أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - هاشم نعمة - الهجرة السكانية وتجارة البشر في الشرق الأوسط- الجزء الأول















المزيد.....

الهجرة السكانية وتجارة البشر في الشرق الأوسط- الجزء الأول


هاشم نعمة

الحوار المتمدن-العدد: 1263 - 2005 / 7 / 22 - 11:45
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


الهجرة في الشرق الأوسط نادرا ما تحضى بتغطية الإعلام الغربي. ففي الغرب يرتبط " الشرق الأوسط" بشكل نموذجي بقضية الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي وجيوبولتيك النفط أو أكثر حداثة مع الحرب في العراق. المشاكل الأخرى التي تعيشها المنطقة غالبا ما تهمل أو يجري التعامل معها كجزء من مشكلة أوسع هي عدم الاستقرار السياسي. واحدة من هذه المشاكل هي الهجرة. هذا المقال يهدف إلى تبيان أن هناك اهتماما متزايدا في المنطقة بموضوع الهجرة خصوصا غير الشرعية منها.

الشرق الأوسط والهجرة الدولية

يستقطب الشرق الأوسط أكثر من 10% من مجموع المهاجرين في العالم وتستضيف الدول الغنية في الخليج العربي أعلى تركز للعمالة المهاجرة في العالم. وجود المهاجرين الشرعيين والمهاجرين غير الموثقين واللاجئين ومجموعات خاصة يعطي للهجرة في المنطقة وجها مختلفا. هجرة العمالة أو ( العمالة المتعاقدة ) تكون نموذجيا ذات طبيعة مؤقتة مع عدم وجود توقعات باكتساب حقوق الإقامة الدائمة أو المواطنة بالنسبة للمهاجرين ( خصوصا في الخليج العربي حيث يمثل المهاجرون من جنوب-شرق آسيا في الغالب ربع مجموع السكان ) . تقدر المنظمة الدولية للهجرة بتحفظ بأنه يوجد حاليا 14 مليون مهاجر دولي و 6 مليون لاجئ في الشرق الأوسط.

تستضيف السعودية أكبر عدد من السكان الأجانب في المنطقة يقدر بـ 6,2 مليون. أيضا هناك وجود كبير للمهاجرين في بلدين آخرين من بلدان مجلس التعاون الخليجي هما: الإمارات العربية حيث يقدر عدد الأجانب بـ 1,7 مليون والكويت 1,3 مليون.

يكون الهنود أكبر مجموعة من المهاجرين في المنطقة ( 3,2 مليون ) يأتي بعدهم المصريون ( 1,8 مليون يتركزون بشكل رئيسي في السعودية وبلدان مجلس التعاون الخليجي الأخرى ) والباكستانيون ( 1,2 مليون ) وهناك مجموعات أخرى تقيم في المشرق العربي والجزيرة العربية: البنغلاديشيون ( 827,00 ) والفلبينيون (849,00 ) والسريلانكيون ( 582,00 ) والأردنيون ( 470,00 الغالبية في السعودية وبلدان المجلس الأخرى ) و اليمنيون ( 463,00 الغالبية في السعودية ) والإيرانيون ( الغالبية في الإمارات والكويت وقطر والبحرين ) والعراقيون ( 393,00 الغالبية في الأردن وسوريا ).

في السنوات الأخيرة بدأت حكومات بلدان مجلس التعاون الخليجي بتنفيذ سياسات صارمة في مجال إحلال العمالة الوطنية محل العمالة الأجنبية خصوصا في القطاع الخاص. حيث فرضت قيودا على تشغيل العمالة غير الوطنية وحصصا تمثل الحد الأدنى لتشغيل العمالة الوطنية ورسوما أعلى على تأجير العمالة غير الوطنية. هذه التطبيقات طالت كلا من المهاجرين العرب وغير العرب في المنطقة لكن بما أن المهاجرين العرب يتجهون للعمل في المهن الإدارية والفنية واليدوية التي يمكن أن يشغلها المواطنون لذا تكون الأعمال الأكثر خطورة وصعوبة من حصة العمال الآسيويين. لذلك من المرجح أن يستبدل الباحثون عن العمل من المواطنين المهاجرين العرب في المستقبل بدل الآسيويين ومن ثم تقل فرص العمل بالنسبة للمهاجرين العرب في البلدان المذكورة.

في حزيران (يونيو) 2004 قَدم تقرير إلى الكونغرس الأمريكي يتعلق بتجارة البشر وشمل هذا التقرير 140 بلدا يعتقد بأن لديها عددا مهما وبأشكال قاسية من ضحايا هذه التجارة. وقد صنفت الدول إلى ثلاث رتب طبقا لدرجة استجابة الحكومة مع معايير الحد الأدنى في الكفاح ضد هذه التجارة. وقد احتفظت كل من البحرين والكويت ولبنان والسعودية بالمرتبة الثانية بعد أن أزيلت من المرتبة الثالثة وهذا يعود لجهودها المهمة للاستجابة لمعايير الحد الأدنى. وهذا يوضح أن بعضا من دول مجلس التعاون الخليجي بذلت جهودا أكثر في مكافحة تجارة البشر. ورغم ذلك تظل دول المجلس المكان الأول الذي تتجه له هذه التجارة. وتصبح إسرائيل بشكل متزايد هدفا شائعا لمثل هذه التجارة. وذكرت التقارير أن نساء من مولدافيا وروسيا وأوكرانيا ودول أخرى من الإتحاد السوفيتي السابق يتم تهريبهن إلى إسرائيل لغرض الاستغلال الجنسي التجاري. كذلك الأشخاص الباحثون عن عمل تجري المتاجرة بهم حيث يعملون في ظروف عمل إجباري ويتعرضون للإيذاء الجسدي وأشكال عمل قاسية أخرى. الكثير من العمال الأجانب ذوي الخبرة القليلة تحبس جوازاتهم وتغير عقود عملهم ويعانون من عدم دفع رواتبهم لمدد مختلفة وبدرجات مختلفة. وقد جلبت الشركات الإنشائية والمشاريع التجارية الأخرى عمالا من الذكور من الصين وبلغاريا إلى إسرائيل للعمل في ظروف مساوية للعبودية أو الأشغال الشاقة غير الطوعيةْْ.

