أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مهند البراك - هناك . . عند الحدود (12)















المزيد.....



هناك . . عند الحدود (12)


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 4462 - 2014 / 5 / 24 - 19:18
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


بعد ان زرق الأم بجرع الأدوية بالوريد للأسراع بالعلاج، ورتّب لها اكثر من سائل مغذي بالوريد في كلتا اليدين . . اخذت حالتها تتحسّن تدريجياً بعد ايام العذاب التي قاستها، وبدأ لون بشرتها يعود الى لونه الطبيعي . . فيما استمر مع احمد ابن اخ الحاج جالسين على الوسائد الأرضية الموضوعة على السجاد ليس بعيداً عنها، ثم تناوبا الخفارات بينهما بحيث لاتبقى لوحدها دون رعاية طبية فورية الى جانبها بعد ان بيّن لأحمد كيفية التصرف. و دارت بينهما شتى الأحاديث بصوت خافت . .
في تلك الليلة التي ابتدأت بلعلعة الرصاص الذي لا يتوقف من جديد و حين كان صاحب و احمد مشغولين بمراقبة تطور وضع الوالدة السائر نحو التحسن بفضل سريان مفعول الأدوية الموضوعة في المغذيات، و هما يتحدثان بشتى المواضيع . . قال احمد :
ـ تستطيع ان ترى في سردشت انواع الشخصيات و الجنسيات دائماً ، لأن المدينة تعتبر عقدة هامة على طرق دولية رسمية و غير رسمية، قادمة من اوروبا سواء عبر تركيا او عبر سوريا، ومن محطات كسردشت تتفرع تلك الطرق و تنقسم الى مجموعتين، احداهما تتجه على طول الحدود الإيرانية ـ العراقية نحو الخليج العربي الفارسي، والأخرى تتجه شرقاً في عمق ايران نحو افغانستان و الصين . .
انها وريثة طريق الحرير القديم الشهير. و ان الكثير من المشتغلين على هذا الطريق من تجار و مهربين صار لهم بتوالي السنين عوائل و اقارب سكنوا و يسكنون المدن التي يمرّ بها هذا الطريق العالمي المربح، الذي تلاحظ ان فيه عديداً من العوائل ممن لها اشكال القرابات بفعل المصاهرة بينهم . . عوائل خلّفت اجيالاً ممن صار لا يمكن الجزم بأصلهم القومي، بينما يحملون هوية القومية الرسمية القائمة في جزء الدولة المعنية من جانب الحدود حيث يسكنون ، لتدبير معاملات العيش و السكن، و هم يتحدثون انواع اللغات التي يحتاجونها لإدامة اعمالهم و ارزاقهم . .
و اضاف بأنه في مدينة حدودية كـ سردشت ، يلاحظ المرء بوضوح المصالح و التجار المتنوعين الذين يضاربون ببضائع متنوعة من التي يكثر عليها الطلب، و التي تتغيّر بتغيّر الظروف، و خاصة البضائع التي تحتاجها الحرب، من الأسلحة و العتاد، الى المواد الغذائية و الأستهلاكية و على رأسها الطحين و المعلبات و السيكاير، والى الأدوية و المواد العلاجية للجرحى. و مثل هؤلاء التجار مغامرون و كثيرو التجارب،يشتموّ ن الفرص لإقتناصها . . كماموستا ميرزا الذي برع بمهنته المتوارثة اباً عن جد .
و فيما اخذ افراد العائلة يتجمعون حول والدتهم، فرحين بعودة الروح اليها و تحسّن حالتها، حيث جاء الأبن الأكبر ماموستا بروا ببدلته الكوردية الأنيقة، تتبعه زوجته الجميلة، ثم الأبن الصغير طالب الصحافة الذي قدم من العاصمة طهران للأطمئنان على صحة والدته، و الأبنتان سعاد و سعادت . . الذين حيّوا الطبيب . .
ثم باشارة من صاحب بأن يتركوا الوالدة لتستريح . . انتقل الجميع و هم يتحدثون الى مائدة العشاء بعد ان بقي احمد جنب الوالدة . . و بينما هم يأكلون و يتحدثون بصوت خافت كي لايقلقوا راحة الأم، تحدث ماموستا بروا عن مدينتهم مؤكداً ماوصفه احمد، و افرحه اهتمام الطبيب بمعرفة المنطقة و انه يسمع تلك الحقائق لأول مرة ، شاعراً بالفخر و هو يتحدث للطبيب بما لايعرفه، فيما تعرفه كل الناس في المدينة، لأنها ببساطة تعيشه من زمان الأجداد و اجداد الأجداد و الى ذلك التأريخ .
