محمد الاغظف بوية
الحوار المتمدن-العدد: 4462 - 2014 / 5 / 24 - 11:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عندما يفكر احد المناضلين في حزب سياسي متحكم في جزء من دواليب السلطة وهو طبعا الجزء المسموح به في ظل دولة قوية عميقة ومن لصعب لحزب ضعيف ان يخترقها حتى ولو كانت قوته تضاهى قوة الحزب الشيوعى الصيني .هذا المناضل يقوده تفكيره الى الاعتقاد بأنهم الآن ملكوا الدولة ودهاليزها حتى أن بعضا من المغرورين يهددون ويتوعدون من يعترض على سفاهتهم او ينتقص من أداء قادتهم والعلة في ذلك قصور تجربتهم وعدم إلمامهم بالثقافة السياسية وتغلب ّأنا الانتساب"للحزب أو الهيئة على المواقف فتتحول هذه المواقف إلى سب وقذف وهذا ديدن من يفهم الحكم والسلطة بنوع من ضيق الافق وقلة التجربة .ولقد رأينا نشطاء حزب العدالة والتنمية يخترقون المواقع ويسفهون المخالف مع الاعتقاد المحمود في قادتهم الى حدود التقديس .فمن الأوصاف المعلومة المكررة من طرفهم "الرجال ،الأبطال، خيرة شباب البلد ،محاربوا الفساد.الخاصة الصالحة.الذين لايقعون في المحرم أو الحرام وان شابت احدهم شوائب النواقص كخيانة الأمانة والربح السريع المبهم .قالوا لنا أو رددوا "إنها المؤامرة الدنيئة لأعداء الوطن ".
أما خدمة الشعب فقد أطنب اهل الطرب علما أن طربهم أناشيد مملة قاتلة موجعة ليست بالمفهومة ولا المدركة .فانشدوا عبارات ملحمية منذ أن أخذوا في إعطاء دروسا في كيفية إسعاد الشعب المغلوب على أمره .فانتخبهم المسكين وكان من عشقهم لهذا الشعب تمتعيه بالمرح والضحك وقدمت له النكت حتى تغيرت معادلة النظرة للإسلاميين المسيسين. فقد نظر اليهم الناس بنوع من الريبة بسبب كثرة تحريمهم وتقشفهم وتمنعهم عن تقديم صدقة الابتسامة .ولكن لكل بداية نهاية ،فلكل مسرحية سخيفة نهاية فادحة وفاضحة .فقد انخدع الشعب الشعب المسكين المغلوب .ففي المهرجانات الخطابية قبيل الاقتراع الانتخابي وأثناء الحملات الانتخابية لم يكن المقصود هو الشعب وإنما قصد" شعب رأس المال".
وخلاصة القول أن حكومة السيد حزب العدالة والتنمية ليست بسياستها موجهة لخدمة أو الاستجابة لمتطلبات الشعب.فهى سلكت مسلكا آخر أخطأت توصيفه لغويا .فالشعب الحقيقي الذي وجه له خطاب الانتخاب والوعود هو شعب الرأسمال .وهو الشعب المحبوب للقلوب لأنه قريب من دعوة الإصلاح والتوحيد.وكذلك لأن اقرب طريق للبقاء في الحكم هو الاقتراب من رأس المال...وفعلا كان القرب ومن يفتح الاعين في الطرقات ويتمشى في الأسواق يدرك حقيقة غابت عن الشعب المغلوب ...
#محمد_الاغظف_بوية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