أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - هذه بضاعتكم ردت إليكم














المزيد.....

هذه بضاعتكم ردت إليكم


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 1265 - 2005 / 7 / 24 - 10:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اللهم لا شماتة، بل نقولها بقلب دام ونحن نقرأ الأنباء المفجعة عن التفجيرات في القاهرة وشرم الشيخ والرياض وصنعاء، والتي راح ضحيتها المئات من المدنيين الأبرياء. إن ما يجري من إرهاب باسم الإسلام ما هو إلا جنون جماعي سبَّبه ونشر عدواه مشايخ الإسلام وأئمة الجوامع الذين امتهنوا شحن الشباب بالحقد والكراهية ضد غير المسلمين ومن يختلف عنهم من المسلمين وحفزوا فيهم عشق الموت وعملوا على تحويلهم إلى قنابل موقوتة لقتل الناس كأقصر طريق إلى الجنة.

راح عدد غير قليل من شيوخ الإسلام ورجال الإعلام والسياسيين العرب باسم العروبة والإسلام يحرضون الشباب على الذهاب إلى العراق لقتل الأمريكان وغيرهم من قوات متعددة الجنسيات والمدنيين الأجانب وكل من يتعاون معهم من "الفئات الضالة". وبرروا لهم قتل الأطفال والنساء والشيوخ، ولم يسلم منهم حتى المدارس والمستشفيات والبعثات الدبلوماسية وبعثة الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي.. ناهيك عن تفجير أنابيب المياه والكهرباء وتدمير المؤسسات الاقتصادية. واستجاب الشباب العربي المسلم بحماس لنداء وفتاوى أئمتهم وتوجهوا بالألوف إلى العراق لتنفيذ المهمة القذرة عن إيمان عميق بأنهم يخدمون دينهم الحنيف. كما وهناك حكومات عربية وإسلامية سهلت مهمة الإرهابيين في تجنيدهم وتدريبهم ونقلهم وتمويلهم وتزويدهم بوثائق السفر وغيرها، رغم أن هذه الحكومات تنفي ضلوعها في دعم الإرهابيين وتذرف دموع التماسيح على الشعب العراقي، إلا إن هناك معلومات تؤكد دورها في دعم الإرهاب في العراق.
قد ينفي هؤلاء دورهم في التحريض للإرهاب ويقولون أنهم يحرضون ضد الاحتلال وأن محاربة الإحتلال عمل مشروع!! ولكن نقول أنه ليس بالضرورة أن يكون التحريض مباشرة للإرهاب. إن الحملة الشرسة التي يشنها رجال الدين والإعلام العربي ضد تحرير العراق من الفاشية البعثية والدعوة للجهاد ضد القوات متعددة الجنسيات هي تحريض للإرهاب على الشعب العراقي وبالتالي على أنفسهم. إن ما يسمونه احتلال هو مؤقت وجاء لصالح الشعب العراقي وليس من حق غير العراقيين أن ينصبوا من أنفسهم أوصياء على الشعب العراقي ليقرروا ما يفيده وما يضره. إن من يقرأ مقالات أحمد ماهر، وزير خارجية مصر سابقاً، وكتابات صافي ناز كاظم وفهمي هويدي وغيرهم من الكتاب العرب في دعمهم لما يسمى بالمقاومة العراقية الوطنية، يدرك مدى دور هؤلاء في دعم الإرهاب في العراق والذي بدأت عدواه تنتشر في البلاد العربية وبالأخص مصر. ليفهم هؤلاء أن ما يسمونه مقاومة في العراق ما هو إلا مجرد كناية للإرهاب.

