أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر حسين سويري - الثراء وصباغة الاحذية














المزيد.....

الثراء وصباغة الاحذية


حيدر حسين سويري

الحوار المتمدن-العدد: 4459 - 2014 / 5 / 21 - 02:01
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


" الثراء وصبغ الاحذية "
**********************
احيانا نسمع بحكايات عن اشخاص وكيف تغير بهم الحال ، ارتفعوا من الحضيض الى القمة ، أوبالعكس هنالك من نزل بهم الحال من القمة الى الحضيض ، وكنا حين سماعنا لتلك القصص نقول : انها افلام هندية او هي احدى قصص الف ليلة وليلة .....
اليوم اصبحنا نرى مثل هؤلاء الاشخاص والاحداث تجري امامنا على ارض الواقع , وفي مجتمعنا العراقي بالذات ، قد يستغرب القارئ من المجتمعات الاخرى هذه القصص , فهو لايزال يسمع بها ولم يراها ، لقد حظرنا وشاهدنا كيف سقط صدام وزمرته !! ، الذين كانوا يتحكمون بكل شئ داخل العراق ، يحيون ويميتون يرزقون ويمنعون , يفعلون مايحلو لهم دون خوف من شئ ، فلا رادع لهم ... ولكن ما بين ليلة وضحاها لم يجدوا مكانا يلجأوا اليه ليحميهم من الانتقام الذي بدء يحصدهم الواحد تلو الاخر وضاقت عليهم الارض بما رحبت ...
ثم بدء اناس كانوا لا يجدون لقمة العيش بشراء احدث المنازل وركوب اجمل وارقى السيارات ، ذات الماركات العالمية ، ان هذا الحدث بسيط الفهم ، فقد ذهب اناس اكتنزوا اموال الشعب وظهر اناس سرقوا اموال الشعب !! ، ولازالو يسرقون اموال الشعب بكل وقاحة !!! .....
اما موضوع مقالي فهو يختص بسؤال استوقفني : ما علاقة صبغ الاحذية بالثراء ؟!! ، قرأنا بان اشهر شخصية رياضية وخصوصاً في لعبة كرة القدم اللاعب البرازيلي (بيليه) كان يعمل في صباغة الاحذية ، وكذلك الممثل الامريكي الشهير (تومي كروز) كان صباغاً للاحذية ، وكلاهما نالا شهرة ومالا كثيرا ..... وقد عرض الفنان المبدع والممثل العربي الكبير (سمير غانم ) مسريحية حول موضوع صباغة الاحذية تحت عنوان (الاستاذ مزيكا) حيث قام بدور صباغ الاحذية (عبد السميع اللميع ) وكيف تحول الى فنان ذو شهرة وثراء .....
ان ما استوقفني فعلا قصة حدثت في حينا الصغير ، الواقع في اطراف بغداد ، ابان الحرب العراقية الايرانية في عقد الثمانينيات من القرن الماضي ، حيث كنت في المرحلة الابتدائية ، كنت كباقي الاطفال والصبية في الحي ، نشكل فرقاُ ونلعب كرة القدم ، كان من بين افراد فريقنا اخوين صبيين ، كانا اكبر مني سناً وكل ما اتذكره عنهما انه كان لهما اخ اكبر، والذي لم اره يوماً ولا اعرفه لحد الان ، ويعيشون مع ابويهما ، وكان الاب يعمل كعامل بأجر يومي والام ربة بيت ... وعند اصابة الاب بمرض اجلسه في الفراش , بدءا الصبيان بالعمل كصباغين للاحذية ، وكانا عند عودتهما من العمل عصراً ، يقصان لنا بعض المواقف المضحكة التي تجري لهما مع الزبائن ..... وفي احد الايام توفي ابوهما مما اضطر الابناء الى مضاعفة جهدهما في العمل فلم نعد نراهما الا نادراً ، حيث بدؤوا بالخروح من الصباح الباكر ولايعودون حتى ساعات متأخرة من الليل واتخذوا من (كراج النهضة) وسط بغداد مقراً لعملهم ، حيث كان افراد الجيش يلتحقون بوحداتهم العسكرية عن طريق هذا الكراج ، ولذلك يجد صباغ الاحذية رزقه هناك بوفرة .... وفي فجر احد الايام استفاق الولدان مع اخوهما ولم يجدوا امهم!! حيث اكتشفوا بانها جمعت اغراضها وذهبت متخذة الليل سترا لها الى مصير لازلنا نجهله!! ... وما هي الا ايام حتى باع الاولاد المنزل وتركوا الحي ولم نعد نراهم ، وبعد مرور السنين ومع دخول الالفية الثالثة ، ظهر الولدان مع اخيهم الكبير وقد اصبحوا من الاثرياء!! ، اشتروا لهم منازل في نفس الحي وبدؤا باقامة الولائم لاهل الحي ، وبدء متملقوا الثراء بالاتصال بهم ونعتهم باحسن الصفات ولم يعرف احد لحد الان سبب الثراء الذي اصابهم ......
مما يجدر ذكره ايضا في هذا المقال حكاية يرويها لنا الاستاذ الوردي(رحمه الله) انه كان واقفا في دكان صباغ للاحذية في احدى الدول الغربية ، حيث جاء رجل يرتدي بدلة وربطة عنق ويحمل بيده حقيبة تدلل على انه صاحب مركز وظيفي واجتماعي ، فسلم على صاحب الدكان وجلس وبدء معه الحديث عن حفلة لليلة البارحة وبعض الامور العائلية والاجتماعية ، ثم نظر الرجل الى ساعته فقام وودع صاحب الدكان وغادر ، يقول الوردي : فاستغربت الحالة وسألت صاحب الدكان عن الرجل والذي لم تكن لديه حاجة عنده ، فقال صاحب الدكان : ان الرجل صديقه وهو مدير المستشفى المقابل ويقوم يوميا بالمرور بصاحب الدكان قبل الذهاب الى عمله !! .....
نستنتج من مجموع ما قلناه ان هناك علاقة قد تكون باراسيكلوجية او حتى سايكلوجية بين صباغة الاحذية والعمل بها مع الثراء والاثرياء لعل بعض مراكز الابحاث تقوم بدراستها .....
بقي شئ ... في بغداد اليوم اختفى صباغوا الاحذية ولا ادري لماذا ؟! وما ارجوه ان يقرأ بعضهم مقالي هذا لعله يعود الى عمله.....



#حيدر_حسين_سويري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الكتاب والقارئ
- قصيدة - وطن -
- ثلاثة قصص
- بين الغابة والاسطبل
- ابتكارات مع اقتراب موعد الانتخابات
- الشهيد
- وداوها بالتي كانت هي الداء
- زمن العجائب !!!
- أكرام الضيف والتطور الحضاري
- قصيدة - حيرة -
- نقمة النسيان
- قصيدة - صديقة -
- سياسة الأزمات
- قصيدة - قطرٌ وحجاز-
- مكرمة الرئيس!! ألغاء الدوام الرسمي ليوم السبت
- قصيدة - المؤتمر -
- مظلومية المرأة العربية
- ماذا يحصل لو ..... ؟!!
- المناهج الدراسية والتطور التكنلوجي
- ريفان 2


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر حسين سويري - الثراء وصباغة الاحذية