أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كريم عامر - فتش عن القاعدة















المزيد.....

فتش عن القاعدة


كريم عامر

الحوار المتمدن-العدد: 1266 - 2005 / 7 / 25 - 10:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مايحدث فى العالم هذه الأيام من هجمات وتفجيرات إنتحارية لا يمكن بحال من الأحوال تجاهله والصمت إزائه ، فالعمليات الإجرامية التى إرتكبها رعاع القاعدة تستهدف أساسا القضاء على السلم والأمن الدوليين وتحويل العالم إلى ساحة واسعة للصراع تسفك فيها دماء الأبرياء إرضاءا لشهوات أمراء الإنتقام من الإسلاميين المتطرفين الذين عبر - بوقاحة - عن شهواتهم الدموية تلك أحد كبار قادة الإرهاب الإسلامى فى عصر مضى من الزمان مخاطبا أحد قادة جيوش الرومان فى موقعة اليرموك :- " إنه لم يخرجنا من ديارنا ماذكرت ، غير أنا قوم نشرب الدماء ، وأنه بلغنا أن لادم أطيب من دم الروم فجئنا لذالك " !! .
فماحدث بالأمس القريب فى مدينة شرم الشيخ وخليج نعمة من تفجيرات إرهابية وترويع للآمنين وإستهداف للمناطق السياحية التى تعد العصب الرئيسى للإقتصاد المصرى المتداعى ، وماحدث فى أكتوبر الماضى من تفجيرات فى منتجع طابا السياحى المصرى ، وماحدث منذ أيام قليلة فى العاصمة البريطانية ، وماتعيشه العراق بصورة يومية من عمليات ذبح وقتل وتفجير ، وماحدث منذ أربعة أعوام من هجمات على الولايات المتحدة ؛ إستهدف كل هذا أمن المواطنين الأبرياء العزل الذين لا حول لهم ولا قوة تجاه ماحدث ولا ذنب إقترفوه لينالوا جزاؤه هذا العقاب الجماعى البربرى الهمجى اللاإنسانى الذى لا يعبر إلا عن خسة وحقارة وقسوة تلك الذئاب البشرية المتمترسة خلف عباءات الإسلام الفضفاضة ، والتى تظن أن أعمالها القذرة تلك سوف تساعدها على توحيد العالم وحكمه بالحديد والنار والشريعة الهمجية البربرية التى يستندون إليها لتبرير أفعالهم الوحشية والتى لا تجد لها سندا من العقل ولا مبررا من المنطق ولا وازعا من الأخلاق .
إن الهجوم الوحشى الذى تعرضت له مدينة شرم الشيخ - التى كانت آمنة - لهو أكبر دليل على هذه القسوة والوحشية والدم البارد الذى يتمتع به هؤلاء الهمج الرعاع الذين يتمنون من أعماقهم أن ترتد البشرية القهقرى أربعة عشر قرنا من الزمان لتعيش فى العصور الإسلامية الهمجية المظلمة وتتحول الدنيا على أياديهم القذرة النجسة إلى غابة يسيطر فيها الأقوياء ويخضع فيها الضعفاء وتصبح القوة العضلية هى المرجع الذى يحتكم إليه فى الخلافات التى تنشب بين الناس بدلا من العقل الذى يفترض أن يكون هو المرجع الأساسى للفكر الإنسانى الراقى المستنير .
إن كل مصيبة وكارثة إرهابية تحدث فى أى بقعة من بقاع العالم نجد القاعدة على الفور تقف ورائها فى تحد صريح لكافة القيم والمعايير الإنسانية ، فما يحدث يوميا بالعراق من جرائم بشعة كعمليات الإعدام التى تنفذ بحق الرهائن الذين كان آخرهم الدكتور إيهاب الشريف رئيس البعثة الدبلوماسية المصرية فى بغداد ، وما حدث منذ أيام قلائل فى لندن ، كل هذا يدل على الوجه العفن الذى يبديه لنا أقطاب هذا التنظيم الإرهابى الذى نجح - مع الأسف الشديد - فى التغلغل بين الشعوب العربية والإسلامية ، بل وبين الجاليات المسلمة فى العالم الغربى ، وجعل كل واحد منا ينظر بعين الريبة والحذر إلى كل من يتعامل معه خشية أن يكون عميلا مجندا لهذا التنظيم الإجرامى .
إننى لن أمل التأكيد على أن العالم قد بات ينقسم إلى معسكرين إثنين لا ثالث لهما ، فعلى كل منا أن يحدد موقفه : - هل يقف فى خندق الإرهاب أم فى معسكر السلام ؟؟ ، ليس هناك مجال للحياد والمواقف السلبية ، فما يحدث الآن لا يمكن الصمت حياله لأن الصمت لا يعنى سوى موافقة ضمنية على هذه الأعمال البربرية الهمجية ، فعلى كل منا أن يحدد مع من يقف ، ليعرف كل طرف حجمه وقوته ومدى قدرته على دحر الطرف الآخر ، فالصراع الآن ليس صراعا من اجل كسب الوقت وإنما هو صراع من أجل البقاء ، من أجل أن نكون أو لا نكون ، من أجل أن نختار مايمكن أن نكون عليه غدا : هل سنكون آدميين حقيقيين أم سنتحول إلى مصاصى دماء لا رحمة فى قلوبهم ؟؟ ، لا توجد خيارات أخرى ، فالوضع الآن متأزم ولا يسمح بالمماطلة أو تضييع الوقت لأن كل الأوراق أضحت مكشوفة ، والكل يعلم جيدا مفردات الصراع والمبادىء التى يحتكم إليها كل طرف من الأطراف ولم تعد تفاصيل اللعبة خافية على أحد .