و بعد ان استمر الطبيب بمراقبة حالة الأم و اعطائها اللازم بسرعة، الى ان ابتدأت بالأبتسام و صار وجهها مورداً فرحاً . . . وسط صيحات و تكبير النساء " يا محمد المصطفى يا الله !! " ، اكّد صاحب لمام توفيق انه لايمكنه ترك الأم و احتمالات الإنتكاس قائمة عندها، لأن الإنتكاس في حالتها أمر خطير جداً قد يتسبب بموتها، وانه بسبب بدئه بعلاجها، يجد نفسه مجبوراً على البقاء جنبها الى صباح اليوم التالي.
وذلك يعني انه من الضروري البقاء تلك الليلة عندهم، خاصة و ان الظلام قد ساد و تجددت الأشتباكات . . و اتفقا على البقاء تلك الليلة في ذلك البيت، في حين لم يخفِ مام توفيق فرحه لأنهم استطاعوا كسب عائلة مهمة في سردشت ستساعدهم حتماً في جهوده كإداري لتوفير و تدبير الأرزاق للبيشمركة الأنصار في توزله، واكّد لصاحب انه في اليوم التالي سيذهب للبحث عن سيارة لاندروفر يذهبون بها الى قرية احمد بريو لجلب الأدوية .
استقبل اهل المنزل قرارهما بالمبيت تلك الليلة عندهم بفرح غامر، بسبب خوفهم على والدتهم من الإنتكاس الذي سبق و ان حصل عندها في مرّات ماضية و كان خطيراً فعلاً . . فأعدوا لهما حمّاماً دافئاً و غسل النساء لهما ملابسهما و اعطاهم الأخ الكبير ماموستا بروا طاقمي ملابس نظيفة ليلبساها الى حين جفاف ملابسهما. و استمروا بالأحاديث المتنوعة معاً و هم يشربون الشاي، وسط اصوات الرصاص في الخارج التي لم تنقطع. و لمّا شاعت الثقة بينهم، اخبرهم مام توفيق بأنهما قادمان لجلب أدوية من قرية احمد بريو، وسألهم عن امكانية مساعدتهما في ايجاد سيارة لاندروفر لنقل الأدوية و المعدات الطبية .
ابدت العائلة كلها استعدادها للمساعدة، و اوضح لهما ماموستا بروا بان القرية تقع في اعالي الجبال المطلة على طريق سردشت ـ بوكان ، و ان السيارات في ذلك الموسم قد لاتستطيع الوصول اليها بسبب الثلوج التي تساقطت في اليومين الأخيرين في اعالى تلك الجبال . . و على ذلك فأنه سيأخذهما في صباح اليوم التالي بسيارته الى بيت خاله اوسطه عمر المقيم في قرية على ذلك الطريق، واقعة اسفل الجبل المعني، لتنظيم مسألة نقل الأدوية.
شعرا بالفرح لذلك لأنهما لايعرفان المنطقة في السابق و كانا قلقين فعلاً بشأن ضمان ايصال الأدوية، و الآن توفر من يعرف المنطقة جيداً ويريد مساعدتهما و يمتلك الأمكانية ليس لنقلها فقط و انما لحفظها فيما لو استجد طارئ و انقطعت الحركة بسبب الإشتباكات المستمرة و التغيّر المستمر في مواقع القوة و الهيمنة في المنطقة . . كما اخبرهما ماموستا بروا .
بعد ان اطمأن صاحب على حالة المريضة، رافق ماموستا بروا الضيفين الى الغرفة التي اعدت لنومهما، و كانت في الطابق العلوي لبيت كبير نظيف، بدا عليه و على حركة و استعداد اهله، و كأنه استضاف و يستضيف الكثير من الضيوف . .
و قبل جلوسهما بملابس النوم النظيفة على الأريكة الموضوعة في الغرفة التي اغلق بابها عليهما ماموستا بروا بعد ان حيّاهما، طرقت الباب و اطلت منها الأخت الصغيرة سعادت و هي ببنطلون جينز اسود، و بثوب انيق فاتح الألوان، و بربطة شعرها و نظاراتها الطبية الرقيقة التي بانت تحتها عيناها الملونتان . . كانت بدون جادور !! (1)
حيث حملت وعاء ماء للشرب و فوطتين عليهما قطعة صابون لوكس من النوع الفاخر،اخرجت من اغلفتها حديثاً كان عطرها المنعش فوّاحاً . و تحدثت بالأنكليزية متمنطقة بها موجهة كلامها الى صاحب، بوجه علته الحمرة ، و قالت :
ـ اسمي سعادت، انا من " فدائيي خلق " (2) . . طالبة في السنة الأخيرة في معهد المعلمات في جامعة طهران. اهلا و سهلا بك بين اهلك و رفاقك . .
اجابها صاحب بالأنكليزية ايضاً و شكرها، و عبّر عن تشرّفه بالتعرف عليها، فضحكت بفرح و اضافت بانهما ان احتاجا لشئ، يمكنهما طرق باب اشارت اليها في نهاية الممر العلوي ذاته، واغلقت الباب قائلة بابتسامة :
ـ شه و تان باش ! (3)
بعد شعور دافق بجو العائلة و دفئه، نام نوماً عميقاً في ذلك الفراش الوثير الدافئ، وسط اصوات الإطلاقات التي لم تنقطع اثناء الليل . استيقظ صاحب في الصباح، فيما كان مام توفيق لايزال يغط بنومه، و كان الصباح قد هلّ . اطلّ من نافذة الغرفة الى الخارج، و شاهد منظراً جميلاً للوادي الفسيح الذي كان البيت يطلّ عليه، رغم بوادر قدوم الشتاء . .
