أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أنور غسان - الرفيق Gaurav يتحدث عن الديمقراطية والثورة الثقافية في نيبال















المزيد.....


الرفيق Gaurav يتحدث عن الديمقراطية والثورة الثقافية في نيبال


أنور غسان

الحوار المتمدن-العدد: 4465 - 2014 / 5 / 27 - 19:58
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ترجمة : أنور غسان

“ان لم يغيروا خطهم الفكري والسياسي وسلوكهم فإننا لا نعتقد ان بإمكانهم ان يكونوا طرفا في هده الانتخابات. نظام الديمقراطية الجديدة لن يسمح لهم بدلك”



أصبح الرفيق Gajurel CP المعروف ب (Gaurav) مؤخرا أحد القادة البارزين في سكرتارية الحزب الشيوعي النيبالي الموحد الماوي UCPN (M). التقينا به نحن نشطاء WPRM في أحد مقرات الحزب في العاصمة كاثماندو وحاولنا التدقيق معه في مفهوم الديمقراطية وبالخصوص صيغة ديمقراطية القرن الحادي والعشرين كما طرحهاUCPN(M) عبر اتخاد الانتخابات كوسيلة للصراع في ظل الديمقراطية الجديدة وعن علاقة هدا الطرح بالثورة الثقافية.
نشرت هده المقابلة على الموقع الالكتروني البريطانيWPRM يوم 12 أكتوبر 2009 وهدا نصها :


WPRM : في الوضع الحالي الدي يركز فيه UCPN (M) أنظاره على الثورة الديمقراطية الجديدة، يبدو من المهم الان أكثر من أي وقت مضى فهم أفكار الحزب حول ديمقراطية القرن الواحد والعشرين، الانتخابات التنافسية في ظل الديمقراطية الجديدة والاشتراكية. هل يمكنك توضيح هده المفاهيم لنا ؟

الرفيق Gaurav: نعم نحن الآن في مرحلة استكمال الثورة الديمقراطية الجديدة. ان نظام الديمقراطية الجديدة ليس بنظام اشتراكي، بل هو نظام برجوازي ديمقراطي، والفرق هو أن الثورة أنجزت تحت قيادة البروليتاريا. فالصيغة القديمة من الثورة الديمقراطية البرجوازية تتم تحت قيادة البرجوازية بينما الثورة الديمقراطية الجديدة تنجز بقيادة البروليتاريا. عندما تقود البروليتاريا الثورة الديمقراطية الجديدة سوف تقودها نحو الاشتراكية والشيوعية، أما إذا تمت الثورة البرجوازية الديمقراطية بزعامة الطبقة الرأسمالية، فإنها إما ان تؤدي الى تعزيز الرأسمالية أو الى الإمبريالية ادا ما تطورت أكثر، وهذا هو الفرق. ادن فالثورة الديمقراطية الجديدة بهذا المعنى ليست ثورة اشتراكية، بل هي ثورة برجوازية ديمقراطية بقيادة البروليتاريا. والأكيد ان استكمال هده الثورة تحت قيادة البروليتاريا سينتقل بالمجتمع نحو الاشتراكية. انها لن تتوقف عند الديمقراطية البرجوازية، بل سوف تتقدم نحو الاشتراكية.
لقد طرح هذا النقاش بجدية خلال سنة 1956 وسط الحزب الشيوعي الصيني (CCP)، وكان بعض الرفاق أمثال دنغ شياو بينغ يعتقدون أن الثورة البرجوازية الديمقراطية يجب ان تؤدي الى توطيد الرأسمالية. ولكن ماو أكد أنه لا ينبغي فعل دلك، بل يجب المضي قدما نحو الاشتراكية. هذا هو الفرق الأساسي بين الديمقراطية الجديدة والاشتراكية. السؤال الجوهري ادن هو عن طبيعة الطبقة التي تقود الثورة.