إن زمن التهاون مع الإرهاب قد ولى إلى غير رجعة وماحدث بالأمس أثبت أن الحرب على الإرهاب قد أضحت حربا دولية ، فالقاعدة قد نجحت فى جذب جميع دول العالم إلى حلبة الصراع ولا يمكن لدولة ما أن تدعى أنها تقف على الحياد أو أن موقفها من الأحداث لا يتعدى كونه كموقف المتفرج على مباراة لكرة القدم ، فالمصائب والكوارث الإرهابية المتلاحقة سوف تطول الجميع بلا إستثناء إذا لم يتحرك العالم المتحضر ويتصدى بقوة وحسم لهذه العصابات الإجرامية الهمجية .
إننا يجب أن نعترف أن الحرب على الإرهاب ليست معركة يسيرة لأن العدو هنا ليس عدوا تقليديا يمكن القضاء عليه بسهولة وإنما هو عدو غير عادى يستخدم أساليب غير تقليدية ليحقق من خلالها مكاسب معنوية ، وبالطبع فإنه لا يمكن أن يواجه بذات الأساليب الهمجية التى يواجهنا بها وإنما الحل يكمن فى أن نحاول إدراك أبعاد المشكلة جيدا ونحاول منع إنتشار المد الإرهابى بالحجر على هذه الأفكار الرجعية ومنعها من التغلغل إلى عقول الشباب وإعطاء الفرصة للكتاب والمفكرين المتنورين لكى يستعيدوا دورهم البناء الذى إفتقدوه منذ أن غزت الأفكار الإرهابية المصحوبة بعوائد النفط عقول شبابنا وحولتهم إلى قنابل موقوتة تنتظر ضغطة زر لكى تنفجر وتدمر كل مكاسب الحضارة الإنسانية الحديثة .
لقد آن الأوان لنا لكى نعرف عدونا الحقيقى ، العدو الذى يتربص بنا الدوائر ويحيك لنا المؤامرات ويدبر لنا المكائد ، ويتصيد الفرص للإنقضاض علينا والنيل منا وتدميرنا فكريا وماديا .
إن القاعدة ليست مجرد تنظيم إرهابى أنشأه المنشق السعودى أسامة بن لادن قبل عدة سنوات ، وإنما هى أفكار مطروحة منذ مايناهز أربعة عشر قرنا من الزمان ، فالقاعدة ليست وليدة اليوم ، وإنما يرجع وجودها إلى اللحظة التى عبر فيها خالد بن الوليد عن رغبته الفاضحة فى الإرتواء بدماء الروم .
إن القاعدة ليست وليدة اليوم ، وإنما تعود جذورها إلى اللحظة التى جمع فيها خالد بن الوليد رجالا من بنى سليم فى حظائر ثم أحرقهم داخلها .
إن القاعدة ليست وليدة اليوم ، وإنما تعود أفكارها إلى يوم العيد الذى ذبح فيه والى الكوفة خالد بن عبدالله القسرى الجعد بن درهم أسفل منبر خطبة العيد كأضحية يتقرب بدمها إلى الله !! .
إن القاعدة ليست وليدة اليوم ، وإنما تعود أفكارها الى اللحظة التى قتل فيها أسلم بن أحوز الجهم بن صفوان .
إن القاعدة ليست وليدة اليوم ، وإنما تنتمى الى اللحظة التى أعدم فيها الحسين بن منصور الحلاج بعد أن صلب و ضرب ألف سوط وقطعت يداه ورجلاه .
إن القاعدة ليست وليدة اليوم ، وأنما تعود أفكارها إلى اليوم الذى نفى فيه الخليفة عثمان بن عفان أبى ذر الغفارى الى الربذة .
إن القاعدة ليست وليدة اليوم، وإنما تعود أفكارها الى الزمن الذى سبيت فيه نساء فارس والروم وتم تداولهن للمتعة الجنسية فى أسواق الرقيق الإسلامية .
إن القاعدة ليست وليدة اليوم ، وإنما ترجع أفكارها الى اللحظة التى حكم فيها سعد بن معاذ على يهود بنى قريظة بقتل رجالهم وسبى نسائهم وذراريهم فى تأكيد صريح لمبدأ سيادة الأقوياء .
فالقاعدة ليست مجرد تنظيم نشأ على يد أحد المتطرفين فى العصر الحاضر وإنما هى مجموعة أفكار إجرامية متطرفة أخذت فى التطور والتجدد حتى تشكلت بهذا المظهر القبيح الذى بدت به فى أيامنا تلك على أبشع صورة وأقذر هيئة عرفتها البشرية .
علينا أن نفتش جيدا عن القاعدة وسوف نجدها وراء كل المصائب والجرائم التى إرتكبت بحق الإنسانية فى دولة الخلافة الإسلامية البائدة ، والتى يريد أنصارها الآن إعادتها إلى الحياة مرة أخرى بهذه الأفكار العفنة المبادىء الخربة التى تترجم على أرض الواقع إلى قنابل بشرية وعمليات إجرامية .
عبدالكريم نبيل سليمان
24 / 7 / 2005
الإسكندرية / مصر



