للغة اخرى ان تحل مكانها>. فالرجل بصفته المذكورة والمطروح على طاولة حكومته دستوريلزمها بوظع قانون تنظيمي للأمازيغية تناساها مطلقا ولم يعتبرها لغة للمغاربة .بل اقتصر على اعتبار العربية وحدها لغة له لأنه لم يتسطع التفرقة بين الدين واللغة او لأن له غاية في نفسه وهوالصحيح لما سبق وعبر عنه من رفظه للأمازيغية بتشبيهها بالصينية (الشينوية)بغاية تحقيرها ناسيا او متناسيا ما حققته هذه للشعب الصيني من تقدم خلاف ما يرفل فيه اهل العربية من تخلف في سائر المجالات.
..........
فالمواطن المغربي شانه شان هذين الشخصين سبق و عومل على انه عربيا ضدا على التاريخ والجغرافيا ومنذ محاولة النظام الحثيثة والمفظوحة بعد الأستقلال تثبيت صفته اليعقوبية وان كانت للقائمين على الفكرة نية مبية للتعريب حتى قبل ذلك بدعوى فرض التوحيد اعتقادا في كونه مفتاح دوامه واستمراره بحيث عمل على تشكيل شعب خلاف ما هو عليه على ارض الواقع وانتهي الى فشل ذريع في محاولته صناعة هذا الشعب على مقاسه الخاص ,لأن هذا الأخير ليس مجرد مادةيمكن اعطائه الشكل المرغوب فيه .وانما هو جماعة بشرية لحما ودما ,ولكونه يضرب وجوده في اعماق التاريخ فانه لابد وان ترافق افراده حمولة هي نتاج ما ترسخ في مشاعره من احداث ووقائع وما استخلصه منها من عبروهو ما يطلق عليه بصفة عامة بالذاكرة الجماعية. ليكون بالتالي اقوى من ان يذعن لمحاولة ترويضه للقبول بالقفز على حمولة هذه الذاكرة للأنصياع لعملية تغيير وجهته بحمله على الرضى بتبني عناص تميز جماعة بشرية اخرى. وتكون محاولة الترويض تلك مصحوبة في ذاتها والزاميا باسباب فشلها متى كانت من فعل منتمي لهذه الجماعة نفسها, لكون الفعل لا يصدرعنه نتيجة ارادة صافية كاملة وتامة, لشعور داخلي بالخطأ لا يقوى الفاعل على تخطيه .وهذا ما يمكن ملاحطته في تردد وعدم استقرار على راي واحد لدى الكثير من الفاعلين السياسيين المغاربة بشان الهوية الأمازيغية للدولة سواءا هذا المتشبع بالفكر القومي العروبي اوتوئمه الأسلاماوي ومن يتوسطهما من ناقصي الدراية والأدراك بفحواها(حزب الحركة الشعبة) .فالأسلامي بعد ان فرض عليه الواقع والقانون الأهتمام بالأمازيغية لم يجد امامه سوى محاولة اسلمتها وفق تفسيره للأسلام .اذ انه بعد ان كان بألأمس ينكرعليها صفة لغة نجده اليوم تراجع عن رايه بالأعتراف لها بهذه الصفة, لكنه يعمل في نفس الوقت على ان تكون امازيغية وفق مقاسه أي اسلامية .ولقد افصح عن ذلك بهرولته الى تاسيس جمعيات امازيغية كان آخرها ما حضروزيرين افتتاح نشاطها وهي ما اطلق عليه (الرابطة المغربية للأمازيغية) ذات النكهة الأسلامية لما يستشف من صفة مؤسسيها ومن تم تكريمهم ,اذ اقتصر على رموز اسلامية من مثل طارق بن زياد ,ولم يشر الى مقاومي الأسلام من مثل ثيها واكسل ولوباعتماد الوطنية.لأن الأمازيغية المراد خدمتها هي الأمازيغية (الحلال) وفق تعبيرالأتحادية ليلى ابوزيد. وبالتالي يتعين اعتبار تاريخها يبدأ بغزوة عقبة بن نافع لشمال افريقيا ,ويهمل بل يشيطن ماقبل ذلك بوصفه امازيغية الجاهلية. لينشأ صراع فكري بين الهوياتيين الأمازيغ وهؤلاء الأسلاميين بمبرروجوب الأخذ بهذا التاريخ في مجمله دون انتقاص منه تحقيقا لهدف ايديولوجي ,وهو تاريخ يضرب في اعماق زمن تواجد الأمازيغ بمجالهم الجغرافي بشمال افريقيا. لكن الأخذ بهذا الراي يثير مخاوف لدى الأسلاميين بل وكافة التعريبيين لما سينتج عنه من اثارة تساؤلات عن اسبا ب الغزوالعربي, كيف تم ؟لماذا؟ ثم ما نتائجه؟ وكل هذه التساؤلات من شانها فظح امر هؤلاء ا لما اعتمدوه من تزويرللتاريخ والذي يمكن استنتاجه دون عناء من مجرد مرادهم من استعمال لفظة(فتح)عوظ غزو.ويستمر شد الحبل بين الطرفين فيحاول الأسلامي الحاكم الظهورعلى انه ملكي اكثر من الملك املا في استمالته بقصد مناصرته لما يعتمد عليه النظام في مجمله من كونه مؤسسا على الصيغة الدينية, فيتمكن من خلال ذلك استعمال ادوات الدولة خدمة لأهدافه وعلى راسها اسلمة الأمازيغية وفق تفسيره للأسلام لكونها قضية الشعب الآنية والملحة لأيجاد حل سلمي لها.
