أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد سعد - المجزرة الجديدة في شرم الشيخ- تؤكد: الإرهابيون خدّام استراتيجية عولمة العدوان والهيمنة الأمريكية - الإسرائيلية















المزيد.....

المجزرة الجديدة في شرم الشيخ- تؤكد: الإرهابيون خدّام استراتيجية عولمة العدوان والهيمنة الأمريكية - الإسرائيلية


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1266 - 2005 / 7 / 25 - 12:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عشية احياء الذكرى السنوية الـ 53 لثورة 23 يوليو المصرية المجيدة ارتكب مجرمون ارهابيون يوم امس الاول، الجمعة، مجزرة دموية وحشية ضد الشعب المصري والانسانية والمصطافين في منتجع شرم الشيخ المصري. فقد قام المجرمون الارهابيون بعمليات تفجيرية بواسطة سيارات الموت المفخخة في فنادق الاصطياف والسوق المكتظة بالناس الابرياء ادت الى زهق ارواح اكثر من ثمانين ضحية ومئات الجرحى من المدنيين الابرياء، من المصريين والبريطانيين والبلغاريين ومن دول الخليج وغيرهم الذين جاءوا الى المنتجعات طلبا للراحة وهربا من هموم العمل والحياة.
فارتكاب هذه العمليات الهمجية المدانة هي اولا وقبل كل شيء جريمة بحق الشعب المصري، خاصة وانها ارتكبت في عز موسم السياحة والاصطياف. فهي بمثابة ضربة قاسية للاقتصاد المصري فمن جرائها ستقحل منتجعات الشرم من المصطافين وستخسر الخزانة المصرية المليارات من العملة الصعبة بعد هرب وعزوف المصطافين عن المنتجعات المصرية، ولن يستفيد من وراء ذلك سوى اماكن السياحة الاسرائيلية التي يقدم لها الارهابيون خدمة جليلة. كما ان هذه التفجيرات الاجرامية جاءت للتخريب على الصراع داخل مصر حول طابع الدمقراطية والاصلاحات الدمقراطية وتشويه طابعه الحقيقي. فالعديد من قوى المعارضة المصرية، وخاصة الوطنية التقدمية امثال حزب التجمع الوطني الدمقراطي والحزب الناصري وحركة "كفاية" تشن نضالا سياسيا – جماهيريا عادلا من اجل الدمقراطية الحقة والاصلاحات الدمقراطية الجذرية التي في مركزها الغاء قوانين الطوارئ الممارسة من ايام السادات وتعديل قانون الانتخابات للرئاسة جذريا حتى لا تبقى صورته المزيفة التي يتيح لحزب النظام ومرشحه الرئيس حسني مبارك احتكار السلطة والرئاسة وعدم تداولهما دمقراطيا، خاصة بعد خمس دورات من رئاسة مبارك. كما ان هذه القوى تعارض املاءات الاصلاحات الامريكية التي هدفها تدجين النظام المصري في حظيرة خدمة استراتيجية الهيمنة الامريكية في مصر والمنطقة العربية والشرق اوسطية. وقد جرت العملية الارهابية في شرم الشيخ قبل شهر وبضعة ايام من موعد انتخابات الرئاسة المصرية في مطلع شهر ايلول/ سبتمبر التي تقاطعها احتجاجا على طابعها احزاب المعارضة المصرية الاساسية.
والانكى من ذلك، وبرأينا ان توقيت ارتكاب هذه المجزرة الدموية الارهابية الرهيبة في منتجعات شرم الشيخ، وقبلها بايام في لندن البريطانية، جاء ليؤكد ما نؤكده دائما ان الاعمال الارهابية التي ترتكب ليس ضد الغزاة المحتلين مباشرة بل ضد الناس الابرياء من المدنيين لا تخدم في نهاية المطاف سوى ارباب العدوان والاحتلال ومخططاتهم الاستراتيجية للهيمنة وقهر ارادة الشعوب واستعبادها. بجرائمهم الارهابية يقدمون الخدمة الكبيرة لدفع عجلة عولمة ارهاب الدولة المنظم التي يمارسها تحالف الشر والعدوان والاحتلال الامريكي والاسرائيلي وتوفير غطاء التبريرات التضليلية لسياستهم العدوانية ولممارستهم الاجرامية. فارتكاب عمليات التفجير الارهابية الدموية في شرم الشيخ جاء في وقت تتجول فيه وزيرة خارجية ادارة بوش الامبريالية، كوندوليزا رايس بين بلدان المنطقة منسقة خطى استراتيجية الهيمنة العدوانية مع الحليف الاستراتيجي العدواني – حكومة الكوارث والاحتلال الشارونية – البيرسية. فالعملية الارهابية في الشرم جاءت لصرف انظار العالم والرأي العام العالمي عن المدلولات السياسية الخطيرة لجولة رايس وابعادها، الا ان اراد ذلك الارهابيون او لم يردوا فالتفجير الارهابي جاء في وقت الصراع الدائر والنقاش الدائر حول طابع خطة الفصل الشارونية الذي يبدأ تنفيذ مرحلتها الاولى في منتصف الشهر القادم، ومدلولاتها السياسية. ولعل "زيارة" شارون بوجود رايس في المنطقة الى مستوطنة ارئيل الكولونيالية في الضفة الغربية الفلسطينية لها اكثر من مدلول سياسي معاد في نهاية المطاف للحقوق الوطنية الفلسطينية بالتحرر والاستقلال الوطني. فشارون بتصريحاته في هذه المستوطنة وامام قطعان المستوطنين ووسائل الاعلام اراد بث اكثر من رسالة. فلمعارضي خطته من غلاة اليمين المتطرف، ايتام ارض اسرائيل الكبرى، وللشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية بما في ذلك السلطة الوطنية الفلسطينية اراد شارون التأكيد بان جنرال المجازر والاستيطان والاحتلال لم يتغير ولم يتراجع عن برنامجه الاستراتيجي الاستعماري.فقد اكد بما يعني مدلوله السياسي انه "قايض" خطة اعادة الانتشار في قطاع غزة وشمال الضفة الغربية بضم ارئيل والكتل الاستيطانية الى اسرائيل وحرمان الشعب الفلسطيني من حقه الشرعي بدولة ذات مقومات قابلة للحياة. وفي اطار تجسيد هذه المقايضة يستهتر شارون بالطرف الفلسطيني ويشغله باشعال نيران الفتنة والصراع الداخلي الفلسطيني – الفلسطيني، بين السلطة وحماس، ويسابق الريح في عملية تهويد القدس الشرقية العربية وتكثيف الاستيطان ومواصلة بناء جدار الضم والعزل العنصري على اراضي الضفة الغربية المحتلة. وكوندوليزا رايس تبارك وتمتدح سياسة شارون وخطته للفصل مع قطاع غزة التي مدلولها السياسي ينسجم مع رسالة الضمانات التي قدمها رئيس ادارتها، جورج دبليو بوش الى شارون في نيسان الفين واربعة، والتي بموجبها يؤيد ضم كتل الاستيطان الى اسرائيل والتنكر لحق العودة للاجئين الفلسطينيين.
لقد جاء توقيت هذه التفجيرات الارهابية في شرم الشيخ في وقت افصحت فيه كوندوليزا رايس عن اهداف استراتيجية الهيمنة الامريكية – الاسرائيلية في المنطقة وذلك من خلال تصريحها لعقد مؤتمر دولي، ليس بهدف انجاز السلام العادل، الشامل والثابت في المنطقة الذي في مركزه انجاز الحل العادل للقضية الفلسطينية ينصف الشعب الفلسطيني حقه الوطني بالتحرر والاستقلال الوطني، وينصف الشعب العراقي حقه بجلاء المحتل الانجلوامريكي وضمان استقلاله الوطني، ليس هذا ابدا ما قصدته وزيرة خارجية الاستعمار الامريكي الجديد. فما صرحت به هو تبني موقف وزير خارجية حكومة اسرائيل، سلفان شالوم، بعقد مؤتمر دولي تشارك فيه اسرائيل الاحتلال والانظمة العربية "المعتدلة" وخاصة انظمة بلدان الخليج وقبل انهاء الاحتلالين، الانجلوامريكي للعراق والاسرائيلي لفلسطين السبعة والستين. مؤتمر لتطبيع العلاقات الاسرائيلية – العربية تحت المظلة الامريكية يندرج في اطار المخطط الاستراتيجي الامريكية باقامة "الشرق الاوسط الكبير" لخدمة المصالح الاستراتيجية السياسية والاقتصادية الامريكية. ومقابل الدعوة لعقد مؤتمر التطبيع والتدجين فان كوندوليزا رايس وبوقاحة المستعمرين وصفاقتهم "دحشت" انف التدخل الفظ في الشأن الداخلي اللبناني برفع المطلب الامريكي – الاسرائيلي بتجريد حزب الله اللبناني من السلاح تحت يافظة تنفيذ جميع قرارات مجلس الامن 1559 وبهدف تدجين النظام اللبناني الجديد في حظيرة الولاء لبيت الطاعة الامريكي واستراتيجية في المنطقة. هذا اضافة الى مواصلة التحريض والضغط على النظام السوري والنظام الايراني. فلمواجهة ازمة المحتلين في العراق المشتعل مقاومة ضد الغزاة المحتلين ولدفع استراتيجية الهيمنة – الامريكية – الاسرائيلية في المنطقة يراهن ارباب الاستعمار الجديد على الاطاحة او الضغط لتدجين النظام السوري والنظام الايراني امريكيا.
وفي ظل هذا الصراع المركزي والاساسي ضد استراتيجية الهيمنة الامريكية – الاسرائيلية العدوانية في المنطقة فان اعمالا ارهابية دموية على شاكلة المجزرة الدموية في منتجعات شرم الشيخ تشوه طابع وحقيقة الصراع الاساسي وتظهره، كما يريده اعداء الشعوب، وكانه صراع ضد الارهاب كأنه الخطر الاساسي الذي يواجه المجتمع الدولي وليس عولمة ارهاب الدولة الذي تمارسه ادارة بوش الامبريالية وعكاكيز استراتيجيتها امثال اسرائيل الرسمية وحليفها البريطاني. ولهذا لا نبالغ في تقييمنا ان الارهابيين بجرائمهم المرتكبة ضد المدنيين هم خدام عولمة العدوان والهيمنة الامريكية – الاسرائيلية في المنطقة.



