نعم، يجب إجلال الغني الذي لم يسرق

محمد جلو

الحوار المتمدن-العدد: 4469 - 2014 / 5 / 31 - 22:49
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

هناك طريقتان تتحول فيه ألف درهم من جيبك إلى جيبي.
1- طوعا. فيستفيد الجميع.
2- بالقوة. فيتضرر الكثيرون.

عندما أصنع تنورا من الطين، و أبيعه لك بألف درهم، بلا إجبار أو إكراه.
سأستفيد أنا بمقدار ألف درهم.
و ستستفيد أنت، لأنك تحتاج إلى التنور، أكثر مما تحتاج إلى الألف درهم.
و يستفيد المجتمع، لأنك ستصنع لهم خبزا.

الكل مستفيد، و لا يوجد خاسر.
علما أن الألف درهم، تحولت من جيبك إلى جيبي.
و قد تم إستحداث تنور يفيد المجتمع.
و خبزا، يأكله الجميع.
و خبازا، يرتزق من عمله.

إن هجمت أنا عليك بعملية نهب أو غزو مسلح.
ستتحول الألف درهم من جيبك إلى جيبي أيضا.
و لكن، لا وجود لأي إستحداث جديد للثروة.
لعدم حصولك على تنور يفيدك و يفيد المجتمع.

و عندما تفرض الدولة عليك ضريبة بالقوة.
و تنتزع منك جزئا من مالك.
ثم تعطيه لي.
بعد أن يسرق الحاكم البعض، و يبذر البعض، و يعطي لأحبائه البعض.
المال هنا ينتقل أيضا من فرد إلى آخر.
و لكن، بدون إضافة أي بضاعة أو خدمة للمجتمع.

لا زال أغلب الناس يتصورون أن غنى كبار الصناعيين أو المزارعين، هو بسبب النهب و السرقة. حتى إن لم يسرقوا من أحد.
و غناهم هو مال يستوجب على المجتمع نهبه و إنتزاعه من الغني، لأنهم أقنعوا أنفسهم أن الغني قد نهبه و إنتزعه من الآخرين.
و ينسون الخدمات و المواد و المؤن التي إشتراها الناس من الغني طائعين مختارين
و ينسون العمال أو الفلاحين الذين تجنبوا البطالة، و إشتغلوا لإنتاج هذه المواد.

يجب أن يزيد إحترامنا و إجلالنا للأغنياء، الذين أصبحوا أغنياء بلا نهب و لا سرقة.
فكلما كانوا أغنى، كلما زاد عدد أفراد المجتمع الذين إستفادوا منهم.

لا تدع الحسد و الغيرة و الرغبة بالسرقة من الغني، تعمي بصيرتك.
فعندما نقضي على الأغنياء الذين لم يسرقوا من أحد، سيسود الفقر المدقع بين الجميع.
أنظر إلى فقر أفريقيا، فهي أفضل عبرة.
و أنظر إلى أغلب البلدان الثرية السعيدة، فللغني فيها تقدير و إحترام عظيمين.
فلنحارب النهب و السرقة فقط، و لنبارك الغنى الشريف، و نتمنى إنتشاره.

#محمد_جلو (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات