|
تغيير الشعب قبل تغيير الحكومة
علي الصراف
الحوار المتمدن-العدد: 4459 - 2014 / 5 / 21 - 02:00
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
توجهه الملايين من العراقيين في يوم 31/4/2014 الى مراكز التصويت للادلاء باصواتهم حبا في التغيير اي تغيير الوجوه التي حكمت العراق تطلعا منهم نحو مستقبلا افضل و غد مشرق الا ان الصدمة التي حصلت بعد اعلان النتائج الانتخابيه بفوز دولة القانون و التي يتزعهما رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي باكثر من 90 مقعدا داخل قبة الانتخاب ما هو الا ضربه واضحه لكل اوجهه الديمقراطيه و من هنا تبدأ المقارنه . بعد ظهور النتائج و حتى قبل ظهورها بايام تعالت الاصوات المندده باللجنه العليا المستقله للانتخابات بعدم شفافية الانتخابات و التزوير الواضح و الصريح و التلاعب بنتائج الانتخابات و جميع تلك الاتهامات كانت باوراق ثبوتيه او مجرد تصريحات لا غير و في كل الاحوال ان التلاعب ( ان حصل ) فهو دليل واضح على نجاح المالكي بشراء الجهات المستقله ايضا و من يعلم ايضا ما يمكن شراءه في الاربع سنوات المقبله, كما ان تلك الكتل و الائتلافات و التي نادت بضرورة محاسبة الهيئه العليا المستقله للانتخابات كانت تصريحاتها الناريه من منطلق المراقبين للكيانات السياسيه الذين تم توزيعهم على مراكز الاقتراع و نتائج العد و الفرز الاولي التي تم احتساب الاصوات فيها بعد انتهاء عملية الاقتراع مباشرة , الا ان التغيير في نتائج الانتخابات خلف صدمة قوية و صفعة ايضا في وجهه جميع الكتل السياسيه و كل من طالب بالتغيير ايضا اي ان نظام المالكي باقي رغم انوف الجميع . اما من جانب اخر فقد تكون جميع تلك الاصوات و التي جهرت بعمليات التزوير و التلاعب بالاصوات ليست صحيحه و ما هي الا تشويه للعملية الانتخابيه في العراق و ان كان هذا صحيحا فان هذا يعني ان المالكي ايضا قد نجح بشراء اصوات الشعب و ذممهم فلا يمكن ان يكون جميع المصوتين للمالكي لم يعانوا اثار التفجيرات التي تحصل يوميا في العراق ! , و ليس من الممكن ان يكون جميع المصوتين للمالكي لم يخسروا اقربائهم و احبائهم جراء عمليات الاغتيال و الانفلات الامني في العراق ! , و هل من المعقول ان جميع المصوتين للمالكي لم يذوقوا حر الصيف في انقطاع التيار الكهربائي ؟ و هل جميعهم ميسوري الحال فلم يشعروا بغياب البطاقة التموينيه ؟ و هل من المعقول ان جميع المصوتين للمالكي لم تدخل مياه الامطار الى بيوتهم و تغرقها ؟, هل يحمل جميع المصوتين للمالكي ( باجات امنيه ) تخولهم للتحرك في الشارع بحرية كامله دون الانتظار لساعات على المفارز الامنيه ؟ , الم يعاني احمد المصوتين للمالكي من ارهاب القوات الامنيه المكلفة بحماية الوطن اولا و الشعب ثانيا ؟ , هل افتقد احد المصوتين للمالكي سوء مياه الشرب و انقطاعها و سوء شبكة الصرف الصحي ؟ , هل خرج احد المصوتين الى العاصمة بغداد و ليرى ( ناطحات السحاب من اكوام القمامة على الارصفه ) الم يحاول احدهم حتى التجول في مناطق العاصمة ليرى الخدمات ؟ و هل من الممكن اي يشرح لنا احد المصوتين افضل انجازات المالكي ( ان وجدت ) ؟ . و السؤال الموجهه للجميع , الم يرى الجميع سرعة نشر الدعايات الانتخابيه و سرعة رفعها مقارنة بسرعة اعمار العاصمه و المحافظات الاخرى ؟ من الممكن ان يقسم جميع المصوتين لدولة القانون الى قسمين اساسيين اولهم هو القسم المنتفع و هذا القسم هو عبارة عن جميع الشخصيات السياسيه و الدينيه و الامنية و العسكرية المنتفعه من قيادة المالكي الضعيفه اي ليس من المعقول ان يكون جميع المصوتين هم راضون عن اداء حكومة ثمان سنوان من الفشل في شتى المجالات و ليس من المعقول ان دولة القانون هي المتصدر الاول بالوزراء الهاربين و المحكوم عليهم و المتهمين بقضايا فساد و سرقة اموال الشعب اذن ليس جميع المصوتين لدولة القانون هم من المؤيدين لها بل يوجد القسم المنتفع من القيادة الضعيفه و الذي يصر على بقاء المالكي في مركز الحكم حتى يتسنى لهم المزيد من الوقت للتمتع بخيرات الوطن و سرقة اموال