حزب الكادحين الوطنى الديمقراطى
الحوار المتمدن-العدد: 4465 - 2014 / 5 / 27 - 19:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ما العمل ؟
تزداد الأزمة الاقتصادية في تونس حدة وتتشابك عوامل عديدة في استفحالها و لكنها تلتقي كلها في نقطة واحدة وهي عجز النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي القائم منذ عقود على حلّ المشاكل الفعلية للكادحين ، فلقد باءت إلى حدّ الآن بالفشل تجارب التعاضد في الستينات و الخوصصة في السبعينات والتأهيل الشامل في الثمانينات والتسعينات الخ... و لم يقدم أصحاب شعار "الإسلام هو الحل" الذين جاءت بهم منظومة 23 أكتوبر غير الوعود بتوفير خمسمائة ألف موطن شغل وتشغيل المعطلين عن العمل في ليبيا وفتح البنوك الإسلامية أمام طالبي القروض الصغرى واستعادة المال العام المنهوب، وأصبح جانب مهم من الجماهير الشعبية ينظر إلى ذلك كلّـه على أنّـه مجرّد نفاق و تجارة بالدين، فالوضع الاقتصادي والاجتماعي تدهور أكثر فأكثر بينما غنم الحكام الجدد المكاسب والمنافع و تضاعف عدد الأغنياء الكبار.
و إذا كانت محاولات حلّ الأزمة قد فشلت فلأنّ الخيارات الاقتصادية ظلت من حيث طبيعتها على حالها ولأنّ أصحاب تلك المحاولات ضالعون هم أنفسهم في حصولها، فهم الطرف الرئيسيّ المتسبّب فيها بحكم السياسات المنتهجة من قبلهم و التي لا تخرج عن نطاق الحفاظ على مصالح الطّبقات السّائدة وحراسة مصالح الدّوائر الاقتصادية والماليّة الامبريالية.
وإذ تستفحل الأزمــة الاقتصاديّة والمــاليّة، فإنّها تلقي بكلّ ثقلها على كاهل الكادحين الواقعين تحت وطأة الاستغلال و الاستعمار، فالطّبقات المنتجة للثّــروة محرومة منها، والعمّال والمعطّلون عن العمل وفقراء الفلاّحين وصغار الموظّفين والحرفيين و التّجار هم الذين يدفعـون من دمهم و عرقهم ثمن الأزمة .
وإذ يلجأون إلى الاحتجاج على أوضاعهم الاجتماعيّة والماديّة المتردّية جرّاء الحلول المتبعة من قبل دوائر المال والأعمـال فإنّهم لا يجابهون إلاّ بمزيد من الاستغلال والاضطهاد والقــمع، فيعمد البعض منهم إلى ردود فعل يائسة مثل الانتحار حرقــا والهجرة السرية مستقلين زوارق الموت. و طالما أنّ كل فعل لا بد له من رد فعل فإن الأزمة تنجب الثورة ولو بعد حين .
افتتاحية العدد الجديد من جريدة طريق الثورة ماى 2014
#حزب_الكادحين_الوطنى_الديمقراطى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