أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - المسلمون والنظرية الفكرية (الميزان)














المزيد.....

المسلمون والنظرية الفكرية (الميزان)


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4470 - 2014 / 6 / 1 - 10:28
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لم ينجح المسلمون في تأريخهم أن يتبنوا نظرية فكرية تترجم القراءة الصحيحة للقرآن الكريم بأعتبار ما فيه يمثل المنهج الإيماني الكامل المطلق بعيدا عن الخصوصيات التأريخية والجغرافية وحالات القرب والبعد عن مفاهيم ومنطق لغة القرآن,فتحول الواقع الإسلامي من واقع يسعى من حيث أصل الفكرة إلى الوحدة إلى مجتمعات متناحرة ومتفرقة متقاتلة ومتناقضة جدا لسبب زاوية الرؤية ومنهج القراءة وهذا العيب ليس في المادة المقروءة بل بمتطلبات الصراع السياسي وأستحكامات الأنا عندما أنتزع المفهوم الرسالي من صورة الفكرة المجردة إلى الفكرة المخصوصة بما جعل أول مبادئ التقسيم تقوم على العنصرية ثم الفئوية داخل العنصرية لتتوسع قوميا وحضاريا ويكون الواقع اليوم لا ينتمي أصلا إلى الهدف المحددة في نقطة الصفر الأولى.
من هذا العرض يمكنني أن أقول جوابا على التساؤل الأول أن من السهولة بمكان أن نفصل بين المسلمين كواقع وبين الإسلام كفكر مسير للواقع لكنه غير قادر على تصحيح السيرورة لأن أدوات التمكين غائبة وهو العقل المتناسق مع مراد الرسالة من جهة وفروض الإنسان من جهة أخرى,الواقع بفرض شروطا خاصة تميل إلى الأنحياز للأنا البشرية المجردة التي تتسم بالفوضوية أو على الأقل بالتحرر من الالتزامات الخالية من دوافع القصر والإكراه وتلجأ في ذلك إلى التسويف وهذا ما لا يمكن أن يتقبله الإيمان الذي يخير بين التمسك به أولا بالخيار الحر أو رفضه لكن في الخيار الأول هناك التزامات وضوابط الهدف منها ليس القسر للقسر ولكن لتنظيم الأمر الاجتماعي البيني وفق مصلحة الشراكة وهذا ما يناقض الأس الأناني في الطبع البشري,أذن الدين ليس مسؤلا عن واقع مزيف شعاره ديني خيري مثالي وواقعه مادي أنحرافي تسويفي.
الهدف من الفصل بين الإسلام والواقع الإسلامي مجازا وهو واقع المسلمين بسمح للناقد التأريخي أن يدرس الظاهرة الإسلامية من خلال التناقض والتطابق بين الأصل الفكري والنتيجة المعتمدة واقعا ومعلل الأسباب التي تخص الإنحراف كما يبين الأسباب والعلل التي أدت إلى هذا التناقض ومن ثم العمل على نقد السلوك المتسبب أولا في عدم تقيد التجربة البشرية بالركائز الإيمانية إن كانت صالحة طبيعيا أو أن المشكلة في الدين وركائزه التي لا يمكن بسطها بمثالية على الواقع , هذا النقد والدراسة التاريخية هي التي يمكنها الإجابة على السؤال المزمن عند المسلمين ,لماذا تأخرنا عن حركة العالم وتطوره برغم عدم وجود الموانع المادية والروحية الدافعة ؟. وما هو الحل الذي يتناسب مع طموح المسلم وحيرته وتردده بين رفض الإسلام أو رفض المستقبل هذه الإشكالية التي تجد لها صدى واسعا اليوم في أساليب ومنطويات التفكير الليبرالي وحتى المعتدل الإسلامي.