الشعب و الانفراد بالسلطه بسبب ضعف الحكم و غياب الاجهزة الرقابية و قد تصل احيانا الى دعم مباشر من مكتب رئاسة الوزراء او تسهيل الهرب الى خارج القطر مثلما حدث مع المفتش العام لوزارة الصحه او وزير التجارة السابق . اما القسم الثاني الا و هو القسم المؤيد للمالكي و دولة القانون و الذين يتكونون من هم يجدون في المالكي مختار العصر و الذي سوف ينصر المذهب و يعز الاسلام و المسلمين و منهم من يجدون منه القائد الامثل كونه حارب الارهاب على مدار 8 سنوات لينافس اطول حرب خاضها العراق في تاريخه و التي طالت ثمان سنوات مع ايران , و منهم من يجد في المالكي ( السارق المتخم ) و يفضله على وجوه جديده تسرق و لكنها لم تتخم بعد , و منهم من يجد فيه الاب الحنون و الذي يعير اهتمامه للشعب دائما و يتأثر المواطنون بتصريحاته الرنانه و احلامه الورديه , منهم من يجد في تسليم المالكي السلطه هو الحل الامثل بدل من تسليم السلطه لاشخاص قد لا يناصرون المذهب , و و و و الخ و تتتعدد الاسباب . لست من المؤييدين لاي من الكتل و الاحزاب و الائتلافات السياسيه و لا ادعم اي قائمة سوى التغيير , اي تغيير الحكومة بصورة كامله فلا احبذ وجود برلمان ميت سريريا و لا احب ان اجد العراق يسرق من كل حدر و صوب و لا افضل وجود رئيس وزراء لا يعلم ما يدور في حكومته ولا في البلد الذي يفترض ان يديره , لا احب الاقوال بل لا اقدس الافعال و كل هذا لم اجده في حكومة المالكي طوال السنوات الماضيه و ان احببت ان اكتب عن المفارقات التي حدثت و التصريحات المتناقضه فاجد من كتابة كتاب كامل في ذلك افضل من ان يكون على شكل مقالات منثورة . ان فشل المالكي الواضح و الصريح في بناء دولة قوية يسودها القانون بصورة صحيحه هو ابسط الاسباب لدعم العراقيين للتغيير كما ان معاناة الشعب العراقي بكافة اطيافه و قومياتهم من بطش الحكومة و الارهاب و القوى الامنية و حتى من استغلال المواطنين لبعضهم و بطش احدهم في الاخر هو ما دفع العراقيين للمطالبة بالتغيير , ان تراجع مستوى المعيشة في العراق و انتشار الاحياء العشوائيه هو سبب واضح في مطالبتهم بالتغيير , كما ان تدهور اقتصاد البلد و نسبة البطالة العالية و مستوى الفقر المخزي هو الذي يطالب بالتغيير , دماء الشهداء الذين سقطوا على ارض العراق بشتى الاسباب و بمختلف الطرق جميعهم ينادون بالتتغير , في حال ترشيح المالكي للولاية الثالثة و دخول العراق في اربع سنوات مظلمة جديده ولا يجب محاسبة المالكي بعدها على اخطائه على قدر ما يجب محاسبة الذيين ادلوا باصواتهم للمالكي و الذيين وضعوا ايديهم في خراب العراق اكثر و اكثر , بل يجب تغيير الشعار الاهم و وضع بعض اللمسات عليه فبدل ان يكون ( تغيير الحكومة ) من الافضل ان ننادي ( بتغيير الشعب ) , هنيئا للشعب العراقي عرسه الانتخابي و هنيئا لجميع الفائزين في الانتخابات البرلمانيه العراقيه و على امل ان نجد التغيير .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ علي الصراف
#علي_الصراف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يَكتب و لا يُكتب ، يسجل و لا يُسجل
-
قريبا من الواقع ، بعيدا عن المجاملة , بصراحة اكثر
-
جرائم الشرف , بغياب الشرف
-
لو انتصر الفقراء
-
ثمان سنوات من الاستغباء !!
-
سباق ( القبه ) , في طريق الانتخابات البرلمانيه المقبله
-
القانون فوق الجميع ... الا هم !
-
خمسون يوما من السواد
-
الأنتماء ...... لمن ؟؟
-
شذوذ , من نوع أخر
-
تقاتلوا , لم اعد اهتم
-
منابركم , عمائكم ... تقتلنا
-
خطباء التحريض
-
المرأة بين الظلم و الظالم
-
الطائفيه السياسيه
-
تجار الدين
المزيد.....
-
القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل-
...
-
مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
-
ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو
...
-
المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح
...
-
أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202
...
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|