............
مناخ وبيئة تنشاة الأسلامي المغربي وغيره من التعريبيين الحديثين سبق وتمت محاولة اعدادهما بالعمل على تعريب المغاربة .فبالأمس اعتبرت اللغة العربية لغة رسمية للشغب المغربي لا لكون هذا الشعب عربيا وانما لعدم وجود لغة وطنية مقعدة ,وهذه اللغة هي طبعا لغة الشعب التاريخية والتي هي الأمازيغية التي عملت ظروف موضوعية على عدم تبوئها المكانة الطبيعية المستحقة لها كلغة استطاعت الصمود في وجه كل العوامل التي كان لها ان تبيدها كماابيدت تلك التي عايشتها. غير انه وبعد استرجاع هذا الشعب لأستقلاله من المستعمر الفرنسي واخذه كما فعل الغير باعتماد دستور مكتوب هذا الذي ضمنته كل دولة لغة ما رسمية للدولة واعتبرت العربية بمقضاه لغة رسمية للمغرب بسبب ماذكروتهربا من تحمل مسؤولية ترسيم لغة هذا المستعمربدعوى معاداته علنا ومحاباته سراوفق ما يتظح من اعمال هذه اللغة في الواقع وعلى كل الأصعدة اقول كان على نخبه ان تبادر الى تصحيح وضع لغته الرسمية بتقعيد اللغة الوطنية وتوحيد لهجاتها التي كادت ان تميتها بفعل التباعد المستمربين بعضها البعض ,وفقدان بعضها لكثير من المفردات لتنفرد بها غيرها وتفقد هذه بدورها بعضها لفائدة الأخرى بالشكل الذي يعيق عملية التوالد والأشتقاق الضامنين لأستمرارية اللغة الموحدة كابتكارعاش صيرورة تطورية .غير ان عدم قدرة الفاعل السياسي المغربي على الحسم في امر الهوية لظروف شاذة مغرقة في الأنانية والمصلحية جعله يتيه محاولا البحث عنها في المحيط الخارجي مستفيدا مما توفر له مسبقا من محفزات على يد الغيرسيما بعد اعتماد الحزب السياسي بالمفهوم الأجنبي والذي كان من نتائجه البحث عن مناصراجنبي ايضا .وهو ما كان بالنسبة لما سمي بالحركة الوطنية وتوجهها المشرقي ومحفزات هذا المشرقي للسير على خطاه وتبني افكاره(ميشيل عفلق والقومية العربية) .وبالتالي اهمال اللغة الوطنية وعدم ايلائها الأهتمام الواجب فادى ذلك الى هذا التذبذب الملاحظ في اتخاذ الموقف الصحيح منها من قبل هذا الأسلامي والتعريبي المتأخر.
..........