#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليوم 23 تموز الذكرى السنوية الـ 53 لانتصار ثورة يوليو بقياد ...
- اوسع وحدة صف وطنية حذار ِ من الفتنة والمغامرة والسقوط في مصي ...
- ان كان هالعسكر عسكرنا...
- الاحتلال الاسرائيلي هو المصدر وهو الدفيئة وهو المستنقع هوية ...
- هل يستعيد الشعب العراقي أنوار ثورة 14 تموز المجيدة؟
- اقامة اوسع جبهة سياسية لمواجهة الفاشية المستشرية - المهرولة ...
- مؤتمر قيسارية على حلبة -صراع الثيران-
- قبل عشرين سنة فارقنا بجسده د. إميل توما والتوجه الطبقي الثور ...
- مهمّات أساسية مطروحة على أجندة الحزب الشيوعي
- بعد انتهاء الانتخابات النيابية: ماذا يواجه لبنان من قضايا وم ...
- ألمؤتمر العاشر لحزب البعث السوري الحاكم: هل ترتقي الاصلاحات ...
- طفيليات المستنقع الاسرائيلي
- لمواجهة مرحلة التهويد العنصرية الجديدة
- حصيلة جنونية للانفاق العسكري: هل يوجد أي أمل بالسلام مع سلاط ...
- لمواجهة متطلّبات وتحدّيات الحاضر والمستقبل: خطوات جدية لتوحي ...
- هل تسلّم الجماهير العربية رقبتها ومصيرها الى - الفشّ الطالع ...
- مع إضاءة الشمعة الـ 81 : الشبيبة الشيوعية كتيبة ثورية نضالية ...
- مع إضاءة الشمعة الـ 62 من عمرها المتجدد -الاتحاد- الصرح الحض ...
- عالبروة رايحين!
- في أول ايار 1958: الشيوعيات الكفرساويات يخترقن الحصار!


المزيد.....




- وجهات فائقة الفخامة لإطالة العمر..ما أبرز ميزات هذه النوادي ...
- نجيب ميقاتي يهاجم تصريحات قاليباف حول لبنان: -تدخل فاضح ومحا ...
- مفاوض سابق خبير بالتعامل مع حماس يبين لـCNN -نتائج خطيرة- بع ...
- -حاولا العبور من الأردن-.. الجيش الإسرائيلي يعلن قتل متسللين ...
- -بوليتيكو-: شولتس يعلن استعداده للتفاوض مع بوتين.. فهل يرغب ...
- -السنوار يقاتل إسرائيل حتى الرمق الأخير-.. صور لما يقول الجي ...
- السيسي يعرض أهم الإصلاحات والمشروعات المصرية أمام منتدى بريك ...
- روسيا تعلق على اغتيال السنوار وتحذر من العواقب
- -بلومبرغ-: وضع القوات الأوكرانية الكئيب يزيد الضغط في واشنطن ...
- الدفاع المدني بغزة: منطقة جباليا تواجه حملة إبادة ونسفا لمبا ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد سعد - المجزرة الجديدة في شرم الشيخ- تؤكد: الإرهابيون خدّام استراتيجية عولمة العدوان والهيمنة الأمريكية - الإسرائيلية