يبقى الواقع الإسلامي أي واقع المسلمين عصيا على التغيير ولا تناسبه لا الحلول الراديكالية ولا الليبرالية ما لم يتخلص أولا من فكرة التفوق وفكرة أنهم خير أمة وعلى العالم أن يتغير لجهتهم وكأنهم قبلة الإنسانية وهم أصلا لم يتفقوا على مشتركات مبدئية تتعلق بمفهوم الإنسان أولا والنظرة له وكيفية التعبير عن أحترام المجتمع الإسلامي له وحقه في الوجود كما هو حقه في الاعتناق العقائدي وبذلك يتخلص من أهم أمراض الشذوذ الديني المتمثل بفهم الدين كقيد على حرية الإنسان وليس دعوة حقيقية للتحرر,الله لم يطلب من الناس أن يكونوا عبيد في مملكته ولا يرضى لهم الذل وهو الذي كرمهم على كثير من مخلوقاته بل يريد منهم أن يكونوا عباد صالحين بمعنى أن يكون الخيار الرئيسي للإنسان هو الصلاح والإصلاح والتصليح وهذا ما ينافي أصلا صورة الله والدين في الواقع الإسلامي الآن ,إنها تناقض الفكرة مع التطبيق تناقض المبدأ مع الممارسة,حتى تتطابق الصورتان يمكن للواقع الإسلامي أن يتحرك وأن يختار بحرية أي الطرق المنهجية قادرة على الوصول به للهدف.
إزاء هذه الأستحالة يكابر الكثير من المسلمين على نجاح خياراتهم الغير مؤهلة أصلا بعد التجارب المريرة والدامية بين الفرق المتنازعة دون أن يتفهم المتنازعون من التجربة أن الإنفراد برسم الحلول عملية عقيمة لا يمكنها أن تثمر إلا عن المزيد من الشقاق والاختلاف , ولابد من الجلوس على طاولة الحوار المعرفي والنقدي لتدارس أولا النقاط المشتركة والبناء على المشتركات العقائدية والفكرية دون أن نعتبر أنجاز فقرة من فقرات الحوار انتصار لفريق لأن فكرة المنتصر والخاسر هي الأساس الذي أسس منهج الافتراق وأحدى المفاهيم التي نسفت الوحدة المجتمعية الإسلامية يوم تنازع المسلمون مهاجرين وأنصار على أظهار فائز وخاسر وما جر ذلك مما دار بالسقيفة على المسلمين بالتوظيف السياسي التجاري للدين وإهمال كلمة التوحيد لصالح كلمة الأنا الفائزة بالمكسب والخاسرة للمعتقد وهذا الكلام يشمل كل الفرقاء المسلمين دون أن نخل أحد المسؤولية منفردا,من دعا لأمير منا وأمير منكم هو شريك لمن دعا بأفضلية المهاجرين هلى الأنصار والشريك الأكبر لهم من جيرها لصالح قريش ونسى أن لا عصبية قبلية في الإسلام.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سرياليات
- حماية الأسرة العراقية في زمن ضياع العراق.
- من يقتل العراق ؟.
- أهمية تجريد الفكر العربي من الإسلاموية شرط أساسي للتحرر
- تجديد الرؤيا تجديد العقل الديني والعلمي
- العلم وضروريات التعلم
- النداء الأخير قبل الرحيل
- الحمامة والغراب ...... صراع الموت والحياة ...أديب كمال الدين ...
- شذرات من الفكر الاجتماعي والأجتماعي الديني
- مكافحة الكراهية والتطرف
- (مشروع مقترح قانون)
- دور الهوية في تحديد مسارات الحركة التاريخية للمجتمع
- مفهوم الخرافة في الفكر الفلسفي الأفتراضي
- من مهمات الفكر العربي
- فكرة الزعامة وأنحراف الزعيم
- تجرد من
- السيد مسطرة _ قصة قصيرة
- الحب المحرم
- نهاية الديكتاتورية الجديدة في العراق
- الديمقراطيون المدنيون ومهمات المرحلة القادمة.


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - المسلمون والنظرية الفكرية (الميزان)