تذبذب هذين بصفتهما فاعلين سياسيين في موقفهما بشأن الحسم في امر الهوية هو ما يسهل استنتاجه من خلال قرائةالنص الدستوري باعتباره الأطارالعام الذي اختير ليتحرك الشعب بداخله ويكيف كافة مجالات حياته مع ما تقتضيه نصوصه. اذ نجد ان دستور 1962 المعتبر اول دستورممنوح تضمن ومنذ انطلاقة العمل بالدساتير المكتوبة اللبنة المغشوشة في البناء الدستوري. وهوما سوف يؤثر في اختيار سائرالدساتير اللاحقة باعتباره اشار الى صفتين ستكونان محل جدال بين الفرقاء السياسيين بشكل قد يفظي الى التصادم والأقتتال ان لم تعالجا بحكمة .و قد يؤدي الى خلط لأوراق اللعب السياسية واعادة توزيعها من جديد. وهاتين الصفتين هما اسلامية الدولة ولغتها الرسمية .ذلك ان صفة الأسلامية هي التي كانت وراء ظهورجماعات واحزاب سياسية تدعي المرجعية الأسلامية ومنحتها مشروعية التواجد على الساحة باستغلالها اعتبار الشعب اسلاميا مادامت الدولة كذلك وهوركن من اركانها بل والركن الأساس .اذ لولا التنصيص على هذه الصفة لفهمت هذه الجماعات والأحزاب على انها حركات تروم اسلمة الشعب, وبالتالي اقدامها على فعل قد يعتبر ثوريا وتغييريا لواقعه بما يشكله من خليط من المتدينين مسلمين يهود ومسيحيين وكذا لادينيين وملحدين ,ولووجهت بالتالي باعتبارها لا تخاطب كافة مكوناته وتنازع من ثم في مشروعيتها. وهي الصفة التي وضع اليوم الواقفين عليها على المحك في شان نيتهم الحقيقية بشان مطلب الديموقراطية .كذلك امر اللغة الرسمية ,فاذا كان المشرع اختار العربية للأعتبارات المشار اليها ولم يعني من وراء ذلك اعتبار الشعب المغربي عربيا فان دستور 1996 سيخطو بها خطوة الى الأمام للرمي بالمغرب صراحة في احضان الهوية العربية<<المملكة المغربية دولة اسلامية... لغتها الرسمية هي اللغة العربية وهي جزء من المغرب(العربي)الكبير..>>لترافق صفة اسلامية الدولة هذا الدستوروتولد من اللغة الرسمية هوية الدولة العربية .هذا الى جانب تطعيم هذه العملية بالعمل على تفعيل الفكرة على ارض الواقع بواسطة البرامج التعليمية والميديا .غير ان دستور2011 لم يشر في نصوصه الى هذه الهوية ,بحيث اقصر على اعتبار الأسلام دينا للدولة وهي الصفة التي لم يتمكن المشرع من التخلص منها بالرغم من علمه وادراكه بان الدولة مجرد شخص معنوي لا يستقيم منطقيا نسبة أي عقيدة دينية لها .غير ان وراء اعتبار هذه الصفة سابق اعتماد الصيغية الدينية للنظام بما يستخلص من التنصيص على هذه الصفة حماية هذا النظام وظمان بقائه واستمراريته. بينما الهوية العربية لم يتظمن الأشارة اليها أي نص صريح ماعدا ما تظمنته مقدمته.
..........
فالفصل 5 ينص على انه<<تظل اللغة العربية اللغة الرسمية للدولة وتعمل الدولة على حمايتها وتطويرها وتنمية استعمالها.تعد الأمازيغية ايضا لغة رسمية للدولة باعتبارها رصيدا مشتركا لجميع المغاربة بدون استثناء.يحدد قانون تنظيمي مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وكيفيات ادماجها في مجال التعليم وفي مجالات الحياة العامة ذات الأولوية وذلك لكي تتمكن من القيام مستقبلابصفتها لغة رسمية>> وهو مضمون لنص ينطوي على خداع ماكرمفاده وضع اللغة العربية التي هي لغة رسمت للحاجة وليست لغة للشعب في مستوى الأمازيغية التي هي لغة الشعب. والمشرع ان هو حاول تفادي الأفصاح عن هوية الدولة بمقتضى نص صريح باقتصاره على الأشارة الى لغتين اعتبرهما رسميتين باظافة الأمازيغية ومحاولته الماكرة المخادعة المساواة بينها والعربية بعد ان انتفى السبب الأساسي لعدم اعتبارالأمازيغية في كل من الدستورين 1962 و1996لكونها اصبحت مقعدة وجاهزة لأداء مهمات اللغة للشعب المغربي بل سبق وتم ادخالها مجال التلقين في بعض المؤسسات التعليمية تمهيدا لنشرها افقيا وعموديا فانه لم يتمكن من التخلص من عقدة التيه الهوياتي بصريح ما جاء بدباجة الدستور من اعتبارها المغرب منتميا للمغرب الكبيرلا (العربي )الكبيركما نص على ذلك دستور 96 وملتزما بالعمل على بناء الأتحاد المغاربي ليخرج من داخله مشرع غير مدرك لهويته يدعوالى ((تعميق اواصر الأنتماء الى الأمة العربية والأسلامية وتوطيد وشائج الأخوة والتظامن مع شعوبها الشقيقة)) وهي دعوة ينسف بموجبها وبالكلية جميع ما سبق الأعتراف به من كون الأمازيغية لغة رسمية والمغرب من المغرب الكبير بانتمائه الأفريقي بما سيحول دون امكانية التصريح الواظح
بامازيغية المغرب.
............