و لم يدُر في خلده ان جمال الطبيعة الذي يراه و يحرّك فيه الحنين ، مبعثه شعوره العارم بالفرح لأنه يعيش دفء العائلة الذي عاشه في بيت ابيه و أمّه، و الذي افتقده منذ ان أُجبر على تركه لحياته الماضية الحافلة، التي كان يحنّ اليها، اضافة الى شعوره بالحزن لما كان ينتظر اهله جرّاء تلك المحن و هو ليس جنبهم . .
بعد ان غسّل وجهه في الحمام القريب ليتهيأ لفحص الأم، طرق الباب الذي اشارت اليه سعادت طالبا بانكليزيته فحص الأم، و فتحت سعادت الباب بلطف و بأبتسامتها الجميلة و قادته في الرواق الطويل في الطابق العلوي الى السلّم، ثم الى الغرفة الأرضية التي رقدت فيها الأم . وبعد ان فحص الأم بدقة، قرر ان حالتها جيدة و انها تستطيع ان تفطر فطوراً طبيعياً ولكن ليس دفعة واحدة و انما على وجبتين، و ذلك يعني انها ولأول مرة بعد اسبوعين، تستطيع ان تفطر مع العائلة . .
اثر قرار الطبيب ذلك، تهللت وجوه الجميع الذين ابتدأوا بتحضير سُفرة طعام الفطور في الصالة الكبيرة، و كانت غنية بأنواع الأجبان و الزبدة الطازجة، و اكثر من نوع من العسل الطبيعي (4)، البيض المقلي و المسلوق، الكاعوب المقلي بالبيض " كاعوب ماسي " (5) ، فيما كان شريط التسجيل يدور و يبث اغاني محمدي مام لي الكوردية بألحانها الشرقية ذات الطابع الفارسي . .
و حين جلس الضيوف و رجال البيت الى مائدة الطعام المفروشة على السجادة يتناولون الطعام، اهتمت الشابتان باطعام الوالدة التي جلست على فراشها في زاوية ليست بعيدة عن المائدة، قام الحاج وحيدي مستأذناً، لتلبية نداء احد الأقارب الذي وقف خلف الباب، و الذي افاد بأن ميرزا آغا صاحب الصيدلية جاء للسؤال عن صحة المريضة . . و كان ذلك تشريفاً كبيراً للعائلة . .
بعد اتمامهم الطعام، ذهبوا الى غرفة الضيوف حيث كان ميرزا آغا و اثنان من مساعديه جالسين يتجاذبون الحديث مع الحاج وحيدي. و بعد ترحيب ميرزا آغا بدكتور صاحب وتهنئته على نجاح علاجه، قال انه و بسبب اضطراره لمغادرة البيت لأنشغاله، مضطر لفتح حديث هام معه بشكل مباشر و دون مقدمات . و قال :
ـ باعتباري رئيس المجلس البلدي في المدينة، اتحدث اليك بأسم الأهالي " آغاي دكتر صاحب " ، نحن اهالي سردشت بحاجة اليك في المدينة، و نرجو ان تقبل و تلبّي حاجتنا، سواء في المستشفى الحكومي او في عيادة خاصة نقيمها لك، و نحن مستعدون لترتيب ذلك، براتب قدره الفي دولار شهريا من غير الطعام والسكن و التنقل . . الرجاء اجابتي كي نتحدّث بالتفاصيل بعدئذ .
اعتذر صاحب عن الموافقة و قبل اتمام جملته . . قاطعه ميرزا آغا بقوله :
ـ نستطيع زيادة الراتب الى ثلاثة آلاف دولار شهرياً . .
و في الحقيقة كان ذلك عرضاً مغرياً . . و المدينة بأمس الحاجة الى اطباء لأفتقادها لهم بسبب الفوضى الجارية في المدينة اثر الثورة من جهة و بسبب الصراعات المسلحة التي لاتنتهي بين البيشمركة و الجيش و بين منظمات البيشمركة ذاتها . . التي تتسبب بهروب الأطباء من المدينة في وقت يتساقط فيه العديد من الجرحى، فالأطباء المداومين في المستشفى آنذاك قد وفدوا بجهود شخصية لأعضاء المجلس البلدي في المدينة .
فهم صاحب حاجتهم الماسة الى طبيب، و قدّر انهم قد لا يستطيعون فهمه و فهم وضعه و طموحه و لماذا هو هناك . فأكتفى بشكرهم عميق الشكر و اعتذر على عدم استطاعته، و بيّن لهم ان الموضوع ليس موضوع مقدار الراتب . . لأنه اساساً طبيب مع البيشمركةالأنصار العراقيين و عيادته في توزله مفتوحة لهم دائماً !!
