|
تاريخ نشاة الابيض عروس الرمال
سرور حسن
الحوار المتمدن-العدد: 4459 - 2014 / 5 / 21 - 16:59
المحور:
سيرة ذاتية
تاريخ نشاة مدينة الابيض (عروس الرمال) النواة الأولى للأبيض هي قرية دار الكرم (الجلابية حالياً) وهى الابيض القديمة التي يُحكى ان إنسانها الأول اكتشف تجمع مياه في منطقة المديرية وكان ذلك في رحلة بحثهم عن حمار منصورة (اِللِّبيض) ومنصورة هذه السيدة الكريمة هي صاحبة الحمار اللبيض الذي شرد من قريتها (دار الكرم) إلى منطقة المديرية الحالية (الأمانة وما حولها) وفي رحلة بحثهم وجدوه في هذه المنطقة وكانت في ذلك الزمن أعشابها نضيرة ومياهها وفيرة فأرتحل جزء منهم إليها فكان الناس إذا أرادوهم يقولون نحن ذاهبون إلى مكان اللبيض وما زال أحفادها من البديرية أولاد موسى يرددون ( أبيض منصورة لا غلة لا مطمورة ) . ثم هاجر إليها أهل القرى القريبة والبعيدة وكانت الأبيض الحالية. والشيخ العارف بالله/ موسى الحجازى وهو مسمى على جدة الملك موسى(موسى الكبير) ومن ألقابه أيضاً/ موسى منارة زمانه لأنه كان حافظ ومحفظ للقرآن وكثيراً ما يرجع إليه الناس في تفسير القرآن والفتاوي، ويعتبر مؤسس لدار الكرم (الجلابية حالياً) حيث قام بتجميع القرى الصغيرة المتاخمة التي نشأت من أجيال بعيدة في قرية واحدة اسماها دار الكرم أما تلك القرية التي رفضت الانضمام إلى هذا التجمع الرائع بحجة أن قريتهم كبيرة ولا يريدون لها أن تذوب فأسموها (المنزفة) فهي نأت وابتعدت عن هذا التجمع فهي المبتعدة أو المنزفة بعيداً وهذه القرية لا زالت موجودة... والجلابية منطقة متاخمة للأبيض من الناحية الغربية وكان يسكنها الشيخ/ موسى الحجازي وقومة وهؤلاء ينسبون للملك موسى الكبير بالاضافة الى حلفائة ويسمون( بنفر موسى) وهم بقايا دولة البديرية التي اسقطتها دولة المسبعات بكردفان في بدايات القرن السادس عشر ، والشيخ/ موسى ولد وعاش فى هذة القرية الام, وعندما جاء الاستعمار العثماني (التركي) قاموا بترجمة هذا الاسم وأطلقوا عليها (كيكان خانة) أو (كيكان الدار)وتعرف ايضاً (بكيكنة الدميرة) بدلاً عن دار الكرم وتنطق بطريقة خفيفة (كيكنة) وفرضوه على أهلها ولاحقاً بعد الاستقلال قام البديرية أولاد الملك موسى بتغيير اسم منطقتهم هذه إلى الجلابية تيمناً بجدتهم صاحبة الحمار اللبيض (منصورة) التي أصبح الآن جزءها الشرقي حي من أحياء الأبيض، أما امتدادها غرباً لا زالت به مزارعهم وشيخ/ موسى الحجازى كانت تعترف به دولة المسبعات وتستعين به في إدارتها وفي كل ما يتعلق بهذه المنطقة التي كانت تمثل محطة مهمة جداً فى طريق الحج ويربطها طريق فرعى بدرب الاربعين, وكان ذلك قبل ان تتكون مدينة الابيض وقبل أن توجد وقبل أن تأخذ اسم اللبيض كانت هنالك قرية (دار الكرم) أو كيكان الدار أو الجلابية الحالية وكانت تأتي بعد أبو حراز فى البعد السياسى والاقتصادى لمملكة البديرية وكان آخر ملوكها هو الملك/ بلول المشهور وحكم في أواخر القرن الخامس عشر وهو صاحب القلعة المشهورة (كاب بلول) بجبل بشارة وهي منطقة مطلة على الحدود مع دارفور أنشأها كموقع دفاعى إستباقى.. والملك بلول صاحب العبارة المشهورة (نحن حدودنا من الكاب الى كابا) قضى عليه المسبعات بقائدهم السلطان/ هاشم بمكيدة حربية. بعد ذلك جاء السلطان/ هاشم الى منطقة دار الكرم وأعلن عن قيام دولة المسبعات بكردفان. وكانت الأبيض القديمة الجلابية (حالياً) عاصمة لها.. ودولة المسبعات طوت صفحة مملكة البديرية بكردفان التى اسسها الملك كردم الفوار وسميت علية كردفان او (بلد كردم الفوار ) والملك كردم دفن فى سفح جبل كردفان أما البديرية تراجعوا الى الجزء الغربى (الكيلو سبعة من طريق الابيض الخوى )الذي ما زالوا يسكنون فيه، وهذه هي الأبيض القديمة التى تطورت إلى مدينة الأبيض الحالية وتبقى قرية دار الكرم كما هي... بل هاجر معظم سكانها إلى داخل الأبيض الجديدة وتذوب (كيكان الدار) بل ويتغير اسمها إلى الجلابية ولم يتبق من أثرها شيء سوى الاطلال والأحفاد، البديرية أولاد/ موسى غرباً(جلابية الشيخ يعقوب الزاكى).... والمسبعات شرقا (جلابية الشيخ حسن ابوزوايد) وكلمة إللبيض هي لهجة بديرية خالصة حيث درجوا في لهجتهم على نطق الكلمات مثل الأحمر ويقولون (اِللِّحيمر) والأزرق يقولون (اِللِّزيرق) والأبيض يقولون (اِللِّبيض) لأن الاسم أصلاً جاء منهم المراجع: 1- تاريخ اصول العرب فى السودان-الفحل الفكى الطاهر (الصفحة 38) 2- رحلات إلى كردفان – الكاتب (بالم أجنتايوس) . 3- مذكرات (اثنوغرافيا السودان –مصر) للكاتب الفرنسىPenet 4- خزائن الإنساب لسوار الدهب . 5- كتاب مزيل الإلتباس في إتصال نسبنا بالعباس – للسيد أحمد الأزهري بن الشيخ إسماعيل الولي .
#سرور_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سحب الدخان تغطي الضاحية الجنوبية.. والجيش الإسرائيلي يعلن قص
...
-
السفير يوسف العتيبة: مقتل الحاخام كوغان هجوم على الإمارات
-
النعمة صارت نقمة.. أمطار بعد أشهر من الجفاف تتسبب في انهيارا
...
-
لأول مرة منذ صدور مذكرة الاعتقال.. غالانت يتوجه لواشنطن ويلت
...
-
فيتسو: الغرب يريد إضعاف روسيا وهذا لا يمكن تحقيقه
-
-حزب الله- وتدمير الدبابات الإسرائيلية.. هل يتكرر سيناريو -م
...
-
-الروس يستمرون في الانتصار-.. خبير بريطاني يعلق على الوضع في
...
-
-حزب الله- ينفذ أكبر عدد من العمليات ضد إسرائيل في يوم واحد
...
-
اندلاع حريق بمحرك طائرة ركاب روسية أثناء هبوطها في مطار أنطا
...
-
روسيا للغرب.. ضربة صاروخ -أوريشنيك- ستكون بالغة
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|