أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - السلام الوطني وحزب النور














المزيد.....


السلام الوطني وحزب النور


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4470 - 2014 / 6 / 1 - 14:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أكرهُها جدًّا، لكنها تُعيد إلى نفسي الأمان. القوانين. وجود قانون ما، يدلّ على أن إنسانًا ما قد انحرف، ووجب تعديل مساره هنا. وجود قانون ما، يشيرُ إلى خلل بشري ما، لهذا أحزن. وأسوأ القوانين هي التي تُسنُّ لتكرّس بديهة غائبة. ولكن لماذا هي غائبة؟! كل القوانين ابتكرها الإنسانُ لكي يكافح الشذوذ الفكري والسلوكي ويُعيدُ الإنسانُ إلى فطرته السوية الأولى. لولا وجود لصّ، ما كان هناك قانون يمنع السرقة، ولا مدعاة لزنزانة وقضبان. لولا وجود قاتل ما كان هناك داع لمشنقة. لولا وجود مغتصب، ما كان هناك ما يدعو لقانون يجّرم الاغتصاب. كل القوانين والمحاكم وأرواب المحاماة وأوشحة القضاة، ومطارق الحُجّاب، والقضبان، أدلة دامغة على الظلم والقسوة وسوء الأدب والسلوك الشاذ.
يزعجني، مثلا، قانون: تجريم "تعذيب الأطفال". لأن في وجوده دليلا مُرًّا على أن هناك "شحطًا" يافعًا مفتول العضلات عريضَ المنكبين "شلولخ"، قد استقوى يومًا على طفل صغير نحيل لا حول له ولا قوة، فضربه وعذبه، على نهج الحيوان: “السيادة للأقوى"، ففكر المُشرِّعُ في هذا القانون لحماية النحيل من البدين، والمستضعَف من الوحش ذي الأنياب والأظلاف.
يحزنني قانون مثل هذا، لكنه، للأسف، ضروري، لكي يرعوي عديمو المروءة عديمو الأدب.
بالمنطق نفسه، أحزنني قرارُ القانون الذي أصدره المستشار المحترم "عدلي منصور"، رئيس مصر المؤقت، بخصوص تجريم إهانة "علم مصر"، و"السلام الجمهوري"! ينصُّ القرارُ على ضرورة الوقوف أثناء عزف السلام الجمهوري، ومعاقبة من يهين العلمَ المصري بالحبس مدة لا تزيد على سنة، وغرامة لا تتجاوز ثلاثين ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين.
وكأنه "ينفع أصل أصلاا" ألا يحترم مواطنٌ ما علمَ بلاده، وسلامَها الجمهوري! وكأن هناك أصلا أصلا مواطنٌ مصري يُهين علمَ مصر، ومن لا يقف حين يُعزَف سلامُها الوطني، ثم يتبجح ويأكل من خيرها ويشرب من نيلها! فهل هناك مثل هذا "الكائن" التعس، لكي يصدر قانون كهذا؟!
نعم! بكل أسف! هناك من فعل هذا! فعلها الإخوان، وفعلها أعضاء حزب النور.
أما علم مصر، فقد أضرم فيه النارَ متظاهرون إخوان قبل شهرين.
وأما السلام الجمهوري، فلم يحترمه أبناء حزب النور السلفيين، وكان لهم واقعتان شهيرتان في هذا الشأن، يفصل بينهما عامٌ.
الواقعة الأولى أيام حكم المعزول، لا أعادها اللهُ على مصر، منتصف 2012. حين أصر النوابُ السلفيون، (عددهم 7)، من أعضاء الجمعية التأسيسية للدستور (القديم) على عدم الوقوف أثناء عزف السلام الجمهورى فى بداية الاجتماع الثالث للجمعية التأسيسية برئاسة المستشار الإخواني حسام الغريانى. وأثار هذا السلوك المشين دهشة المصريين جميعًا وانتفض الرأي العام غاضبًا، وغضبت مصرُ المحزونة بنا، ولم يقدموا اعتذارًا حتى اليوم. بل برروا هذا بعذر أقبح من ذنب: “الموسيقى حرام". وأسمع قائل يرد: "والله عيشتكم معانا في مصر هي اللي حرام يا شيخ.”
الواقعة الثانية أحدث. ارتكبها محمد إبراهيم منصور، ممثل حزب النور بلجنة الخمسين لتعديل الدستور، في ديسمبر 2013. قبل إعلان السيد عمرو موسى، رئيس اللجنة، انتهاء التصويت على كافة المواد، وقبل عزف السلام الجمهوري، خرج ممثل حزب النور من القاعة بدعوى الرد على اتصال تليفوني، لكي يفوّت على نفسه شرف الوقوف احترامًا لمصر وتاريخها الذي تحترمه البشرية جمعاء.
من أسف كان لابد من قانون كهذا، لكي يتأدب من لا يتأدب مع مصر. وإن كنتُ أرجو أن تسقط الجنسية المصرية عن كل من لا يحترمها رمزًا متمثلا في العَلَم والسلام الجمهوري.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -نوال مصطفى- وأطفال السجينات
- هو ينفع منزلش؟
- انتخبوا.... لتعارضوا
- بشرة خير، ورقص المصريين
- العصافيرُ لا يملكها أحد
- لمن سأعطي صوتي (2)
- المصريون بالخارج.... والمقاطعون
- رسالة إلى الرئيس عدلي
- ارفعْ مسدسَك عن أنفي، في يدي سوط نيتشه
- الطعااااام! أفسحوا الطرررريق
- صناعة القبح
- المرأةُ الجبروت
- لقائي مع الطبيب عبد الفتاح السيسي
- المرشح الرئاسي كوكاكولا
- الرئيسُ لسانُ مصر
- موسوي عيسوى محمدي
- حركة النصف ساعة
- كيف نقيس أعمارنا؟
- شكرًا لكم أيها الزائفون
- المرأةُ العفريت


المزيد.....




- من مؤيد إلى ناقد قاس.. كاتب يهودي يكشف كيف غيرت معاناة الفلس ...
- الرئيس الايراني يدعولتعزيز العلاقات بين الدول الاسلامية وقوة ...
- اللجوء.. هل تراجع الحزب المسيحي الديمقراطي عن رفضه حزب البدي ...
- بيان الهيئة العلمائية الإسلامية حول أحداث سوريا الأخيرة بأتب ...
- مستوطنون متطرفون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
- التردد الجديد لقناة طيور الجنة على النايل سات.. لا تفوتوا أج ...
- “سلى طفلك طول اليوم”.. تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصن ...
- الحزب المسيحي الديمقراطي -مطالب- بـ-جدار حماية لحقوق الإنسان ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس وسط العنف الطائفي في جنوب ا ...
- الضربات الجوية الأمريكية في بونتلاند الصومالية قضت على -قادة ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - السلام الوطني وحزب النور