أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - (نزعة التعامل مع الشيطان)عند معارضين سوريين















المزيد.....

(نزعة التعامل مع الشيطان)عند معارضين سوريين


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 4467 - 2014 / 5 / 29 - 11:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في شهر أيار2005،وفي أثناء التحضير لقائمة المدعوين إلى (لقاء ديرالزور للمعارضين السوريين)،وهو أكبر تجمع معارض من حيث التمثيل والعدد جرى بسورية منذ مؤتمر حمص عام1953،اقترح البعض اسم كمال اللبواني لدعوته إلى اللقاء:قام كاتب هذه السطور بنقل رواية نقلها لي أثناء جلسة في اللاذقية ببيت الدكتور يوسف سلمان الأستاذ حبيب صالح،الذي كان معتقلاً في سجن عدرة مع معتقلي أيلول2001العشرة ومنهم اللبواني وأطلق سراحهما بعد تكملة ثلاث سنوات في أيلول2004 ،عن كيف أن اللبواني عندما سمع بقتل الاسرائيليين للشيخ أحمد ياسين في آذار2004كان تعليقه التالي:"قُتل الإرهابي". عندها قام الجميع،ومنهم الدكتور أحمد طعمة (رئيس مايسمى ب"الحكومة المؤقتة")والشيخ نواف البشير،شيخ مشايخ البكارة الذي جرى اللقاء ببيته،بالغاء دعوة اللبواني،الذي قام في خريف 2005بالذهاب إلى واشنطن واللقاء مع مسؤولين أميركيين،ومن واشنطن دعا إلى قصف العاصمة السورية بالطيران الأميركي قبل أن يستقل طائرته عائداً لدمشق حيث أودع السجن عند وصوله حتى خروجه منه في عام2011.
في يوم7آذار2014 كتب اللبواني مقالاً تحت عنوان"خطة للتوصل إلى حل اقليمي في سورية"، دعا فيه إلى "أن تساعد اسرائيل على تأمين فرض حظر جوي فعلي ولايهم أن يعلن عن ذلك أم لا تبدأ بمئة كيلومتر وتمتد حسب التطورات....يمكن لاسرائيل تكرار تجربة جنوب لبنان لكن بنسخة ناجحة في جنوب سوريا حيث تلعب اسرائيل دوراً في حماية المدنيين ودعم الأغلبية بدل لعب دور الاحتلال ودعم أقليات كماجرى في لبنان..........إذا حصل هذا التعاون وبعد استقرار الأوضاع فإن من شأن ذلك أن يسهل عملية انجاز السلام بمايضمن انفتاح مجتمعي مباشر وتداخل سكاني واقتصادي وأمن مشترك وتطبيع عملي يسبق العمل السياسي الرسمي"(fikraforum.org/?p=4698&lang=ar).
في مرحلة مابعد سقوط بغداد بيوم9نيسان2003قام الكثير من المعارضين السوريين بحلم القيام بدور أجمد الجلبي في دمشق،وقد قال لي أحد القادة الكبار ل"اعلان دمشق"(تأسس في16تشرين أول2005أثناء" أزمة ميليس") بعد أسابيع من سقوط بغداد وأثناء غداء في بيته:"الدبابة الأميركية التي تقف قرب البوكمال الآن هي في وضعية بمثل توقف الباص القادم من حلب إلى دمشق في استراحة حمص". هذه (النزعة الجلبية)سيطرت على غالبية كبرى من المعارضين السوريين في فترة2004-2007،وكان المرء يشعر بالعزلة عندما يقوم بالمقاومة الفكرية والسياسية والتنظيمية ضد هذه النزعة(كان كاتب هذه السطور أول من كتب ضد هذه النزعة لماكانت في حالة ارهاصات جنينية عند معارضين سوريين بمقال في صفحة القضايا بجريدة السفير يوم4تشرين ثاني2002 بعنوان"دعاة الديموقراطية العرب بين حدي الوطني والديموقراطي"،ثم وقف ضد رياض الترك منذ عودته من زيارته للقارتين الأوروبية والأميركية في خريف2003وتزامن ذلك مع طرحه ل"نظرية الصفر الاستعماري"و"نظرية الرياح الغربية")وسط معارضين إما مؤيدين لتلك النزعة الجلبية أوساكتين أوأغبياء لايدرون مايُفعل ومايقال أمامهم.بعد تقارب ساركوزي مع دمشق عام2008،ومن ثم أوباما بعامي2009و2010،راهن نفس هؤلاء الجلبيين على انفتاح باريس وواشنطن على النظام السوري آملين بأن "جهود الولايات المتحدة لتحسين الروابط مع دمشق ربما تخدم الاصلاح الديمقراطي"(تصريح لرياض الترك نشرته رويترز يوم31أيار2009) وكانت الأمانة العامة ل"اعلان دمشق"قد أيدت زيارة ساركوزي لدمشق وأعلنت في بيانها الصادر يوم6أيلول2008بأن "اعلان دمشق...لم يكن في نهجه وليس من أهدافه تعزيز عزلة النظام ومحاصرته" في رقصة دورانية ترقص على ايقاع واشنطن وباريس ضد النظام في 2004-2007وعلى ايقاع تقاربهما معه في أعوام2008-2010.في خريف2011عادت هذه النزعة الجلبية لكي تستيقظ على خلفية صدام واشنطن وباريس من جديد مع السلطة السورية وخاصة منذ يوم 18آب2011مع دعوة أوباما للرئيس السوري ل"التنحي" ثم أخذت زخماً كبيراً مع تحول الكثير من الاسلاميين إلى نسخة عن (الجلبي وآل الحكيم) في فترة القطيعة التركية مع النظام السوري إثر فشل زيارة داوود أوغلو لدمشق بالأسبوع الأول من آب2011.
لم تستجب واشنطن وباريس لدعوة هؤلاء المعارضين السوريين من أجل تكرار النموذج العراقي- 2003والنموذج الليبي-2011،وبعضهم أصيب بصدمة كبرى لماخيبت واشنطن أملهم ولم تضرب دمشق في فترة "أزمة الكيماوي-21آب-14أيلول2013"،بعد أن تحولوا إلى أدلاء تليفزيونيين ،وبالـتاكيد بتفصيلات أكبر بالغرف المغلقة،لتحديد المواقع العسكرية السورية أمام الضربة التي أعلن أوباما عزمه القيام بها.منذ القرار2118في 27أيلول2013 الذي ربط بين(الكيماوي)و(جنيف1وجنيف2)كان واضحاً بأن (الجلبيون السوريون)قد أصيبوا بخيبة أمل كبرى من واشنطن وصلت حدود اليأس.
يبدو أن كمال اللبواني ،الذي كان الأكثر جلبية منذ 2005وصراحة فيماالآخرون موهوا جلبيتهم بكثير من الفهلوية السورية المفتقدة عند العراقييين واللبييين،قد بدأ منذ مقاله المذكور في 7آذار2014 في تأسيس مايمكن أن يسمى ب(نزعة سعد حدادية- لحدية)عند معارضين سوريين،وأنه "قلب الهجوم"أو"سلاح الهندسة":منذ شهرين ونصف على مقال اللبواني المذكور لم يحتج أحد من المعارضين السوريين في "الائتلاف"و"المجلس" و"اعلان دمشق" و"تجمع قرطبة" على ماتفوه به هذا الشخص،وكان قبول استقالته من قبل (الهيئة العامة للائتلاف)في نيسان2014على خلفية احتجاجه ضد قيادة الائتلاف على اشتراكها في(جنيف2) ولم يأت كرد فعل على مقاله المذكور،وقد مارس الكثير من المعارضين السوريين في سكوتهم على اللبواني دور"الشيطان الأخرس" وفي وضعية هي أقرب إلى "السكوت الراضي".
في مرحلة مابعد تحرير باريس من الألمان في آب1944عاد الجنرال ديغول من لندن ليتولى رئاسة الحكومة الفرنسية المؤقتة وقد قام باعتقال الماريشال بيتان الذي أقام حكومة فيشي التي تعاونت مع الألمان في مرحلة الاحتلال منذ حزيران1940:عندما سأل أحد الصحافيين الجنرال ديغول محتجاً على اعتقال بيتان، بطل معركة فردان ضد الألمان في الحرب العالمية الأولى،أجابه ديغول بالعبارة التالية:"الخيانة ليست وجهة نظر".



