حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 1265 - 2005 / 7 / 24 - 05:17
المحور:
الصحافة والاعلام
ظهر الدكتاتور صدام في 21 تموز 2005 على شاشة قناة العربية الفضائية ، في إحدى جلسات محاكمته التي إمتدت شهورا ولا تزال مستمرة ولا نعرف متى نهايتها ؟.
حيث يظهر الفيلم هذا الدكتاتور أمام القاضي ، وكأنه هو الذي يدير جلسة المحاكمة ، من خلال بعض اللقطات التي على ما يبدو قد تم إختيارها ، بعناية من أجل الدعاية والترويج لبعض إجابات هذا الدكتاتور السجين ، الذي ظهر مندهشا وخائفا ، ولكنه يريد أن يظهر بمظهر القوي المتماسك ، وهذا ما أرادت أن تظهره بعض لقطات الفيلم الدعائي للدكتاتور .
حيث تحدث عن الحكومة العراقية ومن أتى بها ، وعن عدم شرعية حضوره لهذه المحاكمة دون أن يلتقي بمحاميه أو يحضر معه .. والى غيرها من اللقطات المنتقات ، للدعاية الرخيصة والمصطنعة لرفع معنويات صدام المهزوزة أصلا من خلال نظراته وحركاته وصوته .
أن على الجهات الإعلامية الرسمية العراقية ، تقع مسؤولية الإشراف على مثل هذه الأفلام وغيرها ، قبل عرضها على شاشات التلفاز المحلية والعربية والدولية ، نظرا لحساسية مثل هذه القضية ، لكي لا تتحول من قضية قضائية لمحاكمة متهم بجرائم لا تعد ولا تحصى ، الى قضية سياسية ودعائية له ولزمرته ونظامه المقبور .
لأن من يريد أن يظهر جلاد العراق السابق أمام العالم ، بهذه اللقطات الإستفزازية ، للشعب العراقي والى كل من تضرر من النظام الدموي المنهار ومنهم بعض جيران العراق ، عليه أن يتحمل تبعات هذه القضية ، لأنه لا يجوز إطلاقا منتجة مثل هذا الفيلم ، حسب الرغبة والمزاج لهذا المسؤول أو ذاك ، وإنتقاء مثل هذه اللقطات دون غيرها .
وعلى ما يبدو أن هناك من يريد ، أن يجعل من محاكمة الدكتاتور على جرائمه ، تسويقا لنظام قد ولى الى الأبد ولزمرة قد سجنت وتنتظر محاكمتها العادلة على ما إرتكبوه بحق الإنسانية من قتل وظلم وتهجير وعنف وإرهاب .
ولكن أن هذه المحاولات البائسة من قبل البعض الذين يحنون الى عهد الدكتاتورية ، ولا زالوا في نفس المناصب والمسؤوليات السابقة !! ، بالرغم من إنهم كانوا من أزلام النظام المنهار ولا زالوا يتغنون به .
سوف يجدون هؤلاء ، أن هناك الآلاف بل الملايين من أبناء الشعب العراقي ، سيقفون بوجههم وإقصائهم من مناصبهم التي لا يستحقونها وتقديمهم للمحاكم ، إذا لم تتخذ الحكومة العراقية الإجراءات الصارمة والفورية بحقهم .
لأن هؤلاء لا زالوا يعملون وينشطون دون رقابة وطنية كافية ، والدليل على ذلك ظهور فيلم محاكمة صدام كدعاية له وليس فيلم لكشف جرائمه وزمرته ونظامه .
الى متى هذا السكوت يا حكومتنا العراقية عن مثل هؤلاء ؟؟ ، أليس من الواجب الوطني والوفاء لكل الذين ضحوا وناضلوا أن يحلوا مكان هؤلاء من بقايا الدكتاتورية ؟؟ .
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