أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - برزان التكريتي .... رحلة التيه المغربية ؟















المزيد.....

برزان التكريتي .... رحلة التيه المغربية ؟


داود البصري

الحوار المتمدن-العدد: 326 - 2002 / 12 / 3 - 01:53
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                                                

كلما وصل النظام العراقي لحافة الهاوية ضمن إطار مسلسل الأزمات المستمرة لهذا النظام طيلة العقد المنصرم ، يبرز إسم السيد برزان التكريتي سفير العراق السابق في المنظمة الدولية في جنيف ، ورئيس المخابرات العراقية العامة الأسبق وأحد أبرز الوجوه التي وطدت سلطات الرئيس العراقي الحالي والأخ غير الشقيق لبرزان صدام حسين ، فالعراق الذي يعيش اليوم على إيقاعات مخاطر حقيقية وجدية تهدد وحدته ومستقبل  شعبه لابل مستقبل الشرق الأوسط بشكل عام يتضاءل أحيانا في إهتمامات بعض وسائل الإعلام العربية والدولية لدرجة متابعة أحوال سياسي عراقي سابق يعيش حياة التقاعد فيما ترشحه بعض الدوائر لأدوار مستقبلية لانغتقدبإمكانية تحققها ! لعوامل عدة لعل من أهمها هي أن النظام العراقي قد إستنفذ كل أدواته السياسية والعملية ولم يعد قادرا على التجاوب الحقيقي مع المعطيات الدولية التي تستلزمها عملية التغيير الماضية قدما في العراق ، لأن إصلاح النظام من الداخل وكما أثبتت الأحداث من الأمور المستعصية جدا .

الظروف الحالية التي يمر بها النظام في العراق وهو يتهيأ ويعد العدة لمواجهة لامناص ولا إفلات منها مع الإدارة الأميركية تجعل العديد من الأدوات السلطوية التي إعتمد عليها النظام في مراحل سابقة أمام مفترق طرق حاد تقرره طبيعة وشكل وأسلوب التغيير الذي سيتم هناك والذي ستتبعه حتما إستحقاقات وذيول وتبعات ستتناول العديد من الملفات والإشكاليات ، لذلك فإن الأخبار الرائجة حول هروب هذا العنصر أو ذلك المسؤول الأمني أو ذلك القائد العسكري هو من التداعيات الطبيعية لنظام يعيش حالة الأزمة بأعنف صورها منذ مايزيد على عقد ونيف من السنين ! وهي تداعيات أفرزت في السنوات القليلة السابقة مآسي حقيقية على مستوى النظام والأسرة والعشيرة الحاكمة في العراق ، ولعل قضية هروب وعودة الجنرال حسين كامل ثم التصفية الدموية المريعة التي أعقبت ذلك في فبراير / شباط 1995 تعطي المراقب المحايد فكرة ( كارثية ) عن حجم الإحتقان في العراق المحتقن أصلا بعذابات وتداعيات سلسلة الحروب العبثية الطويلة ضد الجوار والذات !.

