أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - عواد احمد صالح - الطبقة العاملة والمسألة الطائفية















المزيد.....

الطبقة العاملة والمسألة الطائفية


عواد احمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 4462 - 2014 / 5 / 24 - 01:28
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


لم يكد سعار الدعوات القومية المحموم يخف على امتداد خارطة العالم العربي حتى خلف وراءه ظاهرة اشد رجعية وتخلفا هي ظاهرة الطائفية السياسية والدينية التي دشنتها مرحلة العولمة والمشروع الاميركي الغربي في تفيتت الدول الصغيرة والضعيفة واعادة الهيمنة والنفوذ عليها والتي بدأت بغزو العراق وتدميره منذ اكثر من عشر سنوات ومازالت موجة العنف الطائفي تضرب البلد مخلفة الدمار والخراب والتفتيت وتقسيم البشر على اساس الهويات الطائفية والمناطقية والعشائرية والقومية .
لقد تراجعت النزعة القومية كثيرا وظهرت بدلا منها الى الواجهة الطائفية السياسية كشكل من اشكال حكم البرجوازية .في المرحلة التاريخية الراهنة .
واذا كانت النزعة القومية تقسم البشر على اساس العرق والانتماء لامة وتقيم مفاضلة وتمييزا بين الامة الكبيرة المسيطرة والامم الصغيرة المضطهدة او الامة (العريقة ) وذات الامجاد وبين من ليس له حضارة او تاريخ او مجد مزعوم ) فان الطائفية الدينية السياسية اليوم تميز بين سكان البلد الواحد تحت ذرائع وعقائد دينية تاريخية واهية عن الطائفة الاكبر او الدين الاكبر او المظلومية ومن يدعي انه يملك ( الحقيقة ) وحده ومن يدعي ( انا صح وغيري خطأ ) .
ان القومية والطائفية كلاهما ادوات سياسية بيد الطبقات المالكة لتقسيم البشر وخلق المناحرات والعداوات بينهم وذر الرماد في عيون العمال وحرفهم عن النضال ضد البرجوازية ومن اجل تمويه والغاء الصراع الطبقي .
العراق بلد خليط من الناحية القومية ومقسم بين طائفتين كبيرتين (الشيعة والسنة ) .واذا كانت الطائفية متجذرة تاريخيا في هذا البلد بسبب الصراع السياسي على السلطة والحكم وادعاء تمثيل الحقيقة فانه يعاد كل مرة انتاجها ونفخ الروح في ضمورها بواسطة الهجمات الاستعمارية والحروب والاحتلالات ودور رجال الدين والمؤسسات الدينية التي هي مؤسسات ثيوقراطية تمتل النفوذ المادي والروحي للمعممين على الجماهير وتحركهم وفق ما تشاء .
ان سبب انبعاث وصعود الطائفية بالمستوى الذي نراه اليوم وتعمق التخندق الطائفي هو سلطة احزاب الاسلاميين الطائفيين والقوميين والصراع القائم بينهم ضمن ما يسمى (العملية السياسية ) والانتخابات فكلما ازداد الصراع الطائفي والازمات الاجتماعية والسياسية فان ذلك يخدم اهداف السلطة الحاكمة البرجوازية في البقاء والاستمرار على سدة الحكم وتحشيد طائفتها المعنية وراءها لدعمها وتقويتها لذلك فان استمرار الطائفية و "تجذرها " في المجتمع العراقي هو اساسا بفعل السياسة الحكومية القائمة .
هذه السياسة وما الت اليه تدمر غالبية سكان العراق وتفصلهم طائفيا عن بعضهم وتزرع الشحناء والصراع والكراهية بين القطاعات الاكثر سذاجة وتخلفا في المجتمع .
تهدف البرجوازية الاسلامية القومية الطائفية وبواسطة تعميق الصراع الطائفي الى صرف أنظار الطبقة العاملة عن الاهتمام باهدافها الطبقية والاجتماعية الكبرى في اقامة عالم افضل ومجتمع افضل مبني على مساواة البشر في الحقوق والغاء التمييز وفصل الدين عن الدولة والتربية والتعليم .
كما تخشى الراسمالية العالمية المضرجة بازماتها وحروبها وحليفتها وتابعها البرجوازية المحلية تحرك العمال فتسعى باستمرار الى خلق صراعات جانبية بين السكان قائمة على تقسيم البشر دينيا وطائفيا وقوميا .ولا تتردد تلك السلطة البرجوازية الطائفية في محاولتها تمويه وطمس الصراع الطبقي وحشد العمال تحت راية الطائفة والدين والاحزاب الطائفية وافكارها الرجعية والمناطقية .
ان البروليتاريا (الطبقة العاملة ) باعتبارها طبقة مضطهدة من قبل الراسمال هي طبقة عالمية خارج اطار كل تصنيف قومي وطائفي وبما هي كذلك فانها تحمل راية المساواة والحرية وتحطيم السيطرة الطبقية ضمن اطار حركتها الموضوعية من اجل الاشتراكية وتدافع بقوة عن مساواة الجماهير في كل مكان وعن حرية الامم وعن وحدة عمال جميع الامم .
ولكي تتمكن الشعوب من العيش بحرية وسلام وطمأنينة فان الطبقة العاملة هي النصير الصلب للحرية والسلام الاجتماعي والمساواة في الحقوق .
ان (الديمقراطية الكاملة ) ليس بالمفهوم البرجوازي والتي تعني الحرية السياسية والاجتماعية وحرية المعتقد والفكر والدين والغاء الفوارق والامتيازات بين افراد اي شعب او امة هي من صلب عمل وكفاح الطبقة العاملة ضد الرأسمالية .
يريد كبار الرأسماليون من مختلف التصنيفات الدينية والقومية والليبرالية وفي مختلف البلدان تقسيم العمال على المستوى العالمي وزرع الاختلافات والعداوات بينهم سواء كانت دينية طائفية قومية عشائرية بهدف تزييف وعيهم وتأبيد استغلالهم واستثمار قوة عملهم على أفضل ما يكون الاستغلال والاستثمار .
ان العمال الواعين في العراق خاصة وفي ظل الظروف الحالية هم دعاة للوحدة الكاملة وحدة طبقتهم وانصار للمساواة التامة بينهم وبين مواطنيهم من مختلف مكونات السكان الاخرى ، لانهم ضحية لاستغلال واضطهاد واحد للبرجوازية سواء كانت محلية او عالمية ، انهم يخضعون لنفس قوانين الاقتصاد الرأسمالي تلك القوانين الموضوعية التي تحكم البشر على مستوى كوكبنا الارضي .لا تفرقهم الايديولوجيات الطائفية والقومية او المناطقية والعشائرية فهم اصحاب رسالة تاريخية كبرى في تحرير المجتمع من اللامساواة ومختلف اشكال التمييز والتناحر بين بني البشر .
ان المنظمات السياسية الاحزاب والاتحادات والنقابات التي تمثل وتقود الطبقة العاملة هي ادوات سياسية لتوحيد العمال ونضالهم الطبقي خارج اطار القومية والطائفة والدين وخارج اطار جميع الايديولوجيات والخطابات القائمة اليوم التي يراد منها حشد العمال وراء سلطة البرجوازية الطائفية التي تمعن في تمزيق البشر وفقا لاهدافها ومصالحها الطبقية الانانية والضيقة .
وفي سياق نضالها ضد البرجوازية تخلق البروليتاريا ثقافتها وقيمها الخاصة البعيدة كل البعد عن الخرافات والافكار الموروثة ومختلف الاوهام والخصوصيات، ثقافة اممية لا تعترف باي تصنيف للبشر على اساس طائفي او قومي او مناطقي او ديني ثقافة مهد لها المناضلين من اجل الحرية ماركس وانجلز ولينين وكل قادة ورموز الطبقة العاملة في العالم ، وشكلتها وعززت تطورها نضالات الحركة العمالية وثوراتها في مختلف البلدان كومونة باريس وثورة اكتوبر الروسية وغيرهما من التجارب والنضالات الشرسة على مدى اكثر من قرنين من الزمن .
ان العمال اليوم ونحن نشهد انبعاث اعتى الافكار والممارسات الرجعية من دهاليز التاريخ المظلمة يقفون بالضد من افكار العالم القديم عالم الاضطهاد والتفرقة والعنف ، يكافحون بدون تردد من اجل عالم جديد لا مكان فيه لاي تمييز ولاي اضطهاد للإنسان من قبل الإنسان .



