أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - أهمية تجريد الفكر العربي من الإسلاموية شرط أساسي للتحرر














المزيد.....

أهمية تجريد الفكر العربي من الإسلاموية شرط أساسي للتحرر


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4469 - 2014 / 5 / 31 - 00:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن تجريد الفكر العربي من التدليل والحماسة الفارغة والعزوف عن رؤية الأفضلية وأعتبار أن الفكر العربي لصيق بالإسلام أو أنه رديف للفكر الإسلامي ومحاولة الترقي بقواعد العمل العقلي ورفض منطق الوجاهة والسيادة يمنحه فرصة حقيقية للذهاب إلى عناوين إنسانية قادرة أن تحمله ويحملها إلى بيئات وأفق أكثر جرأة في مواجهة حالة عدم البلوغ والمراهقة الفكرية.
السؤال الحقيقي هنا ماذا نريد من العقل العربي ؟ أو ما هو المطلوب منه ليرتقي كعامل أنتاج معرفي كي يكون حاضرا في الواقع الإنساني عنصر إيجابي,وهل يجد هذا العقل مكانا حقيقيا في مقابل المطالبة منه وإعلان براءته من الحيز الحيوي له الذي يتهمه البعض الأخر بالمسئولية بالدرجة الأولى وأقصد عنصري اللغة والدين وإن لم يكن خاضعا لهما بشكل أو بأخر,في التجربة المعرفية نجد أن الكثير من العقول العربية التي تفكر بلغة أجنبية أو تتخذ من غير الإسلام دين تفتخر أنها قد منحت نفسها مجالا للقبول كي تبرهن أن عنصري اللغة والدين كانا من أسباب ضعف النتاج الفكري العربي أو هزاله بصورة واضحة.
المشكلة البنيوية التي يعاني منها الفكر العربي لا يمكن أسنادها للدين أو تحميل اللغة مسئولية العجز الإنتاجي وعدم القدرة على البلوغ وإنما تتعدى في تقديري إلى أساسيات الثقافة العربية والإسلامية عامة وخصوصا طرائق التوصيل والتواصل,العربي محاط كغالب الشعوب التي عانت صراعات طويلة بين الشخصية الإنسانية وبين الفكر الإستلابي القائم على مفهوم الردة بصورتها الدينية وبصورتها الفكرية الاجتماعية مع عدم قدرة تكوين لوبي ضاغط نحو قبول مفهوم التنوع والتعدد مما فسح المجال أمام سلطة الصوت الواحد أن تمتد لذات الأنا العربية لتزرع قيها الخوف والتردد من المجازفة.
في التجربة أيضا ممن أعلنوا أغترابهم الفكري والثقافي ولجئوا إلى ثقافات غربية ليظهر فيها شخصيته الفكرية والمعرفية نجد أن جذور هذه المشكلة كامنة في ذاته وفي صلب شخصية الأنا التي فيه ,فهي لا غربية ولا شرقيه يكتب بنفس فكري ليرضي جمهور أخر جمهور لا يهتم بما يكتب لأن من يكتب منه عنه أكثر جدارة وفهم من هذا المتغرب,كما لم ينجح أن يتسلل الى عقل وأساسيات فكر الانسان الشرقي والذي اصلا وعقلا هو محل الخطاب وهدفه لذا نرى أن هذا الأخير يرفضه ويعتبره مرتدا عن ثقافته وبالتالي فهو لم يربح غربيته ولم يستثمر شرقيته في إطارها الطبيعي فعاش على الهامش الفكري دون أن يغير حقيقة من معطيات التغير أو يحركها إلا في حدود الأدنى من الحدود الدنيا قد لا تساوي الضجة التي أحدثها.
البعض يظن أن ارتداء العربي أو المسلم الزى الغربي وأعادة دمج وتأهيل الشخصية منقطعة عن واقعها يمكن أن يؤدي بالتدريج إلى خلق مفكر عربي بشروط غربية ممكن أن ننتظر منه تحول قد يسوق إلى سلسلة من المتغيرات بالفهم الجمعي العربي وقد تكون بعض المحاولات جادة نحو هذا الهدف,قد أجيب بنعم وقد أنكر الموضوع أصلا الإشكالية ليست في كيفية الزاوية التي ينظر منها هذا المتحول أو ما يسميه البعض برواد الحركة التغيرية,المشكلة تكمن في عجز حتى هذا الشخص من الخروج من شاخصتين مختلفتين بكل مظاهرهما العامة الغربية والشرقية,الخروج من هذا الظاهر نحو البحث عن الجوهر المشترك بينهما,المشترك الإنساني الذي عند العثور عليه وفهمه وهضمه لم يعد هناك فارق حقيقي بين الشرقي والغربي ,يكون هناك إنساني ولا إنساني حقيقي ولا حقيقي.
بين الإنساني والوجودي وشائج وروابط ومحددات وشبكة من الخيوط التي تربط ما هو جدير بالأخذ حتى نكون أكثر قبولا وأكثر تسامحيه فيما بيننا,المبدعون حول العالم من غير المفكر الغربي قد أنتجوا هذا الفهم ركزوا على المشترك الإنساني دون الالتفات لتأثير ثقافتهم المحلية ولم تبهرهم الثقافية والفكر الغربي بقدر ما أستفاد هذا الإبداع من روح التسامح والقبول من الأخر لا سيما وأن المتحكم الآن في التقييم والقياس هو أحد أطراف المشكلة,العربي عندما يقيم الغربي ينظر له ليس من باب ما يثير من عوامل الربط بينه وبين الأخر المشترك وإنما ينظر له كمنافس لدود يطبق عليه معطيات التسليم عنده كي يظهره بالأخر خارج حدود المقبول العقلي على أقل تقدير,هذه الإشكالية ذاتها يتبعها الغربي فهو ينظر للكم الثقافي العربي كله كأنه زبالة تأريخية لا بد من رميها في مكب الأزبال لأنه لا يستطيع من خلال أدواته أن يكتشف الجزء المشترك معه لذا يحمل الدين واللغة مسئولية تخلف الخطاب الثقافي العربي.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجديد الرؤيا تجديد العقل الديني والعلمي
- العلم وضروريات التعلم
- النداء الأخير قبل الرحيل
- الحمامة والغراب ...... صراع الموت والحياة ...أديب كمال الدين ...
- شذرات من الفكر الاجتماعي والأجتماعي الديني
- مكافحة الكراهية والتطرف
- (مشروع مقترح قانون)
- دور الهوية في تحديد مسارات الحركة التاريخية للمجتمع
- مفهوم الخرافة في الفكر الفلسفي الأفتراضي
- من مهمات الفكر العربي
- فكرة الزعامة وأنحراف الزعيم
- تجرد من
- السيد مسطرة _ قصة قصيرة
- الحب المحرم
- نهاية الديكتاتورية الجديدة في العراق
- الديمقراطيون المدنيون ومهمات المرحلة القادمة.
- سأمضي بقافلتي الصغيرة
- الزعامة والزعيم في المجتمع العراقي
- ساعة الحقائق الزائفة
- الإبداع معنى ودلالة


المزيد.....




- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - أهمية تجريد الفكر العربي من الإسلاموية شرط أساسي للتحرر