وماتشيعه الأنباء اليوم عن نية السيد ( برزان التكريتي ) حامل أسرار وملفات النظام المالية والإستخبارية باللجوء لدولة عربية هي المملكة المغربية ، ليس بالأمر الجديد ولا بالشي المستغرب في سيرة وممارسات رجل توارى عن إدارة الصراع السلطوي الداخلي في العراق منذ منتصف الثمانينيات بعد عزله عن مملكته الخاصة في إدارة المخابرات العراقية العامة والتي شهدت في عهده الممتد منذ 1979وحتى 1983 أزهى عصور سطوتها على الشارع والحياة العامة والخاصة في العراق وبطريقة تفوقت خلالها حتى على سطوة المخابرات المصرية أيام مديرها الأسطورة المرحوم صلاح نصر ( 1957  / 1967 )! فالمخابرات العراقية التي رعاها ووضع لبناتها الرئيس العراقي الحالي ذاته منذ أواخر الستينيات كانت الذراع الضاربة لتوطيد أشرس حكم دكتاتوري في المنطقة العربية ، كما أن الدور الإقليمي الذي كان النظام العراقي يطمح للعبه قد وفر للمخابرات العراقية فرصة للتمدد العمودي والأفقي في المجتمع العراقي وبشكل غير معهود في تاريخ العراق السياسي الحديث ، إذ أن أحلام الزعامة القومية والأدوار التاريخية التي لطالما حلم النظام العراقي بها قد أوكل للمخابرات ملف التعاطي معها بدءا من التعامل مع الجماعات والأحزاب المعارضة ، وليس إنتهاءا بملف تطوير وإختراع أسلحة الدمار الشامل وخصوصا حلم إمتلاك السلاح النووي الذي أنيطت مسؤوليته على كاهل المخابرات والتي فشلت فشلا ذريعا في تحقيقه رغم كل الإمكانيات المساعدة ولعل تدمير المفاعل النووي العراقي تموز في حزيران / يونيو 1981 من قبل الطيران الإسرائيلي وقبلها الإغتيال البشع للعالم النووي المصري يحيى المشد في باريس على يد الموساد الإسرائيلي  كانت شواهد قاسية على فشل لايغتفر وقد تبع ذلك تنكيل شديد بالعلماء العراقيين الذين رفضوا التماشي مع مخططات النظام العراقي النووية كالدكتور حسين الشهرستاني الذي أعتقل ونكل به بإشراف مباشر من برزان التكريتي كانت دليلا على الشراسة والوحشية والسلطات اللامحدودة التي حظي بها برزان التكريتي في بداية توطيد حكم العهد الحالي ، وبعد إقصائه عن السلطة المباشرة على إثر الخلافات العائلية ظل برزان وإن إبتعد سفيرا في جنيف حامل لملفات وأوراق النظام السرية والخاصة جدا كملف الإتصال مع الأجهزة الإستخبارية الغربية والعربية ، وملف التعاطي مع جماعات المعارضة السياسية ، والأهم من كل ذلك متابعة إستثمارات النظام والأسرة المالية حول العوامل ومراقبة الأداء الإستثماري للتحويلات المالية المقتطعة من نسب بيع البترول العراقي والمستثمرة في الخارج منذ السبعينيات وهو ملف معقد وحافل بالأسرار حاول برزان أن يتمترس خلفه ليتقي غائلة الزمان وإنقلاب الأحوال وخروج الأمور عن السيطرة في العراق وهو مايلوح في أفق العراق من إحتمالات اليوم مع تزايد الضغوط الأميركية ، لقد سبق لبرزان أن إستجاب لدعوة النظام بالعودة للعراق بعد وفاة زوجته ( أحلام خير الله ) شقيقة زوجة صدام والتي دفنت في سويسرا وليس في العراق !! ثم مالبث أن خرج مرة أخرى لسويسرا لمتابعة أموره العائلية والأهم متابعة الملفات المالية الموزعة على أطراف وواجهات عديدة في العالم العربي والغرب ، وحاول برزان أوائل التسعينيات وبعد هزيمة ( أم المعارك ) أن يلعب دور المفكر السياسي فيما أشاعت بعض الأوساط المرتبطة به من أنه يحمل مشروعا سياسيا تعدديا من شأنه أن يخفف حالة الإحتقان العراقية ؟ وقد نشر دراسة بعنوان ( نحو مستقبل عربي أفضل ) تتسم بقدر كبير من السذاجة الفكرية والمعلوماتية حاول خلالها تحديد ورسم الشكل الجيوسياسي للعالم العربي ؟ كتنبؤه في إختفاء الكويت من الخارطة السياسية وتفتت الإمارات العربية .. إلخ وكانت مجموعة من التمنيات أكثر من كونها دراسة في علم المستقبليات وقد تم إهمال تلك الدراسة لعدم جديتها وفاعليتها ، ولكن برزان ظل الصامت الأكبر في سلسلة خلافات عائلية حادة إنعكست على الأسرة الحاكمة بعد إصابة شقيقه وطبان بعيارات عدي صدام النارية التي أعطبت رجله ؟ وهي تطورات خطيرة سكت عنها برزان ولكن صور الخلاف كانت واضحة ، ومع إشتداد نار الأزمة الداخلية في العراق اليوم يحاول برزان على مايبدو النأي بنفسه عن سيناريوهات التغيير والتصفيات التي قد تحدث مفضلا التقاعد والمراقبة من على مقاعد المتفرجين لما سيحدث متخذا من المغرب الذي له فيه صداقات وعلاقات وإستثمارات أيضا متناسيا إن أسمه من ضمن الأسماء المطلوبة للإعتقال والمحاسبة في محكمة جرائم الحرب الدولية ؟ وهي قضية تتجاوز إمكانيات أي دولة في التغاضي عنها؟ فهل سيفعلها برزان ويشد الرحال صوب المغرب ليحاول الراحة والإستراحة ؟ أم أن أشباح الماضي وتجاوزاته لن تشعرانه بالأمان في منفاه الإختياري ؟

