أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ابراهيم عودة النمر - ( فاجعه الجسر..صورة واقعيه ..لشاهد عيان )














المزيد.....

( فاجعه الجسر..صورة واقعيه ..لشاهد عيان )


ابراهيم عودة النمر

الحوار المتمدن-العدد: 4461 - 2014 / 5 / 23 - 15:54
المحور: المجتمع المدني
    


هكذا رايت المشهد..هكذا رايت النبع
مع فجر ذالك اليوم..زحفت الجموع .. ضاقت بها الشوارع..تدفقت كالينابيع
والتقت عند الجسر....تسمرت عيناي نحو حدائق الحزن والنخيل..
ونحو النهر الخالد..حيث راحت امواجه الصغيره ..تتكسر بصمت ومياهه الدافئه تنساب بهدوء.
الجموع لا تزال تزحف صوب القباب والمنارات الذهبيه الصفراء ...والساعه قد تجاوزت الثامنه
بقليل وصواريخ الكاتيوشا والهاونات..تهز جزءا من المكان..يتساقط شهداء وتضرج الارض
بدم جديد منذ الصباح...!!
ويتصاعد الدخان وتكبيرة ..الله اكبر..تبدد الخوف ويعلو صداها السماء..وتستمر المسيرة
رحت اتمتم حتى كادت انفاسي تكتم صوتي وتساقطت دموعي بكبرياء الرجال.
سيدي مولاي
هي ملحمتك التي صنعت التاريخ...هي ذاتها الساعات التي مزقت فيها صمت زمن الظلم..
وهذه الجموع جاءت لتبكيك.. منهم من حمل الامك واوجاعك..ومنهم من حمل الامه واوجاعه.
ممزوجة بامانيه..هم ابناؤك الذين عاشوا المحنه
عبر تاريخ رديء..وقدموا خلال مسيره طويلة
تستمر. المسيرة.. تتزاحم فوق الجسر..تتدافع المناكب.. وتتلاطم موجات البشر.. كانها موجات
بحر هائج يندد بالخطر. .بالطوفان..!!
والصبية والصبايا والاطفال يتسابقون مع احلامهم الصغيرة و..ووجوههم تطفح بالبشر والامل والحياة..لم يثن عزمهم طول الطريق ولا بعد المسافات ولا حتى دوي الصواريخ .
كان محمد الموسوي احد الاطفال.. جاء وصدزه الغض عامر بالامان وحب ال البيت.. يحتضن بين اضلاعه الهزيلة.. القران.. واحلامه ترفرف فوق راسه..ولم تكن تلك الاحلام تتعدى..صلاة في ضريح الامام.. جاء ليساله الشفاعة لابيه الذي رحل قبل عام..جاء مثقلا بالم اليتم ووجعه والم الحياة وقسوتها..الا ان قلبه الصغير كان ينبض بالحب وبالحياة..ويامل بالعودة الى حارته ليواصل لعبه مع الاطفال..
الا ان سيوف بني امية انهالت عليه لتغتال احلامه الصغيرة..كما اغتالت احلام الكبار..
يسقط الطفل مضرجا بدمه.. يتوقف نبض القلب.. يفارق الحياة..الا ان القران لم يفارق جسده الهزيل.. ويسقط مع محمد الموسوي المئات من النساء والشيوخ والاطفال.. مرة يحتضنهم النهر.. ومره تدوسهم الارجل..فتمتزج الدماء ..ويسيل الدم من جديد على جسر الشهادة.. يعلو الصراخ.. صداه يهز الجسر .. وترتفع الرايات وتصدح ماذن ابي حنيفة النعمان في الطرف الشرقي للجسر..
تصدح بنداء الاستغاثه..و يهرع شباب الاعظميه ..ملبين النداء..
تمتزج الدماء من جديد يحتضنهم نهر واحد.!!
وتجمعهم حياة واحده ..وموت واحد..لينسجوا الملحمة..
كانت البطولة لابن الاعظمية.. عثمان العبيدي..
والذي انقذ الكثير..لكنه في النهايه.. عجز من انقاذ نفسه فابتلعه النهر ليزرع في قاعه الف شجرة حب.. وسيقدم له الامام الف ورده في جنة الشهداء.
اغضضت طرفي لم اعد ارى اجمل من هذا الحلم رغم فداحة الفاجعة..وتذكرت قول البحتري..
اذ احتربت يوما وفاضت دماؤها
تذكرت ذو القر بى ففاضت دموعها
شواجر ارماح تقطع بينهم
شواجر ارحام ملوم قطوعها
وتبقى النفس في تهويماتها محلقة متسامية من اجل الحب وفي سماء كل العراق حيثما يسقط شهيد .. طوبى للبطولةالتي صنعها بن الاعظمية..فابى ان لايموت الا وجسده ملازما لابن الكاظميه..وتلك هي الحقيقة التي يجب ان يفهمها المراهنون..
هي اخو ة ازليه.. ابدية يرويها نبع واحد..يتدفق عبر الزمن بلا حدود فيرسم لنا ...طريق السلام والامل والحياة رغم كل المسافات..ويضمهم دفء واحد ..هو دفء الوطن الغالي.



#ابراهيم_عودة_النمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوشكين الوطن
- زيديني عشقا ..
- الانتخابات بين وهم التغيير .. والحقيقه
- العراق واسطورة برو ميثيوس
- تراتيل لوطن جريح .. في محراب العشق
- فوق دروب الترحال .. الى اين يمضي الوطن ..؟
- معبد الحب
- خواطر عن الحب
- زعيم الفقراء
- المرأة النصف الاجمل .. في العالم
- الى متى نظل نلف وندور .. رغم اختلاف الفصول..؟
- حنين شاعر
- بغداد الثقافه ..بغداد الامانه..بين الجد والهزل..
- طعم الجوع


المزيد.....




- الأونروا: النظام المدني في غزة دمر تماما
- عاصفة انتقادات إسرائيلية أمريكية للجنائية الدولية بعد مذكرتي ...
- غوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- سلامي: قرار المحكمة الجنائية اعتبار قادة الاحتلال مجرمي حرب ...
- أزمة المياه تعمق معاناة النازحين بمدينة خان يونس
- جوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا بشكل رسمي
- مقرر أممي: قرار الجنائية الدولية اعتقال نتنياهو وغالانت تاري ...
- جنوب السودان: سماع دوي إطلاق نار في جوبا وسط أنباء عن محاولة ...
- الأمم المتحدة تحذر من توقف إمدادات الغذاء في غزة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ابراهيم عودة النمر - ( فاجعه الجسر..صورة واقعيه ..لشاهد عيان )