تصدير الازمات

حسن الطيب

الحوار المتمدن-العدد: 4464 - 2014 / 5 / 26 - 13:48
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

صناعة الازمات والمخاطر الامنية والسياسة سياسة اصطنعتها الاحزاب الاسلامية البرجوازية الطائفية والاحزاب القومية بتحالفاتها العرق طائفية وهي بالاساس المغذي الفعال لوجودها وتسلطها على رقاب العراقيين منذ عقد كامل واستحواذها لمقدرات البلد ليتقاسموا خلف الكواليس هذه الثروة العظيمة فيما بينهم بكل وقاحة لذا نرى النزاعات بينهم على كمية مايعطي بعضهم البعض من هذه الغنائم، صراع بعيد عن المنظمومة الاخلاقية والمعاييرالقانونية في عملية كيفية ادارة البلاد والوصول بالعراق وشعبه الى بر الامان( صراع مكوناتي على الدولة) وعندما يحل بينهم الخصام يستعرضوا قوتهم بالشارع العراقي على ايهم الاكثر قوة بخلق الازمات وتعكير الاجواء ومسك زمام الامور من الوسط ، تارة أظهار شخصيات دموية مدعومة من السلطة متعطشة للقتال والخراب وسفك الدماء تهلهل لممارساتها الوحشية الدموية وارهاب القاعدة وداعش ومتطرفي التنظيمات الاسلامية تارة اخرى لايمكن ان تصبح اللعبة السياسية ونمط الحياة بهذه الصورة الدموية البشعة . كل بلدان التي غادرت هذه الثقافة انتهجت سياسة الحوار والاحتواء وعدم التمسك بالتراث والماضوية السوداء والرؤية العقلانية لبناء الدولة ، قبل عقدين من الزمن شهدت ايرلندا الشمالية صراع واقتتال واحتراب طائفي دامت عشرات السنين ! الصراع والقتال كان بين فريقين ، الكاثوليكي (الميّال لإيرلندا) والبروتستانتي (الراغب في البقاء مع بريطانيا) وخلّف هذا القتال آلاف الضحايا .
قام الجيش الجمهوري الإيرلندي بسلسلة من أعمال العنف والتفجير، وامتدت عملياته حتى شملت العاصمة البريطانية لندن . وردّت لندن بأعمال عنف مضاد وارتبط باسمها "الأحد الدامي" حين شنّت القوات البريطانية هجوماً ضد اجتماع جماهيري في مدينة بلفاست راح ضحيته العشرات في 12 آب (أغسطس) العام ،1984 وبدلاً من تقليص العنف كما اعتقدت الإدارة البريطانية لإيرلندا، فإنه ازداد وتيرة، حتى تحقق توقيع الاتفاقية البريطانية- الإيرلندية في العام ،1985 التي لم تقنع الفريقين المتنازعين، لكن خطوات المصالحة اللاحقة ساهمت في الوصول إلى اتفاق "الجمعة العظيمة" في العام 1998 .
إن أساس المصالحة في إيرلندا هو الاعتراف بالآخر على قدم المساواة والعمل على بناء مؤسسات تربط الشمال بالجنوب لغرض تعزيز التعاون في مجال التجارة والسياحة وحقه في القيام بممارسة شعائره الدينية بكل حرّية وإزالة أسباب التوتر الطائفي، لاسيّما بنزع السلاح الذي كان واحداً من العقد الكبيرة، وقد كان التوافق على ذلك وإنهاء الكفاح المسلح وانتخاب الجمعية في إيرلندا الشمالية أساساً في الوصول إلى المصالحة الوطنية .
هذه التجارب يجب استنساخها للوصول الى حلول تحقق الديموقراطية الحقيقية والتعايش السلمي ونظام مؤسساتي يصون الحريات وحقوق الانسان ويحقق التنمية البشرية والاقتصادية في الوقت الذي استبعد به تحقيق هذه المبادئ في ظل طبقة سياسية غير ناضجة تنتهج سياسة التضليل والخداع والاحتيال .

#حسن_الطيب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات