|
منابع الإرهاب الحديث ...- 4
جريس الهامس
الحوار المتمدن-العدد: 1265 - 2005 / 7 / 24 - 10:27
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
نستطيع إيجاز هذه المنابع للإرهاب ضد الشعوب وحركات تحررها في داخل كل مجتمع وعلى نطاق العالم كله بثلاثة منابع رئيسية أهمها : ؟ -1 الأميريالية العالمية والرأسمالية المتوحشة جوهر هذا النظام العالمي الجديد للقطب الأوحد -2 الأنظمة الديكتاتورية الشمولية المعادية لشعوبها ولأبسط مبادئ حقوق الإنسان .- والخادمة للقطب الأوحد -3 الإسلام السياسي الذي يستند إلى نفي الاّخر وتكفيره مادام لايخضع لمشيئة زعمائه الذين يملكون الحاكمية وحدهم لأنهم ورثة الله وكهنته الذين أورثهم الأرض وماعليها ولا سلطة ولانهج سياسي أو إقتصادي أو ثقافي إلا سلطتهم ونهجهم ..بشكل وحشي وقمعي رهيب تجاوز بكثير سلطة الكنيسة والباباوات في القرون الوسطى وإذا خصصنا بحثنا للإرهاب الثالث المتستر بالدين والمتاجر به لايعني أبدا إغفالنا لإرهاب الدولة الذي تمارسه الأنظمة الديكتاتورية المافيوية وفي مقدمتها النظام الأسدي والعدو الصهيوني في فلسطين المحتلة وسيدته أمريكا في العالم ...؟ ... قالت الكاتبة الكاتبة البريطانية ( كارن أرمسترونغ ) في الغارديان البريطانية بتاريخ 12 - 7 الجاري : من الأفضل لوسائل الإعلام تجنب استخدام عبارة ( الإرهاب الإسلامي )تعليقا على تفجيرات لندن معتبرة من الأفضل تسميته بالإرهاب ( القطبي ) نسبة إلى السيد قطب الأب الروحي للفكر الظلامي المتطرف الذي يعلن حربا لاهوادة فيها على الحياة العصرية ) وهذا استنتاج منطقي إذا ربطناه مع المنابع الأولي للإرهاب وإلغاء العقل واضطهاده عبر الصراع بين تقديس النص وتحكيم العقل وضرورات التبدل والتطور الدائم في حياة المجتمعات البشرية ولاتستطيع قوى الإرهاب وضع المجتمعات الإسلامية خارجها ..إن عودة هوْلاء الإرهابيين ألى عهد الغزالي والأشعرية ثم إلى أبي هريرة الذي كان أميا ويفبرك الأحاديث كما يشتهي معاوية إلى أولى محاولات إلغاء العقل لحساب النص في خدعة معاوية وعمرو بن العاص برفع المصاحف على أسنة الرماح في موقعة صفين والتحكيم المزيف الذي أعقبها باسم النص المقدس ... ( 1) إلى إبن تيمية وغيرهم .. وسأخصص حلقة للصراع بين تقديس النص وتفسيره كما يحلو للإسلام السياسي وفق مصالحه الخاصة العصبوية وأربابه الذين نصبوا أنفسهم أنبياء وأوصياء على الناس وإخراج النص عن سياقه التاريخي قبل 1400 عام وبين تحكيم العقل ونسخ الكثير من النصوص على يد محمد نفسه وعمر إلى جانب الأخذ من العهود السابقة للإسلام بما فيها مناسك الحج والصوم وحتى الوضوء كما أخذ الإسلام الحدود والكثير من أحكام الزواج والبيينات وغيرها مما سبقوه الذين أطلق على عهدهم الجاهلية يمكن مراجعة موسوعة العرب قبل الإسلام ( 2 ) .. أما قتل الناس الأبرياء باسم الجهاد فإليكم ماقاله محمد بعد انتصاره في موقعة الخندق في المدينة بمساعدة الأوس والخزرج المسيحيتان وبنو النضير وقينقاع اليهود في المدينة الذين قاتلوا معه ودافعوا عنه .ز قال لأنصاره : ( الاّن أتينا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر قالوا له : وماهو الجهاد الأكبر ..؟ قال : هو جهاد النفس ) ( 3) فهل ابن لادن ومن لفّ لفّه أنبياء جدد يعلنون الجهاد ضد العالم بأسره لإعادته إلى سراط الوهابية الهمجية التي فبركها شيخ معتوه يعيش خارج التاريخ وتحمل هذه الهجمة الدموية على الشعوب كل قذارة عهود الغزو والعدوان لاتختلف عن عدوان وغزو أمريكا وبريطانيا التي فرخّت هذه الدمى لتحارب بها خصومها فانقلبت ضدها لتدمر بلدانا كما فعلت في يوغوسلافيا السابقة أو تدمر نفسها ومن غرّرت بهم من المراهقين كماحدث في الجزائر وفي غربي الصين وغيرها من البلدان الواعية التي قطعت رأس الأفعى من الضربة الأولى ...؟ لقد خلق الفكر السلفي الذي فبركه السيد قطب الأب الروحي لهوْلاء الإرهابيين انفصاما حادا في ثفكيرهم وثقافتهم بل في ثقافة الإسلام السياسي وتسييس الدين الذي ينتج الإزدواجية في حياتهم وسلوكهم . لذلك كما يقول الدكتور نصر حامد أبو زيد ( وهكذا يكون على المسلم المعاصر أن يحيا بجسده في الحاضر معتمدا في تحقيق مطالبه المادية على أوربا ..وأن يحيا بروحه وعقله وعاطفته في الماضي مستندا إلى تراثه الديني .. ويتم تكريس هذا الوضع المتردي بواقع المجتمعات الإسلامية بإسم الإسلام نفسه ..) لهذا يسمح الإسلاميون الأخذ بعلوم الاّخرين التي تخدم مصالحهم ويستوردون انتاج غيرهم من الإبرة إلى الطائرة إلى أحدث الأسلحة الفتّاكة .. لكن عندما يتعلق الأمر بالفلسفةوالعلوم الإنسانية والفن والأدب والموسيقى أو حقوق الإنسان أو حقوق المرأة ..ألخ يعتبرها زعيمهم الروحي سيد قطب : ( إحدى مصائد اليهودية العالمية - معالم في الطريق ص 127 ) ..؟ ومن الطبيعي أن يكون الفكر العلمي العدو الأول لهذه الثقافات الغيبية ( الهجومية ) على كل من يخالفها وهي ثقافة فريدة بعدوانيتها ضد الغير على أيدي هذا التيار الخطير على الجنس البشري الذي يجند الأتباع من أجيال المراهقين الفقراء والسذّج الأبرياء ليقتلوا أبرياء مثلهم بعد أن بلعوا طعم التضليل الذي يمزج الخرافة مع حلم الشباب الضائع ليطوقوا هذا القطيع بسياج الترهيب والترغيب في الدنيا بالمال وفي الجنة الموعودة . جنّة الحور العين ووالغلمان وأنهار اللبن والعسل والخمر ... وقد كتب الإخباريون العرب عشرات الموْلفات في وصف الجنة التي لايدخلها إلا المسلمون والنار التي يشوى بها غيرهم وأهمها ماكتبه إبن عباس وماجاء في صحيح البخاري ومسلم ونعود للسيد قطب الذي أعلن ( من تحزب خان ) ..؟ وفي نفس الوقت جعل الإسلاميون ( معظم أحزابهم )حاكميتهم مستمدة من السماء أي إنها أمر إلهي أما حكم غيرهم من العلمانيين أو الأديان والطوائف الأخرى فهو حكم ( الطاغوت أو المرتدين ) قال قطب : ( ارتدت البشرية إلى عبادة العباد وإلى جور الأديان ونطصت عن لاإله إلا الله ... إلا أن البشرية عادت إلى الجاهلية وارتدّت عن لاإله إلا الله فأعطت لهوْلاء العباد خصائص الألوهية ولم تعد توّحد اللهوتخلص له الولاء ..- في ظلال القراّن - ج2 - ص 1057 ) ..؟ ووضعت الشعوب المضطهدة بين فكي وحشين مفترسين تاجرت بالتخويف بهما كل من الأمبريالية الأمريكية والأنظمة التابعة لها في حقبتين متتاليتين ففي الماضي القريب كان الأمبرياليون يرددون الخيارين إما القبول بهيمنتهم واستعمارهم أو بعبودية وتخلف التيارات الإسلامية وكذلك فعلت أنظمة القمع واللصوصية والإرهاب إما بقاء طغيانها وفسادها وجرائمها على رقاب الناس تتاجر بهم كالرقيق وتبيع الوطن في سوق النخاسة والذل ..