|
عودوا, الأرض حنت لكم
خالد قنوت
الحوار المتمدن-العدد: 4473 - 2014 / 6 / 5 - 11:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هذا يوم ذكرى نكسة 1967, اليوم الذي لم نتمكن بعد من إخراجه من أعماقنا فظل عنواناً للزمن الذي تلاه في وجداننا العربي غير القادر على تجاوز محناته و هزائمه بأن يؤسس لمرحلة النهوض و الانتصار سياسياً, اقتصادياً, اجتماعياً حتى ننتصر عسكرياً. في التاسع من حزيران أعلن راديو دمشق وقف إطلاق النار من جانب واحد فكانت فرصة الاسرائيليين للتقدم على أرض الجولان دون أن تطلق طلقة واحدة فما كان من القيادة السورية إلا أن أصدرت الأوامر بالانسحاب الكيفي للقوات السورية المرابطة على خط الجبهة إلى مدينة ((حمص)) و بأمر وقعه رئيس هيئة الأركان أحمد سويدان, وسط دهشة و حيرة الجنود و الضباط حيث لم تحدث بعد أي اشتباكات مع العدو الاسرائيلي. في البيان العسكري رقم 66 الصادر عن وزير الدفاع حافظ الأسد أعلن على أثير إذاعة دمشق عن سقوط القنيطرة قبل اربع ساعات من دخول القوات الاسرائيلية إليها, حيث يذكر ديفيد إليعازر قائد القوات الاسرائيلية في الجبهة الشمالية أن دخول قواته إلى الجولان كان بالأمر الميسر واصفاً أرض الجولان بالجنة الحقيقية. الكارثة الوطنية الكبرى كانت بنزوح معظم أهالي الجولان بتحريض من القيادة السياسية آنذاك في مشهد ممائل لما حدث مع فلسطينيي 1948 و 1967 على أمل وعود بالعودة بعد التحرير الذي لم و لن يأتي بأيدي من سلم الجولان. قامت اسرائيل بتغيير ديموغرافي للجولان و استقدمت قطعان المستوطنين الاسرائيليين من العالم و صارت المدن و القرى السورية التي لم تسوى بالأرض باسماء عبرية. النازحون الجولانيين, و بعد عدة سنوات من حكم حافظ الأسد لم يعد يجدون وقتاً في إذاعة دمشق لإرسال نداءاتهم لأهلهم في الجولان المحتل للصمود و الوعود بالعودة و اكتفى النظام بالسماح لهم سنوياً في ذكرى عيد الجلاء بالمرور على حواجزه الأمنية دون تصريحات عبور لتبادل التحيات مع أهلهم في الطرف الآخر متخوفين من حقول ألغام تبين أنها كذبة أسدية مع بداية الثورة. الأسبوع المنصرم, تحدث أحد الناشطين الأحرار في مخيم الزعتري عن أن أرض حوران تكاد تكون فارغة من أهلها الذين نزح معظمهم منذ بداية الثورة بفعل وحشية النظام و بطشه بالقرى الثائرة إلى الأرضي الأردنية حيث استقبلوا بدايةً من الشعب الأردني في بيوتهم و لكن الأمر تحول إلى كابوس و معتقل كبير سمي بمخيم الزعتري. يضيف الناشط أن قضيتهم الأساسية في التغيير نحو سورية حرة كريمة تحولت مع الثلاث السنوات الماضية إلى قضية لاجئين و أعلن أن ناقوس الخطر بدأ يقرع عن موضوع ترانسفير كبير يخطط له دولياً لتوطين اللاجئين السوريين في مناطق صحراوية على الحدود مع الأردن و بحماية دولية لمساحات من الأراضي يتم التعاقد على استئجارها من الحكومة الأردنية لعشرات السنين ثم وعود بتهجيرهم لدول بعيدة كاستراليا و كندا و السويد مستقبلاً في مقابل نقل اعداد من الإيرانيين و اللبنانيين و العراقيين من المتطرفين الشيعة إلى حوران و أن هناك عمليات بيع لمساحات كبيرة من الأراضي باسعار خيالية و لجهات غير معروفة سبقتها عمليات تزوير لوثائق سورية لمواطنين لبنانيين و عراقيين يحملون نفس الاسم العائلي من السوريين. في تاريخ الشعوب هناك بديهيتان: الأولى أن الشعوب المهاجرة تصحب قضيتها و وطنها معها و لا تعود للوطن مع المرور الطويل للزمن. الثانية أنه لا يمكن أن تترك مناطق خصبة و قابلة للاستيطان هجرها اهلها لأي سبب كان دون أن تملؤها شعوب أخرى كما هي المصالح السياسية و الاقتصادية, لذلك من المنطقي أن يكون ما يحذر منه السوريين اللاجئين صحيحاً و خاصة أن سياسة النظام الأسدي لا تختلف عن سياسة الدولة الصهيونية في التغيير الديموغرافي للمناطق التي تجتاحها ضماناً لبقائه في السلطة. السوريون اللاجئون يعبرون يوماً بعد يوم عن أن خطأ وطنياً كبيراُ قد حدث بخروجهم من أراضيهم و قراهم و مدنهم و يستذكرون الوعود بالانتصار السريع على النظام عام 2011 الذي أعلنت عنه