أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - طيب تيزيني - أطفال سوريا في بلدان الاغتراب














المزيد.....

أطفال سوريا في بلدان الاغتراب


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 4465 - 2014 / 5 / 27 - 08:28
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    



يتحدَّث المرء عن المأساة السورية، ليجدها أمامه بنية واحدة تتعاظم وتتسع باتجاهات مفتوحة. وحين يقوم الباحث بإخضاعها لقواعد البحث العلمي، سيجد ما لا يحصى من عناصر الدمار والخراب، التي تحول البحث إلى مأساة قاسية قسوة الجريمة، فنحن نلاحظ الآن أن كل قطاعات المجتمع السوري اقتصاداً واجتماعاً وتعليماً بكل درجاته وسياسة وقضاء إلخ حين تنبسط أمام الباحث، يتأكد أن ما يحدث على امتداد ثلاثة أعوام ونيف، يشكل نمطاً فظيعاً وحزيناً واستفزازياً لعله لم يحدث ما يماثله في بلد أو آخر من الجهات الأربع في العالم، وربما كذلك على صعيد التاريخ المكتوب. فالأمر لا يقتصر على تلك القطاعات المذكورة وما لم يذكر منها في المجتمع السوري، وإنما هو يمتد إلى مقاييس ربما تخرج من عالمنا وتاريخنا المألوفين، كأن يكون من نمط ما عُمم تحت مصطلح «تسونامي»، أو من نمط الأساطير التي مرت في تاريخ البشر، مثل «الطوفان العظيم» في العالم القديم.

لقد تعاظم الجوع لدرجة أن يموت الناس أطفالاً وعجزاً وغيره من الجوع! واتسعت الأمراض القديمة، ونشأت أخرى، مع تدمير المستشفيات والمشافي، وأصبحت الأدوية والإسعافات خارج الاستخدام، بعد أن تحولت إلى «رغيف» تحول إلى خيال .. أي إلى هدف غير قابل للمنال حسب المأثور الشعبي العربي، بل في المأثور المصري التاريخي أن حكيماً ذكر في ما كتب أن «الناس يبحثون عن قبور لإيواء موتاهم، لكن عبثاً». لقد أعلن في الأخبار مؤخراً أن عدد الجرحى ارتفع خصوصاً في أوساط المدنيين، إلى مليون ومائتي ألف جريح؛ وأن عدد القتلى بكذا طريقة أو بأخرى وصل إلى ست مائة ألف قتيل؛ مع تهديم ونهب لأعداد هائلة من البيوت السكنية والمحال العامة والمدارس، بمن فيها وبما عليها.

لقد أخذت إحدى المشكلات تكتسب طابعاً مترعاً بالعار الأصغر، وهي المتمثلة بتقديم الأطفال السوريين واجباتهم الامتحانية المدرسية من الابتدائية إلى شهادة الثانوية بالنسبة إلى الراشدين دون أن يكون هنالك مرجعية في البلد الأم سوريا، كما في بلدان النزوح، مثل لبنان وثمة تقديرات تشير إلى أن أعداداً متعاظمة من الأطفال والراشدين السوريين النازحين تمر بمأساة في كلا البلدين، بلد الأم وبلد النزوح. وهذا بدوره يشير إلى أن أجيالاً من أولئك سيتخرجون في «عالم الأمية الأبجدية والثقافية». والأكثر مكراً وإيلاماً أن مشكلة أخرى تشابكت مع المشكلة المذكورة، وهي إمكانية القيام بتقديم الامتحانات، في ظروف تنتفي فيها إمكانات العودة إلى الوطن الأم بسبب تهدم ما لا يحصى من المأوى والمنازل، التي كانوا يمتلكونها أولاً، وثانياً لسبب توقُّف توزيع المواد الإغاثية في البلد الآخر (النزوح).

إن الضمير العربي والعالمي أصيب كلاهما في سياق المأساة السورية غير المسبوقة، بأمراض الحواس الخمس كلها؛ وهذا - كما يقول العارفون - من علامات التسونامي الجديدة الذي يبشر «بقيام الساعات كلها». إن المصالح الكامنة وراء ضمائر السياسيين الجدد من الليبراليين ذوي «التاريخ الثوري»، فعلت فعلها. فهي أوقفت حكماً تاريخياً في عقوبة قتلة الأطفال، وغزت العالم بالنازحين السوريين، الذين كانوا قد أسهموا في تمجيد الحياة وتعزيز أفكار التسامح والعيش المشترك في وطنهم السوري كما في البلدان التي مكثوا فيها أو عبروها.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاثية التقسيمية والطائفية والثأرية!
- العلمانية والسياسة والدين
- الشعب الفلسطيني والمشروع الإسرائيلي
- أين مجلس الأمن والمحكمة الجنائية؟!
- سوريا الجديدة.. خطوات التأسيس
- تلويث الدين بالسياسة
- ثلاثة أعوام على المخاض السوري
- سوريا ويوم المرأة العالمي
- من سوريا إلى أوكرانيا
- سوريا: جدلية تاريخية ورؤية تعاقبية
- سوريا وسيناريو المحكمة الدولية
- تأسيس الاستبداد السياسي
- تأسيس الأبدية الأسدية
- سوريا وعار المنظمات الدولية
- سوريا... الحكم ببراميل الموت
- مرة أخرى... الفكر النقدي والمعارضة
- الفكر النقدي التاريخي والمعارضة
- أطفال سوريا... لن ننساكم!
- الموت الكيميائي والمصير التاريخي
- العلمانية ليست لاهوتاً


المزيد.....




- يوم أسود للإنسانية.. أول تعليق من الرئيس الإسرائيلي على أوام ...
- حماس: أوامر اعتقال نتنياهو وجالانت تصحيح لمسار طويل من الظلم ...
- رفض إسرائيلي لقرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو ...
- منظمة الفاو تحذر من وصول المجاعة إلى أعلى درجة في قطاع غزة، ...
- مذكرات الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت والضيف.. كل ما نعرفه للآ ...
- مذكرة اعتقال ضد نتنياهو.. أول تعليق من مكتبه وبن غفير يدعو ل ...
- زلزال سياسي: المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال في ...
- حماس ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال بحق ن ...
- حماس تحث المحكمة الجنائية الدولية على محاسبة جميع القادة الإ ...
- هولندا تعلن استعدادها للتحرك بناء على أمر الجنائية الدولية ب ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - طيب تيزيني - أطفال سوريا في بلدان الاغتراب