أما فيما يتعلق بالانتخابات، ففي ظل نظام ديمقراطي جديد سوف يكون هناك تحالف واسع لمناهضة الإقطاع والإمبريالية. وسوف يكون هذا هو الطابع الطبقي للثورة الديمقراطية الجديدة. انه لمن المؤكد أن ليس كل القوى المناهضة للإقطاع والمناهضة للإمبريالية هي شيوعية، لكن يجب أن يكون هناك تحالف واسع ل UCPN (M) مع القوى السياسية المختلفة المناهضة للإقطاعية والإمبريالية، وعلينا أن ندرك وجود هذه القوى السياسية لأنها حليف للبروليتاريا خلال الثورة الديمقراطية الجديدة. ولذلك، علينا أن نضمن حريتها السياسية التي سبق وأن نالتها مثل تلك الأحزاب في الصين أيضا.
ففي الصين، الى جانب الحزب الشيوعي الصيني، كانت هناك تسعة أحزاب سياسية أخرى كلها كانت ضد الإقطاع وضد الإمبريالية، و قد خاضت هده الاحزاب الانتخابات وتنافست مع CCP . أكثر من دلك، كان هناك وزراء في الحكومة من هده الأحزاب. في حالتنا أيضا، علينا أن نقر أن هده القوى ليست شيوعية، لكنها حليفة للقوى المناهضة للإقطاع والمناهضة للإمبريالية، وأنه يجب أن تضمن لها الحرية السياسية أيضا. ادن عندما يتحدث حزبنا عن المنافسة المتعددة الاحزاب أو الديمقراطية، فإننا نتحدث عن مفهومنا لديمقراطية القرن 21.
الفرق هنا هو، أن في الصين كان هناك شرط : على كل القوى المناهضة للإقطاع والمناهضة للإمبريالية التعاون مع CCP. وكان هذا شرط قبلي. ولكن حزبنا الآن يتحدث عن السماح لمثل هده الأحزاب السياسية بالتنافس مع UCPN (M) .
في الصين كان هناك شرط مسبق، لم يسمح لهم بالتنافس ولكن كان عليهم التعاون. فكانوا يقومون بنوع من التسوية في الانتخابات ويتفاوضون لتحديد المرشحين بالتوافق. حيث أنه بعض الدوائر الانتخابية تقدم بعض الأطراف الأخرى مرشحهم بينما لا يقدم CCP أي مرشح. ولكن معظم المقاعد في اغلب المناطق لم يكن لديهم الحق في الترشح بل مساندة مرشح CCP .
بيد أننا اليوم في نيبال نتحدث عن المنافسة، وسيتم السماح لجميع تلك الأحزاب السياسية للتنافس مع UCPN (M) . يمكننا اجراء انتخابات مباشرة لهده الأطراف مع الماويين، هذا هو الفرق. لقد اخترنا هده الصيغة لأن الإمبرياليين والرأسماليين، أعداء الاشتراكية والشيوعية، يتهمون الأحزاب الشيوعية بعدم السماح للأطراف الأخرى بالمنافسة. انهم يقولون ان عدم وجود منافسة يدل على عدم وجود ديمقراطية. في واقع الأمر، بالطريقة القديمة كان هناك مجال لتلك الأحزاب السياسية لإرباك الجماهير، فعلى سبيل المثال، أن تكون هناك انتخابات ولا يوجد سوى مرشح واحد، فإذا كان على الجميع التصويت لصالح المرشح نفسه فما معنى ذلك؟ هدا يشبه الانتقاء! ولكننا سوف نجعل الأمور واضحة، سيكون بإمكان الناس أن يصوتوا لمرشحيهم وسيكون لهم أن تختاروا بين أكثر من مرشحين. علاوة على ذلك، ينبغي أن نعطي الناس حق السحب أو الالغاء، فحينما يكون المرشح المنتخب من قبلهم ليس كفؤا، أو سلك طريقا ضد مصالحهم، فإن حق الشعب في سحب الشرعية منه يجب أن يكون مكفولا. علينا أن ندخل مثل هذه الامور في النظام الانتخابي. وعندئذ فقط يمكن أن نؤكد للجماهير أن بإمكانهم التصويت لصالح المرشح الذي يريدون وأن هده انتخابات حقيقية، إن وجود العديد من المرشحين سيعطي للانتخابات معنى محددا، أما إذا كان هناك مرشح واحد فقط فالتصويت لا معنى له. هذا ما نعنيه بديمقراطية القرن 21.

