أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كاظم الشاهري - العباية














المزيد.....

العباية


كاظم الشاهري

الحوار المتمدن-العدد: 326 - 2002 / 12 / 3 - 01:54
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


               

                                                                         

هذه ( العباية ) كانت  ( صوغة ) قدمتها الحاجة فخرية لزوجة شنيشل بعد قدومها من الحج والحاجة فخرية تقول انها اشترتها من تاجر بحريني وعلامة ( العبايه انكريزية ) وزوجة شنيشل لاترتديها الا في المناسبات المهمة وكانت قد ( زورتها )  في النجف الامام علي ( باب الحوايج ) وفي كربلاء ( ابو الشهداء الامام الحسين وابو الفضل العباس ابو راس الحار ) وفي بغداد زارت  ( العباية ) موسى الكاظم ( ابو الجوادين ) ونامت ليلة في صحن ( سبع الدجيل ) بعد ان زارت ( الحسن العسكري  وسرداب الحجة ) ومرت العباية ايضا على خطوة ( المنصور ابو الحسن في الناصرية وام العباس في سوق الشيوخ ) .
وكانت ( ام سمرة ) زوجة شنيشل تضع العباية بعد الزيارات في كيس  ( نايلون ) وكانت ( تبخرها ببخور اهل البيت وتضع ايصا " حرمل وهيل " وترشها بماء الورد . وتضعها في الخانة الوسط من الكنتور وكان الكنتور ( ابو ثلث طلاليك ) *
وكانت كل يوم تعد الغداء لزوجها شنيشل . ترتدي عباية عادية وتحمل ( الصفرطاس ) الى شارع ( النيل ) حيث دكان زوجها شنيشل هناك يعرض بضاعته على الرصيف وفي المحل ايضا من ( الخردوات ) وخردة شنيشل تجمع كل شئ من ( خردة السيارات وحتى " المقطاطات " ) .
وكانت ( تلبس العباية ) في اوقات خاصة جدا فلم تخذلها ( العباية ) لانها ( عباية مزورة ) في ( الخوطوبات ) الناس يقولون ( ام سمرة ) لم تخب عندها ( خطوبة ) وهي ترجع الفضل الى ( العباية )
وكان في شباط من عام 1991 والحرب قائمة بين صدام والعالم وكان في ايام تلك الحرب ان فقدت المدينة الماء والكهرباء والسيارات والقطارات والغذاء والمستشفيات وكانت المدينة لاتهتم بالرعد القادم من السماء ، رعد تخلفه مئات الطائرات ، لان الطائرات كانت تجوب سماء المدينة وكانت ( ام سمرة . زوجة شنيشل ) تقول صارت السماء ( خري مري ) ولم تكن تكترث لرعودها .
وكانت مهمومة ببنتها في ( الصوب ) الثاني من المدينة فاحضرت خبزا وتمرا وسكرا وصرته في قطعة قماش واخرجت عباءتها من ( الكنتور ) ووضعتها على رأ سها وكانت تشم فيها عطر( ال البيت )  وابحرت الى الجسر وكانت دعامات الجسر خضراء .  بناه الزعيم عبدالكريم قاسم وسماه (  جسر النصر )  وكان مئات الناس يعبرون الجسر الى ضفتيه ورعد السماء لم ينقطع من الطائرات وكانت لاتعتقد مثلها مثل المئات الذين يجوبون الجسر بين غاد وقادم ان الرعد سوف يصل الى تراث الزعيم وكانت تعتقد ان الجسر تحميه روح الزعيم وانها محروسة بالعباءة المعطرة بعبق (  ال البيت ) .
وانها سوف تصل ( بالصرة ) الى ابنتها في الصوب الثاني تحمل خبزا وتمرا وسكرا .
والرعد اقترب وصار فوق قبة الجسر .
والجسر انقسم الى نصفين . نصف غار في النهر ونصف شهق الى السماء. وبقيت عباءة ( ام سمرة . زوجة شنيشل ) معلقة على الجانب الشاهق الى السماء . عباءة سوداء متلاصفة تخفق مع الريح . كل القادمين الى المدينة والخارجين منها يشاهدون ( العباءة )  وكانها علما اسود للزمن الذي ولدت فيه ( زوجة شنيشل ) .
&&&&&&&&&&
* اكثر من باب او دور
بعد دخول الجيش الى مدينة الناصرية تم اعدام  ( شنيشل بتهمة التعاون مع الانتفاضة ) وزوجته قتلت في قصف جسر الناصرية .

 



#كاظم_الشاهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدفع كاظم الريسان
- الرجل الاذاعة
- الرجل الاذاعة
- تلاميذ زاير ربــد
- الافراج عن قلم الحاج داحــس الشــاهر
- خرج ولم يعــد
- ام تكليف توجه نداءا
- عـراقيون
- تجليات المغنية الصلعاء
- نــــــصـــــان
- المرآة العراقية وتحديات المستقبل
- عراقية
- الملوك لايفسدون القرى
- ياعلي
- لماذا صار لشيعة العراق بيانا ؟ً
- رسائل حب
- نعم و لا
- نصوص
- الشرارة الاولى


المزيد.....




- كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
- إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع ...
- أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من ...
- حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي ...
- شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد ...
- اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في ...
- القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة ...
- طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
- الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
- الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كاظم الشاهري - العباية