أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - جاسم عبدالله الصالح - بعد ان اصبح العراق مصدراً للأمراض والأوبئة ، هل سنبقى صامتين ؟















المزيد.....

بعد ان اصبح العراق مصدراً للأمراض والأوبئة ، هل سنبقى صامتين ؟


جاسم عبدالله الصالح

الحوار المتمدن-العدد: 4461 - 2014 / 5 / 23 - 11:47
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


بينما ينشغل السياسيون في العراق بنتائج الانتخابات والتحالفات وكيفية الحصول على قطعة من كعكة السلطة ، يعاني ابناء الشعب من ازمات ومشاكل حقيقية لم تقتصر على الانفجارات المتكررة والاستهداف المنظم بل اتسع ذلك ليشمل الصحة العامة وبما اننا نتحدث عن الصحة العامة فهذا يعنى انا نتطرق لموضوع في غاية الاهمية .

تعددت الوسائل التي تستهدف المواطن وتهدد صحة المجتمع اولها شلل الاطفال الذي لم يظهر في العراق منذ 14 عاما ، حيث كانت السلطات تعزز الدور الرقابي من خلال رصد الحالات وتوفير اللقاحات وتحصين الاطفال بالشكل المطلوب وكان التنسيق بين وزارة الصحة والمنظمات الدولية المختصة ممتاز ما ادى الى انجاح عملية التحصين ضد المرض وعدم اصابة أي طفل رغم وجود حرب مستمرة و يبدو ان الازمة في سوريا لها تأثير كبير على دول المنطقة ذلك ما لمسناه من خلال ظهور حالات شلل اطفال لعدد من الاطفال السوريين بسبب النزاع المسلح في ذلك البلد وانتقاله الى العراق بالسرعة القصوى رغم وجود لجنة صحة في مجلس النواب العراقي ووجود وزير صحة وأكثر من لجنة رقابية اضافة الى ممثلو المنظمات الدولية .

لم يكن لأحد ان يدرك بان العراق من الدول التي تحتوي على مرض شلل الاطفال لولا اعلان منظمة الصحة العالمية عن تلك الدول التي يهدد اطفالها ذلك المرض بما فيها سوريا والكاميرون وباكستان وغينيا وأفغانستان .
ظهرت الاصابة بشلل الاطفال في العاصمة بغداد والمخاوف من انتقال الفيروس لآخرين اربك السلطات ، اصابة احرجت المسؤولين وأظهرت مدى اهمالهم وعجزهم عن حماية اطفال هذا البلد الغني ، لم يعد البلد محاصر اقتصاديا ولا منعزل دوليا كما كان في السابق رغم ذلك اثبتوا فشلهم في حماية المجتمع ، بلد تجاوزت ميزانيته السنوية 145 مليار دولار وتتجاوز صادراته النفطية اكثر من 3 مليون برميل يوميا لكل برميل 100 دولار ورغم كل ذلك ما زال يعاني ابنائه من الاضطهاد والعوز .
دول لا تملك ما يمتلكه العراق تخصص ملايين الدولارات لحماية المجتمع كبارا وأطفال وأثبتت نجاحها في تحمل المسؤولية وأكدت للعالم تقدمها وتطورها واحترامها للانسان و تؤكد ذلك بكل فخر " من حقها ان تفتخر بما تقدم لشعوبها " .
وزارة الصحة اسرعت لمعالجة الموقف وذلك من خلال تخصيصها جولة لقاحات طارئة ضد شلل الاطفال بالتعاون مع منظمة اليونيسيف شملت المدن والقرى العراقية ولم تكن تنجح لولا جهود منتسبي وزارة الصحة الذين يعرضون حياتهم للخطر وخصوصا في المناطق التي تشهد اعمال مسلحة لكن في النهاية هو " واجب انساني ووطني " .
مع انشغال وزارة الصحة بكارثة شلل الاطفال التي فضحت المسؤولين العراقيين وأظهرت اهمالهم ظهرت مشكلة صحية جديدة " الازمة السورية" من جديد ، ومدى تأثيرها على الوضع في العراق والذي لا يختلف عنها من حيث المعاناة ، العراق صاحب اطول حدود مع سوريا تأثر بالأزمة السورية بشكل كبير و استخدام الغازات السامة على الاراضي السورية اثر بشكل اكبر على الشعب السوري وجيرانه ، ما زالت شاحنات البضائع السورية تتدفق للعراق عبر البوابات الحدودية حاملة انواع الفواكه والخضر التي يتناولها المواطن العراقي طرية او جافة ، الاسلحة الكيميائية وسحب الدخان وبارود القنابل تغطي تلك المحاصيل التي يتم تصديرها للعراق دون اكتراث المسؤولين او متابعة احد المختصين بالشأن الصحي ، الطماطم والخيار والبطيخ السوري يغرق الاسواق العراقية واغلبها ملوث ويحتوي موادا كيميائية تهدد صحة المجتمع العراقي يقابلها صمت حكومي مريب ، وزارتي الصحة والتجارة لم تعلنان موقف من البضائع السورية التي يشتبه بسلامتها للاستهلاك ومواطنون لا يدركون حجم الخطر الذي يهدد المجتمع بأكمله وهنا السؤال الذي يطرح نفسه " لماذا يستمر استيراد بضائع مختلفة من دولة تم فيها استخدام اسلحة كيميائية محرمة دوليا " .
وبين ازمة شلل الاطفال واستيراد المواد الملوثة كيميائيا اضيفت معاناة جديدة للمواطن ، اذ ان الفيضانات المفتعلة التي استهدفت مناطق اطراف بغداد وتحديدا ابو غريب اثارت الذعر في نفوس الكثيرين " وانا واحد منهم " .
هناك صور تم التقاطها لأطفال اظهرت امراض جلدية غريبة لم نشاهدها من قبل في حين حذر مختصون في الشأن الصحي من الكوليرا والبلهارزيا وأمراض وأوبئة خطيرة تنتشر عبر المياه الملوثة .

اما في عدد من قرى ونواحي محافظة ديالى شمال بغداد فقد ظهر داء الجدري المائي والحصبة ، حيث تمنع القوات الامنية فرق الرش الجوالة المختصة بمكافحة الافات والحشرات من اداء واجبها في عدد من قرى ناحية السعدية شمال ديالى دون سبب مقنع .
الازمة الصحية في العراق بدأت تتفاقم وصحة المجتمع اصبحت على المحك اذا ما استمرت الازمات الثلاثة دون رادع او خطة تنسيق مشتركة بين جميع الاطراف المختصة ، المبالغ التي تخصص لحملات شلل الاطفال تختلس ويقال انها لا تكفي وأجور الفرق الجوالة لا تتجاوز 3 دولار يوميا ولا يتم تسليمها في الموعد المحدد وهي رمزية لا تساوي شيئا مقارنة مع الجهود والمخاطرة التي يواجهونها في العراق او الوطن العربي المضطرب عموما ، وازمة مياه الفيضانات مستمرة ولم تتخذ الحكومة أي اجراء لتحصين المواطنين او توفير مكان لهم لحمايتهم من الاوبئة الخطيرة ، اما البضائع الملوثة مازالت تتدفق الى العراق دون اجراءات مختبرية او فحوصات اشعاعية ولم تذكر وزارة الصحة أي بيان تحذير او تطمين لأفراد المجتمع و تتعدد وسائل التدهور الصحي .
عدم المسؤولية والإهمال يفاقم تلك المشاكل اذ انها بحاجة الى عمل حقيقي دؤوب يستند على الانسانية والإخلاص والوطنية والتواصل والتنسيق بين المجتمع الدولي اذا اقتضى الامر .
ان العمل الانساني ليس بحاجة الى متابعة ومراقبة وهذا ما دفعني وغيري الى رصد هذه الحالات التي تهدد مجتمعنا وتتوعد الاجيال القادمة وهذا التهديد لا يخص فئة دون غيرها او يستثني شخصا دون اخر بل انه يستهدف المحتمع الدولي برمته ، حماية المجتمع مسؤولية كل مواطن ونحن كبشر تحتم علينا مبادئنا وغريزتنا في الدفاع عن حقوق الاخرين وخصوصا ان مواطنون بسطاء او اطفال ابرياء لا يدركون ما الذي ينفعهم او يضرهم .



#جاسم_عبدالله_الصالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشباب أملهم لدحر الإرهاب
- العراق وتصدير الطاقة ومشروع الاكتفاء الذاتي
- الحكومة العراقية والعمل وفق مبدأ - فرق تسود -
- القرم وجنوب السودان ومصير كردستان
- في ذكرى عيدها - المرأة العراقية - تتوشح بالسواد لاضطهادها بق ...
- الدعارة الإعلامية والمهنية المهينة
- يحيا دولة الرئيس ، ولتتحول حدائقنا لمقابر


المزيد.....




- بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من ...
- عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش ...
- فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ ...
- واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
- هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
- هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
- -مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال ...
- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - جاسم عبدالله الصالح - بعد ان اصبح العراق مصدراً للأمراض والأوبئة ، هل سنبقى صامتين ؟