ثائر البياتي
الحوار المتمدن-العدد: 4467 - 2014 / 5 / 29 - 10:40
المحور:
حقوق الانسان
"أمهلناك ِ ثلاثة أيام ٍ للعدول عن رأيك والعودة الى الدين الإسلامي ولكن دون جدوى، فقررتْ المحكمة حكمها العادل بحقك بالأعدام شنقاً." بهذه الكلمات المرعبة والنبرات القاسية تلقتْ الطبيبة السودانية مريم يحيى أبراهيم قرار الحكم السوداني الذي صدر ضدها بتهمة الردة عن الدين الإسلامي في شهر شباط عام 2014 .
اليوم، وضعت السيدة مريم مولودها الجديد وهي في السجن بحسب تصريح محامي دفاعها، الشريف علي، وهي تنتظر قرار إعدامها شنقاً بعد مدة سنتين، فترة رضاعة طفلها الجديد، بعد ان تـُجلد مئة جلدة تنفيذا ً لقرار آخر أتخذتها المحكمة ضد السجينة بتهمة الزنا في شهر آب عام 2013، إذ ان زواجها من شاب مسيحي يعتبر زواجا ً غير شرعي لكونها مسلمة، رغم ان السيدة أكدت للمحكمة بأنها مسيحية وليست مسلمة، بأعتبارها نشأت مع والدتها المسيحية، ولم تنشأ مع والدها المسلم الذي تركهما وهي طفلة.
كان لصدور قرار المحكمة السودانية بحق السيدة مريم صدى كبير في الأوساط الدولية الأجنبية، حيث بينت دول غربية عديدة ومنظمات إنسانية مختلفة موقفها الإنساني الرافض للقرار، وطالبت بشكل رسمي من الحكومة والمحكمة السودانية التخلي عن قرارها والأفراج عن السيدة مريم، ولكن ما يثير الأسى والأسف ان أي من الدول العربية والإسلامية لم تكن بين تلك الدول الرافضة للقرار، اذ تجاهلوا القرار تماماً وأعتبروه شأناً سودانياً داخلياً، لا علاقة له بأبسط بنود لائحة حقوق الإنسان الدولية، علما ان ذلك القرار يتعارض مع آيات في القرآن الكريم أيضا ً كقوله: “لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغيّ” سورة البقرة 256.
أليستْ هذه السيدة الصادقة التي أصرت على موقفها الحقيقي، أفضل من مسلمات منافقات يبينّ أسلامهن الزائف خوفاً وخشية من العقاب الصارم؟
أين أصوات المسلمين الذين يدعون بالأعتدال والتحرر، لينادوا بأطلاق سراح هذه السيدة المظلومة المسجونة مع طفلها الوليد؟
أناشد كل من له ضمير حي، أن يقرأ النداء في الرابط الاليكتروني المرفق في نهاية المقال، ويتفضل بتوقعه، ومن ثم يرسله للآخرين لغرض التوقيع، لكي نبعث بصوت مرتفع، مزلزل، رسالة برفضنا للقرار الى القضاء السوداني، نطالبها بالعدول عن قرارها الخارق للإنسانية، والعابر للرحمة والشفقة، والمتجاوز لبنود حقوق الإنسان الدولية، قرار شنق السيدة مريم، ونطالب الأفراج عنها حالاً. ونؤكد للمحكمة السودانية بأن هذه القرارات تضعف الدين الإسلامي وتزحزحه ولا تقويه أو تشده. أرجو زيارة الرابط الأليكتروني للتوقيع وشكرا ً:
http://www.thepetitionsite.com/503/647/029/save-mariams-life-in-sudan/
ثائر البياتي
5-26-2014
#ثائر_البياتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