أو التهديد بمجيْ الإسلاميين للسلطة أما طريق بناء دولة القانون وتطبيق مبدأ فصل السلطات وفصل الدين عن الدولة وبناء نظام جمهوري ديمقراطي عبر صناديق الإقتراع الحر والنزيه وإلغاء جميع القوانين والمحاكم الإستثنائية بعد إنهاء نظام المافيا الأسدية ذلك الحلم الوطني الذي طال انتظاره يحتاج لجهود نضالية استثنائية وتوحيد كل القوى الوطنية الديمقراطية التي توْمن بالحوار الوطني واحترام الرأي الاّخر .. والفرصة سانحة للخلاص من أنظمة إرهاب الدولة وعصابات الإرهاب القطبي البن لادني المتوحش ...؟ يتبع مراجع البحث نقد الخطالب الديني - لنصر حامد أبو زيد في ظلال اقراّن - معالم في الطريق - للسيد قطب السيرة النبوية - لإبن هشام المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام - الدكتور جوادعلي العرب قبل الإسلام - جرجي زيدان عيون الأخبار لإبن قتيبة
يتبع - لاهاي - 23 - 7
#جريس_الهامس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العاصفة قادمة والنظام الأرعن يخبط خبط عشواء...؟
-
منابع الإرهاب .. الحديث ....- 3
-
....2 منا بع الإرهاب الحديث
-
منابع الإرهاب الحديث
-
القتلة واللصوص يصبحون روْساء في أنظمة العمالة والرجعية السود
...
-
الدستور الديكتاتوري الأسدي أيضا ...3
-
مطالب هزيلة أمام نظام فاشي وفاسد حتى النخاع - تشريح الدستور
...
-
مطالب هزيلة أمام نظام فاشي فاسد حتى النخاع ومتغطرس ...؟
-
وداعا أيهاالشهيد الثوري .. جورج حاوي
-
لن يستطيع القتلة واللصوص اغتيال حزب الشهداء . واستقلال لبنان
-
بين إصدار قانون الطوارئ وفرض حالة الطوارئ في العالم المتمدن
-
لقد تشابه البقر .....؟؟؟
-
العهدة الأسدية .. وموْتمر التفليسة العاشر
-
ملاحظات سريعة حول موْتمر التفليسة الأسدية العاشر .. في دمشق
-
في ذكرى الشهيد البطل رفيق سكاف .. على بطاح الجولان - حزيران
...
-
من سيصفي التفليسة الأسدية في سورية
-
الماركسية وأفق البديل الإشتراكي العلمي
-
رد على دعوة الأستاذ سلامة كيلة ورفاقه
-
في الذكرى السابعة والخمسين .. لنكبة فلسطين
-
عيدالأول من أيار ... بين الأمس واليوم _ إلى ملحق الأول من أي
...
المزيد.....
-
كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة
...
-
قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ
...
-
قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان
...
-
قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر
...
-
قائد الثورة الاسلامية: شهدنا العون الالهي في القضايا التي تب
...
-
قائد الثورة الاسلامية: تتضائل قوة الاعداء امام قوتنا مع وجود
...
-
قائد الثورة الإسلامية: الثورة الاسلامية جاءت لتعيد الثقة الى
...
-
قائد الثورة الاسلامية: العدو لم ولن ينتصر في غزة ولبنان وما
...
-
قائد الثورة الاسلامية: لا يكفي صدور احكام اعتقال قيادات الكي
...
-
قائد الثورة الاسلامية: ينبغي صدور أحكام الاعدام ضد قيادات ال
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|