WPRM : كيف يمكن لهذه الديمقراطية واستخدام الانتخابات أن تتطور كما تتطور الثورة الديمقراطية الجديدة الى مرحلة الاشتراكية؟ وهل سيكون هناك أكثر من حزب شيوعي حينذاك؟

الرفيق Gaurav: نحن لا نتصور ان يكون هناك أكثر من حزب شيوعي واحد، لأن لكل حزب سياسي طابعه الطبقي. يجب أن يكون للبروليتاريا حزبها المعبر عن مصالحها.
أما على المدى الطويل، عندما نبلغ الاشتراكية، في نهاية المطاف، فلن يكون هناك أحزاب سياسية مختلفة. لأننا نعتقد أنه لن يكون هناك ضرورة للأحزاب السياسية الأخرى، وذلك لأن المجتمع سيكون انداك قد خضع لتغيير جدري ستنتفي معه الطبقات الأخرى.

: WPRM هل تتصور دورا للمؤتمر النيبالي والحزب الشيوعي النيبالي (اتحاد الماركسيين اللينينيين) بعد الثورة الديمقراطية الجديدة؟

الرفيق Gaurav: ان لم يغيروا خطهم الفكري والسياسي وسلوكهم، فإننا لا نعتقد ان بإمكانهم ان يكونوا طرفا في هده الانتخابات. فنظام الديمقراطية الجديدة لن يسمح لهم بدلك.

WPRM : كتب الرفيق باسانتا مؤخرا في العدد 12 من مجلة worker أن الثورة الثقافية البروليتارية العظمى في الصين هي ذروة تطبيق علم الثورة، أي المادية الجدلية، هل بإمكانك أن تلخص لنا دروس الثورة الثقافية كما صاغها حزبكم UCPN (M) ؟

الرفيق Gaurav: نحن نعتقد أن الثورة الثقافية البروليتارية العظمى هي قمة تطوير الماركسية اللينينية الماوية. لأن الماركسية اللينينية الماوية هي علم في تطور مستمر، فهو ليس بشيء ثابت، وإنما هو في سيرورة تطور مرتبطة بالممارسة الثورية. ومن هذه الممارسة انبثقت أيديولوجيتنا. ومن الممارسة الثورية وتجارب الثورات الروسية والصينية وأشكال الثورة المضادة في تلك البلدان، قام ماوتسي تونغ بتحليل كل هده الاشكالات فطور نظرية الثورة الثقافية.
ان ما طوره ماو في حياته كان أكثر مما فعل لينين في زمنه، لأن لينين لم يكن بإمكانه ان يفكر او ينظر للثورة الثقافية. فخلال حياته، أثناء الثورة، وبعد أن كان يحاول تطوير الثورة كلها، صاغ الكثير من الأفكار والنظريات المتعلقة بالثورة. أما بالنسبة لماو، وخلال ذلك الوقت، لم تكن الصين دولة رأسمالية، بل كانت شبه إقطاعية شبه مستعمرة، لذلك كانت على CCP مسؤولية الاستمرار في إنجاز الثورة البرجوازية الديمقراطية، وكذلك التهيئة للثورة الاشتراكية. لقد كانت ضرورة تاريخية لCCP أن يعنى بتنفيذ كل هذه المهام. فأنجز CCP هتين الثورتين تحت القيادة الحكيمة للرفيق ماوتسي تونغ، وخلال عملية تطوير الاشتراكية في الصين، استوعب الدروس التي استقاها ماو من إعادة الرأسمالية في الاتحاد السوفيتي ومن عديد المحاولات للارتداد عن الثورة في الصين نفسها، هدا ما دفع الرفيق ماو تسي تونغ للتنظير للثورة الثقافية. وعبر هدا كله طور ماو أيديولوجيتنا نوعيا الى مستوى أعلى. ونحن نعتقد أن الثورة الثقافية هي القمة، فهي الحل لمشكلة الثورة حيث أنها يمكن أن تمنع الثورة المضادة.
يقول كثير من الناس أن الثورة الثقافية كانت ظاهرة صينية، حصلت في الصين، سواء كانت صحيحة أم خاطئة، فتلك مسألة تخص الصين. لكننا نعتقد أنها ليست مسألة خاصة بالصين، بل هي مسألة نظرية وإيديولوجية، وهي نظرية كونية. ونحن نتمسك بالثورة الثقافية كنظرية عالمية الشيوعية. لقد كانت صائبة في الصين، وستكون صالحة في النيبال أيضا.

