|
الاجيال و السمات المختلفة
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 4474 - 2014 / 6 / 6 - 14:24
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
حكى لي صديق عما مر به في حياته اخيرا، و استخلص بانه خُدع و يعتبر نفسه ساذجا لحد الغباء لانه لم يتصور ما يحل به هكذا في يوم ما. و كان قصته اجتماعية بحتة بحيث غدر به الزمان و الحبيبة و تعامل مع الاخر من منطلق نظرته الى الحياة و ما تعلمه او اكتسبه خلال حياته على الرغم من اختلافه عنه من حيث مرتبة الاجيال، ولم ياخذ في الاعتبار تناسق الناس و تشابهها من حيث الفكر و النظرة الى الحياة في جيل واحد و اختلاف السمات و الصفات و ما يؤمن به الشخص من جيل لاخر، و كذلك الفروقات العديدة من حيث الانتماءات الاجتماعية العديدة من حيث العرق والدين و المذهب و الفكر الذي اصبح من العوائق الكبيرة امام العلاقت العامة و ما يخص الشباب بالذات . ملخص ما مر به، و اعتبر منه جيدا، على الرغم من توائمهما الفكري بداية و اتفاقهما العقلي و العاطفي النسبي طبعا بين الاثنين و توافقهما على ما استجدت حديثا على الساحة من الانتماءات، الا انهما فشلا في علاقتهما لسبب اعتبره عدم انتماءهما لجيل واحد فقط و اختلاف الايمان بالسمات الحسنة و السيئة نسبيا بين الجيل و الاخر و نظرة كل منهما الى الحياة بشكل مختلف . لا يمكن ان نجد العلاقات الاجتماعية و ما فيها من الحسنات و السيئات التي كانت موجودة و تميزت بها الاجيال السابقة في الاجيال الجديدة، و العكس ايضا صحيح، و هذا له اسبابه و عوامله العديدة، و يدخل التطور العلمي و بالاخص الوسائل العامة للاتصال من الابواب الواسعة لتغيير هذه العلاقات و محتواها و بسرعة شديدة بحيث يمكن ان تلمس الفروقات بين الجيل و ما يليه. من المؤسف ان يدخل الماديات في صلب الاسباب التي تؤثر على جوهر العلاقات الاجتماعية و ما فيها من السمات الحسنة الموجودة في الشرق اكثر من الغرب، ناهيك عن اسباب اخرى من حيث مستوى الثقافة العامة و المباديء و العقلية و الفلسفات المختلفة التي تؤمن بها الاجيال و ما تكتسبها فطريا و تسير عليها عفويا دون جهد يُذكر و على العكس من الاجيال السابقة التي ناضلت بنفسها لكسب المباديء و الثوابت العامة . التطورات المتعددة فيما تخص شؤون الحياة و عدم استغلالها للصالح العام، و نظرة كل فرد اليها بشكل خاص و استغلالها لاسباب و افعال مختلفة من المسببات الرئيسية لابتعاد كل جيل عما يليه من حيث السمات و الصفات العامة التي يؤمن بها . اهم الاسباب التي ادت الى هشاشة العلاقات الاجتماعية العامة بشكل عام هو تعامل الناس مع البعض وفق الامكانيات المادية، و طغت الحالة الاقتصادية على السمات الانسانية لاسباب موضوعية و هي احتياجات الفرد للوسائل الضرورية للمعيشة و الاحتياجات اليومية، و من ثم اخلاق الفرد و تربيته و مدى تغطية النظرة المادية على افكاره الانسانية الاخرى في تعامله مع الاخرين كعوامل ذاتية . ان هذه الفروقات الشاسعة التي تحس بها الاجيال المختلفة عن بعضها، و خاصة في الشرق لانه يمر بمرحلة انتقالية من كافة النواحي، تؤثر على التعامل و العلاقات العامة في الصميم . نعم من الممكن ان تلمس التغييرات العديدة و الفروقات الواسعة ضمن حتى العائلة الواحدة. قال لي صديق قريب ، انني الاحظ ان بعض ما يضحكني من الطرائف و النكات لم يُضحك اولادي تماما و ما يحزنني لم يحزن اولادي ايضا، و ان بعض ما يفرحون و يضحكون عليه لم احس به انا بانه المضحك، فهل من المعقول ان يغير الايباد و