. . . .
. . . .

كان ماموستا بروا (6) ابن الحاج وحيدي مديراً للمدرسة الثانوية الوحيدة في المدينة، التي توقفت عن العمل بسبب حالة عدم الإستقرار . . و يلمس المتحدث معه سعة ثقافته و معارفه، و وجد صاحب ان الأحاديث معه ممتعة و تحمل جديداً من المعلومات و الأفكار دوماً. و قبيل ضحى ذلك اليوم، اقلّ بروا الضيفين بسيارته كما وعدهما بالذهاب الى بيت خاله الواقع في اسفل قرية احمد بريو، فذهبوا الى مجمّع ربت (ربط) حيث تدرّس سعاد في مدرسة المجمع الإبتدائية . . لتكون فرصة لصاحب لرؤية المجمع و للسلام على اخته المعلمة كما قال بروا، فيما ذهب بروا في طريقه حاملاً مام توفيق معه الى بيت خاله كما اتفقوا . . على ان يعود الى صاحب في طريق العودة منه .
نزل صاحب من السيارة قرب باب المدرسة، التي كانت ذات بناية كبيرة و حديثة و لكن مهجورة، و تطلّع حواليه حيث وجد نفسه في منبسط واسع مرتفع، يطلّ على اودية و قرى المنطقة المحيطة . . و رأى ابنية المجمع المتعددة ذات الطوابق، التي تقع ليس بعيداً عن المدرسة. و هو واحد من اكثر من عشرة مجمعات، اقيمت للاجئين الكورد الذين هاجروا و هُجّروا اثر انهيار ثورة ايلول 1975، و بسبب السياسة الشوفينية القاسية للدكتاتورية .
كانت المدرسة شبه فارغة، تحتوي على صف واحد تقوم عليه معلمة واحدة هي سعاد ابنة الحاج وحيدي، التي ما ان شاهدت صاحب حتى دعته الى دخول الصف، وبدخوله و هو بملابس البيشمركة، طلبت من الطلاب ان يقوموا بتحيته . . فوقفوا و انشدوا له نشيد " اي رقيب "، و انشد هو معهم ايضاً يحييهم . .
و فيما كانت سعاد تكمل لطلابها معاني النشيد، اختتمت شرحها بقولها " ان اعداء الكورد هم ليسوا الشعوب و انما الحكومات المستبدة الظالمة التي تظلم كل القوميات، فالطبيب ضيفنا عربي و هو صديقنا و معنا " فصفق الطلاب له، وبذلك انهت الدوام لذلك اليوم، و خرج الطلاب الى بيوتهم بضحكهم و ضجيجهم و فرحهم . .
و فيما كان يجيل بصره على اثاث المدرسة المتهالك، قالت له سعاد و هما يخرجان " بتقديري وجود مدرسة فقيرة افضل من لاشئ . . هنا يتعلم الأطفال اللغة الكوردية و الحساب و الجغرافية و المعلومات الحياتية، حيث ادرّسهم كل المواد، و في احيان كثيرة دون راتب . . بسبب اضطراب التمويل . . و اشعر اني اقدّم شيئاً للقضية !!
و في الوقت الذي اضاف فيه صاحب كلمات يشجّعها فيها على عملها و اهميته، و صل ماموستا بروا مصطحباً مام توفيق معه بسيارته،ثم اقلّ الجميع معاً الى البيت . . و فهم صاحب من مام توفيق ان الأمور تسير بشكل ممتاز . .
و ذهب مام توفيق عصراً الى المدينة لمتابعة قضايا الأرزاق الأدارية للقوة، و بقي صاحب في البيت حيث فحص و تابع صحة الأم التي كانت في تحسّن مستمر، و ابدل جهاز المغذيّ الوريدي بجهاز جديد اعده و زرق به امبولات جديدة. و استمر مع ابن حاجي وحيدي ماموستا بروا جالسين يتحدثان في غرفة الضيوف .
و في احاديثهما، اوضح ماموستا بروا حقائق جديدة عن مدينة سردشت الحدودية، و عن النشاط المتنوّع لأعداد من الوكلاء الغربيين و الشرقيين السريين في المدينة . . الذين يبحثون عن سلاح و قطع غيار و اجهزة ثمينة، اضافة الى الذهب و الماس و الوثائق المحفوظة في البنك و البريد الدوليين العائدين لـ سردشت، محاولين التستر بانهم يدعمون منظمات انسانية ما، التي لكثرتها لم تعد تُعرَف حقيقة اهدافها و نشاطاتها، مثل " طوفان "، " الشفق الأحمر " و غيرها، كما قال . . و اضاف انه من المريب ان يأتي قسم بأحدث السيارات الثمينة التي لم نشاهدها من قبل . .

