أمير البياتي
(Ameer Albayaty)
الحوار المتمدن-العدد: 4474 - 2014 / 6 / 6 - 03:28
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
(الارهاب لا دين له) هي العبارة الشائعة بين الناس والاكثر تداولا في وسائل الاعلام العربي وصفحات التواصل الاجتماعي حتى اصبحت جزءا من الوعي الجمعي في المجتمعات العربية والاسلامية التي هي اكثر المجتمعات تدينا واكثرها انتاجا للتنظيمات الارهابية !!!
ينعت البعض الارهاب بأنه كافر وطالما اقترنت كلمة الارهاب بكلمة الكافر في كثير من منشورات الصحافة العربية. من قال لكم ان الارهاب كافر ؟
اليس التنظيمات الارهابية والجماعات الاسلامية المتطرفة هي اكثر الجماعات التزاما بالدين من حيث اركانه الاساسية والعقائد, اليس الانتحاري مؤمن ومتيقن تماما من وجود خالق له وسيحاسبه علىى ما يفعل , أليس الارهابي هو الاشد يقينا بالبعث والحياة ما بعد الموت, اليس الارهابي هو الاكثر تصديقا بالغيب, اليس الانتحاري هو الاكثر تصديقا لوجود الجنة والنار ومتيقن تماما انه ذاهب الى جنة الخلد لأنه يجاهد في سبيل الله ويقتل الكفار !!! اليس الفكر الاسلامي المتطرف نابع من القرآن وكتب الحديث ؟
كيف يمكن الجزم بأن الارهاب كافر وأنه لا دين له ... هذه مغالطة وانسلاخ عن الواقع وهروب من المواجهة, لأن عامة المسلمين يفترضون دائما الصواب في انفسهم وفي دينهم ولا يتقبلون أي فكرة سلبية تمس معتقدهم. هروبهم من المشكلة الاساسية يجعل علاجها مستحيلا ... يستنكرون الارهاب و يعلمون اطفالهم أشد انواع الكره باسم الدين فضلا عن عقيدة الولاء والبراء والفرق الضالة وغيرها. يملؤون رؤوس اطفالهم بالكره لكل مخالفيهم مهما كانت معتقداتهم وافكارهم.
ومن ضمن هذه الافكار السلبية هي نفس الموضوع الذي اكتب فيه الأن, قرن أبشع صور التدين الاسلامي بالكفر هذا تشويه لصورة كل من لم يؤمن بالإسلام, لأنه وببساطة الكفر في الاسلام ملة واحدة, فوصف هؤلاء شراذم البشر من الارهابيين والقتلة بالكفر وانهم لا دين لهم هذا ارهاب بحد ذاته, نعم انه ارهاب فكري من نوع جديد. كيف لطفل يتعلم القرآن ويقرأ فيه مثلا( لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم), ويسمع في نفس الوقت ان الارهاب كافر!!!
كيف يمكن له ان لا يكره المسحيين ناهيك عن باقي الديانات واللادينيين ممن هم كفار بنظر أي مسلم.
هذه هي مصانع الارهاب, المجتمعات الاسلامية سواء كان بقصد او غير قصد, لأنكم تدرسون الدين اجباريا في المدارس وفي مراحل الدراسة الابتدائية, وتحرصون على تحفيظ اطفالكم القرآن وكتب الحديث وهي ملغمة بكل ما يمكن ان يكون منبعا للإرهاب والعنف... لكي اكون منصفا لكم على الأقل ابعدوا كتبكم عن متناول الاطفال بحجة انهم لا يفهموها.
#أمير_البياتي (هاشتاغ)
Ameer_Albayaty#