#كريم_عامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام الأسرى بين المساواة والقوامة .
- من واقع رسالة طالب أزهرى : الأزهر والقاعدة ... وجهان لعملة و ...
- إعدام الشريف إعلان حرب ضد مصر
- صيفى ... ولكن حافظى على حجابك !
- الزواج والبغاء ، إطلاقات متباينة لسلوك واحد !
- ثورة العبيد .... ضد الحرية !
- حركة كفاية ... ومواجهة الإستبداد
- عفوا أختى الفاضلة ... لقد غيبوا وعيك
- هل نحن ولدنا أحرار ؟؟!!
- شبكة الإنترنت .... وتحطيم الأبواب المغلقة للمجتمع الذكورى ال ...
- الصحف المصرية الصفراء تتهكم على رموز المجتمع المصرى - صحيفة ...
- هند الحناوى : الفتاة التى أسقطت هيبة الذكور
- فى يومها العالمى : تحية الى رمز النضال النسوى المصرى - د / ن ...
- عزيزتى المرأة : قليل من العتاب - دعوة لتكوين جبهة عربية لموا ...
- الباحثات عن الحرية : إيناس الدغيدى وعمل إبداعى بكل المقاييس
- إلى كل أنثى : أنت الحياة !!!
- الغزوات الفكريه : كيف نتعامل معها ؟
- تساؤلات طفولية
- تقرير سرى جدا من بلاد قمعستان للشاعر الراحل - نزار قبانى -.
- الموديل الثائرة - شعر


المزيد.....




- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كريم عامر - فتش عن القاعدة