و بعد ان فحص صاحب الأم و تأكد من صحتها، خرج مع مام توفيق في ضحى اليوم التالي صحبة ماموستا بروا الذي اقلهما بسيارته على طريق مدينة " بوكان " نحو قرية " احمد بريوْ " . . و بعد ان سارت السيارة لمسافة بحدود الساعة، اوقف ماموستا بروا السيارة، و اخبرهم بأن عليهما ان يسيرا على طريق جبلي صاعد، للمارة و الدواب اشار لهما عليه، و اكّد بلا اي انعطاف لاشمالاً و لايميناً، و سيصلان الى القرية عصر ذلك اليوم، و اخبرهما بانه سيعود لينتظرهما في حدود الثانية عشر ظهراً في اليوم التالي، في نفس المكان .
سار صاحب و مام توفيق على الطريق الصاعد من شارع سردشت ـ بوكان، على متن جبل شاهق، لم يكن الطريق شاقاً او صعباً و لكنه كان طويلاً . . فبعد ذلك الصعود الطويل المرهق، وصلا عندما بدأت الشمس بالمغيب الى قرية خربة تقع عند بداية قمة فسيحة لذلك الجبل الشامخ، و شاهدا راعياً اشار لهم الى اتجاه قرية احمد بريو و قال لهما بانه يوجد هناك مقر للبيشمركة.
فصعدا مرتفعاً آخر و وصلا قرية احمد بريو، التي احتوت على مجموعات متجاورة من البيوت و كل مجموعة تضم عدداً قليلاً من البيوت لايتعدى عدد الأصابع، حيث لاح للرائي نور ينبض في الأفق و كأنه مجموعة انوار لنيران كبيرة بعيدة، قال مام توفيق : " انها نيران كركوك !! " . و لم يصدّق صاحب ما رآه و كيف ان كوردستان متداخلة و متفاعلة . . !!
فذهبا الى حيث مقر البيشمركة و وجداه مقفلاً . . و بينما كانا واقفين، اقبل عليهما الحرس المناوب راكضاً و سألهما عمّا يريدان، فاخبراه بانهما يريدان مقابلة " مام حاجي " و ان لديهما رسالة اليه، فأجابهما بأنه في القرية، و طلب منهما الإنتظار ريثما ينادي عليه.
و فعلاً جاء مام حاجي بعد فترة قصيرة و التقى بهما في المقر، فسلماه الرسالة و بعد ان قرأها رحّب بهما ترحيباً كبيراً و دعاهما لشرب الشاي في مجلسه، و بدوره شكر د. صاحب بإسم حسن بيوراني مسؤول المنطقة الذي يعتذر عن الحضور بسبب انشغاله بعيداً عن مكان القرية . . شكره على كل ماقام به سواء تجاه بيشمركة ايران و انقاذه لجرحاهم، او لعلاجه اهالي المنطقة الذين يذكروه بالخير. و قال ان حسن بيوراني ترك رسالة معنونة الى د. صاحب، و قدّمها له .
فتحها صاحب و وجد انها بعد التحيات، تؤكد على نقطتين هامتين بعبارة " تستطيعون نقل كل الأدوية التي تجدوها، اليكم . . آمل ان تكون ادوية فعالة و صالحة للإستعمال "، فطلب صاحب من مام حاجي رؤية الأدوية، الاّ انه قال " لانستطيع فتح المخزن في الظلام لأنكما لن تريا شئ بالمصباح اليدوي . . ستروها صباح الغد "، و طلب منهما الذهاب معه قائلاً " افضل مكان لكما للمبيت، هو بيت سيّد ريشه فتفضلوا معي اليه ". فقادهما مام حاجي و الحرس الى بيت جبلي ذي طارمة مسقوفة و حديقة امامية يمتد عبرها ممر من المرمر يوصل الى باب خارجي وقف عليه رجل مسلّح، و بعد السلام فتح لهم الباب و رافقهم عبر الممر المرمري الى الباب الداخلي . . دخلوا، و رحب بهم شيخ جالس في قاعة متوسطة الحجم، و بعد التحيات قدمهما مام حاجي اليه كضيوف و استأذن بالذهاب .
شاهدا شيخاً لابساً ملابس رجل دين، جالساً بمهابة و على كتفه رداء صوفي، يرحّب بهما و يدعوهما للجلوس . و بعد ان تعشّوا و شربوا الشاي و ارتاحوا قليلاً . . دخلوا قي نقاشات عن حالة المنطقة و مشاكل القتال و خسائره و آلامه، وقد فاجأ الشيخ صاحب بعربية واضحة :
ـ هل انت من الجبور ؟
ـ نعم . . كيف عرفت ؟
ـ من سحنتكم مولانا الدكتور و من طريقة الكلام، لأننا جيران في الغربية (7) . . انا دليمي من السادة كنا نسكن في مدينة " راوه " عقد الأكراد . . و قد هربنا انا و صديق لي اسمه انطوان الذي كانت والدته ارمنية، هربت به من مذبحة الأرمن في" سميّل" الى راوه . . ساعدها والدي الذي كان عريفا في الجيش وقتها حيث تزوج امه الأرمنية و ستر عليها.