WPRM : حقا، قال ماو ان البرجوازية لا توجد فقط خارج الحزب، يل هي بداخله أيضا. كيف يمكن أن تساعد الانتخابات على كشف البرجوازية داخل الحزب؟

الرفيق Gaurav : الانتخابات لن تساعد على فعل ذلك، فعن طريق الانتخابات لا يمكنك اقتلاع البرجوازية داخل الحزب. وانما يجب الاعتماد على الثورة الثقافية لكشف السائرين نحو الرأسمالية داخل الحزب، ان نهج الانتخابات لا يمكنه تحديد كل هذه الأمور، واتخاد مثل هدا النهج راجع لوجود أحزاب سياسية أخرى حليفة للبروليتاريا. ونحن سوف تتنافس مع هده الاحزاب فقط، وليس مع دمى الإقطاع والإمبريالية. ليس هناك أي نقطة للتنافس مع الرجعيين، فالمنافسة تعني تتنافس الحلفاء والاصدقاء فقط. ولذلك ستطبق الدكتاتورية ضد الأحزاب السياسية الرجعية، والأحزاب الموالية للإمبريالية والإقطاع.
وما دمنا نتكلم عن دعاة الرأسمالية داخل الحزب الشيوعي، فهده المسألة لن يتم حلها من خلال الانتخابات، هدا أمر مختلف ، فالانتخابات ليست إلا وسيلة لتشكيل الحكومة وتسيير بعض شؤون الدولة. أما بالنسبة لحزب البروليتاريا فينبغي حل تناقضاته الداخلية بشكل مختلف، ففي هذه الحالة علينا تطبيق الثورة الثقافية التي تعني اندماج الحزب مع الجماهير، فالجماهير يجب ان تعطى الحقوق الكاملة لفضح قادة الحزب الشيوعي إذا كانوا فعلا رأسماليين، هذا هو خط الجماهير كما صاغه ماوتسي تونغ بوضعه شعار فجروا مراكز القيادة . ان مراكز القيادة لا تعني مقرات الأحزاب الأخرى، ولكن مراكز قيادة الحزب الشيوعي. لأن بداخل هده المقرات يوجد العديد من دعاة الرأسمالية، لذلك فللشعب كل الحق في قصف هده المقرات، وينبغي تعبئة الشعب ليتحرك للكشف عن هؤلاء. فقط من خلال الثورة الثقافية يمكننا اجتثاث الرأسماليين من الحزب.

