أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عبد الكريم وشاشا - بيان عن نهاية البطل- القبو- لدوستويفسكي














المزيد.....

بيان عن نهاية البطل- القبو- لدوستويفسكي


عبد الكريم وشاشا

الحوار المتمدن-العدد: 1263 - 2005 / 7 / 22 - 04:08
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


* الكل سيتذكر ولا شك تأثير معطف "غوغول" على الرواية الروسية .. روسيا القيصرية..روسيا الأرواح الميتة.. ولا أحد سيغض طرفه عن البصمات الواضحة للرواية الانكليزية، "ديكنز" على الخصوص، وعن الرواية الفرنسية، القمة "بلزاك" في " الأب غوريو" ، والذي سبق لدوستويفسكي أن ترجم له سنة 1843: Eugénie Grandet ..
متجاوزا استطاع دوستويفسكي أن يؤسس عمارته الروائية الشاهقة في أفق مغاير وسماء جديدة؛ إنها الجمهورية البوليفونية المتعددة والغنية بالأصوات وبالأزياء واللغات، بعيدا عن حاكمية السارد الصمدية الواحدية المطلقة.. حتى أن "الكونت تولستوي" هذا الفلاح الأول في الأدب الروسي بتعبير "لينين" والخصم الأبدي لدوستويفسكي، كانت"الإخوة كارامازوف" آخر قراءاته وهو على فراش الموت، كنوع من الاعتراف وإعادة الاعتبار .

** عرفت الرواية الدوستويفسكية تاريخيا الكثير من التجحيف والتغبين والأحكام الآثمة، ابتداء من الناقد "بيلينسكي" رأس حربة الديمقراطيين الروس، الذي انقلب إطراؤه واستقباله الحافلين للرواية الأولى "الناس المساكين" 1844 إلى هجوم وغارات قدحية لاذعة وأبدية قاطعة للنص الدوستويفسكي، فور صدور " المزدوج" سنة 1846. مرورا بسيف التكفير الذي رفعه "جدانوف" في تقريره الشهير غب البناء الكلياني للدولة اللاهوتية المطلقة.. هذا السيف الذي حاول باستماتة أن يقطع الأوصال اللحيمة لنظرية الأدب في الفلسفة الماركسية والنكوص بها وراء إلى الثنائيات الأسطورية والصراعات المانوية ومحاور الشر..
"القبو" من النصوص القصيرة والعميقة، بعد الانتهاء منها، سيخوض دوستويفسكي في أولى مغامراته الكبرى: "الجريمة والعقاب" 1966، حيث يتضافر التشويق البوليسي مع الإشكاليات الفلسفية الخالدة.
كتبت Le Sous-sol في أجواء رهيبة ملبدة بموت الزوجة الأولى " ماري ديميتريفنا" ونوبات حادة من الصرع ثم الغياب الفاجع للأخ الحميم "ميشال" الذي ترك وراءه أرملة وأربعة أطفال وديون متراكمة، هذه التركة الثقيلة، كلها سيحملها دوستويفسكي على رقبته.