في حركات رشيد عالي عام 1941 ، رتّب والدي هروبنا انا و انطوان خوفاً من سوقنا الى الحرب، فهربنا، كما عبّر سيد ريشه . . انطوان كان عليه ان يذهب الى تبريز الى اخواله الأرمن هناك و انا معه كي يساعدني للوصول الى مكتب الهجرة الأميركي هناك . و قد وقعنا في كمين لرجال الحدود مع ايران، و استطاع هو الهرب و جرحت انا و سقطت فاقد الوعي . .
و انقذني دراويش شيخ سردشت و هم يسمعوني اردد الشهادتين و انا فاقد الوعي، و اعتبروا ذلك من الكرامات. و بعد ان استعدت وعيي . . سألني الشيخ عدداً من الأسئلة عن حسبي و نسبي و كنت بين الحياة و الموت و لمّا عرف اني من سلالة السادة الكرام، تبنّاني الشيخ كاحد مريديه . .
و عملت في تكية الشيخ الشافعي كمؤذن و ختمت القرآن اصولياً، و عملت كل جهدي لخدمة التكية و مريديها و اتباعها . . حتى تمكّن الشيخ بطرقه من تأكيد نسبي و اوعز لأحد مريديه بتزويجي ابنته للتقرّب اكثر الى النسب العربي المحمدي رغم ان ذلك المريد عربي الاصل، و هو من بني خليف الذين استقروا في مكان يدعى الآن " قرية بنو خليف " ، و وفقني الله عز وجل ببناء ملحق لتكية الشيخ هنا في قرية احمد بريو . .
وبينما نام مام توفيق . . استمر سيد ريشة بالحديث مع صاحب حتى الفجر، معبّراً بأنه لم يحس الفرق كبيراً بين عالم حدود الغربية حيث ولد و عاش طفولته و صباه، و عالم الحدود الشرقية حيث عاش مطلع شبابه و حتى الآن . . وقال صاحب:
ـ كم تحوي هذه الجبال من اسرار .. ؟؟
و اجابه سيد ريشه :
ـ الأصح كم تحوي مناطق الحدود من اسرار . . ؟؟
و تشير مصادر متنوعة الى، ان مناطق الحدود العاصية على تثبيت سلطة الدولة فيها تحوي الكثير الكثير من الماضي و من المشاريع السياسية و الدينية او تشكّل مخزوناً كبيراً لأنواع المشاريع الآنية و المستقبلية لأحتوائها خمائر حية متنوعة . .
و السؤال هو، هل يكمن نشوء البلدان و الدول و الحضارات . . فقط بتقسيم المنطقة الى بلدان بحدود، حدود رسمها الأقوياء لضمان مصالحهم، وقطّعوا بها كيانات عاشت و تعيش في اجزاء، الاّ انها بقيت تحافظ على صلاتها و نداءات تاريخها و تجاربها و اعمالها و أمانيها . . بعد ان لم يستطع التمدن و التحديث من تكوين المجتمع العصري الملائم هناك الى حد الآن . .
بقي صاحب يقلّب فكره، هل ان سيد ريشه يكذب عليه ؟ ان حديثه يشبه القصص الخيالية و قصص الجان و الأرواح . . هل السيد كوردي ام عربي ؟ و كيف يحصل ذلك ؟ ثم ان كان كذباً ، لماذا يكذب عليه ؟ الى ان اسفرت محاولاته للتوصل الى يقين، ان ذلك ممكن و منطقي في بلاد عاشت و تعيش فيها اقوام متنوعة و منذ عصور ، بلاد شهدت الكثير و الكثير من الإجتياحات و النكبات و الحزن، رغم ثرائها . . . و لكن مهما انسحبت المكوّنات من مسرح الحياة و الى اي مدى كان الانسحاب، تتواصل اجيال تلو اجيال فيها. والسؤال هنا هو . . من اين تأتي الأجيال اذن ؟ اليس من الأصول المتنوعة الموجودة في البلاد و ان اختلف العنوان و الهويات ؟
و كرر صاحب لنفسه بأن ماقاله سيد ريشة ليس خيالاً او كذباً و انما ممكناً تماماً، وانه ليس صدفة فقط او شئ من حسن الحظ او سوئه كما كان يتصور، الاّ انه امر كثير الوقوع في ظل انتشار مظالم و حروب و قسر و اكراه . . و يعني ان حدود الدول ليست حدوداً كهروـ الكترونية، او جهنمية تصعق من يحاول اجتيازها، و بالتالي فهي لاتستطيع قطع الكيانات البشرية و الثقافات و لا تستطيع قطع طريق الأمل و التعلق بالحياة و الحرية . .