واذا كان رئيس الدولة قد انتبه اخيرا الى ضرورة اعمال صفة المغرب الكبيرلتفادي السقوط في براثين العنصرية العرقية المقيتة التي تحملها صفة (المغرب العربي) استجابة جزئية منه لمطالب الحركة الأمازيغية التي منها مطلب الأنسحاب من الجامعة العربية باعتبارها مؤسسة عرقية لا يهم امرها المغرب الأمازيغي(انضر خطابه الأخير امام البرلمان التونسي), فانه ما دام لم يرقى بعدالى الأيمان بواجب التصريح العلني والجريء بامازيغية الدولة فانه لن يسلم من الوقوع في التناقض لأنه كما سبقت الأشارة اليه مدعوبصفته الممثل الرئيس للشعب ان( يعمق اواصر الأنتماء الى الأمة العربية والأسلامية واحقاق الأخوة والتظامن مع شعوبها باعتبارها شقيقة). تلك الجرئة المفتقدة هي التي سوف تؤجل التفعيل الحقيقي للتكثل المغاربي, اذ انه لا يكفي فك الأرتباط مع الصفة العرقية باعتماد لفظة المغرب الكبير وانما بالظهور الواظح بالهوية الحقيقية للدولة الممثلة من قبله ,بما يحمل باقي الشركاء من الأقطار المعنية على تحديد موقفهم من الصفة الواجبة للتكثل .من هنا وفقط يتظح ان التزام المغرب بالعمل على بناء الأتحاد المغاربي انما هو التزام غير ذي جدوى مادام ان باقي الشركاء غارقين في الهوية العربية المصطنعة حد التفوق فيها عن العرب الأصليين. الأمر الذي جعل استعماله لصفة المغرب الكبير كرسالة بمضمون خاص لم يتلقفها الحانب الآخربما يليق .وهوما يفيد ان الألتزام المذكور انما يستوجب لتحقيق هدفه ارادة باقي الأقطار المعنية وهذه يالرغم من هويتها الأمازيغية باعتبار التاريخ والجغرايا فانها ما تزال تصر على عروبتها وهو ما سوف ينتهي الى الفتنة لشعور ابناء الأرض بكونهم مستعمرين ووجوب العمل من اجل استقلالهم ويفرض على الثورة في هذه الأقطارصفة الأستمرارية بالرغم من الأعتقاد في خفوت حدتها في بعضها بما قد يفاجىء هذه كما فوجئت الأظمة السابقة.
...........
نخلص مما ذكر الى ان الأعتراف الجريء بامازيغية الدولة المغربية لن يتاتى الابالتخلص من التيه الهوياتي والتذبذب في اتخاذ القرارالصائب اذ من شان هذا الأعتراف وحده تحقيق الديموقراطية المرجوة وبالتالي الأنطلاق للحاق بركب الحضارية البشرية .غير انه بدون اعتماد الحقوق الكونية وتنفيذ مقتضيات الأتفاقية الدوليةالمبرمة والمصادق عليها سيبقي على مغامرة الأسلامي بقصد تخصيص هذه الحقوق بلعبه ورقة قدسية مصدر افكاره والتي تعتبر رسائل سماوية ليحاول فرض محتواها باعتبارها اوامر الاهية تسمو على الفعل البشري بما يفرغ هذه الحقوق من محتواها التحرري, ويبقي على الحوار والمناقشة داخل الدائرة الدينية وهي مناقشة لم تاتي اكلا طيبا ومنذ ما يفوق 1400 سنة. فهل من ابعاد للدين عن الدولة.؟انه الحل الوحيد من اجل تحقيق السعادة النسبية للمغربي على الأرض كما تحققت لغيره بعد ان سلك نفس الطريق ولا خوف على الملكية ان الفاعل السياسي استطاع تدبير الأمور بعين العقل ونبذ النفاق.




#ميس_اومازيغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زراعة الأرها ب
- اللغة العربية هل هي حقا لغة للمغاربة؟
- هل حقا الأمازيغ متطرفون؟
- ترسيبم الأمازيغية وتخبط المشرع بشان الهوية
- الجن المسلمون والمناسك المحمدية
- ليبيا الأمازيغية
- تعريب الأمازيغ جريمة ضد الأنسانية
- حل مشكل الصحراء بيد الأمازيغ لا غير
- (انا سمعنا قرآنا عجبا...)
- حشرجة موت التعريبي المغربي
- (ازول ) الكافرة واداة الأمبريالية العربية
- واذا امر الأمازيغ بعد ان طالبوا
- ثامزغا,اسرائل والأمبريالية العربية
- معاداة الأمازيغية خيانة عظمى للوطن
- قل انا مسلم ولاتقل نحن مسلمون
- المتعلم الأمازيغي والهوية الأمازيغية
- (أزول) وتنافس تحيتين
- تهافت التعريبيين
- ضرورة الحظر الدولي للأسلام
- الحل هو الأقرار بأمازيغية الدولة


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميس اومازيغ - الأمازيغية وتفعيل الدستور