WPRM : ان الثورة الثقافية تستلزم العديد من أشكال ممارسة الديمقراطية، مثل الحق في قصف المقرات، والحريات الأربع الكبرى، والملصقات دات الحروف الكبيرة ، وتشكيل الحرس الأحمر، لجان الثلاثة في واحد ، وشكل مثل كمونة شنغهاي ، ناهيك عن إعادة توجيه الرعاية الصحية والتعليم وتنمية المناطق الريفية. لماذا تعتقد ان الانتخابات في ظل الديمقراطية الجديدة يمكن أن توفر الديموقراطية للشعب بشكل أفضل؟
الرفيق Gaurav: الديمقراطية كما هي معرفة لدى الرأسماليين أو الإمبرياليين هي الحرية السياسية أو المتنافسة في الانتخابات. ولكن بالنسبة لنا ليست هذه فقط هي مميزات الديمقراطية. فالديمقراطية تعني حق الشعب في الغداء والرعاية الصحية والتعليم وجميع المتطلبات الاقتصادية. هذه هي الأمور الأساسية لديمقراطيتنا. لذلك نحن نفضل تعريف مختلف للديمقراطية.
ان ما قدم ماو خلال الثورة الثقافية هو بلا ريب يدخل في صلب الديمقراطية، ونحن نتمسك بكل هذه الأمور. ولكن على الرغم من كل هذه المتطلبات، فنحن نعتقد أن الانتخابات ضرورية أيضا. ونحن نفضل المنافسة على نظام التمثيلية، ولكن فقط خلال مرحلة الديمقراطية الجديدة. أما عندما يتحول المجتمع كليا إلى الاشتراكية، فربما الانتخابات حينها لن تكون ضرورية. نحن نتحدث عن مرحلة الديمقراطية الجديدة، أما في مرحلة الاشتراكية، فإن الوضع سوف يكون مختلفا.
لا يمكننا أن ندعي الآن بأنه سيتم تطبيق نفس أسلوب الانتخابات خلال مرحلة الاشتراكية. فعندما يكون هناك العديد من الأحزاب السياسية المختلفة خلال مرحلة الديمقراطية الجديدة تكون هناك منافسة بين تلك الأحزاب السياسية. بيد أنه في مرحلة الاشتراكية سوف يتغير الطابع الطبقي للمجتمع تغيرا جذريا، وفي هذه الحالة لن تكون هناك حاجة لأطراف سياسية مختلفة، وبكل وضوح، فوجود أحزاب سياسية انداك ليس ضروريا. وبالتالي لن تكون هناك حاجة للانتخابات.

WPRM : كيف لممارسة الثورة الثقافية والتمسك بالانتخابات أن تمنع إعادة الرأسمالية؟ وأي الأمرين سيكون حاسما؟

الرفيق Gaurav: كما قلت سلفا، لا يمكننا التكهن بشكل الانتخابات في ظل الاشتراكية. ولكن الانتخابات بالتأكيد لن تكون حاسمة لمنع إعادة الرأسمالية، فقط الثورة الثقافية يمكنها فعل ذلك.

WPRM : حسب ماو، ستكون هناك حاجة لثورات ثقافية عديدة خلال المرحلة الاشتراكية وليست واحدة فقط ، وهدا سيستمر لأجيال كثيرة.

الرفيق Gaurav: نعم، نحن نتفق كثيرا مع مبدأ أن الثورة الثقافية يجب أن تستمر. لقد كانت النتيجة هي استعادة الرأسمالية في الصين عندما تم إنهاء الثورة الثقافية. هذا التاريخ يجب ان يعلمه الجميع، فبعد وفاة ماو، قال الرجعيين ان الثورة الثقافية ليست ضرورية، لقد دعوا تلك السنوات العشر بعقد الكارثة، هده هي خلاصة الرجعيين. إلا أنه في عهد ماو لم تكن الثورة الثقافية دائما في صلب الاهتمام، فقد كان ماو طريح الفراش تقريبا، وبعد وفاته على الفور قلبت الأمور. فلو أن الثورة الثقافية حظيت بمزيد من الاهتمام، فإنها حتما ستحول دون إعادة الرأسمالية الى الصين. إدن من خلال ما وقع في الصين، يمكننا أن نؤكد أنه لمنع إعادة الرأسمالية علينا أن نواصل الثورة الثقافية. في الصين، تم تنفيذ الثورة الثقافية لمدة عشر سنوات، ولكن ذلك لم يكن كافيا. نعم الثورة الثقافية يجب ان تستمر.

WPRM : الانتخابات في البلدان الامبريالية في الوقت الحاضر هي مجرد إجراءات بيروقراطية لتغطية الطبيعة الديكتاتورية للمجتمع الرأسمالي. كيف يمكن للانتخابات في ظل الديمقراطية الجديدة ان توفر آليات لاستمرار ثورة الجماهير والنضال ضد خطر اعادة الرأسمالية؟

الرفيق Gaurav: نحن نعتقد أنه لنقاش مسألة شكل الانتخابات وكيف سيتم اجراؤها، هناك سؤال جوهري واحد: من الذي يقود؟ ما الطبقة التي تقود الدولة؟ ان انتخاب الجمعية التأسيسية متاح اليوم، لأن الدولة في حالة انتقالية، ولكن هده الحالة لن تدوم. كما ان الدولة ضعيفة نسبيا وبإمكان حزبنا إحراز تقدم نظرا لوضع الجماهير الثوري خلال الحرب الشعبية والانتفاضة الشعبية عام 2006. كان بإمكان حزبنا الفوز، الانتصار في الانتخابات، لكن هدا الوضع لا يستمر لفترة طويلة. فالدولة سوف تقوي نفسها وتعزز طابعها الطبقي. لذلك فكل شيء يعتمد على الطبقة التي بيدها السلطة، هذا هو الإشكال الجوهري. وهدا الأخير سيبت فيه الدستور، لدا فمعركتنا الآن تتمركز حول مسألة الدستور، ما هو نوع الدستور الدي سيتم اقراره؟ يوجد أساسا نوعان من المواقف: إما أن تكون جمهورية فيدرالية شعبية، وباختصار جمهورية شعبية كما كان في الصين مع الأخذ في الاعتبار بعض خصوصيات نيبال، وإما أن تكون جمهورية برجوازية أي جمهورية رأسمالية. لهدا، يجب أن يتمركز نضالنا حول هذه النقطة الأكثر أهمية حاليا ببلادنا. حزبنا مع الجمهورية الشعبية، والأحزاب الأخرى مع الجمهورية البرجوازية، وإذا فازت الجمهورية الشعبية، فإن ذلك يعني أن البروليتاريا سوف تربح، وستكون السلطة بيدها وعندها ستجري انتخابات في هذه الظروف. ونظرا لأنها ستكون بالفعل في السلطة سيكون هناك حرية للشعب في اختيار ما يريد. أما إذا هزمت البروليتاريا، أي في حالة الجمهورية البرجوازية، سيكون الرأسماليون في موقع القوة، وبالتأكيد ستستخدم نفس الأساليب التي يستعملها الرأسماليين في العالم كله خلال الانتخابات. نحن في فترة انتقالية، والدستور سيحدد نوع نظام الحكم في نيبال والطبقة التي ستكون في السلطة، وبالتالي فطبيعة النظام الانتخابي سيعتمد هو الاخر على نتائج هذه المعركة من أجل الدستور الجديد.

WPRM : لقد كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الانتفاضة الشعبية الثالثة وعن التمرد المسلح القادم، هل يمكنك ان تشرح لنا كيف يرى UCPN (M) انجاز الثورة الديمقراطية الجديدة ؟ وهل من الممكن انجازها عن طريق الانتخابات؟