العديد من القوى السياسية المعارضة و عن قرب عودتهم السريعة و كأن دروس التاريخ القريب تستعاد من التجربة الفلسطينية يوم اقسم الحكام العرب بعودة اللاجئين الفلسطينيين السريعة بعد الانتصار على عصابات الهاغانا التي أسست لدولة اسرائيل قبل ست و ستين سنة. صحيح أن عنف النظام و جبروته كان فوق التصور و الخيال مما جعل الكثيرين ينتقل لما بعد حدود الوطن و لكن السوريين لم يتركوا وطنهم يوم قصفتهم الطائرات الفرنسية ايام احتلالها و لم يغادروا حوران نفسها في كل الحروب العربية الاسرائيلية. ما أنقله بكل صدق هو ما كان يقوله الناشط السوري في مخيم الزعتري و الذي اضاف أن السوريين هناك بدأوا جدياً بالعودة و تحت أي ظرف كان و أنهم يقومون بحملة وطنية لعودة اللاجئين إما دفعة واحدة و تحت أنظار العالم أو بطريقة الدفعات حيث ينتقل البعض للتحضير لعودة الدفعات الأخرى في توفير مناطق الوقاية من القصف الجوي و المدفعي و في حفر خنادق في أراضيهم و قراهم و بناء ملاجئ تحت الأرض تتوفر فيها الأدوات و الوسائل للحماية و الطبابة و الأهم العودة لزراعة ارضهم و البدء بالدورة الاقتصادية في حياتهم بعد ثلاث سنوات من تسول الدول على أكتافهم. يقول الناشط و باسم حملة عودة اللاجئين السوريين: عودتنا للوطن صارت واجباً وطنياً و في كل الظروف قبل أن تصبح عودتنا قرار أممياً كأي قرار عودة لن يطبق, فبعودتنا سنحقق ما يلي: 1- سنعتمد على سواعدنا و نخرج من ذل المساعدات الدولية و السرقات الموصوفة من أي جهة وصائية أو معارضة. 2- سنستعيد ثورتنا التي سرقت و نعيد ترتيب أمورنا و حياتنا لدعم هذه الثورة العظيمة. 3- سنخرج التنظيمات المسلحة الطفيلية و أمراء الحرب الذين استباحوا المناطق التي نزح أهلها و نسقط أي فكر ديني متطرف لا يعبر عنا كسوريين. 4- سنعيد ترتيب صفوف الثورة من القواعد و حتى القيادة لأننا نحن أم الولد و أهله و ليس الذي يتنقل في فنادق العالم. 5- لن نقبل بأن يدخل إلى اراضينا أي دخيل فنحن أهل البلد و نعرف بعضنا جيداً و كل من يدخلها بهدف احتلالها لن يخرج منها إلى الشمس أبداً, هذه أرضنا و عرضنا و مستقبلنا. 6- عودتنا للوطن هي اساس عودة سورية كاملةً وطناً لكل السوريين و إسقاط النظام أول طريق الحل الوطني و أول خطوة في مشوارنا الطويل تبدأ بعودة اللاجئين السوريين. لقد قدم الرجل استراتيجية وطنية حقيقية و واقعية للخروج من عنق الزجاجة التي وضعتنا به معظم القوى الدولية و الإقليمية و المحلية بعد قيام ثورة الحرية و الكرامة السورية حيث كل المؤشرات تؤكد عملها على وأد الثورة و حرق مستقبل سورية بالصراعات و الأزمات, و الرجل بسليقته الوطنية و حسه العالي طرح حلاً متكاملاً لحالة الاستعصاء التي أصابت مسيرة الثورة. إننا كسوريين جميعاً, من واجبنا الوطني و الاخلاقي و الانساني أن ندعم بكل الأشكال حملة عودة اللاجئين السوريين و بكل قوة لأنه بعودتهم سنخلق ذاك التوازن الأكثر تأثيراً من مسار الأحداث على الأرض و سيقلب الطاولة على من يخطط للنيل من سورية ارضاً و شعباً فالسوريون يدفعون قرابين حريتهم القادمة و عودتهم لأرضهم و وطنهم و تشبثهم بها هو الذي سيحقق حلمهم و يثبته واقعاً و يفرضه فرضاً على الجميع.
#خالد_قنوت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الثورة السورية و بعدها الوطني و الأخلاقي
-
الدكتوراه قبل القيادة و المناصب
-
سورية: إقليمياً, دولياً بعد 38 شهر من الثورة
-
ثورة من أجل الثورة
-
قذائف هاون ... على الأهل
-
المزاودة في سيكولوجيا العقل السوري
-
قتلة تروتسكي في صفوف الثورة السورية
-
ستحرمون من الخبز
-
معركة الساحل واقع و مستقبل
-
ربط الملفات أم لف الروابط
-
العام الرابع, طقوس و تحولات
-
جلجامش السوري
-
غربان الموت, إلى أين؟
-
جنيف 2, نحو الجنة السورية
-
الحرية تؤخذ و لا تعطى
-
علم مقابل وطن
-
القضاء على الحاضنة الشعبية للثورة
-
الجيش الحر و انتقام النظام
-
استراتيجية المفاوضات في مسيرة الثورة السورية
-
حصاد الرؤوس الكبيرة
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|