|
تفسير عصري لآية
سميرة الغامدي
الحوار المتمدن-العدد: 4468 - 2014 / 5 / 30 - 19:00
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
.. فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً So this day We shall deliver your body that you mey be a sign to those} [سورة يونس 92].
في مثل تموز المقبل من عام 1920م وُلِد Maurice Bucaille لأبوين فرنسيين نصرانيين، كان من الأوائل نال شهادة الطب وأصبح أمهر جراح فرنسي، طلبت فرنسا من مصر نهاية ثمانينيات القرن الماضي استضافة مومياء فرعون مصر إلى فرنسا لإجراء اختبارات وفحوصات أثرية ومعالجة. كان المعالجون مهتمين في ترميم المومياء، بينا كان اهتمام رئيسهم موريس بوكاي عنهم مختلفًا، كان يحاول أن يكتشف كيف مات هذا الملك الفرعوني، وظهرت نتائج تحليله النهائية. لكنَّ ثمَّة أمرًا غريبًا حيره، هو كيف بقيت هذه الجثة- دون باقي الجثث الفرعونية المحنطة- أكثر سلامة من غيرها؟!. همس أحدهم في أذنه قائلاً: لا تعجل؛ فإن المسلمين يتحدثون عن غرقه. ذاك لا يعرف إلا بتطور العلم الحديث، وعبر أجهزة حاسوبية حديثة بالغة الدقة، فزاد آخر اندهاشه بقوله: إن قرآنهم يروي قصةً عن غرقه عن سلامة جثته بعد الغرق. المومياء لم تكتشف أصلاً إلا عام 1898م، أي قبل مائتي عام تقريبًا، بينما قرآنهم موجود قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام؟! ولم يكن يعلم شيئًا عن قيام قدماء المصريين بتحنيط جثث فراعنتهم إلا قبل عقود قليلة من الزمان فقط؟! إنجيل متى ولوقا تحدث عن غرق فرعون أثناء مطاردته موسى دون أن يتعرض لمصير جثمانه البتَّة. قرأ في سِفر الخروج من التوراة قوله: "فرجع الماء وغطى مركبات وفرسان جميع جيش فرعون الذي دخل وراءهم في البحر لم يبق منهم احد". قرأ له قوله: {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ So this day We shall deliver your body that you mey be a sign to those} [يونس: 92]. صرخ بأعلى صوته: "لقد دخلت الإسلام، وآمنت بهذا القرآن". ألف كتاب عن القرآن "القرآن والتوراة والإنجيل والعلم.. دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة". أول طبعة له نفدت من جميع المكتبات! ثم أعيدت طباعته بمئات الآلاف بعد أن ترجم من لغته الأصلية (الفرنسية) إلى العربية والإنكليزية والإندونيسية والفارسية والتركية والألمانية، لينتشر بعدها في كل مكتبات الشرق والغرب، في أميركا. ردوا على هذا الكتاب، آخرهم الدكتور وليم كامبل في كتابه المسمى "القرآن والكتاب المقدس في نور التاريخ والعلم". يقول بوكاي في مقدمة كتابه: "لقد أثارت هذه الجوانب العلمية التي يختص بها القرآن دهشتي العميقة في البداية، فلم أكن أعتقد قط بإمكان اكتشاف عدد كبير إلى هذا الحد من الدقة بموضوعات شديدة التنوع، ومطابقتها تمامًا للمعارف العلمية الحديثة، ذلك في نص قد كُتِب منذ أكثر من ثلاثة عشر قرنًا!. أولاً درست القرآن، دون أي فكر مسبق وبموضوعية تامة، باحثًا عن درجة اتفاق نص القرآن ومعطيات العلم الحديث. وكنت أعرف -قبل هذه الدراسة، وعن طريق الترجمات- أن القرآن يذكر أنواعًا كثيرة من الظاهرات الطبيعية، ولكن معرفتي كانت وجيزة. وبفضل الدراسة الواعية للنص العربي استطعت أن أحقق قائمة، أدركت بعد الانتهاء منها أن القرآن لا يحتوي على أية مقولة قابلة للنقد من وجهة نظر العلم في العصر الحديث، وبنفس الموضوعية قمت بنفس الفحص على العهد القديم والأناجيل. العهد القديم فلم تكن هناك حاجة للذهاب إلى أبعد من الكتاب الأول، أي سفر التكوين، فقد وجدت مقولات لا يمكن التوفيق بينها وبين أكثر معطيات العلم رسوخًا في عصرنا. الأناجيل، إننا نجد نصّ إنجيل متى يناقض بشكل جليٍّ إنجيل لوقا، وأن هذا الأخير يقدم لنا صراحة أمرًا لا يتفق مع المعارف الحديثة الخاصة بقدم الإنسان على الأرض. وإن أول ما يثير الدهشة في روح من يواجه نصوص القرآن لأول مرة، هو ثراء الموضوعات العلمية المعالجة، وعلى حين نجد في التوراة -الحالية- أخطاء علمية ضخمة، لا نكتشف في القرآن أي خطأ، ولو كان قائل القرآن إنسانًا، فكيف يستطيع في القرن السابع أن يكتب حقائق لا تنتمي إلى عصره؟!". وقد منحته الأكاديمية الفرنسية عام 1988م جائزتها في التاريخ، على كتابه القرآن الكريم والعلم العصري.
ماضوية Marx الدينية والإسلام
في مثل هذه الأيام وُلِد Karl Marx في 5 أيار 1818م في منطقة تدعى بروكرجاس في مدينة ترير الألمانيَّة جنوبي مملكة برسيا أسفل نهر الراين. ولد Marx لعائلة يهودية أشكنازية، حيث كان جده من جهة أمه حاخامًا هولندياً، فيما توارثت عائلة والده حاخامية ترير منذ عام 1723م، التي شغلها جده مئير هليفي ماركس. كان والد ماركس، أول من حصل على تعليم علماني من عائلته، فأصبح ثريا من الطبقة الوسطى، حيث ملكت عائلته عدداً من حقول الكروم بموزيل. هرباً من قيود التشريعات اللاسامية، حول ديانته من اليهودية إلى الطائفة المسيحية البروتستانتية اللوثرية قبل ولادة ابنه، واتخذ الأسم الألماني هاينريش بدلاً من اسمه اليديشي هيرشل. مكان ولادة ماركس في ترير. عام 1928م، تم شراؤها من قبل الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني ويوجد به الآن متحف مخصص له. كان هيرشل رجل تنويري يهتم بأفكار الفيلسوفين Immanuel Kant وVoltaire. كونه ليبرالي كلاسيكي، شارك بالمطالبة بدستور وإصلاحات في بروسيا التي كانت تتبع نظاما ملكيا مطلقا. بدأ هيرشل عمله كمحامي في عام 1815م، ثم انتقل عام 1819م مع عائلته إلى بيت من عشرة غرف قرب بورتا نيجرا (en) (البوابة السوداء). كانت زوجته هنرييتا بريسبورغ يهودية هولندية شبه أمية، وكانت تدعي أنها تعاني من "الحب الأمومي المفرط"، حيث كانت تكرس جل وقتها لعائلتها وتصر على النظافة داخل بيتها. حافظت على ديانتها اليهودية، حيث أثرت معتقداتها بعض الشيء على أبنائها.
قال Marx في الدين في مستهل حياته:
“الدين هو تنهيدة الكائن المقموع، روح عالم بلا قلب، كما هو عقل ظروف اجتماعية حيث العقل مقصي. الدين أفيون الشعوب”.
الذي رآه ماركس في رجالات العهدين القديم والجديد رآه القول المنسوب للقاضي عبدالله بن شبرمة الكوفي (ت 144هـ): “رأيتُ فقه رجالٍ في قلانسهم * وفي ثيابهم الفحشاء والرِّيب”(الزَّمخشري، ربيع الأبرار وأخبار الأخيار).
لكن عبقرية ماركس العقلية لم تكن حسية مثل الجراح الفرنسي.. ثم تحول Marx تفكيره لتبني الإسلام حتى قال في نبي الإسلام:
“جدير بكل ذي عقل أن يعترف بنبوته وأنه رسول من السماء إلى الأرض هذا النبي افتتح برسالته عصرًا للعلم والنور والمعرفة، حري أن تدون أقواله وأفعاله بطريقة علمية خاصة، وبما أن هذه التَّعاليم التي قام بها هي وحي فقد كان عليه أن يمحو ما كان متراكمًا من الرّسالات السابقة من التبديل والتحوير”.
سميرة الغامديّ العراقيّ- شاطيء القنال الانجليزي 30 أيار 2014م.
#سميرة_الغامدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في الذكرى العاشرة لرحيل «محمد نوشي»
-
زِينَةُ الدُّعاةِ الإنْتِخَاباتُ وَالْبَنُونَ
-
مرشحان لهما قناتان «الفيحاء» و«الرأي»
-
ترجمة المُحدَّث Victorious Stranger
-
في سن الكهولة Natalia Poklonskaja
-
نقيق (المثقف) العربي من الشرق
-
دوام التألق للثمانيني جاسم المطير
-
كاظم وكتاب وكربلاء 4
-
كاظم وكتاب وكربلاء 3
-
كاظم وكتاب وكربلاء 2
-
كاظم وكتاب وكربلاء 1
-
تحت شمس بغداد اللاهبة
-
تحت شمس Tokio وBerlin
-
تقرير مجلة The New Yorker
-
المُؤمن بالإنتخابات يُلدغ من جحرها مرتين!
-
الفضاء الإلكتروني Cyber Space
-
دلالات تواريخ الربيع قراءة بعمق Closereading
-
قراءة بعمق Closereading
-
عراقية، أقدم أغنية في التاريخ
-
النبي رائعة البديع «جبران خليل جبران»
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
-فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2
/ نايف سلوم
-
فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا
...
/ زهير الخويلدي
-
الكونية والعدالة وسياسة الهوية
/ زهير الخويلدي
-
فصل من كتاب حرية التعبير...
/ عبدالرزاق دحنون
-
الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية
...
/ محمود الصباغ
-
تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد
/ غازي الصوراني
-
قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل
/ كاظم حبيب
-
قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن
/ محمد الأزرقي
-
آليات توجيه الرأي العام
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج
...
/ محمد الأزرقي
المزيد.....
|