و لكن كيف يتم الحج من سردشت و على طول الحدود بدون جوازات سفر ؟ هل هو عن طريق مهربين ام كيف ؟ و هل حج المهربين مقبول، وهل يحج المهربون ؟ و يعيد لنفسه . . و لكن لماذا غير مقبول ؟ فالحج قائم منذ مئات السنين و طرق الحج مقامة قبل ان تقام الدول و الحدود، الا يمكن اعتبار الدول و الحدود امور عابرة في هذه الحياة ؟ . . لأنها تتغير فالدول تتحد و تنفصل حسب الحاجات و المصالح و الأزمان .
و بقي يتساءل لماذا لايعتبر التهريب مهنة مشروعة في تلك الأصقاع حيث لا سلطة و لاقانون و الحكومات هي اول من يخرق القانون، و لماذا لاتعتبر تلك المناطق مناطق للتجارة الحرة كما يجري اليوم ؟ . . و ان كان السؤال عن الشرع، فان كبار المهربين و كبار المستفيدين حجوّا مرّات و مرّات بعد ان دفعوا الزكاة . .
استيقظا على صياح الديكة في الصباح و ذهبا ليغتسلا عند العين، وعند عودتهما لتعديل هندامهما قابلا احد الدراويش و سألاه عن السيد، و اجابهما بان السيد خرج مع نجمة الصباح ليحضر حلقة ذكر في القرية المجاورة، و دعاهما الى الفطور. و بعد الفطور و شرب الشاي توجها الى مقر مام حاجي، الذي رحّب بهما و قادهما الى المخزن حيث الأدوية . .

كان المخزن غرفة ذات باب و شبابيك مقفلة بقضبان حديدية، و هي جزء من بناية مدرسة هناك، فتح مام حاجي الباب المقفلة بقفل حديدي كبير، و دعى د. صاحب للدخول لتفحص الأدوية و المواد الطبية . . و وجد صاحب ان كمية الأدوية كما وصفت برسالة حسن بيوراني، و انها من النوعية الجيدة الصالحة للإستعمال، حيث احتوت على :
قناني مغذيات متنوعة، بلازما، اجهزة اعطاء، علب قناني مخدر موضعي، ابر و حبوب مضادات متنوعة للحيويات، ادوية ضد ديدان متنوعة، مراهم : لألتهابات الجلد، لآلام المفاصل، ابر و حبوب مسكنة، قاطع نزيف متعدد النوعيات، لفافات و باندج، لفافات جبس للكسور، ادوات جراحية خفيفة، معقمات و مطهرات، كفوف طبية معقّمة في اكياسها المقفلة، كميات كبيرة من القطن و الكحول و اليود . . و غيرها .
فاتفقا مع مام حاجي على أخذها مع ابدائهما عميق الشكر لحسن بيوراني . . ثم تفاهم مام توفيق مع مام حاجي على كيفية نقلها، حيث تعهد مام حاجي باستعداده على نقلها في الليل على الحيوانات الى بيت اسطة عمر خال ماموستا بروا عند طريق سردشت ـ بوكان العام في سفح الجبل . . و في كل الأحوال ستكون جاهزة هناك عند فجر اليوم التالي، وقال تستطيعون التأكد بالمجئ مع ماموستا بروا بسيارته .
بعد التحيات و السلام و ارسال تحية خاصة و شكر عميق الى سيد ريشه على مساعدته ايّاهم
في المبيت في تكيته، ذهب صاحب رفقة مام توفيق من القرية، مسرعين كي لايتأخرا على الموعد مع ماموستا بروا، بعد الإتفاق معه على اللقاء في الساعة الثانية عشر ظهراً، عند الشارع العام، و اخذا ينزلان الجبل الشاهق، و وصلا الى الطريق العام في وقت مناسب، و عادا مع ماموستا بروا بسيارته الى بيت الحاج وحيدي .
و استقبلهم الحاج وحيدي و عائلته استقبالاً حاراً ، و وجد صاحب ان الأم بصحة جيدة و تتنفس بشكل جيد و كانت قادرة على الحركة الطبيعية البيتية و بدأ نومها يعود الى طبيعته، و صارت قضية علاجها تعتمد على الأدوية التي عليها ان تتناولها باستمرار للحفاظ على صحتها، و التي يمكن الحصول عليها بسهولة في سردشت .
اعدّت سعادت الحمّام لصاحب و مام توفيق، الاّ ان الأخير ذهب الى السوق لمتابعة شؤون مواد ادارية اوصى عليها، و للبحث عن جرّار زراعي يمكن استئجاره لنقل الأدوية من بيت اسطه عمر الى توزله. اخذ صاحب حماماً للمرة الثانية بشعور كبير من الغبطة بعد افتقده طويلاً، و الضروري خاصة للطبيب و تعامله مع المرضى . و بعد خروجه من الحمام التقى بمام توفيق الذي جلب معه د.فارس و هوشنك واخته تارا اللذين التقاهما في السوق و جاء بهما معه الى بيت الحاج وحيدي، حيث استقبلتهم العائلة استقبالاً جميلاً .