كل الإحتمالات واردة ... ولكن الإحتمال المؤكد هو أن الماضي لايعود وأن ترتيب الأولويات قد بات من حسن الفطن ؟ .

 

خاص بأصداء

 



#داود_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفارس المهزوم .. والجواد السقيم ؟ عودة لمسلسل محمد صبحي ؟
- جبار الكبيسي في الشوط الثاني ...! فارس بلا حمار ؟
- الكبيسي ... والركابي ... ومن غير ليه ؟
- أيها الباريسيون ..... إكشفوا كل أوراق التفاوض مع النظام ؟
- الكبيسيون الجدد ... حوار الخرفان ... وصمت الحملان ... وصفعات ...
- مصالحة وهمية وفرسان مزيفون ... حزب الجمهورية وآخرون ؟
- أيام دمشقية عبد الجبار الكبيسي ... نغم في حياتي ؟
- العراقيون والدماء الفلسطينية .... أكاذيب تدحضها حقائق ؟
- مصير صدام ... بين أمنيات سعود الفيصل وبلورة الآلوسي السحرية ...
- الحرب المؤكدة و إنتصارات نظام الهزائم ؟
- الكويت ... وقناة الجزيرة ... وللصبر آخر ؟
- تغيير النظام العراقي ... بين الواقعية السياسية والتنجيم الفض ...
- مسلسل (فارس بلا جواد ) .. ضجة هوائية لأجير محترف ؟
- بين قصر النهاية العراقي .. وفيللا تازمامارت المغربية ... صور ...
- بيان أحرار الكويت ... وصمة عار في الجبين العربي الملوث ؟
- في الذكرى الثانية والعشرين لأم الحروب ؟ قادسية صدام السوداء. ...
- الشيخ يوسف القرضاوي .. والنظام العراقي .. وحكاية الذئب والحم ...
- الجوقة ( العطوانية ) في الحرب الإعلامية .. نماذج من صحافة ال ...
- فضائية الجزيرة ... بين حثالات الناصريين ... وبذاءات عبد ال ...
- هل يستطيع النظام العربي العاجز إحتواء الحالة العراقية ؟


المزيد.....




- غادروا البلاد بـ-معرفتهم الشخصية-.. الداخلية المصرية تصدر بي ...
- تونس.. بطاقات إيداع بالسجن لمتورطين في ملف -التسفير لبؤر الت ...
- الرئيس السوري يتبادل التهنئة مع رئيس دولة الإمارات بعيد الأض ...
- فيديو: مبابي يستأنف التدريبات مع منتخب الديوك بعد إصابته بكس ...
- الدبابات الإسرائيلية تتوغل في عمق رفح.. ونزوح للمرة السابعة ...
- وفيات بالمئات.. مصريون يروون لـ DW عربية -فاجعة- الحج
- مراسلنا: سقوط 12 قتلى وإصابات حرجة في قصف إسرائيلي طال لجان ...
- -حماس- تطلب من بايدن تقديم خدمة جديدة وأخيرة لنتنياهو من أجل ...
- RT ترصد دمار المواقع الأثرية بقطاع غزة
- -كتائب القسام-: أطلقنا طائرة -زواري- الانتحارية تجاه القوات ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - برزان التكريتي .... رحلة التيه المغربية ؟