|
ما يسمى المستوطنين غير المتحكم بهم امتداد لحكومة المستوطنين التي تحكم الدولة اليهودية اليوم
ميخائيل فارشافسكي
الحوار المتمدن-العدد: 4471 - 2014 / 6 / 2 - 09:01
المحور:
القضية الفلسطينية
إسرائيل: مقابلة مع ميخائيل فارشافسكي - "ما يسمى المستوطنين غير المتحكم بهم امتداد لحكومة المستوطنين التي تحكم الدولة اليهودية اليوم "
ميراي كور، وميخائيل فارشافسكي
تشهد إسرائيل منذ بضعة أشهر صعودا لاعتداءات ضد الفلسطينيين من قبل ناشطي اليمين المتطرف. وبتهديدهم بالاعتداء على البابا، باتوا مشكلا للحكومة الإسرائيلية. تهدف المقابلة مع ميخائيل فارشافسكي، المناضل في اليسار الإسرائيلي المناهض للاستيطان، إلى تفسير صعود هذه الظاهرة.
هل ثمة ظاهرة يمين متطرف جديدة في اسرائيل؟
يصعب الجواب على هذا السؤال، فالحكومة القائمة ذاتها حكومة يمين متطرف و عناصر هذه المجموعات المسماة تاغ مي هير Tag Me’hir هم أبناؤها الشرعيون. إيديولوجية الأحزاب الحاكمة و سياستها تغذي أفعال تلك المجموعات.
تاغ مي هير ؟
إنها تعني " الثمن الواجب دفعه"... كلما اتخذت الحكومة إجراء يبدو كابحا جماح الاستيطان، يهاجم أولئك الشباب جيش الاحتلال، لكنهم يحملون الثمن للفلاحين الفلسطينيين المجاورين، باقتلاع أشجار زيتون حقولهم، والهجوم على من يسعون إلى فلاحة ارضهم التي يطالب بها المستوطنون، وملحقين الضرر بالسيارات والبيوت و أمكان العبادة . لماذا مهاجمة أماكن العبادة؟
انتقلت إيديولوجية المستوطنين من النزعة الوطنية إلى نزعة مهدوية، وتندرج في حرب حضارات. الحرب ضد الإسلام يمكن تبريرها بمماثلة الإسلام و الإرهاب. هذه المكائد ضد المسيحيين ذات مضمون إيديولوجي بالكامل: كل ما ليس يهوديا فهو سيء. الأمر فعلا بهذه الدرجة من البدائية.
كيف، و الحالة هذه، يمكن بنظركم تفسير هجوم القوات المسلحة مؤخرا على مستوطنة إيتشار المعتبرة متطرفة؟
تسعى السلطة إلى الحفاظ على احتكار العنف، أو بالأقل القدرة على التحكم في ميلشيات المستوطنين و استعمالها. أصبح شباب تاغ مي هير صنيعة يصعب اليوم التحكم فيه . تندرج هجماتهم على الفلسطينيين في تقسيم للمهام، ضمن إستراتيجية ترهيب للسكان. يكمن المشكل في اتخاذهم طابعا مستقلا إزاء القيادات الرسمية للمستوطنين وقد تجاوزا خطين أحمرين: من جهة، يهاجمون فلسطينيي إسرائيل أيضا، لا سيما في الجليل، ومن جهة أخرى، يهاجمون أماكن العبادة. وهذا الأخير ينال بشكل بالغ من صورة إسرائيل، لا سيما عندما يتعلق الأمر بكنائس.
ما رد فعل المجتمع الإسرائيلي؟
معظمه لا يستحسن أعمال عنف تاغ مي هير، بسبب الصورة التي يعطون عن إسرائيل، لا سيما في الغرب. لكن التجمعات ضد تاغ مي هير لا تستقطب إلا بضع مئات من المتظاهرين: لقد بات هذا الرأي العام، بغضه الطرف عن أربعة عقود من العنف ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، ضحية ظاهرة تعود: يتعود على هذا العنف اليومي للتمكن من عيش حياته اليومية، هذه التي تدير الظهر للاحتلال الاستيطاني الذي يجري على بعد 20 دقيقة .