و كانت مفاجأة كبيرة للجميع حين تبيّن لهم ان تارا و سعادت ابنة الحاج صديقات، جمعتهما ليس مقاعد الدراسة فقط في طهران، و انما المظاهرات و الإعتصامات التي تحدّت حكم الشاه و ناضلت من اجل اسقاطه . . فقضى الجميع امسية سعيدة، و جرى تقسيم الضيوف عند النوم بحيث تنام تارا في غرفة الأختين، و رُتّبت غرفة جديدة لمنام د. فارس و هوشنك .
. . . .
. . . .
كانت تلك الليلة باردة، حيث هبّت فيها رياح شديدة استمرت لساعات ثم سكنت تدريجياً . . و استيقظوا ذلك الصباح بنشاط ، و عاد صاحب الى وقفته عند شباك الغرفة و فوجئ بالثلج و هو يغطي السطوح و يغطيّ المساحات الخضر الغنّاء التي أُعجب بها في الصباح السابق .
كان مام توفيق فرحاً بسقوط الثلج بتلك الكميات الكبيرة، لأن ذلك يعني ان الطريق الى توزله قد اغلقه الثلج و سيضطرون للبقاء في بيت حاجي توحيدي ليلة اخرى او اكثر، ريثما يُفتح الطريق بتقديره و وفق معرفته بالمنطقة و طقسها . كان اضطرارهم للبقاء في البيت، قد افرح الجميع، فالأهل فرحوا لأنه يعني بقاء الطبيب الضروري بتقديرهم لتدقيق صحة الأم، لمام توفيق لترتيب تأجير الحيوانات و لضمان مكان دافئ يبقى فيه لأنجاح النقل في ذلك الثلج الذي لم يُعرف الى اي مدى سيتساقط، و افرح
هوشنك الذي يبحث عن مكان سكن و لو مؤقت لأخته تارا، و كان مفرحاً لصاحب لتوثيق العلاقة مع عائلة الحاج توحيدي لأهميتها لحياة بيشمركةانصار توزله ـ نوزنك.
صار بيت الحاج وحيدي هو المحطة الأساسية لنقل الأدوية بعدئذ من بيت اسطه عمر، الى توزله، حيث صار مخزن بيت الحاج وحيدي، هو مكان خزنها المؤقت . . لإيصال الأدوية بأمان و على مراحل الى توزله على ظهور الحيوانات . .
(يتبع)


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. الجادور، او البرقع، مايشبه العباءة العراقية، الاّ انه اخفّ نسيجاً و اصغر حجماً و يكون في العادة من قماش ملوّن الواناً هادئة . . ان ظهور النساء بدون برقع في بيت ما امام الضيوف رغم استمرار وجود ربطة الشعر، تعني ان الضيوف صاروا من اهل البيت.
2. منظمة يسارية ايرانية اشتهرت بنشاطها في اوساط الشباب الإيراني قبيل و بعيد سقوط شاه ايران، و ضمّت الشباب الإيراني على اختلاف انتماءاته القومية و الدينية .
3. و تعني بالعربية " ليلة سعيدة " .
4. اشتهر العسل هناك بنوعين اساسيين، الأبيض و هو الأحدث و يقدّم عادة مع قطعة بيضاء من بيوت النحل بشمعها، الغامق و هو اكثر قدماً ويقدّم بنفس الطريقة. و يعتبر تقديم الأبيض للضيف ابداءً لزيادة في الأحترام اليه.
5. و يسمى ايضاً " كنكر ماسي"، نسبة الى (ماسي) الكوردية التي تعني بالعربية سمك. و هي اكلة جبلية شهيرة، يتم اعدادها بغسل الكاعوب و سلقه قليلاً، ثم تلويث كل قطعة منه بالبيض، ليقلىّ به .
6. ماموستا، تعني بالعربية " الأستاذ " و تطلق عموماً على المدرسين و المعلمين .
7. " الغربية " ، تعني هنا البادية الغربية من العراق، اكبر مدنها: الرمادي، الفلوجة، عنه، راوة، الرطبة . .



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل عادت انتخابات الفوز ب 99,9 %
- هناك . . عند الحدود (11)
- هناك . . عند الحدود (10)
- هناك . . عند الحدود (9)
- هناك . . عند الحدود (8)
- هناك . . عند الحدود (7)
- اين -الدولة الجديدة- بديل الدكتاتورية ؟
- هناك . . عند الحدود (6)
- للإسراع باعلان نتائج الإنتخابات !
- هناك . . عند الحدود (5)
- هناك . . عند الحدود (4)
- هناك . . عند الحدود (3)
- ما معنى الإنتخابات و الى اين ؟
- هناك . . عند الحدود (2)
- هناك . . عند الحدود (1)
- ثمانون عاما من اجل قضيتنا الوطنية . .
- الشعب بين حقوقه و بين تقاعد الرئاسات
- 8 آذار و مخاطر مصادرة حقوق المرأة . .
- الى من يحاول تجميل جرائم 8 شباط الاسود (2)
- الى من يحاول تجميل جرائم 8 شباط الاسود (1)


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مهند البراك - هناك . . عند الحدود (12)