أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمة ناعوت - انتخبوا.... لتعارضوا














المزيد.....

انتخبوا.... لتعارضوا


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4464 - 2014 / 5 / 26 - 05:28
المحور: المجتمع المدني
    


رفعتْ صديقتي أنفها في كبرياء وقالت: “سأقاطع الانتخاباتِ حتى يكون بوسعي أن أعارض الرئيسَ القادم"! ابتسمتُ لها ظنًّا مني أنها تمزح، لكنها كانت جادة، حين أردفت: “كيف تنتخبين فلانًا أو علاّنًا، ثم يكون بوسعك معارضته؟!” أذهلتني رؤيتها ومفهومها السطحى لفكرة "المعارضة".
قلتُ لها: “إن فاز مَن انتخبته وأصبح حاكمًا، سأكون في اليوم التالي على يساره، وفي واجهة المعارضة. لأن اليمين لا يليق بمثلي، مهما كان الحاكمُ ممتازًا وكاملَ الأوصاف. مقعدُ اليسار هو المكان "الأوحد" الذي يليق بالمثقف والشاعر”. لهذا قال أوكتافيو باث: “واجبُ المثقف انتقادُ الإدارة الجيدة، (لأن هناك دائمًا ما هو أفضل)؛ فما بالك حين تخطئ أو تقصّر؟".
وحين أقول "يسار" الحاكم، فإنما أعني أصل المصطلح يوم مولده عام 1789 على مائدة الملك لويس السادس عشر، الذي كان يُجلس إلى يمينه في البرلمان: رجالَ الدين، وطبقةَ النبلاء، وكلا الفريقين يمصّون دمَ الغلابة ويُسخّرونهم باسم الله تارةً، وباسم الطبقية والارستقراطية ونقاء السلالة تارة أخرى. بينما يجلس على "يسار" الملك، نوابٌ ليبراليون مثقفون من البرجوزاية الوسطى كممثلين لطبقة العامة والفقراء الذين يشكلون 98٪-;---;-- من الشعب الفرنسي. أولئك الجالسون "يسارً"ا، طالبوا برفع ظلم النبلاء الإقطاعيين عن الغلابة والفلاحين، ورفع سلطان رجال الدين الفاشيين عن البسطاء، وأجبروا الملكَ على الصدوع لمطالبهم؛ ما أرهص للثورة الفرنسية وهدم سجن الباستيل، وصدور إعلان حقوق الإنسان، وتحوُّل فرنسا من الملكية إلى الجمهورية، وكتابة دستور يقوم على مبادئ التنوير والعلمانية وهي: الحرية والإخاء والمساواة في الحقوق والمواطنة. ومهما تداعت تلك الثورة وأخفقت وماتت، ثم عادت واستيقظت، على مدار عقود طوال، حتى وصلت فرنسا إلى ما هي عليه الآن، إلا أن مفهومي عن "مقعد اليسار"؛ ينطلق ويقف عند المناداة بالمساواة والعدالة والإنسانية وحقوق المواطنة والتحضر.
مَن، يا تُرى، أقنع صديقتي أن انتخابي حاكمًا ما، يمنع معارضتي له إن أخفق في تحقيق الحلم الذي من أجله انتخبته؟! إنما يمنحني انتخابي إياه "الحقًَّ كاملاً" في انتقاده والثورة ضده إن خذلني بعدما منحته "صوتي"؛ وهو شرفي وبطاقةُ مواطنتي وصكُّ إنسانيتي، وسلاحي الذي أزود به عن مصريتي وهويتي.
اليومَ الاثنين، وغدًا الثلاثاء، سأذهبُ مع ملايين الشرفاء من أبناء مصر لنختار من نراهن عليه. سنمنح هذا المرشح أو ذاك أصواتنا، ثم نبدأ معه، من الغد، رحلة العمل الجاد والكفاح من أجل إنهاض مصر من كبوتها. فإن عَدَل ساعدناه، وإن حادَ عن السبيل القويم قوّمناه، وإن ظلم ثُرنا عليه وأسقطناه.
انتخبوا اليومَ، لتعارضوا غدًا، وينهض الوطنُ بكم. وتحيا مصر قوية بأبنائها الشرفاء.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بشرة خير، ورقص المصريين
- العصافيرُ لا يملكها أحد
- لمن سأعطي صوتي (2)
- المصريون بالخارج.... والمقاطعون
- رسالة إلى الرئيس عدلي
- ارفعْ مسدسَك عن أنفي، في يدي سوط نيتشه
- الطعااااام! أفسحوا الطرررريق
- صناعة القبح
- المرأةُ الجبروت
- لقائي مع الطبيب عبد الفتاح السيسي
- المرشح الرئاسي كوكاكولا
- الرئيسُ لسانُ مصر
- موسوي عيسوى محمدي
- حركة النصف ساعة
- كيف نقيس أعمارنا؟
- شكرًا لكم أيها الزائفون
- المرأةُ العفريت
- مدحت صالح ربيعُ الأوبرا
- عيد ميلاد زهرة تمرد
- المسيحيون سرقوا مصر


المزيد.....




- 14 شهيدا بقصف الاحتلال لغزة وإصابة شاب واعتقال آخرين في رام ...
- واشنطن تعلن تدمير زوارق ومسيّرتين للحوثيين وتدعو لإطلاق سراح ...
- الحكومة الروسية تخصص 57 مليون روبل لإيواء لاجئين من قطاع غزة ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون مجددا ضد حكومة نتنياهو
- -العراق ينفذ أحكام الإعدام بحق مدانين-.. ما حقيقة المنشورات؟ ...
- الحكومة الروسية تخصص 57 مليون روبل لإيواء لاجئين من قطاع غزة ...
- غالانت يدعو لتمديد الخدمة العسكرية والحريديم يتظاهرون رفضا ل ...
- الخارجية الفلسطينية: حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة مكفول ...
- السودان يسابق الزمن لتجنب المجاعة الأسوأ.. مسؤول أممي -يطهون ...
- خبراء أمميون يحذرون شركات أسلحة من التورط بجرائم حرب في غزة ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمة ناعوت - انتخبوا.... لتعارضوا