لقد حذرنا مع غيرنا أن هؤلاء الإرهابيين، وأغلبهم من المراهقين المحرومين من المعرفة والنضج العقلي، سيتخذون من الإرهاب مهنة لهم عندما يعودون إلى أوطانهم لأنهم قد أدمنوا عليها ولا يعرفون مهنة غيرها، فيمارسونها ضد حكوماتهم وشعوبهم، تماماً كما حصل عندما عاد "المجاهدون" العرب الأفغان من الجزائريين إلى بلادهم، فحولوها إلى أفغانستان ثانية وكانت حصيلة "جهادهم" ما يقارب ربع مليون قتيل من الشعب الجزائري على مدى 13 عاماً والمجزرة مازالت مستمرة. وذات العدوى بدأت تنتشر في البلاد العربية الأخرى... واليوم، المصادف 22/7/2005، نسمع عن مجزرة شرم الشيخ والتفجيرات العديدة المتناسقة التي تحمل بصمات القاعدة في توقيتها وتنسيقها والتي راح ضحيتها أكثر من 80 قتيلاً وأكثر من 200 جريحاً.
مصر دولة فقيرة تعاني من الانفجار السكاني وليس لها من الموارد الاقتصادية سوى السياحة، المصدر الأساسي لدعم اقتصادها المنهار، إذ لولا السياحة والدعم الأمريكي لكان الشعب المصري في حالة يرثى لها من الفقر والبؤس. وذات الوصف ينطبق على المغرب. وفي كلا البلدين يعمل الجهاديون باسم الله والإسلام على تدمير السياحة في بلادهم ونشر الرعب بين السياح الأجانب لمنعهم من التوجه إلى هذه المنتجعات وقطع أرزاق الناس. فأي دين أو عقل هذا الذي يقر مثل هذه الأعمال الإجرامية؟
نقولها وبمرارة، أن فقهاء الموت نجحوا في تحويل الإسلام إلى آيديولوجية للإرهاب. فكما قال الرئيس الباكستاني برفيز مشرف: » لقد دهورنا الإسلام الى الحد الذي جعل شعوب العالم تعتبره مرابطاً للأمية والتخلف والتعصب». أما رجال الدين الذين يطرحون أنفسهم كمعتدلين، فهؤلاء ليسوا أبرياء من التحريض على الإرهاب بشكل غير مباشر. ولا أقصد هنا صمتهم المطبق على الإرهاب بل إنهم يحرضون عليه بشكل غير مباشر وذلك عن طريق تحقير الديانات الأخرى واعتبار غير المسلمين كفار يجوز قتلهم وحتى ضد المسلمين من لم يكن على مذهبهم. فالدين عند الله الإسلام ومن جاء بغير الإسلام ديناً لن يقبل منه. وهم يرددون باستمرار الحديث النبوي: "‬أمرتُ‮ ‬أن أقاتل النّاس حتّى‮ ‬يقولوا لا إله إلاّ‮ ‬اللّه،‮ ‬فمن قال لا إله إلاّ‮ ‬اللّه عصم منّي‮ ‬ماله ونفسه إلاّ‮ ‬بحقّه وحسابه على اللّه‮". لقد آن الأوان أن يعيد مشايخ الإسلام النظر في هذه الآيات والأحاديث النبوية وتفسيرها ضمن سياقها التاريخي ‬ قبل 15 قرناً وإعادة تفسيرها ليتوافق مع متطلبات العصر الحاضر في التعايش بسلام مع شعوب العالم واحترام الديانات والمذاهب والثقافات الأخرى وحرية الناس وحق الاختلاف في الدين والمذهب والرأي والمعتقد السياسي وغيره. إنه لا يكفي ترديد مقولة عمر بن الخطاب (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً) بينما يبررون ويمارسون قتل الأبرياء على الهوية الدينية والمذهبية. وإذا لم يتدارك المسلمون الموقف المتردي فإنهم سيصبحون منبوذين في العالم وما حصل اليوم في شرم الشيخ ويحصل يومياً في العراق سيكون من الممارسات اليومية في جميع البلدان العربية.



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب إبادة الشيعة ستبيد الجميع
- الشماتة لا تليق*
- لماذا يغيِّر المثقفون جلودهم؟
- وأخيراً أنتبه شيخ الأزهر...
- قالوا عن الزعيم عبدالكريم قاسم
- تفجيرات لندن.. الدوافع والعواقب
- الديمقراطية والفساد
- الفن في خدمة الشعوب الفقيرة
- الإرهاب السني والإرهاب الشيعي
- البعث السوري على خطى توأمه العراقي
- هل للعقل دور في اختيار الحلول الصائبة؟
- قراءة في بيان، ليبراليون عرب: صرخة ضد التبسيط
- لا يمكن-تطهير- كتب التراث..... تعقيباً على الأستاذ أشرف عبدا ...
- ملاحظات حول الدستور الدائم
- الماركسية وأفق البديل الاشتراكي
- الدكتاتور عارياً!!
- انتصار المرأة الكويتية ترسيخ للديمقراطية
- أزمة قوى التيار الديمقراطي في العراق
- مخاطر الحرية المنفلتة
- شاكر الدجيلي ضحية القرصنة السورية


المزيد.....




- إيران تعلن البدء بتشغيل أجهزة الطرد المركزي
- مراسلنا في لبنان: سلسلة غارات عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية ...
- بعد التهديدات الإسرائيلية.. قرارت لجامعة الدول العربية دعما ...
- سيناتور أمريكي: كييف لا تنوي مهاجمة موسكو وسانت بطرسبرغ بصوا ...
- مايك والتز: إدارة ترامب ستنخرط في مفاوضات تسوية الأزمة الأوك ...
- خبير عسكري يوضح احتمال تزويد واشنطن لكييف بمنظومة -ثاد- المض ...
- -إطلاق الصواريخ وآثار الدمار-.. -حزب الله- يعرض مشاهد استهدا ...
- بيل كلينتون يكسر جدار الصمت بشأن تقارير شغلت الرأي العام الأ ...
- وجهة نظر: الرئيس ترامب والمخاوف التي يثيرها في بكين
- إسرائيل تشن غارتين في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بعشرات ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - هذه بضاعتكم ردت إليكم