الرفيق Gaurav: عندما نتحدث عن الانتفاضة الشعبية الثالثة، فنحن نتحدث عن تعبئة الجماهير، وهناك مجموعة من الامور التي يجب أن تأخذ بعين الاعتبار في تعبئة هده الجماهير. في الوضع الراهن للثورة في نيبال، الحديث عن الجمهورية الشعبية هو طلب مشروع، ومسألة سياسية دقيقة لاستكمال الثورة. إن بإمكان الأطراف السياسية الأخرى النضال من أجل جمهوريتهم، فلماذا الماويون لا يقاتلون من أجل الجمهورية الشعبية؟ لدينا كل الحق في الكفاح من أجل تحقيق الثورة الشعبية.
ان الجمهورية الشعبية تعني الديمقراطية الجديدة، لأنه عندما تم انجاز الثورة الديمقراطية الجديدة في الصين كانت الدولة تسمى جمهورية الديمقراطية الجديدة، لدا فالثورة الديمقراطية الجديدة والجمهورية الشعبية هما الشيء نفسه. إننا نمتلك فرصة من خلال عملية صياغة الدستور، إد يمكننا كتابة دستور جديد للجمهورية الشعبية. ولكن لا يمكن أن يتحقق دلك دون تعبئة شاملة للجماهير.
في الوضع الراهن، الحزب الماوي لديه الأفضلية فيما يخص الجمهورية الشعبية، ولكننا نفتقر الى الدعم الكافي في الجمعية التأسيسية لصياغة مشروعنا للدستور الجديد. ومن ناحية أخرى، فجميع الأحزاب السياسية الأخرى هي أيضا لا تمتلك ما يكفي من الدعم لهدا الغرض. وفي هذه الوضعية الخاصة في نيبال، وحدها الانتفاضة الشعبية الثالثة بإمكانها حل مشكلة كتابة الدستور الجديد. فالدستور الجديد لا يمكن أن يكتب إلا في الجمعية التأسيسية، وهذا غير ممكن لا بالنسبة لنا ولا بالنسبة لهم.
ان صياغة دستور جديد في صالحنا، لا يمكن بلوغه إلا عن طريق الانتفاضة الشعبية وتسليح الجماهير، لممارسة ضغوط تخلق وضعية يتحتم معها على باقي القوى السياسية الأخرى، باستثناء القوى الرجعية طبعا، مساندة مقترحات الحزب الماوي. هناك، الى حد ما، إمكانية لبلوغ الجمهورية الشعبية، ولكن تسليح الشعب والانتفاضة الشعبية هي القادرة على استكمال الثورة في كل الأحوال. إن حزبنا يؤيد الانتفاضة الشعبية الثالثة. نحن الآن نسميها الانتفاضة الشعبية أو العصيان المسلح، ولكن فقط الثورة الشعبية بإمكانها لعب الدور الحاسم في انجاز الثورة الديمقراطية الجديدة.

WPRM : ما هو الدور الذي تعتقد أن يلعبه الماويون ومناهضي الامبريالية في جميع أنحاء العالم في ما يخص الإشكالات المتعلقة بالديمقراطية والبناء الاشتراكي، والنجاح في إتمام الثورة الديمقراطية الجديدة في نيبال؟ كيف يمكننا رفع النقاش حول هذه الإشكالات إلى مستوى أعلى عالميا؟