حتى العراق لم يسلم من تجارة البشر. التقرير المقدم للكونغرس يبين أن هذه التجارة من الممكن أخذت طريقها نتيجة الحرب حيث يرد فيه:
يشهد العراق مؤشرات على انبثاق مشكلات تجارة البشر. فوجود السكان النازحين والنساء الأرامل وأخريات عرضة للإغراء وأطفال مفصولين عن عائلاتهم أو أيتام يعتمدون على المساعدة الإنسانية من أجل البقاء كل هؤلاء يكونون مصدرا للعمل المستغًل أو الجنس. في كثير من حالات ما بعد الحرب تًستغل العناصر المجرمة انكسار حكم القانون ويأس العائلات المهددة ماديا حيث يجري خطف وإجبار وخديعة الأشخاص للعمل في الدعارة. وينتعش المتاجرون بالبشر أيضا في الحالات التي يضعف فيها القانون. وهناك نقص في البنية التحتية فيما يخص الخدمات والحماية التي من المفترض أن تقدم إلى الضحايا. هذا النقص في الخدمات الطبية والإرشاد والحماية من المحتمل أن يشجع زيادة وقوع الأشخاص كضحايا لهذه التجارة. وكما رأينا في أماكن أخرى من العالم يزداد الطلب على البغاء مع وجود القوات الأجنبية والمغتربين (المنفيين) والموظفين الدوليين الذين يتقاضون دخولا جيدة.

لسوء الحظ انتشار الإعلان عن الخطف من أجل الفدية الذي ظهر إلى السطح بعد نهاية العمليات العسكرية الرئيسية في ربيع 2003 بدأ يعطى مبررا للقلق الوارد في التقرير المذكور حيث بدأت تكتب التقارير في ذات السنة عن العديد من حالات الخطف من أجل المتاجرة بالإنسان.

وجلب انتباه الإعلام خطف الكثير من العمال الأجانب في العراق وقتل العديد منهم. هؤلاء العمال يرغبون أصلا بالبحث عن عمل في البلاد ( رغم أن بعض الحكومات لأسباب أمنية لم تشجع أو حتى منعت مواطنيها من البحث عن فرص العمل في العراق).

وقد ذكرت التقارير بأن هناك نمطا جديدا من التجارة بالعمالة المهاجرة انبثق بشكل واضح بسبب الفوضى وارتخاء متطلبات الدخول إلى العراق خلال المرحلة التي أعقبت الحرب. مواطنون من بنغلاديش والهند والصومال ودول أخرى وعدوا بالعمل في الأردن من قبل الوكلاء المحليين الأردنيين والذين تقاضوا رسوما باهضة منهم. وكان بدلا من ذلك قد أخذوا عبر الحدود إلى الصحراء العراقية وتركوا هناك ليعيلوا أنفسهم. وطبقا لبعض التقارير الإعلامية فأن 1000 مهاجر على الأقل سقطوا ضحية هذا الاحتيال في مايس (ماي) 2003 وحاولوا العبور ثانية إلى الأردن بعد شهور قضوها في بغداد وأجزاء أخرى من العراق ( في بعض الأوقات واجهوا حالة المواجهات العسكرية) بدون عمل وغذاء ونقود أو وثائق سفر صالحة وتأشيرات دخول.

* ترجمة بتصرف عن اللغة الانكليزية من مجلة المنظمة الدولية للهجرة، المجلد 43 ، عدد مزدوج 1-2 ، 2005 ،ص 267-271 .
International Migration Vol. 43 (1/2) IOM, 2005, pp.267-271



#هاشم_نعمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 1900- 1962 ،قراءة في كتاب - المهاجرون والتمييز العنصري الجزا ...
- (الهجرة السكانية وظاهرة العولمة ( الجزء الثاني
- (الهجرة السكانية وظاهرة العولمة (الجزء الأول
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ...
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ...
- ملاحظات في السكان والتنمية
- نظرة في الجغرافية الانتخابية
- هل من سياسة سكانية في العراق ؟
- هجرة العراقيين وتأثيراتها على البنية السكانية - الجزء الثاني
- هجرة العراقيين وتأثيراتها على البنية السكانية - الجزء الأول
- التعداد السكاني وتحديد المناطق الحضرية والريفية
- التعداد السكاني المرتقب والجاليات العراقية المقيمة في الخارج
- رؤية في التعداد السكاني المرتقب
- مؤشرات التحول الديمغرافي في بلدان المغرب العربي
- هجرة العراقيين : اتجاهاتها وتأثيراتها
- التنمية المستديمة في المناطق الجافة إدارة وتحسين الموارد الص ...
- قراءة في كتاب - التنمية المستديمة في المناطق الجافة تقييم وم ...
- أولوية بوش في العراق ليست الديمقراطية
- ظاهرة التصحر وأبعادها البيئية والاقتصادية –الاجتماعية في الع ...
- التركز الحضري ومشكلاته في العراق


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - هاشم نعمة - الهجرة السكانية وتجارة البشر في الشرق الأوسط- الجزء الأول