عبد السلام الزغيبي
الحوار المتمدن-العدد: 4458 - 2014 / 5 / 20 - 17:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الجميع شارك في الثورة والتغيير الذي حدث في ليبيا، كل واحد من موقعه وبالطريقة التي تناسبه، لا نستطيع ولا يحق لنا أو لغيرنا، أن يقلل من أهمية الدور الذي لعبه هذا الشخص او ذاك الفصيل، أو تلكم المجموعة.
لا احد بمقدوره أن يزايد على الأخرين أو يعطي لنفسه الحق دون غيره بأن يصبح هو المتحدث والناطق باسم الثوار.
شارك في التغيير، الكاتب الذي بشر بالثورة، والخطيب والشيخ الذي علم تلاميذه وارشدهم الى الايات القرانية التي تدعو الناس لرفض الظلم، والطالب الذي تفوق في دراسته من اجل خدمة ليبيا المستقبل، والام التي ربت اولادها على قيم الشرف والطهارة ودفعتهم لخوض معركة الكرامة، والزوجة التي كانت سندا لزوجها في تلك الايام العصيبة قبل الاطاحة بحكم الطاغية، ورجال الامن والجيش الشرفاء الذين انحازوا منذ الايام الاولى للثورة ، والعاطل عن العمل الذي صبر ولم تغره دنانير السلطة للانضمام لكتائب القذافي. والرياضي الذي دافع عن مدينته ولبى النداء، والمداوم على الحضور في ساحة الحرية، يرفع من معنويات الشباب في الجبهات، وكل من ساعد في جهود الاغاثة والتطبيب، وحماية الجبهة الداخلية،وكل شباب الاعلام الذين أوصلوا صوت وصورة الثورة للعالم كافة.
كل هؤلاء شاركوا الملحمة التي شهد لها العالم ضد نظام فاسد.
جميع من كانوا في احتجاجات الحركة الطلابية الليبية ضد نظام القذافي، من سجنوا وعذبوا وهجروا واستشهدوا. وكل من قاموا بمحاولات للانقلاب على حكمه والاطاحة به ، ودفعوا الثمن غاليا سجنا وتعذيبا واعداما. كل من اغترب وهاجر قسرا من وطنه وناضل بقلمه وبغيره، وتعرض للمطاردة والاغتيال. كل من أختار أن يبقى شريفا عفيفا في سنوات الفساد والسرقة، ولم يبع نفسه للنظام.
كل هؤلاء مهدوا للثورة وشاركوا فيها وصنعوها.
تاريخ النضال ضد انقلاب القذافي بدأ منذ السنوات الاولى على الانقلاب، وسنكون غير منصفين ومزورين للوقائع لو اعتبرنا ان الثورة بدأت فجأة في 17 فبراير 2011 .
فالثورة جاءت نتاجا لعملية تراكم متصل ولنضال وارهاصات بدأت منذ الشهور الاولى لانقلاب سبتمبر 1969.
أما ان يخرج علينا شخص، ايا كان هذا الشخص ، محاولا أن يحتكر الثورة ويجيرها لنفسه، او لمجموعته او فصيله فهذا تزوير في اوراق رسمية.
الشعب الليبي هو من صنع الثورة، ومصلحته هي في بناء دولة الحرية والكرامة والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة ، وضمان حقوق الإنسان والمساواة في المواطنة، واستقلال القضاء في إطار دولة القانون وتحقيق التنمية المستدامة.
وعندما تتعارض مصلحة الشعب مع رغبات من يريدون أن يحتكروا ويجيروا الثورة بقوة السلاح لخدمة مصالح فئوية وجهوية وقبلية فإننا نسير بلا أدني شك في الاتجاه الخطأ والذي يقودنا حتما إلى الخراب.
#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