|
انهيار النفسية العراقية إنسانيا في عصر انهيار الامبريالية الامريكية
عبد الصمد السويلم
الحوار المتمدن-العدد: 4465 - 2014 / 5 / 27 - 02:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ان عصر عصر انهيار الامبريالية الامريكية قد تسبب في الكثير من الامراض النفسية وانهيار تام في القيم الأخلاقية والاجتماعية،بل حتى في نظرة الانسان للقيم الكونية كالزمان والمكان. الزمان في السياسة اللاعقلانية و فقدا اثرهما اكثر مما مضى فلم يكن هناك أي اعتبار للتجارب السابقة لا للزمان ولا للمكان. لا تجارب مكررة ولا استفادة من التجارب ولا امتداد لأثر تجارب تاريخية سابقة ولا خصوصية فئوية او اثنية مكانية تؤخذ في الحسبان. في عصر السرعة الضوئية في نظام المعلوماتية أصبحت السياسة الواقعية غير الشمولية البراغماتية غير ايدلوجية ليست سوى مقاطع فيديو وتسجيلات صوتية على النت وفي اليوتيوب لأغراض التسويق والترويج السياسي الذي هو نحو من الدعاية التجارية المعاصرة في مسرح الجنون السياسي اللامعقول. لساسة جدد كان رد فعلهم عندما استولوا على السلطة التعويض عن سنوات حرمانهم والحرص على عدم العودة اليها دون النظر الى شعبهم. الانهيار العام للأبعاد الإنسانية عالميا ومحليا في العراق جاء من خلال اتباع الامبريالية الامريكية سياسة دولية اثرت بشكل واضح على العراق من خلال اتباعها سياسية دمرت بوضوح نفسية المواطن العراقي تلك السياسة الأممية تمثلت في ما يلي :. أ- عسكرة السياسة الدولية والحرب المستمرة على العراق خلال اكثر من 3 عقود. ب- الافراط الأمريكي في السعي للسيطرة على حكومة البعث البائد وحكومات ما بعد السقوط لأجل المزيد من الخضوع للإرادة الامريكية. ت- سعي الإدارة الامريكية الحثيث من اجل فقدان الشرعية الدولية للحكومات العراقية وفقدانها للشرعية الديمقراطية الحقيقية محليا. ث- ربط الإدارة الامريكية العراق عن طريق صندوق النقد الدولي والعقوبات الاقتصادية وتدمير البنى التحتية والإرهاب والفساد الإداري بالأزمة الاقتصادية الهيكلية الامبريالية رغم ريعية الاقتصاد العراقي القائمة على انتاج النفط. ج- سعي الإدارة الامريكية الى تكريس الانحلال الأخلاقي والغزو الثقافي في الشعب العراقي. ح- سعي الإدارة الامريكية الى انعدام الابتكار الفكري والإبداع التكنولوجي. خ- سعي الإدارة الامريكية الى صناعة قوى وشخصيات جديدة هامشية وأزمات مفتعلة متجددة بطرق مبتكرة وجديدة تكتسب المزيد من القوة بمرور الوقت . ان قوة الولايات المتحدة الامريكية بعد الحرب العالمية الثانية كانت في ((الجيش ،الاقتصاد ، السياسة الدولية ، الشرعية الدولية ، الثقافة، الابتكار التكنولوجي)).الان ورغم كونها على الصعيد العسكري تملك اقوى جيش في العالم الا ان الجيش اصبح عبئا كبيرا حتى انهارت قدرته القتالية بشكل متسارع بعد فيتنام وبعد احتلال العراق واما عناصر القوة الأخرى فقد انهارت هي الأخرى أيضا ورغم انكار ومكابرة الولايات المتحدة وحلفائها لهذا الانهيار المتسارع من خلال افتراض استمرار قيادة أمريكا للعالم. في تشكيل العالم وتغييره وفق المصالح الاستراتيجية الامريكية عند صناع السياسة الاستراتيجية الخارجية الامريكية. السلوكيات العراقية المكتسبة من السلوك الأمريكي يمكن القول اجمالا انها عبارة عن سلوكيات من شأنها نهاية " السياسة الواقعية " والارضية المشتركة مع بقية العالم كأنهم لا يعيشون في نفس العالم او نفس الوطن . 1- رفض التطور الحضاري الشخصية الامريكية تابى التعلم من الغير والاعتراف بابداع وتحضر ا لاخر واكتسبت الشخصية وعراقية النظرة الدونية في التعامل مع الشخصية الامريكية والغطرسة في التعامل مع الغير والأخر لذا نجد ارتفاع نسبة الامية او انخفاض المستو الدراسي والمستو العلمي الاكاديمي حاى لحاملي الشهادات العليا في كلا الشخصيتين الامريكية والعراقية. 