*** في بنائه المخاتل، ينتمي نص "القبو" إلى نوع من الاعترافات Les Confessions وأيضا ينزع نحو اليوميات Le Journal ، وذلك على شكل مونولوج هذياني محموم، متقطع، متداخل، متناقض، متلعثم وحائر وهي خاصيات دوستويفسكية بامتياز..فإنسان القبو أو "الإنسان القبوي" إن صح الاشتقاق، قادر أن يلبث صامتا في قبوه أربعين سنة، لكن حالما يخرج من حفرته وينكشف فإنه سيتكلم ويتكلم، ويتكلم...
ويسجل أن هناك أشياء لا يمكن للإنسان أن يبوح بها حتى لنفسه.. ف"هاينه" يؤكد دائما أن لا وجود لأوتوبوغرافية حقيقية، لأن الإنسان يكذب كلما تحدث عن نفسه ف"روسو" في نظره طالما خدعنا في اعترافاته وبتبجح. لكن وبما أن إنسان القبو يكتب لنفسه متحررا بذلك من كل نظام وأمر رافضا كل قراءة، إذن فهو ببساطة وعفوية يكتب كل ما يتذكره.
إن إنسان القبو يصنف هذه اليوميات خارج الأدب، إنها عقاب وجزاء.. فهو ليس شريرا حتى وإن أراد ذلك ولا طيبا ولا وضيعا ولا بطلا ولا حتى حشرة.. هو خارج هذه الأحكام والمعايير، كل ما في الأمر، أن هناك بداخله تعتمل وتمور أشياء متناقضة متنافرة، يكتمها ويحبسها في قمقم ذاته ولا يرغب أبدا في اطلاف سراحها.. في أن يبوح ويعترف بها. لكن في ذروة تمزقه وتشظيه سيجد مخرجا: اللجوء والهروب إلى مضمار " الجميل والسامي" ..الاستدارة بكسل ولذة نحو الفن والأشكال الجميلة بواسطة الحلم، حلم بجنون ثلاثة أشهر متتالية.
هذه الاعترافات الدهليزية ينهض بداخلها تصور فلسفي عتيد ورؤية للعالم، منذ البداية وصاحب الاعترافات والمونولوج المرعب يتساءل بأفلاطونية فائقة:
- ما هو الأفضل؟
وبرد ضمني ذو مسحة مسيحانية:
- سعادة وضيعة سوقية أم معاناة رفيعة؟
ثم ما هو الإنسان؟
إن أحسن تعريف يمكن أن نعطيه لهذا الكائن الذي اسمه الإنسان: الجحود طبائع فاسدة منذ الطوفان الأكبر.. فالحضارة في نظر السارد القبوي حولت الإنسان إلى كائن يلغ قي الدم والوضاعة والجبن.. ويورد لنا مثال من العصر الروماني القوي والبربري.. فكيلوباترا تستمتع بصيحات الألم التي يطلقها العبيد وهي تغرز الإبر في صدورهم..
طبائع فاسدة ماضيا وحاضرا وكل محاولات تحرير الإنسان من عاداته القديمة لتصحيح إرادته وفق معطيات العلم باءت بالخسران والفشل.. محاولات عديدة كي تتوافق الإرادة مع العقل، لكن الإرادة تتأبى وترفض بعناد وأحيانا بغباء هذا التوافق....

**** إذا كانت ظروف الحروب الكونية وما أعقبها من دمار جواني وبراني، وانبثاق خريطة أخرى مغايرة، صادمة لكل الاستشرافات التفاؤلية والرومانطيقية الذي بشر بها طويلا فلاسفة الأنوار، هي التي أملت على "موريس بلانشو" كي يعلن في حواره الذي لا ينتهي عن نهاية البطل وظهور ما سماه ب" الجندي المجهول" .. فإنسان الأقبية وتحت الأرض من خلال هذيانه المحموم رسم لنفسه "أوتوبورتريه" بعيدا عن كل بطولة بل ضد بطل Intiheros خطوط داخلية جمعها السارد وانتقاها عن قصد وتعمد، ما هي يا ترى الخطوط والاضاءات التي أملت على دوستويفسكي العظيم كي يعلن هكذا نهاية؟؟
- قرن بيكل Bukle مؤرخ انجليزي في مؤلفه تاريخ الحضارة الانكليزية، يحاول أن يؤسس ويكتشف قوانين التطور الإنساني.
- عصر نابليون.
- اتحاد أمريكا الشمالية.
- الحرب بين بروسيا والدانمارك. بسبب النزاع بين دوقاتهما النزويين.
- Stenkaraziene ثائر قوقازي قاد هبة وانتفاضة شعبية في شرق روسيا القيصر إليكسي تم إعدامه سنة 1671.

***** سيكولوجية شخصية القبو، ربما إرهاصات لسيكولوجية أعمق ومأزومة لشخصية أخرى قادمة.. إنه بطل "الجريمة والعقاب"...



#عبد_الكريم_وشاشا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ورقة جنوبية


المزيد.....




- روسيا أخطرت أمريكا -قبل 30 دقيقة- بإطلاق صاروخ MIRV على أوكر ...
- تسبح فيه التماسيح.. شاهد مغامرًا سعوديًا يُجدّف في رابع أطول ...
- ما هو الصاروخ الباليستي العابر للقارات وما هو أقصى مدى يمكن ...
- ظل يصرخ طلبًا للمساعدة.. لحظة رصد وإنقاذ مروحية لرجل متشبث ب ...
- -الغارديان-: استخدام روسيا صاروخ -أوريشنيك- تهديد مباشر من ب ...
- أغلى موزة في العالم.. بيعت بأكثر من ستة ملايين دولار في مزاد ...
- البنتاغون: صاروخ -أوريشنيك- صنف جديد من القدرات القاتلة التي ...
- موسكو.. -رحلات في المترو- يطلق مسارات جديدة
- -شجيرة البندق-.. ما مواصفات أحدث صاروخ باليستي روسي؟ (فيديو) ...
- ماذا قال العرب في صاروخ بوتين الجديد؟


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عبد الكريم وشاشا - بيان عن نهاية البطل- القبو- لدوستويفسكي