أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - كاظم حبيب - رسالة مفتوحة إلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني!















المزيد.....

رسالة مفتوحة إلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1264 - 2005 / 7 / 23 - 13:15
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


سماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني المحترم/ النجف/ العراق
تحية واحتراماً

قرأت في الصحافة العراقية والعربية بأن ناطقاً باسمكم قد أشار إلى الخطأ الذي حصل في تأييدكم لقائمة عراقية دون غيرها من القوائم الكثيرة التي طرحت في انتخابات الجمعية الوطنية الأخيرة وما نجم عن ذلك من حصول قائمة الائتلاف الوطني العراقي الشيعية حصراً على نسبة عالية من الأصوات ومن مقاعد الجمعية الوطنية التي تسمح لهذه القائمة بالتأثير المباشر على اتجاهات وضع الدستور والمسيرة السياسية للبلاد. وهذا الخطأ الذي اعترف به الناطق باسمكم, إن صح ذلك, فقد جاء متأخراً جداً, إذ أن الخطأ المذكور قد أساء, شاء المسؤول عنه أم أبى, إلى الشعب العراقي وساهم في تفتيت الوحدة العراقية التي كان النظام الاستبدادي السابق قد زعزعها, وتساهم بها كل قوى الإسلام السياسي العراقية المتطرفة منها وتلك التي تسمى معتدلة, إذ أنها قد أججت المشاعر الطائفية المقيتة في أوضاع العراق البائسة الراهنة, وسمحت لهذه القوى السياسية الطائفية الوصول إلى السلطة بطريقة غير إنسانية وغير ديمقراطية. وأنتم أيها السيد الفاضل وممثليكم قد ساهمتم بهذا الخطأ الفادح. ليس المذهب الشيعي أو المذاهب السنية في الإسلام هي المسؤولة عن ذلك أو هي المدانة هنا, بل المسؤول والمدان هو من يستخدم هذه المذاهب الإسلامية لأغراض سياسية والذي يوجج التمييز الطائفي المقيت, وهو الذي يلحق أفدح الأضرار بالعراقيات العراقيين وبمستقبلهم ويصب الماء في طاحونة الإرهابيين من سنة وشيعة. إن الخطأ الذي ارتكبته الحوزة العلمية, كما أرى, لا يصحح بالقول بأن خطأ قد ارتكب في هذا الصدد وكفى الله المؤمنين شر القتال, بل من خلال الدعوة إلى إبعاد الدين الإسلامي عن مشاريع الدولة العراقية وإبعاد الشريعة الإسلامية عن أن تكون أساساً للتشريع في العراق.
إنكم إن أردتم تصحيح الخطأ الذي وقعت به الحوزة العلمية بتأييدها غير المعقول وغير المنطقي لقائمة دون غيرها قد كلف وما يزال يكلف الشعب العراقي كثيراً من الضحايا والخسائر, ويصب الماء في طاحونة كل الطائفيين في العراق, أياً كان دينهم ومذهبهم. لهذا فأن تصحيح الموقف يتطلب قدرة عالية في الدعوة الصارمة إلى:
1. إبعاد الدين عن الدولة لضمان احترام كامل وحقيقي ومتواصل لكل الأديان والمذاهب في العراق الجديد, فالدين لله والوطن للجميع.
2. رفض جعل الشريعة الإسلامية أساساً للتشريع وصياغة مضامين القوانين في العراق, ورفض مبدأ المحاصصة الطائفية في توزيع المناصب الحكومية والوزارات والمؤسسات ..الخ.. إذ أن على العراق أن يأخذ بمبدأ المرأة المناسبة أو الرجل المناسب في المكان المناسب استناداً إلى كفاءة الإنسان ومقدرته, وليس على أساس قومي أو ديني أو مذهبي أو سياسي.
3. رفض تبني العراق والشيعة العراقيين لولاية الفقيه, كما يجري العمل بذلك في إيران حالياً, إذ أن ذلك يعيد الاستبداد بصيغة أخرى إلى العراق.
4. الدعوة إلى إقامة مجتمع مدني ديمقراطي يتمتع فيه جميع المواطنات والمواطنين بحقوقهم ويمارسون واجباتهم كاملة غير منقوصة.
5. رفض تقييد المرأة بأي قيود مخلة أو حرمانها من حقوقها المشروعة ومساواتها بأخيها الرجل في الحقوق والواجبات فكلاهما من بني البشر.
6. دعم حق الشعب الكردي في إقامة الفيدرالية كجزء من العملية الديمقراطية المنشودة للعراق الجديد, إضافة إلى ضرورة تمتع جميع القوميات الأخرى بحقوقها المشروعة.
7. الدعوة إلى رفض العنف بكل أشكاله ولأي سبب كان وإدانة العمليات الانتحارية باسم الجهاد الإسلامي والتثقيف بثقافة الاعتراف بالآخر والتسامح بين البشر ومعالجة جميع مشكلات العراق بالطرق السلمية والتفاوض بدلاً من استخدام السلاح والقتل.
8. إبعاد التربية الدينية العامة وفي المدارس الدينية عن الإساءة للأديان أو المذاهب الأخرى بل الاعتراف بالآخر وحقه في تبني أو الإيمان بأي دين أو مذهب أو فكر غير عدائي وغير عنصري.
هذه مبادئ عامة يفترض أن يلتزم بها العراق كله, وأنتم كأحد مواطني العراق ومسؤول عن جمهرة كبيرة من أتباع المذهب الشيعي من الناحية الدينية وليس السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية ...الخ, أتمنى أن تشاركونا الدعوة إليها والعمل من أجلها.