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصعود الثاني للأصولية الهندوسية
- يساريون وليبراليون وعلمانيون مع الجنرال
- ملامح الحياة السياسية العراقية
- الاستيقاظ الروسي
- فشل الثورة المصرية
- الاخوان المسلمون والسعودية
- الفشل الثاني لتيار الإسلام السياسي السوري
- أوكرانيا: عبء التاريخ والجغرافية والبنية
- محمد سيد رصاص - كاتب وباحث وناشط يساري سوري - في حوار مفتوح ...
- عام2011: فشل محاولات توحيد المعارضة السورية
- (جنيف 2)
- انشقاق المعارضة السورية (2006-2010)
- هل سيكون أردوغان مندريس الثاني؟.....
- قراءة في تجربة (جماعة الإخوان المسلمين) في سورية
- تبلور نزعة المراهنة على الخارج في المعارضة السورية (2003 - 2 ...
- انزياح أميركي عن الشرق الأوسط نحو التركيز على الشرق الأقصى
- المعارضة السورية في بداية العهد الجديد: (10حزيران2000- 9نيسا ...
- المعارضة الحزبية في مرحلة الأسد الأب
- دخول الدور الاقليمي التركي في طور الضعف
- النزعة الإرادوية في المعارضة السورية


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - (نزعة التعامل مع الشيطان)عند معارضين سوريين