أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زاهر نصرت - ماضينا الحافل لن يعود














المزيد.....

ماضينا الحافل لن يعود


زاهر نصرت

الحوار المتمدن-العدد: 4463 - 2014 / 5 / 25 - 21:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كان الشرق يتفوق على الغرب في النواحي العسكرية والعلمية والاجتماعية خلال الحروب الصليبية بدليل دامغ هو انتصار الشرق في هذه الحروب ، اضافة الى دعاة الغرب الذين كانوا دوماً يحثون مواطنيهم على الاستفادة من علوم الشرق ونظمه والاقتباس منها .

الغرب احتاج فقط الى 150 سنة فقط لاصلاح ذاته وتم ذلك تحديداً في منتصف القرن الخامس عشر الذي مثل بداية عصر النهضة الاوروبية ، فتطورت اوروبا تطوراً جديداً في كل مرافق الحياة في الدين ، الفن ، الادب ، العلم وفي الاجتماع فكان بحق عصر الهدم والبناء وعصر العلم وعصر التحول والاستكشاف وعصر النقد الحر وعصر شعور الانسان بذاته والتحرر من قيود السلطان التي كانت تكبله .

اخذ الغرب في ذلك الحين يتقدم شيئاً فشيئاً والشرق يتراجع الى الوراء شيئاً فشيئاً بفساد حكامه وانتشار الجهل والفقر بين ابناءه . تقدمت الشعوب في الغرب واتصلوا بالطبيعة واستخدموا مواردها لصالحهم واخرجوا كنوز الارض واستغلوها في اثراء معيشة الترف والنعيم ، كما مكنهم العلم الذي وصلوا اليه من ان يقلبوا النظام الحربي القديم ويغيروا اساليبه وآلاته ونظمه كيفما ارشدهم هذا العلم اليه باساليب حديثة .

لقد ابتلى الشرق وبالاحرى نحن بحكام اكثرهم لا همَّ لهم الا انفسهم وكراسيهم الجالسين عليها ففقدنا كل شيء وبالذات العلم الديني الذي فقد هو بدوره ايضاً شكله وروحه ، اصبحنا نعيش في الظلم والجهل والفقر المدقع لاغلبية اهل البلاد ... فالعيشة ضنك والنفوس يائسة والعقول مظلمة .

لقد عادت الحروب الصليبية التي فشل فيها الغرب سابقاً باطار جديد لرد الدَينْ وبشكل قريب من العثور على الغنيمة والفرح باللقطة والفوز بالكنز ومن نوع شعور القط بالفأر والذئب بالحمل والجائع بالمائدة الشهية ، وهذه المؤامرة كانت من نوع الاسير الذي يقع في قبضة العدو والسائر الذي يصادفه قطاع الطرق .

لقد فاجأ الغرب الشرق بالتطور الهائل الذي وصل اليه على جميع الاصعدة الاقتصادية والسياسية والقومية وحتى الدينية ، ان السبب الجوهري في هذا التطور يتمثل بالوحدة بين جميع الشعوب التي يضمها الغرب في كيانه ، فضررنا الذي نشأ من عدم وحدتنا كان ضرراً جسيماً بعكس ما عليه الحال في الغرب ، فالوحدة في الغرب لا تختلف الا باختلاف الصنف ، فمثلاً بين كل المتعلمين الانكليز والفرنسيين والالمان وحدة عقلية في منهج التعلم وطرق البحث وطرق التفكير ولا يختلف في ذلك حتى رجل الدين عن غيره فهذا الرجل عندهم يتعلم الطبيعة والكيمياء والرياضيات والجغرافيا ... الخ على احدث نظام كما يتعلمه المدني ثم يتخصص فيما بعد للدين وهذا يتخصص للهندسة او الطب ، اما نحن في الشرق نعتبر مصدر الوحدانية هو المتعدد في كل شيء ، فلا وحدة بين القروي والحضري لا في ملبسه ولا في نظام غذاءه ولا في طرق معيشته ، ولا وحدة بين المثقفين ، فثقافة رجال الدين غير ثقافة الغير متدينين ، واذا نظرنا الى عقليات المتعلمين لم نجد فيها اساساً مشتركاً وفي هذا خطر كبير من الناحية الخلقية والاجتماعية نعاني من متاعبهما الى الان وهي في الحقيقة الثغرة التي تم المرور منها في تطبيق مؤامرة التدمير التي انتهجها الغرب ضدنا وبالفعل هذا سر الصراع الحاد الدائم بيننا ويظهر ذلك جلياً في المجالس التي تتكون من طوائف مختلفة على الصعيد الشعبي والرسمي .

لا سبيل لعلاج ما وصلنا اليه الا بأصلاح هذه الغلطة من اساسها ، والبداية تكون من توحيد التعليم ورعايته والاهتمام به وتوحيد القضاء وتوحيد المعيشة الاجتماعية واخيراً توحيد ديننا الذي يقر بالتوحيد .



زاهر نصرت



#زاهر_نصرت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البؤساء واوليفر تويست ... من جديد
- التجسس والهيمنة الحضارية
- ديمقراطية الفتنة
- اختراع الاعداء
- في ذكرى عيد الجيش العراقي ... جيش المآثر والبطولات
- هكذا كنا ... وهكذا نحن ... وهكذا سنكون
- العلم والاخلاق الانسانية
- والدي العزيز
- لأننا عراقيون
- اين نحن من هؤلاء
- اعدام الانسان العراقي مع سبق الإصرار والترصد
- ثورة أكتوبر 1917 العظمى
- اين هي الحكومة
- متى نعي الدرس ؟
- نحو تفعيل جديد للتفرغ الزراعي
- وهمُ العيد في العراق
- المصير المجهول يحيط بواقعنا العربي المعاصر
- مفهوم الاشتراكية وطريقها الصحيح
- زمن التفتت العربي
- الرشوة ... مرض السرطان الإداري في العراق


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زاهر نصرت - ماضينا الحافل لن يعود