2- الغطرسة والعجرفة الشخصية الامريكية بسبب إحساس مجنون بالتفوق على الغير رفضت أي قيم إنسانية أخلاقية قائمة على الحب او الخوف وافتتن العالم ومنها الشخصية العراقية بهذا الإحساس من خلال تعصب اعمى لاعقلاني يرفض الاخر جملة وتفصيلا ويمتنع عن الاعتراف بالغير والحوار معه ولحاجة الشخصيات الفاقدة للقيم الإنسانية بعد انهيار قيم الحب الأخلاقية وانهيار جدار الخوف من النظام الابوي الريعي الى قيم جديدة مبتكرة قائمة على خلق طوطم وهمي يكون معيار افتراضيا للتقييم الا وهو معيار القوة وسياسة القطيع يكفي ان يكون لديك قائد له اتباع أصحاب مال ونفوذ وسلاح وسلطة سياسية حكومية حتى تخلق عدوا افتراضيا سرعان ما يسيطر عليك وهم العدو في صناعة للموت الإرهابية وهو لا يسبب فقدانا للإحساس بالأمن والأمان عند العدو بل عند الجميع وهو يعني المزيد والمزيد من ادمان الإرهاب والعنف والتسلح دون أي حدود وأيضا المزيد والمزيد من وهم الخطر ووهم العدو ووهم الانتصار. إذا لم يكن لديهم ما يكفي من الأعداء ، يمكن لهم إنشاء غيرهم حتى تتمكن من إضفاء الشرعية على سياسات القوة والقمع الخاصة بهم دائما والتعامل على ان القوي من أمريكا والقوى المحلية في العراق هي القانون والشرعية وهي من تملك حق الحكم على الغير وهي السلطة الأخلاقية عالميا او محليا واتباع القائد المحلي او حلفاء أمريكا هم الشرطي والحارس على تنفيذ الإرادة الفوقية وحماية المصالح الحيوية . 3- سلوك الاسقاط المرضي تهديد الغير سياسيا بالعقاب اذا استمروا بمواقف غير مقبولة كالتهديدات الامريكية ضد روسيا وضد سوريا وضد قوى سياسية عراقية وسياسة الاسقاط هي تتمثل في ترحيل ونقل السلوك المظلم اللا انساني والعدواني الى الاخر وادعاء البراءة من هذا السلوك بل وإعلان الحرب عليه في اتهام الغير المنافس والأخر المخالف بهذا السلوك الاجرامي كما في حالة اتهام منافسي وأعداء المالكي بالدكتاتورية وهم الطغاة، او اتهام إرهاب البعث وداعش الشيعة بالطائفية وهم الطائفيون حقا او اتهام الصهاينة الاكراد للعرب بالعنصرية وهم العنصريون الشوفينون تجاه غيرهم مع انكار لحقائق واقعية موثقة لا بمكن للغير المنصف والمحايد انكارها بدلا من التخلص من هذا السلوك الظلامي والتطهر منه. 3- سياسة التفرد او التوحد السياسي سياسة ناشئة جراء جنون العظمة عند القادة صناع القرار او عقد الاضطهاد عند الاتباع او الحلفاء وهي سياسة وصاية تفرض نفسها على كبار القادة وتظهر بوضوح في رفض أي نحو من انحاء التفكير الجمعي او التشاور و الاخذ باقتراحات مجموعة الازمات او سياسة التعاون الاستراتيجي الوطني او الإقليمي المتكافئ مع الشركاء الاخرين مع رفض الاهتمام والاعتراف بالوقائع المتغيرة من نتائج سيئة وهزائم في ارض التحديات والاكتفاء باعتبار الرأي الخاص بصانع القرار هو معيار التصويب والتخطئة دون غيره. وهام ولأجل مواجهة الهزيمة والفشل يتم الغاء العقلانية في القرار والتفكير والتقييم بخلق أوهام انتصارات وتبريرات زائفة بدلا من حقائق واقعية كما في أكاذيب إعلانات بيع المنتجات الدعائية المبالغ فيها لأدوية الأعشاب السحرية في وسائل الاعلام وبعض مشعوذي انصاف المثقفين . 4- سلوك الصدمة والذهول نجد عجز وشلل صانع القرار في امتصاص صدمة الفشل مع ذهول الاتباع خاصة عند صمت الزعماء وجمودهم عن اتخاذ رد فعل مناسب التي كانت فيه مختلف القرارات السابقة في الوقت أيام الازمة قبل الانكسار مجرد ردود فعل ليس الا . 5- التبريرية والقسوة الوحشية ان لم يمكن الاعتراف وتقييم الجرائم الوحشية يلجأ القائد او اتباعه الى تبرير الوحشية دون رادع او تفكر في العواقب من خلال افتراض نزاهة صانع القرار عن أي ذنب وتبرير الخطأ بانه اضطراري مبرر ومحدود وضروري ان لم القاء تبعته على بعض الحلفاء او الاتباع الخارجين عن السيطرة او الى اطراف خارجية وقد قام به الغير كما في الفساد الإداري او حوادث الاغتيالات السياسية في العراق والعمليات الوحشية لقوات الاحتلال في العراق. 6- العداء العاطفي للغير من خلال عدم التعاطف مع الاخر والحقد عليه ورفض أي تحليل علمي للسلوك السياسي مع الخصم والاهتمام فقط باحراجه وبردود فعله وباستفزازه ودفعه الى المواجهة العنيفة لتبرير الاعتداء عليه ورفض التفاعل مع المنافس والشعور بانه عدو يجب الرد على تهديده بل ان وجوده بحد ذاته هو تهديد وهو الخطر ولا بد من امرين لا ثالث لهما اما إبادة العدو او دفعه الى الاستسلام الغير مشروط كما هو الحال مع الصهاينة والاكراد والبعث والإرهاب الطائفي وأيضا أمريكا أيام فيتنام وهيروشيميا.
7- التميز الاستثنائي
الافتراض الأساسي الخاص بصناع القرار الأمريكي او القرار الإسرائيلي او قادة القرار العراقي انهم يعتبرون انفسهم الأفضل دون سواهم والغير عبء وانهم فوق كل الأعراف والقيم وهم الأكثر تحضرا وثقافة ووعيا وإرادة من غيرهم وهو الأفضل من سواهم وهم قادة من نوع المختار لقيادة العالم او الوطن للصالح العام . الا ان واقعهم يؤكد انهم لا يهتمون ابدا الا بمصالحهم الخاصة فقط التي غالبا ما تكون في الاضرار بمصالح الغير وبالمصالح العامة المشتركة مع من سواهم.وهذا الاستغلال طبعا يكون تحت شعار رعاية وحماية الانسانية وتعزيز الديمقراطية والحرية لذا لايجوز توجيه أي نحو من النقد الذاتي او النقد السياسي ضد استثناء من أي نقد يعتبرا اجراميا ضد صانع القرار الاسرئيلي او الأمريكي او العراقي لان الناقد يعتبر شخص من نحو " المناهض للولايات المتحدة " و " معاد للسامية " و القوا صناع القرار في العراق وأتباعهم بالتهم على أي شخص لا يؤيد بصورة عمياء ما يفعله الزعيم من تهم ما شئت من كفر وفسق وخيانة وعمالة وطائفية وارهاب. وهو يكشف عن ضعف لا عن قوة في سلوك تغذي نموا مضطرادا لاكذوبة التفرد والتميز والقيادة الاستثنائية الضرورية يجعل مع مرور الوقت الحوار الديمقراطي والبناء الديمقراطي للعراق مستحيلا. ان العنف الذي يكون عند نرجسي الحكم والقرار يجعل العالم مقسما بين خير وهو نحن وشر وهو هم ويجعل من العنف ضرورة دائمة لمواجهة وهم العدو ويجعل بسبب النرجسية الإقرار بالفشل مرفوضا والاعتذار جريمة مع رفض للتعلم من الواقع بل ومطالبة بتعليم الغير والوصاية عليهم كما هو الحال مع بعض زعماء الدين في العراق. لذا سياسة الكيل بمكالين ليست سياسة أمريكية فحسب بل سياسة انتشرت بعمق في العراق. مما يعمق فجوة الحرمان النفسي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي في العراق في المستقبل القريب والبعيد للأسف الشديد.
#عبد_الصمد_السويلم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحكومة البديلة لحكومة دولة القانون
-
اغتيال الحق والحقيقة والعدالة في العراق
-
عهر السياسة العراقية
-
طائفية الانتخابات العراقية وحرب الفلوجة
-
طائفة الوطن ووطن الطائفة بين الطائفة 19 والرجل الذي لاوجه له
-
الحوزة والفنان... الحوزة والانسان ونهاية مرجعية النجف الصامت
...
-
الثوار لا ينتخبون الثوار يصنعون الثورة لماذا لم ننتخب ولا يج
...
-
حين تكون الاسئلة اجابة
-
ليلة ظلماء عيون سوادء
-
اعتراف علني متاخر بعض الشيء
-
عراق الانتحار المتبادل عراق المعرفة والوجود
-
رائد الفضاء السوفياتي يوري ألكسيافيتش غاغارين والبحث عن الهو
...
-
عراق التيه
-
عراق اخر
-
من هم الخونة في العراق
-
اكذوبة البرنامج الانتخابي في العراق
-
عراق يقوده المجانين فأين البديل؟
-
نصيحة لكل من يرغب دخول المعترك السياسي من الاشخاص الجدد والج
...
-
ماذا يحصل لو تبدل المالكي؟
-
ماذا بعد سقوط المالكي لو سقط
المزيد.....
-
لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء
...
-
خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت
...
-
# اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
-
بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
-
لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
-
واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك
...
-
البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد
...
-
ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
-
الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
-
المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|