#عواد_احمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول مقتل الصحفي محمد بديوي
- الشيوعية والدعاية المضادة في عصر العولمة
- مقتدى الصدر والانسحاب من العملية السياسية ..
- المحاور الاساسية في فكر لينين ونضاله
- (بمناسبة 6 كانون ) انطباعات شخصية عن الجيش العراقي ...
- قضية الانبار في ظل المعادلة السياسية الطائفية – القومية
- حول مفهوم -النسوية - او النسوانية وتحرر المراة
- الشيوعية والوعي البدائي والساذج للجماهير
- التحديات التي تواجه الشيوعية العمالية - مداخلة مع الرفيق رزك ...
- موضوعات حول الحرية والديمقراطية والاشتراكية والليبرالية
- حول تصاعد موجة الاستقطاب الطائفي في العراق بعد المظاهرات وال ...
- ملاحظات اضافية حول الوضع في سوريا وموقف اليسار
- الحرب الاهلية والتغيير في سوريا في ظل نتائج (الربيع العربي )
- الانتفاضة في سوريا والاصطفاف الطائفي في الشرق العربي
- حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات -الربيع ا ...
- حول طبيعة الثورات الراهنة في العالم العربي وحدودها
- من اجل نجاح الثورة في تونس الى النهاية ...ما العمل ؟؟؟
- لا لم يتغير لون السيناريو ولكن هل ينبغي البقاء مكتوفي الأيدي ...
- وجهة نظر حول انتخابات مجالس المحافظات
- أوباما ومنطق التغيير على الطريقة الأمريكية


المزيد.....




- مركز الفينيق: رفع الحد الأدنى للأجور في الأردن: استثمار في ا ...
- تعرف على موعد صرف رواتب الموظفين شهر ديسمبر 2024 العراق
- تغطية إعلامية: اليوم الأول من النسخة الأولى لأيام السينما ال ...
- النقابة الحرة للفوسفاط: الامتداد الأصيل للحركة النقابية والع ...
- مركز الفينيق: رفع الحد الأدنى للأجور في الأردن: استثمار في ا ...
- وزارة المالية بالجزائر توضح حقيقة زيادة 15% على رواتب المتقا ...
- اصابة مدير مستشفى كمال عدوان وعدد من العاملين بقصف مسيّرات ا ...
- مراسلنا: إصابة مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية وعدد من ...
- السلطة الشعبوية تعلن الحرب على العمال وحقوقهم النقابية
- سياسات التقشف تشعل غضب العاملين في القطاع الصحي بالأرجنتين


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - عواد احمد صالح - الطبقة العاملة والمسألة الطائفية