الصراحة في الحديث معكم يا سيدي الفاضل ضرورة كبيرة ومهمة في آن واحد, لأننا الآن نتحمل تبعات تأييدكم أو تأييد من تحدث باسمكم لقائمة الائتلاف العراقي الشيعية التي تحاول اليوم الهيمنة على الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية العراقية وتساهم في تعقيد صورة الوضع في العراق أكثر من أي وقت مضى وتصب المزيد من الزيت على النيران التي أشعلها النظام السابق المقبور والمتطرفون من أتباع المذهب الوهابي أو من أتباع القاعدة والزرقاوي وغيرها من الجماعات الإرهابية, إضافة إلى ممارسات هيئة علماء المسلمين والقوى القومية الشوفينية العربية.
أتمنى أن تكون رسائلي السابقة قد وصلتكم, فهي تعبر عن رغبة صادقة في مخاطبتكم لتكونوا عوناً بالاتجاه السليم وبعيداً عن تلك الأجواء الطائفية التي يثيرها أتباع المذاهب المختلفة الذين يتسمون بالطائفية السياسية والتمييز الطائفي.
أملي أن يكون صوتي مسموعاً لديكم, إذ نحن بأمس الحاجة إلى تنوير ديني وإلى عقلانية في ممارسة الدين على أيدي علماء الدين الأفاضل الذين يشعرون بالتغيرات التي طرأت على عصرنا والزمان الذي نحن فيه والحاجة الماسة إلى التغيير والتنوير وتطوير البلاد والاستجابة لحاجات الناس وحل مشكلاتهم وتوفير فرص العمل لهم وتحسين ظروف عملهم ومعيشتهم, إذ بدون هذا التنوير والعقلانية الدينية سيغوص العراق مرة أخرى في ظلمات الصراعات الدينية والطائفية المميتة التي تزيد بلوى العراقيات والعراقيين, وحصدهم الموت يومياً كما يحصل اليوم في العراق, وسيحصد معه الكثير من أتباع المذاهب والمؤمنين أيضاً دون وجه حق, كما يجري اليوم في العراق.
أرجو أن تصل رسالتي إليكم عبر ممثليكم وأملي أن استمع إلى رأيكم, إذ أن موقفكم الراهن والقادم سيلعب دوراً مهماً في جعل الانتخابات أكثر نظافة من السابق ويجعلها أكثر حرية في اختيار من يمثلهم في الجمعية الوطنية القادمة بعيداً عن تأييد أو إدانة هذه القائمة أو تلك, كما يفترض أن يؤثر على مضمون الدستور الذي نريده مدنياً ديمقراطياً حضارياً يفصل بين السلطات وبين الدين والدولة ويحترم المرأة ويعترف بحقوقها كاملة ويعترف بالفيدرالية وحقوق الإنسان كاملة غير منقوصة, ويساهم في بناء العراق الاتحادي الديمقراطي الجديد.

مع خالص احترامي.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من هو المسؤول: الضحية أم الجلاد؟
- الجامعة العربية المفتوحة في الدانمرك: واقع متطور وآفاق واعدة
- من أجل مواجهة إرهاب الإسلاميين المتطرفين في العالم في ضوء أح ...
- هل الأخوة الكرد بحاجة إلى صدمة لينتبهوا إلى ما يجري في وسطهم ...
- لا وألف لا للتعذيب, سواء أكان لي أم لأعدائي!
- هل طرأت تغيير ات فعلية على فكر وممارسات القوى القومية العربي ...
- العراق والتعذيب الجاري في المعتقلات العراقية الراهنة!
- هل من بديل عن شعار -الدين لله والوطن للجميع- في العراق؟
- القوى القومية والموقف من قضايا الشعب الأساسية في العراق
- !صرخة لمن في أذنه صمم
- كيف يفترض أن تواجه القوى الوطنية والديمقراطية العربية بمختلف ...
- هل يعيد الإسلاميون المتطرفون إنتاج أنفسهم وبؤسهم الفكري وقمع ...
- هل من صلة بين العفيف الأخضر والمقريزي؟
- جريمة بشعة أخرى ترتكب بحق الحركة الوطنية اللبنانية
- هل فينا من لا يحتاج إلى همسة في أذنه ... تذكر أنك بشر؟
- العراق ... إلى أين؟
- الأخ الفاضل السيد مسعود بارزاني المحترم/ رئيس فيدرالية إقليم ...
- لنحيي لقاء القوى الديمقراطية واللبرالية والعلمانية في العراق ...
- هل من جديد في مجال حقوق الإنسان والقوميات والتغيير في سوريا؟ ...
- الأخ الفاضل الأستاذ عدنان المفتي المحترم/ رئيس المجلس الوطني ...


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - كاظم حبيب - رسالة مفتوحة إلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني!