|
العاصفة قادمة والنظام الأرعن يخبط خبط عشواء...؟
جريس الهامس
الحوار المتمدن-العدد: 1263 - 2005 / 7 / 22 - 11:46
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
كنا نتمنى أن تنبع عاصفة التغيير من الشارع الوطني الديمقراطي السوري وبسواعد وطنية صادقة .. لكن السنوات الطويلة من نظام القمع المقنن واللصوصية المستشرية من رأس الهرم إلى أصغر مخبر وأصغر طائفي في نظام المخبرين والطائقية البغيضة التي مزقت وحدة المجتمع ومسخت شخصية الإنسان السوري إلى ببغاء يردد أكاذيب النظام . وخلقت معارضة تعيسة ممزقة وملغومة ومشلولة المناضلون الشرفاء فيها مطوقون ومضطهدون من أحزابهم فوق اضطهاد النظام لهم . معارضة معزولة عن الجماهير البائسة صاحبة المصلحة الطبقية والحياتية في إسقاط هذا النظام الكارثة الذي دمر البلاد وأذل العباد .. إلى جانب أخطاء هذه المعارضة القاتلة في بنائها الداخلي المشخصن البعيد عن الديمقراطية والقيادة الجماعية واحترام الرأي الاّخر داخلها . ثم تشرذمها رغم القواسم المشتركة وعجزها عن تقديم برامج إنقاذ وطني موحد يطرح على الجماهير لينال قبولها والنزول إلى الشارع لتنفيذه .. ومادامت المعارضة عاجزة عن تنفيذ برنامج الإنقاذ الوطني بإسقاط عملاق الطين الذي يشكله النظام الأسدي المعزول دوليا وعربيا والذي فقد كل أوراقه التي تاجر بها بعد انسحابه صاغرا من لبنان .. بعد كل ذلك تبقى كل الإحتمالات الخارجية مفتوحة . فرغم كل مانفذه هذا النظام لأسياده الإنكليز والأمريكان وما نفذه على الأرض لهم حتى فتح لهم كل ملفات السياسيين السوريين أمام لجنة المخابرات المركزية التي بقيت شهرين كاملين تدقق هذه الملفات في حلب العام الفائت ورغم تقديمه بعض الإرهابيين إلى سجن غوانتانامو لكسب رضا أمريكا من جهة وللتغطية على جرائم مخابرات النظام في العراق باسم المقاومة وفي لبنان باسم الدفاع عن لبنان ومسرحية مزارع شبعا - وغيرها .. لكن هذا النظام الأرعن والمغرور يظن أنه العبقري الذي يستطيع اللعب على كل الحبال لبقائه في السلطة . بعد صدور القرار 1559 عن مجلس الأمن أعلن السيد الشرع ( فهمان أفندي ) أن القرار لايعني سوريا . ثم أسرع عندما وضع قيد التنفيذ لتقبيل الأيادي ونفذه النظام قبل موعده المقرر بأسبوعين مع إبقاء شبكات مخابراته في لبنان تعيث فسادا وتغتال وتهدد المعارضين لا ستمرار الوصاية الأسدية بشكل جديد ..؟ بعد رفع الغطاء الأمريكي الإسرائيلي عن هذا النظام الذي استنفذ مهمته المرسومة له منذ اغتصابه للسلطة عام 1970 وتلمس روْوس النظام رقابهم وحملقا بأيدهم الملطخة بدماء الضحايا البريئة في سورية ولبمنان والعراق وبعد انكشاف كل بلهوانياته أمام كل ذي بصيرة وبصر وخصوصا بعد خروجه من لبنان وفقدانه المزرعة الخاصة التي منحتها أمريكا واسرائيل له منذ عام 1976 وتضرر شبكات المهربين وتجار المخدرات والهيمنة على مرفأبيروت وكل واردات البلد الصغيرالذي أوصلوه إلى الفقر والمجاعة والتهجير المنظم .. بعد كل ذلك فقد النظام بوصلة مساره ليدفعه حقده الأسود إلى حملة الإغتيالات الجبانة والسافرة بعد أن تحول جميع اللبنانيين إلى تيار الوحدة الوطنية مع الإستقلال والتحرر من الوصاية السورية بما فيهم عملاء النظام الأسدي وأنصاره بالأمس الأمر الذي زاده جنونا في الداخل والخارج خصوصا بعد بدءانكشاف خيوط جريمة اغتيال الرئيس الحريري والمناضلين الوطنيين سمير قصير وجورج حاوي أمام لجنة التحقيق الدولية برئاسة المحقق الألماني ( ديتليف ميليس ) وبعد أن أخذ التحقيق مسارا دقيقا سيصل إلى الحقيقة بعد أن سقطت كل جهود روْوس المافيا الأسدية في كل الصعد والمستويات لتضليل التحقيق في تبديل مسرح الجريمة وطمس الأدلة علّها تمر كما مر المئات غيرها في تاريخ هذه المافيا التي لامثيل لها في العالم لأنها نظام متكامل ودولة مصطنعة على مقياسها .. علّها تمر كحادث سير مجهول الفاعل بهذا الغباء ( الهبنقي ) يتصرف أقطاب المافيا الأسدية يدفعهم غرور المال الذي نهبوه دون حسيب أو رقيب للإستخفاف بجميع الناس . ولو لم يكونوا قمة الغباء أساسا لما مددوا للرئيس إميل لحود الذي لامبرر له وتسببوا بكل ماتلى ذلك وصولا توحيد المعارضة اللبنانية حول شعار الإستقلال والديمقراطية . وتوجوا غباءهم باغتيال الحريري . الزلزال الذي عصف بهم خارج الحدود إلى اللآرجعة . .. ثم راحوا يدينون أنفسهم بأيديهم بتبديل روْوس الجلاّدين الكبار في أجهزة القمع والإرهاب أملا بتبرئة المجرم الأكبر فأطاحوا بالسفاحين حسن خليل و بهجت سليمان وأتوا بمجرم أكثر إخلاصا لجهاز القتل اللواء هشام بختيار الملطخة أياديه بدماء المعتقلين الوطنيين ثم عينوا ( مملوكا ) ترضى عنه الدوائر الغربية وفق مانشر عنه رئيسا للمخابرات العامة ...كل هذه التبدلات بأحجار الشطرنج لن تحمي الملك الواقع أمام ضربتين لامفرمنهما : ضربة الداخل المحتقن منذ أمد بعيد والخارج الذي نفض يده من النظام الذي أضحى عبئا عليه بعد أن استنذه يحاول النظام المد بحياته مادامت أمريكا غارقة في وحل العراق لذلك يحمي النظام عددا كبيرا من روْوس الإرهابيين الذين يدربون ويمولون هوْلاء الضحايا الوافدين من شتى البلدان باسم الإسلام لقتل ضحايا بريئة في العراق فأحزمة الجنة الناسفة أو السيارات المفخخة . وقد ألقي موْخرا على عدد من هوْلاء الإرهابيين في الأردن واعترفوا على شاشة التلفاز أنهم تدربوا في معسكر في سورية بإشراف رئيس المدربين يسمى ( أبو الجنّة ) وأبو الجنة هذا يرسلهم ليموتوا ويقتلوا الناس الأبرياء ليس بينهم أمريكي واحد باسم المقاومة المزعومة لأن ( الحور العين وأنهار اللبن والعسل والخمر ) بانتظارهم في الجنة . كما أعلن عدد كبير من المسوْولين العراقيين في حكومتي علاّوي السابقة والجعفري الحالية عدة مرّات دور النظام السوري في تدريب وإرسال أولئك عبر الحدود ولم تجروْ الهيئات العراقية الرسمية وغير الرسمية تقديم مذكرة استنكار أو احتجاج ضد النظام السوري ويواصل النظام ترنحه بتصرفاته الإنتقاميةمن الشعب اللبناني الذي تحرر من كابوس إرهابه ونهبه وإذلاله ولم يجد وسيلة بعد حملة الإغتيالات التي ستوصله إلى حبل المشنقة قريبا سوى إغلاق الحدود أمام الشاحنات حينا واختطاف صيّادين من البحر وقطع أرزاقهم . الخ أما في الداخل يعيش هذا النظام نقطة الدم يسيطر على روْوسه والقسم الأكبر من قاعدته مرض ( الفوبيا ) المزمن حتى أضحى يخاف من زقزقات عصافير صغيرة على منتدى ثقافي اوكلمات إنسانية حملها مدافعون عن حقوق الإنسان أو معتقلون ظلما وعدوانا في سجون النظام من شعبنا العربي والكردي أعلنوا الإضراب عن الطعام تصوروا نظام الصمود والتصدي أمام أمريكا وإسرائيل يخاف من سفر مواطن مناضل ومفكر إلى خارج سورية ( الأستاذ أسامة كيلة ) ويهدده بمنعه من العودة إلى وطنه إذا حاول السفر .. ويخاف من حوار بين مجموعة أصدقاء من العمال حول برنامج تلفزيوني ويعتقلهم جميعا دون أية محاكمة لأن الحوار محرم في دستور المافيا الأسدية التقدمية جداّ جداّ . وأتوقع المزيد من القمع والإرهاب والهستيريا ضد جميع المواطنين وضد الوطن نحو المزيد من الحقد الطائفي المدمر ومصير هذا النظام في هذه المرحل يتوقف بالدرجة الأولى على تقرير لجنة التحقيق الدولية في لبنان التي لايمكن الإستخفاف بها ولن يفيد النظام تقديمه كبوش فداء من أمثال رستم غزالي وغيره .. فالعاصفة قادمة من الخارج مع الأسف وسترافقها عواصف داخلية ولو متأخرة ..بعد استحالة رحيل المجرمين دون خسائر لابد مندفعها لإسعادة الإستقلال أو شبه الإستقلال الوطني وبداية الطريق نحو الحرية لبناء دولة القانون وأبسط حقوق الإنسان ....؟
#جريس_الهامس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
منابع الإرهاب .. الحديث ....- 3
-
....2 منا بع الإرهاب الحديث
-
منابع الإرهاب الحديث
-
القتلة واللصوص يصبحون روْساء في أنظمة العمالة والرجعية السود
...
-
الدستور الديكتاتوري الأسدي أيضا ...3
-
مطالب هزيلة أمام نظام فاشي وفاسد حتى النخاع - تشريح الدستور
...
-
مطالب هزيلة أمام نظام فاشي فاسد حتى النخاع ومتغطرس ...؟
-
وداعا أيهاالشهيد الثوري .. جورج حاوي
-
لن يستطيع القتلة واللصوص اغتيال حزب الشهداء . واستقلال لبنان
-
بين إصدار قانون الطوارئ وفرض حالة الطوارئ في العالم المتمدن
-
لقد تشابه البقر .....؟؟؟
-
العهدة الأسدية .. وموْتمر التفليسة العاشر
-
ملاحظات سريعة حول موْتمر التفليسة الأسدية العاشر .. في دمشق
-
في ذكرى الشهيد البطل رفيق سكاف .. على بطاح الجولان - حزيران
...
-
من سيصفي التفليسة الأسدية في سورية
-
الماركسية وأفق البديل الإشتراكي العلمي
-
رد على دعوة الأستاذ سلامة كيلة ورفاقه
-
في الذكرى السابعة والخمسين .. لنكبة فلسطين
-
عيدالأول من أيار ... بين الأمس واليوم _ إلى ملحق الأول من أي
...
-
الراية البيضاء .......؟؟؟؟؟؟
المزيد.....
-
الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص
...
-
ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
-
مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
-
إيران متهمة بنشاط نووي سري
-
ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟
...
-
هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟
-
عاجل | مراسل الجزيرة: 17 شهيدا في قصف إسرائيلي متواصل على قط
...
-
روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة.
...
-
مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
-
مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ
...
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|