الرفيق Gaurav: في المرحلة الحالية نحن لا نفكر كثيرا في البناء الاشتراكي، فمهمتنا الانية هي إتمام الثورة الديمقراطية الجديدة، وعندها فقط يمكننا الاهتمام بالتحويل الاشتراكي. نحن اليوم في مرحلة الثورة الديمقراطية الجديدة، لدا ينبغي على البروليتاريا العالمية أن تدعم الحركة الماوية في نيبال لإتمام الثورة الديمقراطية الجديدة. نحن نعتقد أن الثورة لا يمكن أن تستنسخ وإنما تطور، فهي لا يمكنها أن تكون صورة طبق الأصل من ثورة أخرى. إن الثورة النيبالية تعتمد على بعض المبادئ الأساسية للماركسية اللينينية الماوية، ولكنها ستمتلك طابعها الخاص. فيما يخص الصين، دعا ماو هده المسألة : جوهر الماركسية.
ليس علينا إنجاز الثورة على أساس ما حدث بالضبط مع أي ثورة أخرى في العالم أخدت موقعها في التاريخ تحت قيادة حزب شيوعي. فعلى الرغم من أن المبادئ الموجهة الأساسية لا تزال هي نفسها، إلا أن هناك سمات عديدة مختلفة، بما في ذلك أمن هذا البلد، والوضع الدولي ومجموعة من التطورات الأخرى في العقود الأخيرة.
في الوضع الراهن، يعتقد حزبنا أن الخط الحالي للحزب يمكن أن يقود إلى إنجاز الثورة الديمقراطية الجديدة، لذا وجب على البروليتاريا العالمية دعم الأشكال التي يضعها حزبنا لاستكمال الثورة. إن بإمكانهم تقديم اقتراحات، ولكننا بصدد صياغة التكتيكات الكفيلة بتحقيق الثورة وهي لن تكون مناسبة تماما لثورات أخرى. رفاقنا متواجدون في مختلف البلدان، وهم يقرءون الصحف والوثائق وأشياء أخرى، فأصبحت عندهم مؤاخذات وبدأوا باتهامنا بالقول بأننا لم نعد شيوعيين وأننا مرتدين. انهم بتحليلاتهم الخارجية سيجدون اختلافات، ولكن أين هي الحقيقة؟ حقيقة الوضع مختلفة تماما. في الواقع، حاليا علينا استكمال الثورة، تلك هي المهمة الرئيسية لUCPN (M) .
لقد قمنا بصياغة خط الحزب بالاستناد إلى الواقع الملموس في نيبال، وعلى الوضع الوطني والدولي الراهن. ونحن نعتقد أن رفاقا اخرين لديهم مؤاخذات لأن هناك خطر، فعندما نكون بصدد تجربة جديدة هناك أيضا مجازفة وخطر الانحراف عن الحقيقة.
ينبغي على رفاقنا توجيه انتقاداتهم الصادقة التي سنتقبلها، ولكن لا ينبغي لهم أن يدينوا الثورة. إذا كانت هذه الثورة ستدان ولن تلقى مساندة من البروليتاريا العالمية، سيصعب علينا تحقيق النجاح، وسنشعر أن الشيوعيين لن يساهموا في حل هذه الإشكالات بعملهم هدا.
في الحقيقة، نحن نتوقع من رفاقنا في العالم أن يوجهوا انتقاداتهم، وأن يعبروا عن مواقفهم السياسية حول ما إذا ما وقع انحراف في الحزب أو الخط، وبالمقابل تقع على عاتقهم مسؤولية دعم ثورتنا دائما. ان ادانة الثورة ككل أو عدم تقديم أي مساهمة إيجابية للثورة، ليس أمرا جيدا وهدا أمر ليس من الأممية البروليتارية في شيء.
وأما إذا نجحنا، حينها سيرحب الشيوعيين في جميع أنحاء العالم بثورتنا، وسيحتفل رفاقنا. لكن الأهم هو التفكير في مدى مساهمتكم في دلك؟ انجاز ثوراتكم، هذا ما يجب تقديمه.
على الشيوعيون أن يواصلوا العمل لإنجاز الثورة في بلدانهم ونحن بكل تواضع نطلب هذا من رفاقنا عبر العالم.
نحن نقوم بواجبنا لإنجاز الثورة في نيبال، وليس لدينا أي أهداف أخرى غير إنجاز مهام الثورة، نحن نكافح من أجل ذلك، ونعتقد أننا سننجح في تحقيق الثورة في نيبال. نحن واثقون.

ترجمة : أنور غسان



#أنور_غسان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة من الحزب الشيوعي الهندي (الماركسي اللينيني) ناكسلباري ...
- الأبعاد الدولية للتحريفية الجديدة لبراشندا
- الرئيس كيران يتحدث عن استمرار الثورة في نيبال
- الحزب الشيوعي البيروفي -بصدد فكر كونزالو-


المزيد.....




- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أنور غسان - الرفيق Gaurav يتحدث عن الديمقراطية والثورة الثقافية في نيبال