حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 1264 - 2005 / 7 / 23 - 12:58
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
من يشاهد إجتماعات الجمعية الوطنية العراقية عبر شاشات التلفاز ، يلاحظ مباشرة ظاهرة إنتشار الكراسي الفارغة من أعضاء الجمعية الوطنية العراقية ، الذين من المفترض يمثلون من إنتخبهم من الشعب العراقي ، في الإنتخابات التاريخية في الثلاثين من كانون الثاني 2005 .
ولكن أن ظاهرة الغيابات لأعضاء الجمعية الوطنية آخذت بالتصاعد ، وهذا ما جعل من بعض أعضاء الجمعية الوطنية ، أن يعبروا عن آرائهم الرافضة بشكل علني لهذه الظاهرة ، من خلال وسائل الإعلام نتيجة سخطهم وتذمرهم بسبب كثرة الغيابات وتكرارها ، وقد علق بعضهم على هذه الظاهرة ، والتي وصفوها ( بالسلبية ولا تلبي طموحات الناخب العراقي الذي أوصلهم الى قبة البرلمان ) .
حيث أن الجمعية الوطنية قد إضطرت لتعليق أعمالها في 19 تموز الجاري ، نتيجة لعدم إكتمال نصابها القانوني ، حيث تم حضور 104 عضوا من أصل 275 عضوا والمطلوب لإكتمال النصاب القانوني 139 عضوا .
وهذا مما جعل من السيد حاجم الحسني رئيس الجمعية الوطنية العراقية ، أن ينتقد النظام الداخلي الذي لم يعالج ظاهرة الغيابات بشكل حازم وجدي ، حيث صرح قائلا ( سنعمل على نشر أسماء الغيابات في الأيام المقبلة ليتسنى للمواطنين معرفة من لم يلتزم ويتغيب ) ، تصوروا في أي وضع نحن ؟ ، حتى وصل بنا الحال للتهديد بنشر أسم كل من يتغيب من أعضاء الجمعية الوطنية العراقية من ممثلي الشعب !! .
وإذا إلتزمت رئاسة الجمعية الوطنية بذلك ، فأنها سوف تقوم بدورها الوطني المشروع والمطلوب ، من أجل كشف كل من لا يؤدي مهامه البرلمانية بصورة صحيحة وجدية ، وكذلك يجب مكاشفته ومحاسبته على التقصير أمام الجمعية الوطنية علنا ، أما الذين لا يستطيعون أن يواصلوا عملهم كأعضاء في الجمعية الوطنية ، عليهم أن يتركوا مقاعدهم للآخرين من المخلصين الأكفاء من أبناء شعبنا .
لأننا في بداية الطريق الطويل الشائك والمتعرج الصعب ، والذي لا يتحمل المجاملات والسكوت عن الأخطاء والنواقص والروتين في العمل ، إبتداءا من رئاسة الجمهورية الى أصغر مؤسسة حكومية ، لأن شعبنا ووطننا بحاجة لكل من يعمل بإخلاص وتفاني ونكران ذات ، من أجل الحياة الكريمة الأفضل ، ويجب أن لا يكون هناك مكانا لمن يعمل من أجل ذاته ومصلحته فقط وعلى حساب الآخرين .
وأن من المفروض والواجب على الجمعية الوطنية العراقية ، من خلال ممارسات ونشاطات أعضائها ، وكيفية تنفيذهم لبرامجها ومشاريعها ومهامها ، والدفاع عن مصالح الشعب وسيادة الوطن ووحدته وإستقلاله ، ينبغي أن تكون النموذج الأمثل، للإلتزام والإنضباط والديمقراطية والشفافية أمام شعبها ، لأنها من المفترض تمثل الأغلبية من مكونات المجتمع ، وتعكس صورته الحقيقية أمام العالم كما هي ، بإعتبارهم ممثليه .
نأمل في الأيام القادمة ، أن لا نرى كرسيا فارغا ، إلا بعذر مشروع ويتطلب الغياب ، وبموافقة الجمعية الوطنية ، وإن نرى ونقرأ كذلك ، أسماء الذين يتغيبون عن إجتماعات الجمعية الوطنية العراقية ومحاسبتهم على ذلك .
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