والساسة؟
إن كان الرأي العام منقسما إلى نصفين يكادان يتساويان، فان القيادة السياسية للدولة يمينية بجلاء. كيف يمكن تفسير هذه الهوة بين الشعب و ممثليه السياسيين؟ الجواب موجود في التصويت الكثيف على الحزب الجديد ييش اتيد Yesh Atid و زعيمه (19 نائب من 120)، التي تمكن من ركوب الاحتجاج الجماهيري لصيف 2011 و الرغبة في التغيير، لاسيما لدى الشباب.
لما ترشح نجم التلفزيون يير لابيد Yair Lapid للانتخابات الأخيرة، وصفته وسائل الإعلام ب"يسار وسط". لكنه ، حسب الأفكار السياسية النادرة التي عبر عنها، هو في أفضل الأحوال "يمين وسط". ولم يلزم وقت طويل لتبين ذلك: فقد تحالف فورا، بمعية نوابه التسعة عشر، مع الحزب اليميني المتطرف " البيت اليهودي" وانضم إلى حكومة بيامين ناتانياهو اليمينية من موقع قوة. مذاك لم يكف عن الإكثار من التصريحات العنصرية و من مبادرات شعبوية وطنية.
انت تقول، على ما يبدو، ان ثمة تقسيم مهام بين الحكومة و المستوطنين؟
يعطينا تقرير منظمة العفو الدولية الأخير بداية جواب إذ يقول:" تساهل الجيش مع المستوطنين، وعنف الجيش المبالغ فيه ضد الفلسطينيين المتظاهرين ضد العنف الإسرائيلي، يخلقان وضعا يجعل العديد من المستوطنين يقتنعون إن بوسعهم مهاجمة فلسطينيين وممتلكاتهم دون خشية التعرض للاعتقال و المحاكمة بسبب تلك الأفعال". وواقع الأمر ابعد من ذلك: المستوطنون المسمون بريون وغير متحكم بهم هم امتداد لحكومة المستوطنين التي تحكم إسرائيل اليوم.
لكنها فقدت التحكم بالصنيعة الذي خلقت؟
فعلا، فعندما يهاجم أقصى اليمين الكنائس و يهدد بـ"تجميل الثمن" للمسيحيين، أثناء زيارة البابا فرانسوا إلى إسرائيل/فلسطين، فانه يسبب إحراجا للحكومة. هذا ما يفسر طلب العديد من الساسة مؤخرا باعتبار تاغ مي هير منظمة إرهابية ومعاملتها وفق ذلك. لكن من المستبعد أن يتبرأ الثلاثي ناتانياهو – يالون- بينيت ممن كانوا تلامذتهم في مدرسة الحقد والنزعة الوطنية المهدوية.
ما العمل هنا في أوربا ؟
عدم الانسياق مع تقسيم زائف بين "أقلية معمرين عنيفين" و حكومة "متعقلة". إنهم يدفعون مشروعهم الاستيطاني بتزامن تام. ومن هنا أهمية حملة المقاطعة واستعمال أعمال عنف تاغ مي هير لتوطيد نوع الشرعية عن الدولة الاستيطانية العبرية.
استجوبته ميراي كور
أسبوعية L Anticapitaliste
تعريب المناضل-ة
#ميخائيل_فارشافسكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
ماذا فعلت الصين لمعرفة ما إذا كانت أمريكا تراقب -تجسسها-؟ شا
...
-
السعودية.. الأمن العام يعلن القبض على مواطن ويمنيين في الريا
...
-
-صدمة عميقة-.. شاهد ما قاله نتنياهو بعد العثور على جثة الحاخ
...
-
بعد مقتل إسرائيلي بالدولة.. أنور قرقاش: الإمارات ستبقى دار ا
...
-
مصر.. تحرك رسمي ضد صفحات المسؤولين والمشاهير المزيفة بمواقع
...
-
إيران: سنجري محادثات نووية وإقليمية مع فرنسا وألمانيا وبريطا
...
-
مصر.. السيسي يؤكد فتح صفحة جديدة بعد شطب 716 شخصا من قوائم ا
...
-
من هم الغرباء في أعمال منال الضويان في بينالي فينيسيا ؟
-
غارة إسرائيلية على بلدة شمسطار تحصد أرواح 17 لبنانيا بينهم أ
...
-
طهران تعلن إجراء محادثات نووية مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|