الايفون و اللابتوب و البلايستيشن اسباب الضحك و الحزن ايضا . هذه الوسائل لم تغير اسباب الضحك و الحزن فقط و انما تغير كيان الفرد و اهتماماته و فكره و ما يهمه ايضا، اي المسببات و العوامل التي تؤثر على الفرد الفكري هي التي تبني الفروقات الشاسعة بين الاجيال من حيث النظر الى الحياة، و ارجع و اقول نعم فشل الصديق في علاقته الحميمية لاسباب و افكار و نظرات للحياة التي تلتزم بها الاجيال السابقة ليس بشرط ان تؤمن بها الاجيال الجديدة و هذا ما فرض فشله، فقلت له تعامل مع الموضوع بعقلانية و معها بما فعلت وابحث عن بنات جيلك و ترتاح البال،لان لم يبق لك من العمر كي تربيها من جديد او تتوصلا الى توافق تام، و المشكلة ان ما تقدر عليه الاجيال الجديدة و من ضمنها الحبيبة الغالية للصديق من نسيان المشاعر و تركها بفعل التاثيرات المادية، ليس بمقدور الاجيال القديمة ان تفعل لانها ملتزمة بالسمات الانسانية السامية و الصفات و المشاعر الصادقة النابعة من العاطفة الصحيحة اكثر من الجيل الجديد، فقلت اذن ليس باليد حيلة بين كل هذه المتناقضات فتقبل الحياة كما هي .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التغيير في العقلية للتاثير على تفسير النظرية ام العكس ؟
-
من نلوم في الحوادث الاجتماعية الكارثية
-
نحتاج لمعارضة فعالة جديدة في اقليم كوردستان
-
ضرورة تنسيق القوى المتقاربة مع بعضها في كوردستان
-
لو كنت رئيسا لاقليم كوردستان ؟
-
مجرد عتاب لبعض الكتٌاب
-
اقليم كوردستان بحاجة الى اعادة التنظيم
-
العراق امام تحديات الحاضر و المستقبل
-
اين اليسار العراقي في هذه المرحلة بالذات
-
حكم الاغلبية و موزائيكية المجتمع العراقي
-
اين المثقفون في تقييم اداء السلطة الكوردستانية
-
البرلمان الكوردستاني و تضليل الشعب
-
من المحق في الخلافات بين حكومة اقليم كوردستان و المركز العرا
...
-
اين نحن من الديموقراطية الحقيقية
-
شاهدت ما لم يشهده غيري
-
كيف يكون تاثير الصراع الاقليمي على اقليم كوردستان
-
تحقيق الهدف المشترك يحتاج الى التعاون و الاخلاص
-
الوفاء سمة الانسان الاصيل
-
الحركات السياسية الصغيرة و نتائج الانتخابات في العراق
-
العراق الى اين و ما يحل به من مصلحة الشعب ؟
المزيد.....
-
مراوح قارب تسحق ذراع شاب أثناء غطسه في البحر.. والسائق معتذر
...
-
ترامب يعلن مواصلته عقد تجمعات بأماكن مفتوحة بعد محاولة اغتيا
...
-
ألمانيا.. ازدياد شعبية الحزب المعارض لإمدادات الأسلحة إلى ال
...
-
-سرايا القدس- تعلن السيطرة على طائرة استطلاع إسرائيلية في خا
...
-
فرنسا لا تستبعد ضلوع طرف أجنبي في أعمال تخريب شبكة القطارات
...
-
أستراليا تحظر استخراج اليورانيوم من أحد أكبر المناجم في العا
...
-
صحيفة أمريكية: نتنياهو بين نارين بعد طلب واضح من قادة الديمق
...
-
إسرائيل تقدم للإدارة الأمريكية مقترحا معدلا لصفقة التبادل وو
...
-
نعيم قاسم: أعيش أفضل حياة لن أتخلى عنها وحسن نصر الله أسعد إ
...
-
سلسلة انفجارات تدوي في مدينة دنيبر الأوكرانية
المزيد.....
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
-
فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال
...
/ إدريس ولد القابلة
-
المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب
...
/ حسام الدين فياض
-
القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا
...
/ حسام الدين فياض
-
فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل
/ محمد عبد الكريم يوسف
المزيد.....
|